دوران يخطف نجومية «كلاسيكو» النصر والأهلي
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
الرياض (أ ف ب)
حسم الوافد الجديد الكولومبي جون دوران «الكلاسيكو» لمصلحة النصر، بقيادته إلى الفوز على مضيفه الأهلي 3-2، رغم النقص العددي، وذلك في المرحلة العشرين من الدوري السعودي لكرة القدم.
وسجل دوران «ثنائية» في الفوز الخامس توالياً للنصر الذي أكمل اللقاء بعشرة لاعبين منذ بداية الشوط الثاني، بعد طرد الفرنسي المدافع الفرنسي محمد سيماكان، ليرفع الكولومبي رصيده إلى 4 أهداف في 3 مباريات بألوان الفريق المنضم إليه أواخر الشهر الماضي من أستون فيلا الإنجليزي.
وبفوزه الثالث عشر للموسم، رفع فريق المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي رصيده إلى 44 نقطة في المركز الثالث بفارق 5 نقاط عن الاتحاد المتصدر ونقطتين عن الهلال حامل اللقب وثاني الترتيب، وذلك قبل مباراتي الأخيرين مع الوحدة السبت والرياض الجمعة توالياً.
في المقابل، توقف مسلسل انتصارات الأهلي عند أربع مباريات توالياً، ومني بهزيمته السادسة للموسم، وتجمد رصيده عند 38 نقطة في المركز الخامس.
وجاءت المباراة حامية منذ البداية، وأعتقد الجزائري رياض محرز أنه وضع الأهلي في المقدمة، لكن حكم الفيديو المساعد (الفار) تدخل لإلغائه بداعي التسلل (6).
وتعرض النصر لضربة بإصابة البرتغالي أوتافيو مونتيرو، ما اضطر بيولي لاستبداله في الدقيقة 16 بأيمن يحيى الذي كان خلف هدف التقدم لفريق، حين قام بمجهود فردي قبل تمرير الكرة إلى دوران الذي أطلقها من خارج منطقة الجزاء على يسار الحارس السنغالي إدوار ميندي (32).
وقبيل صافرة نهاية الشوط الأول، تعرض النصر لضربة أخرى بإصابة الظهير الأيمن سلطان الغنام الذي ترك مكانه لعلي لاجامي (43).
وكان الأهلي قريباً من خطف التعادل لكن العارضة تدخلت لصد تسديدة قوية من عبد الله العمار (44).
وبدأ الأهلي الشوط الثاني بقوة وسجل علي مجرشي هدفاً رائعاً، لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل في الدقيقة 47 التي شهدت توجيه البطاقة الحمراء لسيماكان، بعدما قام بالاعتداء على الإنجليزي إيفان توني من دون كرة.
وتصدى الحارس البرازيلي بينتو لفرصة خطيرة للأهلي عبر الإيفواري فرانك كيسيه (69)، ثم اشتعلت المباراة في دقائقها الأخيرة بعدما سجل إيفان توني هدف التعادل للأهلي عقب عرضية من الإسباني جابري فيجا حولها الإنجليزي برأسه في الشباك (78).
ورد أيمن يحيى سريعاً، وأعاد النصر إلى المقدمة بعد أقل من دقيقتين، إثر عرضية أرسلها علي الحسن تابعها نحو المرمى، صدها في بادئ الأمر ميندي لكن الكرة عادت إليه فسددها في الشباك (80).
ولم تنتهِ الإثارة عند هذا الحد، بل أضاف دوران الهدف الثالث للنصر في الدقيقة 88 بعد هجمة مرتدة قادها الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش.
وقلص الأهلي النتيجة بهدف ثانً في الوقت بدل الضائع، بعد ارتباك بين مدافعي النصر، ما سمح لكيسيه في التسديد نحو المرمى فتدخل بينتو، لكن الكرة سقطت أمام سميحان النابت الذي وضعها في الشباك (7+90).
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السعودية الدوري السعودي النصر الأهلي الهلال اتحاد جدة كريستيانو رونالدو
إقرأ أيضاً:
"طوفان الأقصى" الذي عرّى الاحتلال
سالم بن نجيم البادي
طوفان الأقصى- نتَّفق أو نختلف مع من قاموا به- هل كان مُجازفة أو مُغامرة غير محسوبة العواقب؟ هل كان تهورًا أو انتحارًا؟ وهل غفل من خططوا له عن تبعاته الكارثية؟
لا أعتقد ذلك؛ لأنَّ من نفذوا طوفان الأقصى هم أعلم النَّاس بعدوّهم، وبشراسته وعدوانيته وإرهابه وإجرامه. لقد أذاقهم هذا العدو كل أنواع العذاب والقهر والتنكيل والقتل والاغتيالات التي تلاحق الإنسان الفلسطيني في كل بقاع الأرض، والمجازر المستمرة منذ أكثر من سبعين سنة، والتهجير، وسرقة الأرض وتجريفها واقتلاع الأشجار وتخريب المزروعات وسرقة المياه، مع الإذلال على الحواجز المُقامة في كل شبر، والاعتقالات العشوائية، والتحقيق المقترن بالتعذيب، وقد ضاقت السجون الإسرائيلية بالمعتقلين من الرجال والنساء والأطفال والمحتجزين إداريًا دون محاكمة.
كما يُغلَق المعبر بين حين وآخر لمنع دخول الطعام والوقود، مما يعني انقطاع الكهرباء والماء وتوقف المصانع وإصابة الحياة كلها بالشلل التام. وفي هذا عقاب جماعي لكل النَّاس.
لقد استمر حصار غزة أكثر من سبعة عشر عامًا، حصارًا خانقًا برًا وبحرًا وجوًا.
إنِّه احتلال بغيض ومجرم وعنصري حاقد، قائم على الكراهية والحقد والغرور والطمع في التوسع على حساب الشعوب الأخرى. وأجزم أنَّه لو أنَّ أي شعبٍ تعرّض لما تعرّض له الشعب الفلسطيني، لفعل مثل ما فعل أهل غزة وأكثر.
إنَّ هؤلاء المتعجرفين المهووسين بالتعالي والوهم والكذب والخداع، شذاذ آفاقٍ قدموا من كل بقاع العالم هروبًا من تاريخهم الدموي الأسود الذي عُرفوا به بين شعوب الأرض. كل الصفات القبيحة كانت تلاحقهم عبر التاريخ.
وبعد كل هذا، يأتي من يلوم من نفذوا طوفان الأقصى ويتحدث عن الإبادة الجماعية وعدد القتلى والتجويع والتدمير!
وقد تناسى هؤلاء، بقصد أو بغير قصد، أن كل الشعوب التي تحررت من الاستعمار عبر التاريخ ضحّت بملايين البشر الذين قُتلوا في سبيل الحرية والكرامة. وفي التاريخ المعاصر نذكر الجزائر واليابان وفيتنام، ودولًا كثيرة مات أهلها في سبيل الوطن؛ بل إن البشر قد يموتون نتيجة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل.
وهنا.. لا نُرحّب بالتأكيد بالقتل ولا نستهين بالشهداء الذين قُتلوا في غزة، وعددهم يتجاوز 66 ألفًا؛ فالنفس الإنسانية غالية، لكن هذا شأن الحروب في كل مكان، والحرية تستحق التضحية.
ولا خيار لأهل غزة سوى الصمود والتضحية، فقد جرّبوا الجنوح إلى السلام في اتفاقية أوسلو، ولكن لم يتغير شيء، وبقي الاحتلال جاثمًا على صدورهم.
لقد أعاد طوفان الأقصى الزخم إلى قضية الشعب الفلسطيني، ورأينا مُعظم شعوب العالم تنتفض تضامنًا مع الفلسطينيين. وأظهرت الاستطلاعات في الولايات المتحدة الأمريكية- وهي معقل الدعم والتأييد لإسرائيل- انحسار هذا الدعم. كما اتفقت دول كثيرة على ضرورة محاكمة قادة الاحتلال لدى محكمة العدل الدولية، وصار التعاطف سيلًا هادرًا مع قضية الشعب الفلسطيني عند كل أصحاب الضمائر الحية والقلوب الرحيمة وأنصار الحق والعدل والإنسانية.
لقد عرّى طوفان الأقصى الاحتلال، وكشف وجهه القبيح، وارتفع الصوت الفلسطيني ووصل إلى العالم كله.
رابط مختصر