كاميرون هدسون: ترمب لن يسمح بأن يكون السودان ملجأ للإرهاب .. قال إن ردة فعل واشنطن ستكون قوية على القاعدة الروسية في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
قال الدبلوماسي الأميركي السابق، كاميرون هدسون، إن إدارة الرئيس، دونالد ترمب، ستكون مهتمة بمسألة الحرب في السودان، لأنها لا تريد أن يكون ملجأ آمناً للإرهاب، ولا تريد تشظيه ليصبح مثل الصومال أو ليبيا، وأضاف في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، من العاصمة الكينية نيروبي، أن الإدارة الأميركية تسعى لحفظ الأمن على طول البحر الأحمر،
دبلوماسي أميركي سابق: ترمب لن يسمح بأن يكون السودان ملجأ للإرهاب
كاميرون هدسون قال لـ«الشرق الأوسط» إن ردة فعل واشنطن ستكون قوية على القاعدة الروسية في البحر الأحمر
نيروبي: الشرق الأوسط / محمد أمين ياسين
قال الدبلوماسي الأميركي السابق، كاميرون هدسون، إن إدارة الرئيس، دونالد ترمب، ستكون مهتمة بمسألة الحرب في السودان، لأنها لا تريد أن يكون ملجأ آمناً للإرهاب، ولا تريد تشظيه ليصبح مثل الصومال أو ليبيا.
وأضاف في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، من العاصمة الكينية نيروبي، أن الإدارة الأميركية تسعى لحفظ الأمن على طول البحر الأحمر، «وهذا يعني أن تظل روسيا وإيران بعيدتين عن حيازة أي قواعد في تلك المنطقة»، كما تريد لحركة السفن والملاحة أن تمضي في حركتها بصورة آمنة.
وقال هدسون الباحث البارز في برنامج أفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن إدارة ترمب، تهتم أيضاً بالسلام في منطقة «الشرق الأوسط»، ولتحقيق هذا الأمر، تحتاج إلى توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية التي وقع عليها السودان سابقاً، لكن كيف يمكن لهذه الاتفاقية أن تمتد وتتسع في ظل ظروف الحرب التي يخوضها السودان؟ ولكي تضمن السلام في السودان، من الضروري أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط.
القاعدة البحرية الروسية
وتعليقاً على الاتفاق بين السودان وروسيا، بمنح الأخيرة قاعدة بحرية على البحر الأحمر، قال: «لست متأكداً من مدى صدقية ذلك الاتفاق، وما تلك الصفقة، لكن إن كان هذا صحيحاً، فمن المؤكد سيكون إشكالية كبيرة لترمب، وسيكون له رد فعل قوي حتى يعلم السودان أن ذلك الاتفاق كان خياراً سيئاً، و«يجب أن يخاف الناس من ذلك»، وأضاف: «لذلك لا أتمنى أن أرى روسيا تهدد مصالحه في البحر الأحمر».
وبشأن أولوية الملف السوداني، قال: «إدارة ترمب لم تعين بعد فريقها الذي سيدير الشؤون الأفريقية، وهذه تتطلب تعيين بعض الموظفين الرسميين الذين يمكن أن يديروا هذا الملف، ربما لا يتم هذا فورياً، ونأمل أن يكون قريباً، لأن الوضع في السودان يقتضي الإسراع في ذلك الملف، وأعتقد جازماً أن الرئيس ترمب سيعين مبعوثاً خاصاً للسودان، يساعد ذلك في خلق تفكير جديد، بالنسبة لما يمكن أن يفعله في السودان».
وتوقع هدسون أن تواكب إدارة ترمب أي متغيرات يمكن أن تحدثها الحرب في السودان، في إشارة منه إلى التطورات على المستوى العسكري الميداني، وقال: «الوضع الآن أن الجيش السوداني استطاع أن يستعيد العاصمة الخرطوم، لكن هناك أيضاً إمكانية أن تستولي قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ومن ثم تسيطر على كل إقليم دارفور، ومن ثم سيؤدي ذلك إلى وجود حكومة ثانية في الفاشر».
خيارات الإدارة الأميركية
وتابع: «لا أستطيع أن أتنبأ كيف يمكن أن تستجيب إدارة الرئيس دونالد ترمب لذلك السيناريو، ربما يتيح الوضع الراهن إمكانية لمفاوضات سلام أعتقد أن الإدارة الأميركية ستدعمها، لكن هذا السيناريو يمكن أيضاً أن يحدث فوضى كذلك وفقاً لما ستؤول إليه الأمور، وفي ليبيا توجد حكومتان، ونحن نتحدث مع كلتيهما». وفي هذا الصدد أشار هدسون، إلى شهادة وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أمام الكونغرس، التي وصف فيها «قوات الدعم السريع» بأنها ميليشيا ارتكبت جرائم إبادة جماعية، وقال: «لذلك لا أعتقد أن وزارة الخارجية يمكن أن تدخل في مفاوضات معها، أو تتعامل مع الحكومة في الفاشر بوصفها حكومة شرعية».
وأضاف: «أتوقع أن يكون أداء إدارة ترمب في الملف السوداني أفضل من إدارة الرئيس السابق جو بايدن، التي كانت تتعامل مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، باعتبار أن كليهما مدان، وغير شرعي بالمستوى نفسه، نأمل من إدارة ترمب أن تعدّ الجيش السوداني رغم ارتكابه جرائم في الحرب، لكنه مع ذلك يظل مؤسسة دستورية من مؤسسات الدولة، وينبغي أن يعامل على هذا الأساس».
بايدن كان بطيئاً
ورأى هدسون أن «إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، كانت بطيئة في رد فعلها عندما وقع انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وعندما اندلعت الحرب في البلاد، كما أن تجاوبها كان بطيئاً، ولم تقم بتعيين مبعوث خاص إلّا بعد مرور عام على الحرب، التي ظلت مشتعلة كل هذا الوقت. لذلك اعتقادي أن إدارة بايدن لم تول السودان اهتماماً كافياً، كانت خاملة في البداية، ثم صرحت بأنها تتعامل مع الجيش والدعم السريع بالمستوى نفسه، ثم أوقفت تفاهماتها مع الجيش والذين يتحاربون على الأرض، وقررت أنها ستتفاهم فقط مع القوى المدنية، لكن هذه القوى لم تكن منظمة وموحدة، ولا تملك تصوراً لوقف الحرب».
وتابع هدسون أن محاولة الإدارة السابقة العودة بالأوضاع في السودان إلى مرحلة الثورة ليست صائبة، ولن تستطيع أن تعود بالزمن إلى الوراء، وتتخلى عن التعامل مع حالة الحرب التي كانت قد بدأت بالفعل.
وبشأن مصير العقوبات الأميركية على قادة طرفي الحرب، قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وقائد «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، قال: «إذا كانت إدارة جو بايدن تريد فرض عقوبات، كان ينبغي أن تفعل ذلك منذ بداية الحرب، وليس في الأيام الأخيرة».
وأضاف هدسون: «في اعتقادي أن الإدارة السابقة أساءت استعمال العقوبات، لكن على أي حال فإن العقوبات لا تزال سارية، وأمام إدارة ترمب فرصة لاستخدام هذه العقوبات في ماذا تريد أن يحدث في السودان، وأن تضع قائمة بالشروط التي يمكن أن تعمل على رفع العقوبات وتحديداً عن الجنرال البرهان، ورأيي أن تتحدث الإدارة الأميركية علناً عن الطريقة التي يمكن أن ترفع بها العقوبات، وتنص على هذه الشروط بوضوح شديد لإزالتها».
البرهان لا يريد الحرب
ووصف الدبلوماسي الأميركي السابق، رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، عند زيارته إلى بورتسودان في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأنه جنرال «حكيم جداً»، ويستشعر أن الحرب مدمرة لبلده وشعبه ولاقتصاده.
وقال: «ما سمعته منه أنه لا يريد لهذه الحرب أن تستمر أكثر مما يجب»، ويرى أن مبررات إنهاء الحرب ليست كافية، ويجب أن يكون هناك سلام، هو لا يريد للقتال أن يتوقف ثم تعود الحرب لتبدأ من جديد.
وأضاف: «في تقديري أن البرهان يريد وقف الحرب، لكن يجب أن يجد حلاً لتهديدات (قوات الدعم السريع)، "لذلك ليس الأمر أن تقف الحرب فقط، وبالنسبة له يجب أن يكون هناك حل مستدام في السودان حتى لا تعود الحرب مرة أخرى، وهذا ما يجب أن يفكر فيه الناس».
وأشار هدسون إلى العلاقات الجيدة التي تربط الرئيس دونالد ترمب، مع جوار السودان العربي، وقال: «كل هذه الدول لها مصالح في السودان، يمكن استيعابها في إطار صفقة لمساعدة السودان للخروج من الحرب، وأظن أن الرئيس ترمب سيعمل نفوذه لتشجيع الحوار... لكن كما قلت للبعض من قبل إنه يصعب التنبؤ بتصرفاته، ولن تستطيع أن تعرف ما الذي سيفعله».
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الإدارة الأمیرکیة الأمیرکی السابق کامیرون هدسون الشرق الأوسط الدعم السریع البحر الأحمر إدارة الرئیس دونالد ترمب إدارة ترمب أن الإدارة فی السودان الحرب فی یمکن أن أن یکون لا ترید یجب أن
إقرأ أيضاً:
في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال محتمل
في ظل تصاعد الحرب مع إسرائيل، لجأ المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى ملجأ محصن وأوقف الاتصالات الإلكترونية تحسباً لأي محاولة اغتيال محتملة. اعلان
في ظل تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، اختار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، الاحتماء في ملجأ محصن، معزولاً عن الاتصالات الإلكترونية، تحسباً لأي محاولة اغتيال محتملة من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة. ووفقاً لثلاثة مسؤولين إيرانيين مطّلعين على خطط الطوارئ، لم يعد خامنئي يتواصل مع قادة المؤسسة العسكرية إلا عبر مبعوث موثوق، وأوقف استخدام الأجهزة الإلكترونية لتعقيد عملية تتبّعه، بحسب "نيويورك تايمز".
وفي خطوة نادرة وغير مسبوقة، قام خامنئي، البالغ من العمر 86 عامًا، بتسمية ثلاثة رجال دين بارزين كمرشحين لخلافته، في حال مقتله. كما وضع سلسلة بدائل لقيادات عسكرية عليا في حال اغتيالهم، ما يكشف عمق إدراكه للتهديدات المحدقة بالجمهورية الإسلامية ونظامه المستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود، حسبما جاء في الصحيفة.
وبحسب المسؤولين الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم، فإن هذه الإجراءات جاءت بعد الضربات المفاجئة التي شنّتها إسرائيل يوم الجمعة الماضي، والتي وصفت بأنها الأوسع منذ الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات، حيث خلفت دمارًا كبيرًا في طهران، فاق ما أحدثه صدام حسين خلال ثماني سنوات من الحرب.
ورغم الهول الأولي للهجمات، أعادت طهران تنظيم صفوفها سريعاً وبدأت بشن ضربات يومية مضادة على أهداف داخل إسرائيل، من بينها منشآت طبية ومصفاة حيفا للنفط ومبانٍ دينية وسكنية.
لكن في الكواليس، تشير معلومات الصحيفة إلى أن القيادة الإيرانية تستعد لسيناريوهات متعددة، خاصة مع تزايد الاحتمالات بدخول الولايات المتحدة على خط المواجهة. فقد أبلغ خامنئي "مجلس خبراء القيادة" بضرورة اختيار خليفته بسرعة من بين الأسماء الثلاثة التي قدّمها، في حال مقتله، لتأمين انتقال سريع ومنظم للسلطة.
Relatedخبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على جني مكاسب آنية من تصاعد وتيرة الحربشبهه بهتلر.. أردوغان يشن هجوماً غير مسبوق على نتنياهو ويؤكد: النصر سيكون حليف إيران صواريخ لم تُستخدم بعد: تعرّف على تفاصيل الترسانة الإيرانية "الفتّاكة"يُذكر أن ملف الخلافة كان حتى وقت قريب محظوراً في الأوساط السياسية والدينية، وسط تكهنات تركزت على نجله مجتبى، رجل الدين المقرب من الحرس الثوري، إلا أن اسمه لم يكن ضمن المرشحين الثلاثة. أما الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، فكان مرشحاً بارزاً قبل أن يُقتل في حادث تحطم مروحية عام 2024.
ومنذ بداية الحرب، ظهر خامنئي مرتين عبر رسائل مصورة مقتضبة، متعهداً بأن الإيرانيين "لن يرضخوا لحرب مفروضة"، في وقت أصبحت فيه منشآته السابقة في طهران خالية، بعد أن انتقل إلى ملجأ تحت الأرض بسبب كثافة الضربات الإسرائيلية.
الهجمات طالت قواعد عسكرية ومنشآت نووية وبنى تحتية حيوية، وأسفرت عن مقتل وجرح المئات، بينهم قادة عسكريون كبار قُتلوا في عمليات دقيقة نفذتها وحدات خاصة أو طائرات مسيّرة داخل أحياء مكتظة.
ووفق ما نقلته تسجيلات صوتية لمسؤولين إيرانيين، فإن "الخلل الأمني والاستخباري الكبير" هو ما مكّن إسرائيل من تنفيذ هذه الهجمات، وسط تزايد المخاوف من وجود عناصر استخبارية إسرائيلية ناشطة داخل الأراضي الإيرانية. وبحسب ما قاله مهدي محمدي، مستشار رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف: "قُتل كبار قادتنا خلال ساعة واحدة فقط".
وعلى وقع هذه التهديدات، فرضت وزارة الاستخبارات بروتوكولات صارمة: منع استخدام الهواتف المحمولة، وإلزام كبار المسؤولين بالبقاء تحت الأرض، وفرض حظر شبه كامل على الإنترنت والمكالمات الدولية. كما أمهلت "المجلس الأعلى للأمن القومي" من يتعاون مع "العدو" حتى نهاية الأحد لتسليم أنفسهم ومعداتهم، ملوّحة بعقوبة الإعدام بعد المهلة.
الحرب أدّت إلى إخلاء مناطق واسعة من طهران، وتحولت العاصمة إلى مدينة شبه خالية تخضع لنقاط تفتيش كثيفة. ومع ذلك، كشف سياسيون إصلاحيون، أبرزهم محمد علي أبطحي، عن تماسك شعبي ورسمي غير مسبوق خلف المرشد، رغم الانقسامات السابقة.
حتى الأصوات الناقدة للنظام، داخل إيران وخارجها، أعادت ترتيب أولوياتها. فقد أكد العديد من النشطاء والفنانين والرياضيين وقوفهم مع "تراب الوطن"، رغم اختلافاتهم مع السلطة. وكتب لاعب المنتخب الوطني سعيد عزت اللهي: "قد نختلف، لكن تراب إيران خط أحمر".
في مشهد تضامن غير مألوف، فتحت الفنادق وقاعات المناسبات أبوابها لإيواء النازحين، وقدّم المتطوعون خدمات متنوعة، من التبرع بالعلاج النفسي إلى المساعدة في توفير الغذاء. وقال رجل أعمال يُدعى رضا، متحدثًا من ملجأه قرب بحر قزوين: "نحن خائفون، لكننا متحدون. هذه حرب على بلدنا، على إيران".
حتى الحائزة على نوبل للسلام، الناشطة نرجس محمدي، المعروفة بنقدها للنظام، أطلقت تحذيراً ضد الحرب، مؤكدة في حديث مع "بي بي سي" أن "الديمقراطية لا تُبنى عبر العنف والحروب".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة