حبس طبيبة مصرية لدعم غزة عبر واتساب.. وتجديد حبس شباب بقضية لافتة فلسطين
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
تواصل السلطات المصرية حملات الاعتقال ضد المتضامنين مع القضية الفلسطينية، حيث أصدرت نيابة أمن الدولة العليا قرارًا جديدًا بحبس الطبيبة سوزان محمد سليمان محمود (67 عامًا)، وهي طبيبة جراحة، لمدة 15 يومًا احتياطيًا على ذمة القضية رقم 4880 لسنة 2025، على خلفية اتهامها بالمشاركة في تنظيم قافلة تضامنية لكسر الحصار عن قطاع غزة.
وكانت قوات الأمن قد داهمت منزل الطبيبة منتصف ليل 12 حزيران/يونيو الجاري، وجرى تعصيب عينيها واقتيادها إلى جهة غير معلومة، قبل أن تظهر لاحقا لدى نيابة أمن الدولة العليا، التي وجهت لها اتهامات بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية" و"نشر أخبار كاذبة".
وتشير روايات حقوقية إلى أن الطبيبة سوزان تعرضت للاختفاء القسري لمدة تسعة أيام، داخل أحد مقار جهاز الأمن الوطني، قبل عرضها على النيابة.
وتستند الاتهامات، بحسب الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، إلى تواجدها في مجموعة مغلقة على تطبيق "واتساب"، كانت تناقش ترتيبات قافلة تضامنية متجهة من مصر إلى غزة في إطار التحركات الشعبية المطالبة برفع الحصار الإسرائيلي.
"لافتة فلسطين".. قضية لم تغلق منذ عام
وفي سياق متصل، جددت محكمة جنايات أمن الدولة (دائرة الإرهاب الثالثة في محكمة بدر) يوم الأربعاء الماضي، حبس ستة شباب من محافظة الإسكندرية لمدة 45 يومًا على ذمة القضية رقم 1644 لسنة 2024، المعروفة إعلاميًا بقضية "لافتة فلسطين".
وكانت قوات الأمن قد اعتقلت هؤلاء الشبان في نيسان/أبريل 2024، على خلفية تعليقهم لافتة على أحد كباري الإسكندرية تطالب بفتح معبر رفح وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. ووجهت لهم نيابة أمن الدولة تهم "الانضمام إلى جماعة إرهابية" و"نشر أخبار كاذبة" و"الاشتراك في تجمهر".
ومن بين المعتقلين عبد الله أحمد، عمر الأنصاري، شهاب الدين، محمد دياب، والقيادي العمالي شادي محمد، أحد مؤسسي المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية، واللجنة الشعبية للتضامن مع فلسطين في المدينة.
مجموعات الواتساب تحت المراقبة
وفي تطور لافت هذا الشهر، حققت نيابة أمن الدولة العليا مع سيف الدين عادل (24 عامًا – حاصل على بكالوريوس في الهندسة) على ذمة القضية 3562 لسنة 2025، وقررت حبسه احتياطيًا لمدة 15 يومًا، بتهم مشابهة تتعلق بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية" بعد اتهامه بالمشاركة في تعليق لافتات داعمة لغزة، والانضمام إلى مجموعة محادثات مغلقة على "واتساب".
وألقت قوات الأمن القبض على سيف من منزله في 13 أيار/مايو الماضي، وبقي قيد الاختفاء القسري لـ21 يوما، قبل أن يظهر في نيابة أمن الدولة دون أن تتلقى أسرته أي رد على الشكاوى المقدمة إلى النائب العام.
وبحسب تقارير حقوقية، تضم القضية ذاتها ما لا يقل عن 20 متهما، جرى اعتقالهم تباعا في آيار/مايو الماضي، على خلفية تضامنهم العلني مع غزة، بعضهم شارك في فعاليات سلمية، وآخرون لم يُنسب لهم سوى تواجدهم في مجموعات محادثة لم تشهد أي نشاط ميداني.
التضامن ممنوع
وتشير معطيات المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إلى أن حملة القمع ضد المتضامنين مع فلسطين منذ بداية العدوان على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023 أسفرت عن اعتقال 186 شخصا موزعين على 16 قضية، جميعها أحيلت إلى نيابة أمن الدولة العليا بتهم تتعلق بالإرهاب.
ووفقًا للبيانات المحدثة حتى حزيران/يونيو الجاري٬ لا يزال 150 شخصا رهن الحبس الاحتياطي، بينهم ثلاثة أطفال لم تتجاوز أعمارهم 18 عامًا عند اعتقالهم، إضافة إلى عشرات الأشخاص الذين أطلق سراحهم لاحقا بعد توجيه تهم أقل حدة، أو دون تحقيق رسمي.
وبحسب مصادر حقوقية، توسعت رقعة القمع لتشمل حتى معارف أو أصدقاء المتضامنين، إذ شملت إحدى القضايا شبانا لم يشاركوا بأي نشاط ملموس، واكتفي بضمهم بسبب علاقتهم ببعض المتهمين أو تواجدهم في مجموعات دردشة إلكترونية.
بين غزة وسجون القاهرة
وتعكس هذه الحملة المتصاعدة، بحسب مراقبين، تصاعدا في استراتيجية التضييق على الأصوات المعارضة أو المتضامنة مع القضية الفلسطينية داخل مصر، إذ لم تعد التهم مقتصرة على من يرفع شعارات أو يشارك في مظاهرات، بل بات مجرد النقاش الإلكتروني حول غزة سببا كافيا للاعتقال والاتهام بالإرهاب.
في المقابل، تتوالى الدعوات الحقوقية المحلية والدولية للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين على خلفية تعبيرهم السلمي عن الرأي، واحترام التزامات مصر الدولية في مجال حرية التعبير والتجمع السلمي.
وبينما يتواصل العدوان على قطاع غزة، ويواجه أهله المجاعة والدمار، يجد كثير من المصريين أنفسهم مهددين بالحبس فقط لأنهم عبروا عن تضامن إنساني تجاه المحاصرين على بُعد كيلومترات من حدودهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات الفلسطينية تضامنية غزة القاهرة فلسطين غزة القاهرة تضامن قوافل المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نیابة أمن الدولة العلیا على خلفیة
إقرأ أيضاً:
نيابة عن رئيس الدولة.. ولي عهد أبوظبي يشارك في اجتماع المجلس الاقتصادي الأعلى للاتحاد الأوراسي
نيابة عن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، شارك سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، في اجتماع المجلس الاقتصادي الأعلى للاتحاد الأوراسي، الذي انعقد اليوم في قصر الاستقلال بالعاصمة البيلاروسية مينسك.
وشهد اللقاء عقد اجتماع موسع لقادة ورؤساء حكومات دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، برئاسة فخامة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، وبمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف، بالإضافة إلى قادة الدول المدعوة للمشاركة في أعمال القمة الاقتصادية العليا لقادة دول الاتحاد الأوراسي: أوزبكستان، وكوبا، وأذربيجان، وتركمانستان، ومنغوليا، وزيمبابوي، وميانمار.
وألقى سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان كلمة دولة الإمارات خلال القمة الاقتصادية العليا لقادة دول الاتحاد الأوراسي والتي نقل من خلالها تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى رؤساء وقادة الدول المشاركين في أعمال القمة، وتمنّياته للقمة بالنجاح والتوفيق، ولدول وشعوب الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الرخاء والازدهار.
كما تقدم سموّه بالشكر إلى فخامة ألكسندر لوكاشينكو، رئيس جمهورية بيلاروسيا، على حسن الاستقبال والضيافة، وعلى دعوته دولة الإمارات للمشاركة في قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي التي تستضيفها بلاده.
وأكد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، حرص دولة الإمارات على تعزيز علاقات الصداقة مع دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والارتقاء بها إلى آفاق جديدة من الازدهار والنمو الاقتصادي المشترك، بما يحقق المصالح المشتركة، ويخلق المزيد من الفرص التجارية والاستثمارية لكلا الجانبين.
شارك في اجتماع المجلس الاقتصادي الأعلى للاتحاد الأوراسي كل من فخامة فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، وفخامة ألكسندر لوكاشينكو، رئيس جمهورية بيلاروسيا، وفخامة قاسم جومارت توكاييف، رئيس جمهورية كازاخستان، وفخامة صدير جاباروف، رئيس جمهورية قيرغيزستان، ومعالي نيكول باشينيان، رئيس وزراء جمهورية أرمينيا.
كما حضر الاجتماع كل من فخامة شوكت ميرزاييف، رئيس جمهورية أوزبكستان، وفخامة إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، وفخامة سردار بردي محمدوف، رئيس جمهورية تركمانستان، وفخامة ميغيل دياز كانيل، رئيس جمهورية كوبا، وفخامة أوخنا خوريلسوخ، رئيس جمهورية منغوليا، وفخامة إيمرسون منانغاغوا، رئيس جمهورية زيمبابوي، ومعالي مين أونغ هلاينغ، رئيس وزراء جمهورية ميانمار.
وشهد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، وقادة ورؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، مراسم تبادل اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين دولة الإمارات والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والتي تهدف إلى تسهيل حركة التجارة البينية وفتح آفاق جديدة من التعاون في قطاعات حيوية تشمل الطاقة المتجددة، والخدمات اللوجستية، وخدمات البناء والتشييد.
وأكد سموّه أن هذه الاتفاقية تعد محطة مهمة في مسار العلاقات بين دولة الإمارات ودول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ودافعاً نحو مواصلة زيادة حجم التبادل التجاري، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي.
وأشار سموه إلى أن دولة الإمارات تتطلع، من خلال اتفاقية الشراكة الاقتصادية، إلى تعزيز التعاون بين مجتمع الأعمال والمستثمرين ورواد الأعمال في الدولة ودول الاتحاد، بما يسهم في ترسيخ روابط اقتصادية متينة، ويعكس في الوقت ذاته عمق الصداقة والتعاون البنّاء الذي يجمع الدولة والدول الأعضاء في الاتحاد.
ويُتوقع أن تسهم الاتفاقية في تعزيز التعاون مع القطاع الخاص، وتقوية سلاسل الإمداد، وتمكين رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة من توسيع نطاق أعمالهم على المستوى العالمي، وتعزيز مسيرة التعاون الاقتصادي بين الجانبين على مدى السنوات الماضية، وذلك بعد أن حققت التجارة الثنائية غير النفطية بين دولة الإمارات ودول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي نمواً ملحوظاً بنسبة 27% في عام 2024، لتصل إلى 29 مليار دولار أميركي، فيما ارتفع حجم التبادل التجاري بين الطرفين بزيادة تجاوزت أربعة أضعاف مقارنة بعام 2021.
ووقّع اتفاقية الشراكة الاقتصادية كل من معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التجارة الخارجية، ومعالي مهير جريجوريان، نائب رئيس وزراء جمهورية أرمينيا، ومعالي ناتاليا بيتكيفيتش، نائبة رئيس وزراء جمهورية بيلاروسيا، ومعالي سيريك جومانجارين، نائب رئيس الوزراء، وزير الاقتصاد الوطني في كازاخستان، ومعالي دانيار أمانجيلدييف، النائب الأول لرئيس مجلس وزراء قيرغيزستان، ومعالي أليكسي أوفيرشوك، نائب رئيس الوزراء الروسي، ومعالي باكيجان ساجينتاييف، رئيس مجلس إدارة اللجنة الاقتصادية الأوراسية.