أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن العلاقة بين الفتوى والقضاء تقوم على أسس علمية دقيقة، حيث يؤدي كل منهما دورًا محوريًا في تنظيم حياة الناس وفق الشريعة الإسلامية.

وأوضح خلال لقائه في برنامج «بيان للناس»، المذاع على قناة الناس، أن التأهيل للإفتاء والقضاء يتطلب تكوينًا علميًّا متينًا، وهو ما سارت عليه الأمة الإسلامية عبر التاريخ، إذ يبدأ بتكوين الملكة الفقهية والعلمية، ثم التدريب والتأهيل المتخصص وفقًا لطبيعة كل مجال، على غرار المهن الأخرى التي تحتاج إلى صقل المهارات والتدريب المستمر.

التشابه والاختلاف بين الفتوى والقضاء

أشار مفتي الديار المصرية السابق إلى أن هناك عناصر مشتركة بين الفتوى والقضاء، أبرزها تشخيص المسألة بدقة، فهم الواقع قبل إصدار الحكم الشرعي أو القانوني.

واستشهد بقول عمر بن عبد العزيز: «يحدث للناس من الأقضية بقدر ما يُحدِثون من الفجور»، موضحًا أن تطور الجرائم وأساليب ارتكابها يستدعي تطويرًا موازيًا في أساليب القضاء والتحقيق، وهو ما يعكس مرونة الشريعة الإسلامية وقدرتها على التكيف مع المستجدات.

وعن الفرق الجوهري بين القضاء والفتوى، أوضح أن القضاء يختص بالفصل في النزاعات وإصدار أحكام ملزمة بعد التحقق من الأدلة والشهود، بينما الفتوى تمثل رأيًا شرعيًا استشاريًا يُقدَّم لمن يطلبه دون إلزام أو الحاجة إلى أدلة قضائية.

واستشهد بقول الإمام القرافي المالكي: «القضاء يحتاج إلى الحجاج والأدلة، أما الفتوى فلا تحتاج إلى ذلك».

دار الإفتاء.. تراث فقهي وإفتائي ممتد

شدد الدكتور شوقي علام على أن دار الإفتاء المصرية تمتلك تراثًا فقهيًا عريقًا، حيث تعود أول فتوى مؤرشفة رسميًا إلى عام 1895 في عهد الشيخ حسونة النواوي، لافتًا إلى أن الفتاوى غير المؤرشفة كان لها دور بارز في ضبط الأحكام الشرعية وتيسير حياة المسلمين على مر العصور.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الفتوى القضاء الشريعة الفقه دار الإفتاء التأهيل العلمي

إقرأ أيضاً:

هل الضحك دون قصد أثناء الصلاة يبطلها؟.. أمين الفتوى يجيب

أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد من أحد المواطنين حول حكم الضحك دون قصد في الصلاة دون قصد؟.

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، إن الفقهاء خاصة في المذهب الحنفي، فرقوا بين "الضحك" و"القهقهة" في الصلاة؛ فإذا ضحك المصلي ضحكًا خفيفًا بغير صوت، بطلت صلاته فقط، وعليه أن يعيدها، أما إذا قهقه - أي ضحك بصوت عالٍ ظاهر - فإن القهقهة لا تبطل الصلاة فقط، بل تبطل الوضوء أيضًا، ويجب عليه أن يتوضأ ويعيد الصلاة.

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن ذلك يعود إلى أن الضحك الخفيف يُعد نوعًا من السهو أو غلبة النفس، أما القهقهة فهي خروج ظاهر عن هيئة الخشوع والتعظيم التي تليق بالموقف بين يدي الله، وكأن الإنسان قد انفصل تمامًا عن روح الصلاة ومعناها، ولذا شدد فقهاء الحنفية في هذا الأمر.

وأكد على أهمية تهيئة النفس والذهن قبل الدخول في الصلاة، لتكون صلة حقيقية بين العبد وربه، خالية من أي مؤثرات تخرج بالمصلي عن جوها الروحي والعبادي.

حكم ستر العورة في الصلاة

وقالت دار الإفتاء المصرية، إنه يجب على المسلم أَنْ يُراعِيَ سَتْر عورته في الصلاة مستحضرًا وقوفه بين يدي الله عز وجل متأدبًا في حضرته.

وأضافت دار الإفتاء، فى الإجابة عن سؤال «ما حكم انكشاف بعض العورة في الصلاة عند الرجال؟»، أن حدث الانكشاف اليسير لبعضِ الظهر أو الإليتين أثناء الصلاة فلا تَبْطُل إذا كان ناسيًا أو غير متعمِّدٍ ولا مُفرِّطٍ في ستر عورته، أو سارَعَ بجذب ثيابه لستر ما انكشف منها، ويستحب له إعادة الصلاة خروجًا من الخلاف.

وأهابت دار الإفتاء المصرية بالأئمة والعلماء ضرورة تنبيه المصلين على هذا الأمر الذي يَغْفُل عنه كثيرٌ من الناس في هذه الأيام.

لماذا أجر صلاة العصر أكثر الصلوات الخمس؟.. 3 أسباب لا تعرفهافتاوى وأحكام| حكم الصلاة بسرعة للرد على التليفون.. حكم قول رزق الهبل على المجانينصلاة الضحى.. اعرف وقتها وفضلها وكيفية أدائهاحكم الصلاة بسرعة للرد على التليفون.. القطع في حالة واحدةما حكم تطويل الركوع انتظارًا لمن يريد الصلاة؟.. الإفتاء تجيبحكم تأخير صلاة الفجر لمشاهدة المباراة

انكشاف بعض العورة في الصلاة

وأفادت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، بأن ستر العورة من شروط صحة الصلاة، مشيرة إلى أنه مع ذلك لا تبطل صلاة المُسلم لو انكشف شيء من عورته أثناء الصلاة بشرطين.

وأوضحت «البحوث الإسلامية» في إجابتها عن سؤال: «أصلى وملابسي بها ثقوب وقطع، فهل صلاتي صحيحة؟»، أن الشرطين اللذين تصح بهما صلاة المُسلم في حال انكشف شيء من عورته أثناء الصلاة، أولهما ألا يكون متعمدًا للكشف، وثانيهما أن يكون المكشوف من عورته شيء يسير «جزء صغير».

وأضافت أن ستر العورة من شروط صحة الصلاة، إذا أمكن، منوهة بأنه إذا كان الذي انكشف شيء كثير من عورة الشخص أثناء الصلاة، فعليه إعادة الصلاة، وكذلك إن كان متعمدًا للكشف، أما إن كان شيئًا قليلًا، ولم يتعمده فصلاته صحيحة.

واستدلت بما روي أن عمرو بن سلمه، كان يصلي بأصحابه، وهو صغير السن، فكان إذا سجد انكشف شيء يسير، ولم يعد الصلاة، وكان هذا في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فدل على أنه إذا انكشف شيء من العورة وهو يسير ، ولم يتعمده فصلاته صحيحة.

وتابعت: أما إذا تعمد ذلك فصلاته باطلة، ولو كان المكشوف شيئًا يسيرًا، منبهة إلى أنه ينبغي على السائل أن يتزين عند صلاته، وفق ما جاء بقول الله تعالى: « يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ» الآية 31 من سورة الأعراف.

طباعة شارك حكم الضحك دون قصد في الصلاة الضحك دون قصد في الصلاة الصلاة دار الإفتاء الإفتاء الدكتور علي فخر أمين الفتوى أحكام الصلاة

مقالات مشابهة

  • مصطفى فكري: الاستراتيجية والأمن القومي ركيزتان لحماية الشعوب وصون كرامتها في مواجهة تحديات العصر
  • أمين البحوث الإسلامية: الشريعة لا تفرِّق في حرمة النفس بين مسلم وغير مسلم
  • مفتي الجمهورية: العنف الأسري ناقوس خطر يهدد سلامة المجتمع.. صور
  • كلية الشريعة تمنح أول درجة دكتوراه نقدية في التفسير العلمي لخلق الإنسان في القرآن الكريم بالعصر الحديث
  • ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة..مفتي الهند يدعو لوقف الحرب وإحلال السلام
  • “المواصلات” .. عودة الحياة لطبيعتها في منطقة شرق النيل – فيديو
  • أمين الفتوى يوضح شروط صحة الصلاة وشروط وجوبها
  • القضاء يسترد 4 مليارات دينار عن جريمة احتيال مالي
  • عضو الأزهر للفتوى: الشريعة ربطت العبادات بالمواقيت لهذا السبب
  • هل الضحك دون قصد أثناء الصلاة يبطلها؟.. أمين الفتوى يجيب