وصف جدعون ليفي -في عموده بصحيفة هآرتس- كيف خرج مئات المعتقلين والسجناء الفلسطينيين، بعد أن شوهدوا على ركبهم في السجن، وهم يرتدون قمصانا بيضاء تحمل نجمة داود الزرقاء والكلمات "لن ننسى ولن نسامح"، وقد أجبرتهم إسرائيل على أن يصبحوا لافتات متحركة للصهيونية في أكثر أشكالها دناءة.

وذكر الكاتب أن الأساور التي ألبست الفلسطينيين الأسبوع الماضي، كانت تحمل رسالة مماثلة "الشعب الأبدي لا ينسى أبدا.

سألاحق أعدائي وأجدهم"، مشيرا إلى أنه لا يوجد شيء مثل هذه الصور السخيفة التي تعكس مدى انحطاط الدعاية للدولة الحديثة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2التحديات والملفات العاجلة على طاولة الرئيس الجديد لمفوضية الاتحاد الأفريقيlist 2 of 2موقع روسي: هذا هو الهدف الحقيقي من فكرة تهجير سكان غزةend of list

وإذا كانت مصلحة السجون تريد أن تكون مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فإن حماس كانت أكثر منها نجاحا في هذه المعركة في كسب العقول، ويمكن القول إنها أكثر إنسانية أيضا، إذ بدا المحتجزون الذين أطلقتهم يوم السبت أفضل من بعض هؤلاء السجناء الذين كانوا يرتدون القمصان الزرقاء والبيضاء.

ورغم أن الصور تبدو سخيفة -والصورة تساوي ألف كلمة- فإنه لا يمكن تجاهل الرسالة التي اختارت إسرائيل إرفاقها بأجساد السجناء المفرج عنهم، "لن ننسى، لن نسامح، سنلاحقكم"، في حين كانت رسالة حماس "الوقت ينفد"، ودعايتهم تتحدث عن إنهاء الحرب، فدعايتنا تتحدث عن المطاردة والحرب التي لا نهاية لها، والتي يشنها "الشعب الأبدي" الذي لا ينسى ولا يسامح.

إعلان

نسي العالم بما فيه إسرائيل ألمانيا النازية، ونسي الفيتناميون الولايات المتحدة، ونسي الجزائريون فرنسا، والهنود بريطانيا، أما "الشعب الأبدي" وحده فلن ينسى، كما يقول الكاتب ساخرا، قبل أن يوضح أنه إذا كان هناك من يجب ألّا ينسى ولا يسامح فهم الفلسطينيون، إنهم لن ينسوا ظروف احتجازهم، وبعضهم لن يغفر احتجازه ظلما دون محاكمة.

وقد ركزت كاميرات وسائل الإعلام الأجنبية أقل على الفلسطينيين، وتجاهلتهم الكاميرات الإسرائيلية تجاهلا شبه كامل، وكأنهم جميعا "قتلة"، وأُبعد بعض منهم فورا إلى خارج بلاده، رغم أنه اُختطف من خان يونس، تماما كما اختطف الإسرائيليون من نير عوز، كما يقول الكاتب.

ومع أنه سُمح لأسرانا -كما يقول ليفي- بالاحتفال مع الأمة بأكملها، بقيادة البث الدعائي الإسرائيلي الذي يحول كل احتفال إلى مهرجان للتلقين على غرار كوريا الشمالية، فقد مُنع الفلسطينيون من الابتهاج، ومنعت أي مظاهر للفرح في القدس الشرقية والضفة الغربية، "إن طغياننا قاسٍ للغاية، ويمتد إلى التحكم في عواطفهم".

وإذا حكمنا من خلال معاملة السجناء فمن الصعب -حسب الكاتب- أن نعرف أي مجتمع أكثر إنسانية، إذ لم تعد إسرائيل بعد الآن، تستطيع أن تدعي أنها أكثر التزاما باتفاقية جنيف من حماس، ولم يعد من الممكن تصحيح هذا الانطباع القاسي، حتى بالقمصان "المزينة" بنجمة داود الزرقاء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

هآرتس: تحالف نتنياهو مع المتشددين الدينيين ينقلب عليه

بينما تواصل إسرائيل حربها التي طال أمدها على قطاع غزة منذ نحو 20 شهرًا، تتصدع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الداخل، لا بفعل الفشل العسكري والخسائر البشرية أو الانتقادات السياسية أو المنبوذية الدولية، بل بسبب ملف التجنيد الإجباري لليهود الحريديم (المتدينين المتشددين)، الذي فجّر مواجهة حادة بين أركان الائتلاف الحاكم، مما ينذر باحتمال حلّ الكنيست وتبكير موعد الانتخابات.

نتنياهو يتلظى بنار الحاخامات

هذا ما يثيره الكاتب ومحلل الشؤون الحزبية في صحيفة هآرتس، يوسي فيرتر، تعليقا على الأزمة التي تفجرت بين نتنياهو والأحزاب الحريدية، ويقول "ما لم تنجح فيه الحرب، ولا حتى إخفاق 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولا تخلي الحكومة عن عشرات الأسرى الإسرائيليين، قد يفعله قانون تجنيد الحريديم"، إذ يواجه نتنياهو الآن تمردًا من الحاخامات المتشددين أنفسهم.

ويسخر فيرتر من النتيجة التي وصل لها نتنياهو الذي قال إنه "باع للحاخامات روحه السياسية مقابل دعمهم المستمر"، فيما هو الآن يتلظى بنارهم.

بعد أكثر من 600 يوم من الحرب، ومع استمرار سقوط الجنود الإسرائيليين على جبهة غزة، يسعى نتنياهو إلى تمرير قانون يضمن إعفاء حوالي 80 ألفًا من شبان الحريديم من الخدمة العسكرية، مع منح مؤسساتهم الدينية تمويلًا بمليارات الشيكلات. هذا التوجه الذي لم ينجح حتى الآن فجّر غضبًا داخل الائتلاف نفسه، حيث باتت أحزاب الحريديم تلوّح بإسقاط الحكومة إن لم يُقرّ القانون سريعًا.

إعلان

ويصف فيرتر ما جرى بأنه "ذروة اللاأخلاقية السياسية"، حيث "يعمل رئيس الوزراء في الخفاء لدفع واحد من أكثر القوانين فتكًا بمبادئ المساواة في تاريخ الدولة"، وذلك بينما "يُرسل رجالاً ونساءً إلى حرب عبثية منذ أكتوبر دون توقف، ويفرّ من تحمّل المسؤولية السياسية أو الأمنية".

ويقول محلل الشؤون الحزبية إن العقبة الأساسية أمام نتنياهو لتمرير القانون باتت هي رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين، الذي يرفض إقرار الإعفاء التلقائي للحريديم، ويطالب بتسوية أكثر توازنًا. وتقول الأحزاب الحريدية إن موقفه "انتقامي" بسبب عدم إشراكه في الحكومة، غير أن فيرتر يشير إلى احتمال أن يكون "يؤمن فعلًا بموقفه ويشعر بمسؤولية وطنية".

ويضيف أن نتنياهو لم يعد يملك ما يقدّمه لشركائه من الحريديم سوى "رأس إدلشتاين"، ككبش فداء سياسي قد يتيح تمرير القانون ولو مؤقتًا، على أمل تأجيل الانفجار الائتلافي المتوقع لأسابيع إضافية.

انتخابات محتملة بعد انقلاب شاس

المفاجأة الكبرى تمثلت في إعلان الأحزاب الحريدية الثلاثة (تكتل يهودية التوراة لليهود الأشكناز الغربيين بشقيه، وحزب شاس لليهود السفرديم الشرقيين) دعمها لحلّ الكنيست. ووفقًا لفيرتر، فإن إعلان دعم زعيم شاس أرييه درعي لهذا الخيار شكّل "صدمة" لنتنياهو وأنصاره، إذ كان يُنظر إلى درعي كأقرب الحلفاء وأكثرهم ولاءً.

لكن الواقع أن درعي، الذي يملك حزبه 11 مقعدا في الكنيست، لم يعد يملك هامش مناورة أمام حاخاماته، خصوصًا الجناح السفاردي المتشدد، الذين تجاهلوا التحالفات السياسية وفرضوا رؤيتهم، مشككين في استمرار الحكومة دون تمرير القانون.

ويسخر فيرتر من "الرضا عن النفس" الذي أبداه نتنياهو خلال الأسابيع الماضية، حيث كان يراهن على أن الحريديم "لن يفرّطوا بحكومة أحلامهم"، لكنه لم يقدّر جيدًا وزن وتأثير حاخامات في التسعين من أعمارهم، يعتبرون قوانين التجنيد "نجاسة يجب التخلص منها".

إعلان

ويحذّر من أن هؤلاء الحاخامات، الذين تلاعبوا بالحكومة بأكملها، قد يجدون قريبًا أنفسهم مرفوضين شعبيًا، وأن الناخب الإسرائيلي قد "يُسقطهم في صندوق الاقتراع ويتركهم في المعارضة لسنوات طويلة، عقابًا على غطرستهم ونرجسيتهم".

ورغم أن موعد الانتخابات المبكرة لم يُحدد بعد، ويحتاج إلى إسقاط الثقة بحكومة نتنياهو من خلال 4 قراءات في الكنيست يتخللها عطلة صيفية للبرلمان الإسرائيلي، فإن المؤشرات تتجه نحو تبكيرها حسبما يرى فيرتر.

ومن المرجح أن يؤدي انضمام المعارضة إلى حزب شاس بطرح مشروع لحجب الثقة عن الحكومة إلى نجاح المشروع في قراءته التمهيدية الأولى ما لم يتمكن نتنياهو من إرضائهم ودفعهم للتراجع عن المضي في دعم حجب الثقة في القراءات التالية التي ستستغرق أشهرا.

مقالات مشابهة

  • والدة جندي إسرائيلي قتيل : جثة ابني تلاشت وكذلك القوة التي كانت معه
  • والدة جندي إسرائيلي قتل بكمين خان يونس: جثة ابني تلاشت وكذلك القوة التي كانت معه
  • الكاتب محمد سلماوي تاريخ حافل ومقتنيات فنية .. تفاصيل
  • هآرتس: الاحتلال يدمر إسرائيل من الداخل والليبراليون لا يمكنهم تجاهل ذلك
  • موريتانيا تنسحب من مؤتمر دولي رفضا لمشاركة الاحتلال.. الفلسطينيون ليسوا وحدهم‏
  • هآرتس: أوروبا تنتقد إسرائيل وتشتري منها الأسلحة بالمليارات
  • كاتس: لن يكون هناك هدوء في بيروت ولا نظام ولا استقرار في لبنان دون أمن إسرائيل
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • ماهي أسباب إعفاء الكاتب العام لوزارة النقل من طرف الوزير قيوح؟
  • هآرتس: تحالف نتنياهو مع المتشددين الدينيين ينقلب عليه