يمانيون:
2025-06-22@01:57:18 GMT

بعد القدس الدور على مكة.. قراءة في كتاب العودة إلى مكة

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

بعد القدس الدور على مكة.. قراءة في كتاب العودة إلى مكة

سليم البطاينة

لا نحتاج للتعمق كثيراً في كتاب Return To Mecca للكاتب والسياسي الإسرائيلي Avi Lipkin الذي صدر باللغة الإنجليزية عام 2012، الغلاف بحد ذاته قصة، ويحتوي على صورة للحرم المكي تتوسطه الكعبة ويعلوه رمز التفليين اليهودي (رمز اليهودية).

الكتاب يدعو إلى إحلال النفوذ اليهودي محل الوجود الإسلامي في مكة والمدينة والى إعادة رسم حدود جديدة لإسرائيل انطلاقاً من مبدأ استعادة أرض بني إسرائيل (أرض الميعاد) باعتبارها جغرافيا داخلة ضمن حدود مملكة داود وجزءاً لا يتجزأ من إسرائيل الكبرى الممنوحة من الرب لبني إسرائيل كما ذكرت التوارة في سفر (يشعوبن نون) وهي الوطن التاريخيّ لليهود الذي لا تؤثر فيه الحدود السياسية القابلة للتغيير.

يقول مؤلف الكتاب: علينا غزو جزيرة العرب واحتلال الحجاز وتبوك وهدم الكعبة والتي هي أهم لنا من هدم الأقصى وبناء الهيكل ولنا الحق في إرث جدنا إبراهيم.

قد يُصاب البعض بالذهول؛ ما أكتبه ليس من نسج الخيال، فما نخاف منه هو ان نجد أنفسنا أمام تهديد عام موجود في كل مكان بعد ان أصبحت غالبية الأنظمة العربية في حضن إسرائيل، فما كان صعباً بات الآن ممكناً ولا استحالة لأي شيء، خصوصاً بعد ما تشابكت الجغرافيا مع السياسة بفضل مواقف الكثير من العرب الذين يتسابقون فيما بينهم لإثبات ولائهم لإسرائيل بطرق عدة.

الليالي من الزمان حُبلى تَلِدنَ كل عجيب وتستحق المراقبة وسط خنوع عربي لم يشهده التاريخ إلا في زمن البرابرة والتتار، وكل عربي يشاهد بأم عينيه سقوط أحجار وطنه العربي ويرى تصدع جدرانه الآيلة للسقوط.

بشكل عام، يعيش العالم العربي هذه الأيام نشاطاً واسعاً في سوق بيع الأوطان وينتقل من كارثة إلى أخرى كأنه خارج مزارع الموز، ولا نعلم من هي الدولة العربية التي تلي سوريا على أجندة المشروع الصهيوني!

إذعان واستسلام، أمة عربية منقسمة داخلياً ومهزومة نفسياً، وتحوُّلٌ سياسي عربي يمكن ان نطلق عليه عصر الرِّدة العربية ومخاضات ستنتهي بظهور مولود جديد ستتغير معه تركيبة المنطقة وشكلها.

موالاة إسرائيل أصبحَ يتم الجهر بها علناً واللعب بات على المكشوف ومن بابه الواسع، ومطالبة إسرائيل بخيبر ومناطق قينُقاع وبني النضير وبني قُريظة ليست نكتة، وهذا ما نبّه له مُبكراً المفكر العربي (عبدالوهاب المسيري) في منتصف سبعينات القرن الماضي حين قال: قد نصل إلى مرحلة يصبح فيها الإنسان العربي صهيونياً وظيفياً يؤدي الوظائف نفسها التي يؤديها الصهيوني الأصلي.

بالتأكيد الطريق إلى مكة بات مفتوحاً أمام إسرائيل وكتاب العودة إلى مكة يمثّل تطوراً لافتاً للأحلام الإسرائيلية في استعادة أرض الميعاد التي تحدثت عنها نصوص التوراة كما يقولون.

من منكم يتذكر العبارات التي قالتها رئيسة وزراء إسرائيل بعد هزيمة العرب عام 1967: إني أشم رائحة بلادي في الحجاز وهي وطني الذي على أن أستعيده. وبعدها بسنوات طويلة جاء نتنياهو في كتابه (مكان تحت الشمس) وقال: طموحنا السياسي والجغرافي لا حدود له وحدود دولتنا ليست فلسطين بل تمتد إلى الأردن وحتى خيبر في السعودية والى حيث توجد دباباتنا وأقدام جنودنا.

أضحكني فيديو تم نشره قبل حوالي أربع سنوات تقريباً للإعلامي الإسرائيلي (إيدي كوهين) الذي تحدى فيه الحكام العرب جميعاً في أن يتجرأ أحد منهم على سحب سفرائهم من واشنطن اعتراضاً على قرار الرئيس الأمريكي ترامب وقتها بنقل سفارة أمريكا إلى القدس والمضحك فيما قاله إنه سيعلن إسلامه إن حدث ذلك.

دعوني أعود إلى سؤال قديم: ما الفرق بين رؤية الرئيس القذافي قبل ثلاثين عاما ورؤية كل حكام العرب؟ وإذا كان القذافي مجنوناً -كما يقولون- فمن العاقل فينا ومن المجنون؟

الكارثة قادمة والحديث هنا بلا حرج، ولا نملك من أمرنا شيئاً! والمطلوب أن نُجيب على سؤال قديم لنزار قباني: متى يعلنون وفاة العرب؟ الجواب: الآن حان وفاة العرب.

فهل يفطن من يهمهم الأمر خطورة المنزلق؟

كاتب اردني

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

غموض في الأجواء.. ما الذي ضربته إيران ولم تعلن إسرائيل عنه؟

قصف إيراني على إسرائيل (مواقع)

في تصعيد جديد يكشف اتساع رقعة المواجهة، أعلنت إيران رسمياً عن تفاصيل "الموجة الرابعة عشرة" من هجماتها المباشرة على إسرائيل، في إطار ما تسميه عملية "وعد صادق 3"، مؤكدة أنها استخدمت مزيجاً من الطائرات الانتحارية المسيّرة والصواريخ الاستراتيجية.

وذكر الحرس الثوري الإيراني في بيانه الثاني عشر أن الهجوم استهدف مركز قيادة واستخبارات تابع للجيش الإسرائيلي، يقع بالقرب من أحد المستشفيات، مشيراً إلى أنه جرى بدقة "متناهية ومطلقة"، على حد وصفه.

اقرأ أيضاً تسريب خطير: خطة إسرائيلية لاجتياح مفاعل نووي إيراني تحت الأرض 19 يونيو، 2025 السكتة الصامتة التي تسبق الكارثة: 5 علامات تنذرك قبل فوات الأوان 18 يونيو، 2025

ولم تتوقف طهران عند حدود الإعلان عن الضربة، بل أرسلت رسالة واضحة للعالم، حيث قال البيان إن القدرة الاستخباراتية والتصويبية لصواريخها أصبحت تحت أنظار الجميع، في إشارة إلى ما وصفته بالاحترافية العسكرية والتفوق التقني في تنفيذ الضربات.

وأضاف البيان أن سماء "الأراضي المحتلة" باتت بلا أي غطاء دفاعي، مؤكداً أن كل منطقة داخل إسرائيل تحوّلت إلى "ثكنة عسكرية يخيّم عليها الخوف واليأس".

الهجوم الجديد يعكس تحوّلاً خطيراً في طبيعة الصراع، ويضع تساؤلات كبيرة أمام قدرة إسرائيل على الصمود في وجه ضربات دقيقة ومستمرة، خاصة مع تصاعد وتيرة التهديدات وتكرار الضربات المعلنة.

مقالات مشابهة

  • احتفال بالثقافة العربية في برلين
  • الضّب العربي.. من الكائنات البرية التي تسهم في التوازن البيئي بمنطقة الحدود الشمالية
  • اتحاد الغرف العربية: تجارة روسيا مع العالم العربي شهدت نموًا ملحوظًا
  • الغرف العربية وروس كونغرس يوقّعان اتفاقية لتعزيز التعاون العربي- الروسي
  • تمييز صادم في ملاجئ إسرائيل: العرب ممنوعون واليهود فقط مرحب بهم!
  • نتنياهو يتحدث عن تفرقة العرب.. هكذا واجههم عند قيام إسرائيل
  • وزير الأوقاف يستقبل أميني "اتحاد الجامعات العربية" و"المجلس العربي للمسؤولية المجتمعية"
  • الرقابة العسكرية.. قصة الجهاز الذي يمنعنا من معاينة الأضرار في إسرائيل
  • غموض في الأجواء.. ما الذي ضربته إيران ولم تعلن إسرائيل عنه؟
  • التفكير الموجَّه.. كيف يُعاد تشكيل وعيك دون أن تدري؟ قراءة في كتاب