سلطت ديلاني سوليداي الباحثة المساعدة في برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، الضوء على القضية الحرجة المتمثلة في حكم غزة بعد وقف إطلاق النار الأخير الذي يهدف إلى إنهاء الأعمال العدائية بين إسرائيل وحماس.
أي قوة مؤقتة يجب أن تعمل بموجب تفويض محدد المدة
ورأت سوليداي في مقالها بموقع مجلة "ناشونال إنترست" أنه دون إصلاح السلطة الفلسطينية وفرض سيطرتها على غزة، فمن المرجح أن تحافظ حماس على وجودها في القطاع.التحديات الفورية وكان وقف إطلاق النار الأخير محورياً في تيسير إطلاق سراح الرهائن ووقف الصراع النشط، والذي أسفر عن خسائر بشرية كبيرة. ومع ذلك، تشير سوليداي إلى أنه في حين أعطى المفاوضون الأولوية للمخاوف الفورية، مثل إطلاق سراح الرهائن، فقد أرجأوا المناقشات حول القضايا الطويلة الأجل مثل إعادة الإعمار والحكم والتعافي الاقتصادي. وهذا التأجيل يترك السؤال الملح حول مَن سيحكم غزة بعد الحرب دون إجابة. عقبات أمام الحكم الجديد
وأشارت الكاتبة إلى عدد من التحديات تحول دون إنشاء حكم جديد في غزة:
1. الوجود المستمر لحماس: فرغم الجهود العسكرية لتقليص نفوذها، ما تزال حماس تتمتع بحضور كبير في غزة.
2. عدم الثقة في السلطة الفلسطينية: يضمر كل من الإسرائيليين والفلسطينيين عدم ثقة عميق تجاه السلطة الفلسطينية، وإن كان لأسباب مختلفة.
Sixteen months after the brutal October 7 massacre, Hamas still holds dozens of innocent people hostage in Gaza, including six American citizens.
We need to bring them home now. pic.twitter.com/jTPFRzX6Ft
3. معارضة الحكومة الإسرائيلية: يعمل بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية على إعاقة عمل السلطة الفلسطينية بما يمنعها عن الحكم بشكل فعال.
وقالت الكاتبة إنه بدلاً من الانخراط في مناقشات بناءة حول الحكم بعد الحرب، فإن بعض الشخصيات اليمينية المتطرفة الإسرائيلية، مثل وزير الدفاع السابق إيتامار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، تدعم مقترحات تشبه اقتراح الرئيس دونالد ترامب "بتطهير" غزة من خلال نقل حوالي 1.5 مليون فلسطيني إلى الدول المجاورة. حتى أن الرئيس ترامب اقترح أن تتولى الولايات المتحدة قطاع غزة بعد الحرب وتطوره إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
دعوة إلى إصلاح "سلطة فلسطينية"وأضافت الكاتبة أن الولايات المتحدة، باعتبارها لاعباً رئيساً في مفاوضات وقف إطلاق النار، يجب أن تستفيد من قنواتها الدبلوماسية لإقناع إسرائيل بأن السماح للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحها بحكم غزة يتماشى مع المصالح المفضلة لإسرائيل.
ورأت الكاتبة أن سياسات الترحيل القسري من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الصراعات القائمة وتشجع أجندة اليمين المتطرف الإسرائيلي لإعادة توطين اليهود بشكل دائم في غزة.
Israel welcomed home three hostages yesterday who had been held captive by Hamas in Gaza since the Iran-backed Hamas terrorist organization committed mass atrocities in Israel on October 7, 2023.
More here: https://t.co/Q3YfcoTCoL
ولضمان انتقال سلمي، أوصت الكاتبة بأن تتعاون الولايات المتحدة مع شركائها في الخليج وحلفاء عرب آخرين لقيادة مهمة حفظ سلام واستقرار متعددة الجنسيات في غزة.
ومن شأن هذه القوة أن تراقب الامتثال لوقف إطلاق النار وتشرف على إصلاحات السلطة الفلسطينية، وتضمن استعداد السلطة لتولي مسؤوليات الحكم الكاملة، محذرةً من أن الفشل في تنفيذ مثل هذه التدابير قد يؤدي إلى عودة حماس بسرعة وتكرار العنف.
الوضع الحالي ودور حماس ورغم الصراع المطول الذي يهدف إلى تفكيك قوتها، فإن الجناح العسكري لحماس، كتائب القسام، يواصل دورياته في شوارع غزة. وتسمح شروط وقف إطلاق النار لشرطة حماس بإدارة إنفاذ القانون الأساسي، وتأمين تسليم المساعدات، وتسهيل عودة المدنيين إلى شمال غزة. ومع ذلك، فإن هذه الشروط لا تعالج حلول الحكم على المدى الطويل.وأوضحت الكاتبة أنه دون وجود السلطة الفلسطينية، فإن حماس على استعداد لتجديد واحتلال أي فراغ أمني ناشئ. ودعت الكاتبة إلى إجراء مفاوضات فورية تركز على الحكم لتخفيف المعاناة الإنسانية، ومنع الفوضى، والقضاء على قدرة حماس على ترسيخ سيطرتها على مؤسسات غزة. ضرورة إصلاح السلطة الفلسطينية وأكدت الكاتبة أن الإصلاحات الجوهرية ضرورية لاستعادة ثقة الفلسطينيين وإقامة إدارة تمثيلية بقيادة مدنية حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من حكم غزة بفعالية. وفي الوقت الحالي، تكافح السلطة الفلسطينية تحت حكم الرئيس محمود عباس لإدارة التوترات المتصاعدة في الضفة الغربية وهي غير مجهزة للتعامل مع إعادة إعمار غزة بعد الحرب.
ودعت الكاتبة الولايات المتحدة إلى أن تضغط على الرئيس عباس لحمله على الاستقالة، والسماح للقيادة الجديدة ببدء الإصلاحات الضرورية. ومن الممكن أن يعزز هذا التغيير شرعية السلطة الفلسطينية ويحسن علاقتها التاريخية الهشة بإسرائيل. جهود حفظ السلام والاستقرار الدولية لدعم عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، دعت الكاتبة الولايات المتحدة وشركاؤها في الخليج إلى تشكيل بعثة دولية لحفظ السلام في الأمد القريب. ومن شأن هذه القوة أن تعمل على استقرار المنطقة، ومراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار، وتنسيق جهود إعادة الإعمار. وهذه التدابير من شأنها أن تحد من قدرة حماس على استغلال موارد المساعدات، وابتزاز المدنيين، وتهريب الأسلحة.
ورأت الكاتبة أن أي قوة مؤقتة يجب أن تعمل بموجب تفويض محدد المدة، حتى تستقر الأمور وتتمكن السلطة الفلسطينية من تولي الحكم بشكل كامل. ومن شأن هذا النهج أن يمنع تصورات الاحتلال الأجنبي بين الفلسطينيين.
وخلصت الكاتبة إلى القول بأنه لإزالة حماس من السلطة بشكل دائم، يجب على الولايات المتحدة أن تتعاون مع الشركاء العرب والإسرائيليين لدعم عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة. ويتطلب هذا المسعى دعم إصلاحات جوهرية للسلطة الفلسطينية، وتنظيم مساعدات إغاثة كبيرة، وتوفير الدعم اللوجستي. ورأت أن السماح للسلطة الفلسطينية بحكم غزة أمر بالغ الأهمية لإزاحة حماس وتحسين حياة الملايين من الفلسطينيين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة حماس اتفاق غزة غزة وإسرائيل حماس ترامب السلطة الفلسطینیة الولایات المتحدة وقف إطلاق النار الکاتبة أن بعد الحرب حماس على حکم غزة غزة بعد فی غزة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل إسرائيلية جديدة عن عصابة أبو شباب.. علاقة بالاحتلال والسلطة
زعم صحفي إسرائيلي أجرى مقابلة مع ياسر أبو شباب، الذي يقود عصابة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أن الأخير ينسق مع جيش الاحتلال، ويعمل في مناطق تقع تحت سيطرته في القطاع.
دورون كادوش المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال، قال إنه أجرى مقابلة مع أبو شباب، كاشفا عن تفاصيل أنشطته وتعاونه مع السلطة الفلسطينية، وعلاقة مليشياته بالاحتلال.
وزعم أبو شباب أن "مئات العائلات تلجأ إلينا، ونستقبل العشرات منها يوميًا، نحن نحميها في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش، يصلون إلينا عبر ممر إنساني، ونطالب بالسماح بنقل عشرات الآلاف من الأشخاص بأمان، وأن يكون الممر الإنساني تحت إشراف دولي".
وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "هناك علاقات تربطه مع السلطة الفلسطينية، وهي شريكة في عمليات التفتيش الأمني على مداخل المنطقة التي يتواجد فيها، علاقتنا مع السلطة قائمة في إطار المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وفي إطار شرعيتها القانونية، نجري عمليات تفتيش أمنية عبر جهاز المخابرات الفلسطينية، الذي يتعاون معنا في هذا الشأن لضمان عدم دخول عناصر معادية تُخرب مشروعنا للتحرر من حماس، دون أن نتلقى تمويلًا من السلطة".
وأوضح أننا "لا نعمل مع إسرائيل، لكن هدفنا حماية الفلسطينيين من حماس، أسلحتنا ليست من إسرائيل، بل هي أسلحة بسيطة جمعناها من السكان المحليين، دون استبعاد إمكانية التنسيق معها في المستقبل، وإذا تم أي تنسيق، فسيكون إنسانيا، لصالح أهلنا في شرق رفح، وسيتم تنفيذه من خلال قنوات الوساطة".
عيناف حلبي مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، كشف تفاصيل جديدة عن أبو الشباب، "تاجر المخدرات السابق الذي ينهب المساعدات الإنسانية، ونجا من محاولة اغتيال في خانيونس، وكان له اتصال بتنظيم داعش، مع ظهور تفاصيل "مقلقة" حول أعضائها، وأنشطتها في الماضي أو في الحرب الحالية، وعلاقاتها بعناصر معادية متطرفة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "محادثات أجراها مع مصادر مشاركة في الميليشيا، أظهرت صورة مقلقة، فهي ليست مجرد قوة تعمل ضد حماس في غزة، بل مجموعة مسلحة لها سجل من النشاط المعادي ضد إسرائيل، وارتباطات بتنظيم داعش، وتاريخ إجرامي، ويقول رفاقه إن أبو شباب ترك المدرسة في سن مبكرة، وبدأ الاتجار بالمخدرات، خاصة الحشيش والحبوب المؤثرة على العقل، ثم انتقل لتأمين شاحنات المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع، واستغل ذلك لسرقة البضائع والنهب بشكل ممنهج".
وأشار أنه "كان يقدم "خدمات أمنية" لشاحنات تابعة للصليب الأحمر والأونروا والأمم المتحدة، وكان يتاجر في البضائع التي يتلقاها في المقابل، ويزعم مصدر في الأمم المتحدة أن اسمه ورد في مذكرة داخلية باعتباره المسؤول عن عمليات النهب واسعة النطاق للمساعدات الإنسانية المُرسلة للقطاع، وينتمي إليه حاليا نحو 300 مسلح، بعضهم سجناء تم إطلاق سراحهم من سجون حماس".
وزعم أن "ثلاثين عائلة في شرق رفح تدعم أبو شباب، ويتمتعون في الوقت الحالي بحماية نسبية، حيث يتواجد الجيش في المنطقة، وبالتالي لا يتم تنفيذ غارات جوية هناك؛ وفي الوقت نفسه، وبفضل وجود الجيش، أصبحت العائلات محمية من هجمات حماس، مع العلم ان الميليشيا تُقدم نفسها بأنها معارضة للحركة، رغم أن بعض أعضائها شاركوا سابقا بإطلاق الصواريخ على مستوطنات الغلاف، بل يحافظون على الاتصال مع عناصر تنظيم داعش".
ونقل عن مصدر مقرب من أبو شباب أننا "نعتمد على الجماهير للثورة ضد حماس، لدينا دعم واسع، ومن بين العناصر البارزة في الميليشيا عصام نباهين (33 عاماً) من مخيم النصيرات وسط القطاع، سبق أن قاتل مع داعش في سيناء ضد الجيش المصري، وعاد إلى غزة قبل اندلاع الحرب، وسجل وهو يطلق الصواريخ على إسرائيل دون تنسيق مع حماس، وقد حكم عليه بالإعدام لقتله أحد أفراد الشرطة في غزة، لكنه فر من السجن في أول يوم من الحرب".
وأكد أن "عنصر آخر هو غسان الدهيني، شقيق وليد الدهيني، أحد أعضاء داعش الذي تم القضاء عليه من قبل حماس، ويعمل حاليًا كجزء من الميليشيا الجديدة، رغم كونه عضوًا رسميًا في حركة فتح، وأفادت مصادر في السلطة الفلسطينية بأن الميليشيا تتلقى رواتب منها تحت رعاية شخصية من قبل ضابط المخابرات الكبير بهاء بعلوشة، فيما تحدثت المصادر عن نشوب توتر بشأن قضية دعم الميليشيا بينه وبين رئيس المخابرات العامة ماجد فرج".
ونقل عن مسئول أمني فلسطيني في السلطة أن "مجموعتين إضافيتين من المليشيات ستبدآن عملهما قريبا في القطاع، واحدة في بيت لاهيا شمالا، والأخرى في الوسط، تحظيان بدعم الاحتلال والسلطة والقيادي السابق في فتح محمد دحلان في الوقت نفسه، وكلها تعمل علنا ضد حماس".
يشار إلى أن أبو شباب والدهيني، أكدا تنسيقهما مع السلطة الفلسطينية، لكنهما نفيا وجود أي تعاون مع الاحتلال الإسرائيلي.