المرأة السعودية تسرد التاريخ بالحِرف اليدوية
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
لعبت المرأة السعودية دوراً كبيراً في تأصيل الحِرف اليدوية وصناعة الكثير من المنتجات المميزة التي تطلّبتها مرحلة زمنية معينة أو أوجدتها حاجة إنسانية ملحة أو فرضها ظرف اجتماعي خاص، ليشكّل الزمانُ والمكانُ والبيئةُ المحليةُ روحَ وهويةَ الحِرفة التي تعكس في أصلها ثقافةَ المملكة العربية السعودية وتشكّل جزءاً من تراثها.
ومن أبرز الحِرف اليدوية التي اشتهرت بها النساء في مختلف مناطق المملكة، حياكة السدو الذي يعتمد على فن النسيج التقليدي، ويعود تاريخه إلى عدة قرون غابرة، وتشتهر به النساء في مناطق مثل نجد، وتم إدراجه في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو مؤخراً.وتُعدّ النساءُ في المنطقتين الشرقية والجنوبية رائداتٍ في مجال صناعة الأدوات المنزلية من سعف النخيل، وهي ما تُعرف بحِرفة الخوص، فيما يَبرُز التطريز التقليدي كأحد الفنون الشائعة في مناطق مثل عسير وجازان، حيث تقوم النساء بتطريز الملابس التقليدية والعباءات برسوم وزخارف محلية تعكس ثقافة كل منطقة، أما صناعة الفخار فتميزت بها نساء المنطقتين الشمالية والغربية، حيث يُعتبرن من أبرع الحِرفيات المُتخصِّصات في مجال صناعة الفخار، الذي يعكس التراث المعيشي لتلك المناطق.
ولا يمكن الحديث عن الحِرف النسائية دون المرور على فن القَطّ العسيري الذي اشتهرت به نساء منطقة عسير، ويعتمد على تصوير أشكال هندسية بألوان مميزة لتزيين الحوائط الداخلية لمجالس وردهات المنازل، وتم إدراج هذا الفن عام 2017م في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونيسكو.
ولتعزيز ودعم قطاع الحِرف اليدوية وخلق بيئةٍ اقتصادية مستدامة، أطلقت وزارة الثقافة وسم “عام الحِرف اليدوية 2025” كمبادرةٍ تعمل على إبراز الهوية الثقافية والتراثية للمملكة عبر تمكين الحِرفيات السعوديات لتأسيس مشاريعهن الصغيرة والمتوسطة، بما يعزز من ريادتهن للأعمال النسائية لتحقيق مردودٍ اقتصادي مميز.كما تهدف المبادرة لتوفير برامج تدريبية متخصّصة لتطوير مهارات النساء في مختلف الحِرف اليدوية، وتقديم دعم مادي ولوجستي للمشاريع الناشئة، وتسويق منتجاتهن محلياً وإقليمياً ودولياً، وتشجيعهن لتصدير منتجاتهن إلى الأسواق الدولية عبر إنشاء منصات تسويقية رقمية تدعم التراث المحلي، وتعزّز من أهمية الحِِرف اليدوية في الحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية للمملكة من خلال إقامة معارض وورش عمل في مختلف المناطق، إضافة لتطوير سلاسل الإمداد عبر توفير وتحسين المواد الخام للمساهمة في تعزيز جودة المنتجات وزيادة انتشارها.
جريدة المدينة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
العيسوي: 70% من صادرات الحرف اليدوية تتجه إلى الأسواق العربية
شارك المهندس هشام العيسوي، رئيس المجلس التصديري للحرف اليدوية، ورئيس لجنة التصميم والإبداع بتحالف شركاء جامعة الدول العربية، في فعاليات المعرض العربي الأول للاستدامة، والذي نُظم تحت رعاية جامعة الدول العربية، بمشاركة واسعة من ممثلي الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني.
وخلال المعرض، تم تكريم العيسوي بمنحه "جائزة التميز العربي للاستدامة 2025"تقديرًا لدوره البارز في دعم الاستدامة بقطاع الحرف اليدوية، كما تسلّم درع التميز العربي من معالي الوزيرة المفوضة ندي العجيزي، مدير إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية.
كما كرّمته دولة الأردن الشقيقة بدرع خاص، تعبيرًا عن تقديرها لجهوده في تعزيز التعاون العربي بمجال الحرف اليدوية المستدامة.
وأكد العيسوي، في تصريحاته على هامش الحدث، أن الاستدامة أصبحت عنصرًا أساسيًا في بناء اقتصادات حديثة، مشددًا على أهمية اتفاقية "صفر جمارك" التي أقرتها جامعة الدول العربية، والتي تمثل فرصة استراتيجية لتعزيز التجارة البينية بين الدول العربية.
وأشار إلى أن نحو 70% من صادرات الحرف اليدوية المصرية تتجه إلى الأسواق العربية، ما يعكس أهمية هذه الأسواق كمحرك رئيسي للنمو، لافتًا إلى أن المشاركة في المعرض تأتي ضمن خطة المجلس التصديري لتوسيع نطاق الصناعات الإبداعية المستدامة عربيًا.
كما عقد العيسوي سلسلة من اللقاءات الرسمية مع وفود عربية، ناقش خلالها فرص التعاون في مجالات التصدير والتدريب وتبادل الخبرات، حيث تم الإعلان عن شراكات جديدة مع الجانب الأردني تشمل زيارات متبادلة ومشروعات مشتركة في مجال الحرف اليدوية المستدامة.
واختتمت فعاليات المعرض، الذي حظي برعاية وزارتي الشباب والبيئة، وسط حضور كثيف من الشباب العربي والمؤسسات التنموية، وشكل منصة فاعلة لعرض المبادرات وتبادل الرؤى حول مستقبل الاستدامة في العالم العربي.