سجّل مؤشر ثقة المستهلك في إسرائيل لعام 2024 أدنى مستوى له منذ بدء احتسابه في مارس/آذار 2011، حيث تراجع المعدل السنوي إلى "-27%" مقارنة بـ"-21%" في عام 2023، ما يعكس تصاعد حالة التشاؤم الاقتصادي بين المواطنين بحسب كالكاليست.

وأوضح التقرير، الصادر عن المكتب المركزي للإحصاء، أن هذا التراجع الحاد يجعل عام 2024 الأكثر سلبية منذ بدء قياس المؤشر، حتى بالمقارنة مع فترة جائحة كورونا، التي شهدت مستويات أعلى من الثقة بين المستهلكين.

ويعتمد المؤشر، الذي يتراوح بين "-100" و"+100″، على تقييم المواطنين للوضع الاقتصادي العام، وتوقعاتهم المستقبلية، وخططهم بشأن الادخار والإنفاق على المشتريات الكبرى. وتشير القيم السلبية للمؤشر إلى تزايد التشاؤم، بينما تعكس القيم القريبة من الصفر حالة من الترقب من دون توقع تغيير جوهري في الأوضاع الاقتصادية.

حرب غزة

وتُعتبر ثقة المستهلك مقياسا هاما يعكس مدى تفاؤل أو تشاؤم الأفراد بشأن الأوضاع الاقتصادية الحالية والمستقبلية. انخفاض هذا المؤشر في إسرائيل خلال العام الماضي يعكس مدى التأثر السلبي على معنويات المستهلكين جراء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ اكتوبر/تشرين الأول 2023، وأدت إلى أزمات داخلية في مختلف الاتجاهات، وبالتالي قد يؤدي ذلك بلا شك إلى تقليل الإنفاق الاستهلاكي وتأثيره على النمو الاقتصادي.

إعلان تدهور التوقعات الاقتصادية والاستهلاك

وبحسب البيانات التي نشرتها هيئة الإحصاء، شهدت التوقعات بشأن الوضع الاقتصادي العام للعام المقبل انخفاضا حادا إلى "-45%"، وهو أدنى مستوى منذ بدء نشر المؤشر، مقارنة بالمعدل طويل الأجل البالغ "-22%"، مما يشير إلى تضاعف حالة التشاؤم بين الأفراد.

كذلك، هبط المؤشر المتعلق بتوقعات الوضع الاقتصادي للأسر إلى "-9%"، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2013، عندما بلغ "-10%"، كما انخفض تقييم الأسر لوضعها المالي خلال العام الماضي إلى "-21%"، وهو الأدنى منذ 2013 أيضا.

أما بالنسبة لنوايا الأفراد بشأن الإنفاق على المشتريات الكبرى، فقد تراجع المؤشر إلى "-32%"، وهو أدنى مستوى منذ بدء قياسه عام 2011، ما يعكس عزوف المستهلكين عن الإنفاق الكبير نتيجة انعدام الثقة في المستقبل الاقتصادي.

وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت بيانات مؤشر ثقة المستهلك النسبي، الذي يقارن مستويات الثقة بالفترات السابقة، أن العام الماضي سجل أدنى قيمة له على الإطلاق، حيث هبط المتوسط السنوي إلى 48 نقطة، مقارنة بـ70 نقطة في 2023، و119 نقطة في 2021، مما يشير إلى تدهور ملحوظ في ثقة المستهلك مقارنة بالفترات السابقة.

انعكاسات على الاقتصاد الإسرائيلي

ويلعب مؤشر ثقة المستهلك دورا رئيسا في التنبؤ بالحركة الاقتصادية، حيث يُعتبر مؤشرا استباقيا للتغيرات الاقتصادية قبل أن تنعكس في بيانات الناتج المحلي الإجمالي أو معدلات البطالة. كما أنه يؤثر على السياسات الاقتصادية، حيث يساعد صناع القرار على تقييم الحاجة إلى تدخلات اقتصادية لتحفيز الاقتصاد، فضلا عن كونه أداة مهمة للمستثمرين والشركات لاتخاذ قرارات إستراتيجية بناءً على ثقة المستهلكين.

ورغم التراجع الحاد في ثقة المستهلك، سجلت أسواق الأسهم ارتفاعا بنسبة 29% خلال عام 2024، بالإضافة إلى ارتفاع استهلاك الفرد بنسبة 2.6%. ومع ذلك، فإن هذا الارتفاع في الاستهلاك كان متركزا في السلع المعمرة وشبه المعمرة، بينما انخفض استهلاك الخدمات للفرد بنسبة 1%، مما يعكس ميل الأسر نحو الإنفاق على السلع الملموسة على حساب الخدمات في فترات عدم اليقين الاقتصادي.

إعلان

وبهذا، يبرز عام 2024 كفترة غير مسبوقة من التشاؤم الاقتصادي في إسرائيل، مما يعكس تزايد القلق بشأن مستقبل الاقتصاد المحلي، وهو ما قد يكون له تداعيات على السياسات الاقتصادية والاستثمارات في الفترة المقبلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مؤشر ثقة المستهلک فی إسرائیل أدنى مستوى منذ بدء عام 2024

إقرأ أيضاً:

استقرار أسعار المستهلك في الصين خلال يوليو رغم مخاوف الانكماش المالي

بكين-(أ ف ب): بقيت أسعار المستهلك في الصين مستقرة في شهر يوليو بحسب بيانات رسمية صدرت اليوم السبت، ما أتاح انفراجا لثاني أكبر اقتصاد في العالم بمواجهة ضغوط انكماشية قوية مقترنة بطلب داخلي هش.

وأظهرت الأرقام الصادرة عن المكتب الوطني الصيني للإحصاء أن مؤشر أسعار المستهلك الذي يعتبر مقياسا أساسيا للتضخم، بقي بمستواه في يوليو على أساس سنوي.

وهذه النتائج تعتبر أفضل من توقعات خبراء اقتصاديين استطلعتهم وكالة بلومبرغ وترقبوا تراجعا بنسبة 0,1%.

غير أن الأسعار تراجعت على أساس سنوي في المناطق الريفية بنسبة 0,3% وبالنسبة للسلع الاستهلاكية 0.4%.

وإن كان الانكماش المالي يثير ارتياح المستهلكين، فهو يعتبر خطيرا على الاقتصاد إذ يحض الأسر على إرجاء مشترياتها وبالتالي خفض استهلاكها على أمل الحصول على أسعار أكثر تدنيا.

غير أن الأزمة العقارية الطويلة الأمد ومعدل البطالة المرتفع لدى الشباب يؤثران منذ عدة سنوات على معنويات المستهلكين الصينيين.

وتفاقم هذا الوضع مع الحرب التجارية التي باشرتها الولايات المتحدة في مطلع العام على وقع رسوم جمركية مشددة.

لكن بعد أربعة أشهر متعاقبة من التراجع، عادت الأسعار لترتفع في يونيو.

وقال تشيواي تشانغ من شركة "بينبوينت" لإدارة الأصول إن "توجه أسعار السيارات والهواتف إلى التراجع تحسن" في يوليو.

لكنه أضاف أنه "من غير المؤكد أن يشير ذلك إلى نهاية الانكماش المالي في الصين".

وأوضح الخبير الاقتصادي أن "القطاع العقاري لم يستقر بعد... والاقتصاد ما زال يعتمد على الطلب الخارجي أكثر منه على الاستهلاك الداخلي".

وفي علامة أخرى مثيرة للقلق، هبط مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 3,6% في يوليو بمعدل سنوي، بعد تراجع مماثل في يونيو.

وهذا التراجع المتواصل منذ حوالى ثلاث سنوات، يعني انخفاض هوامش الربح للشركات التي تخوض حرب أسعار شرسة تسعى السلطات لاحتوائها.

وسجلت الصين هذا انتعاشا في تجارتها الخارجية في يوليو بالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي.

غير أن الهدنة في الحرب التجارية بين بكين وواشنطن تنتهي يوم الثلاثاء المقبل ، الموعد الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدخول الرسوم الجمركية الإضافية على الصين حيز التنفيذ ما لم يتم التوصل إلى اتفاق.

مقالات مشابهة

  • مؤشر نيكي الياباني يسجل ارتفاعاً قياسياً
  • وفاة شاب متأثراً بإشكال مسلح في جيرون – الضنية
  • بتداولات 4.6 مليار ريال.. مؤشر الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 10791.64 نقطة
  • حماية المستهلك تحذر الأردنيين من تسمم الحر
  • استشهاد شاب متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال في أريحا
  • مظاهرات حول العالم تُندد بحرب الإبادة والتجويع
  • "حماية المستهلك": ضبط 28.1 ألف سلعة مُخالفة بالنصف الأول
  • مظاهرات حاشدة عبر العالم تنديدا بحرب الإبادة والتجويع على غزة
  • استقرار أسعار المستهلك في الصين خلال يوليو رغم مخاوف الانكماش المالي
  • برلماني: سياسات إسرائيل لاحتلال غزة مؤشر خطير لفقدان المجتمع الدولي مصداقيته