إرهاب الحوثي يستهدف سكان قرى فاصلة بين تعز والحديدة
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
شنت ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، أعمال قصف عشوائي استهدف عدداً من القرى السكنية الفاصلة بين محافظتي تعز والحديدة.
وأفاد سكان محليون في مديرية مقبنة، غربي تعز، بأن الميليشيات الحوثية أطلقت قذائف الهاون والأسلحة الرشاشة صوب منازل المواطنين في قرى السويهرة والمحاوي والحصيب، وهي قرى فاصلة بين تعز من جهة مقبنة ومحافظة الحديدة من مديرية حيس.
وأشارت المصادر المحلية إلى أن القذائف الحوثية سقطت بالقرب من منازل المواطنين الذين عادوا مؤخرا من مخيمات النزوح التي فروا إليها خلال السنوات الماضية بسبب بطش واضطهاد الميليشيات.
ويندرج التصعيد العسكري ضمن الخروق اليومية التي تمارسها الميليشيات الحوثية لإجبار الأهالي في القرى السكنية القريبة من خطوط التماس على النزوح قسراً.
بدورها ردت القوات المشتركة، على استهداف القرى بتوجيه ضربات مركزة على مواقع الميليشيات الحوثية التي تستغلها لاستهداف المدنيين.
وأفاد الإعلام العسكري أن الوحدات المرابطة من القوات المشتركة في محور الحديدة رصدت مواقع لمليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا أثناء استهداف قرى تقع في أطراف مديرية مقبنة تعز بمحاذاة مديرية حيس الحديدة وسرعان ما تم التعامل معها بحزم، مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة في الأهداف المرصودة وتكبيد المليشيا خسائر.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
تحول حاسم في تاريخ مصر الحديث| كيف أصبح 3 يوليو لحظة فاصلة بذاكرة السياسة؟.. قراءة في البيان
في تمام الساعة التاسعة مساءً من يوم 3 يوليو 2013، كانت أنظار العالم شاخصة نحو القاهرة، حيث احتشد ملايين المصريين في الساحات والميادين، رافعين صوتهم في وجه ما اعتبروه حكمًا دينيًا إقصائيًا قادته جماعة الإخوان.
وكان الشعار الأبرز آنذاك "يسقط يسقط حكم المرشد"، في إشارة إلى أن الرئيس الأسبق محمد مرسي لم يكن صاحب القرار، بل مكتب الإرشاد التابع للجماعة.
وسط هذا المشهد الشعبي والسياسي المتشابك، خرجت القوات المسلحة المصرية لتعلن عبر بيان تاريخي عن خارطة طريق جديدة، شكّلت لحظة فاصلة أعادت تشكيل المشهد السياسي في البلاد، ومهّدت لمرحلة انتقالية أنهت حكم الإخوان بعد عام واحد من صعودهم إلى السلطة.
الجيش ينحاز للشعب.. بداية التحول السياسيوفي مثل هذا التوقيت قبل ستة أعوام، عاشت مصر ساعات من الترقب والقلق، قبل أن يُذاع البيان المنتظر للقوات المسلحة، والذي ألقاه وزير الدفاع آنذاك، الفريق أول عبد الفتاح السيسي.
وأكد البيان انحياز المؤسسة العسكرية الكامل لمطالب جماهير الشعب المصري، التي خرجت بالملايين تطالب بتغيير النظام، وإنهاء تجربة حكم الجماعة الإسلامية، بعد عام من السياسات التي اعتبرها المصريون تهديدًا للهوية الوطنية وتضييقًا على الحريات العامة.
وأوضح السيسي أن القوات المسلحة لم تسعَ للسلطة أو الحكم، لكنها لبّت نداء المواطنين، بعدما فشلت جهودها السابقة في التوسط بين القوى السياسية ومؤسسة الرئاسة منذ نوفمبر 2012، وهو ما أدى إلى تفاقم الانقسام المجتمعي والاحتقان السياسي.
محاور البيان التاريخي.. خارطة طريق مصر بعد الإخوانجاء البيان مفصلًا وواضحًا، ليعلن خارطة مستقبل تتضمن مجموعة من القرارات الجوهرية، وهي:
• تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت.
• تولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد مؤقتًا، على أن يؤدي اليمين الدستورية أمام الجمعية العامة للمحكمة.
• إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
• منح رئيس المحكمة سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية.
• تشكيل حكومة كفاءات وطنية كاملة الصلاحيات.
• تشكيل لجنة لصياغة تعديلات دستورية بمشاركة جميع الأطياف.
• دعم المحكمة الدستورية لإقرار قانون انتخابات مجلس النواب.
• إعداد ميثاق شرف إعلامي لضبط أداء وسائل الإعلام.
• إطلاق إجراءات تمكين الشباب في مؤسسات الدولة كمساعدين للوزراء والمحافظين.
• تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية تضم شخصيات تحظى بالقبول الوطني.
الرسائل الأمنية والتحذيرات الوطنيةوجهت القوات المسلحة من خلال البيان، رسالة واضحة لجميع الأطراف، دعت فيها إلى الالتزام بالتظاهر السلمي، محذرة من أي ممارسات عنيفة أو محاولات لجرّ البلاد إلى مواجهات دامية. وأكد البيان أن القوات المسلحة ستتصدى بالتعاون مع وزارة الداخلية لأي خروج عن القانون بكل حزم، للحفاظ على أمن الوطن وسلامة المواطنين.
كما حيّت المؤسسة العسكرية، رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء على جهودهم في حماية الدولة والحفاظ على مؤسساتها، مشددة على أن هذه اللحظة تتطلب من الجميع تغليب المصلحة الوطنية على الحسابات الضيقة.
الرسالة الختامية.. حماية إرادة الشعب فوق كل اعتبارواختُتم البيان بعبارة مركزة عكست جوهر الرسالة التي أرادت القوات المسلحة توصيلها: “حفظ الله مصر وشعبها الأبى العظيم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
وكان هذا البيان بمثابة نقطة تحوّل حاسمة في تاريخ مصر الحديث، حيث وضع نهاية فعلية لحكم جماعة الإخوان، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من إعادة بناء الدولة واستعادة الهوية الوطنية، في ظل قيادة اتخذت من الأمن والاستقرار، والانفتاح على مشروعات التنمية، مسارًا لمصر ما بعد 3 يوليو.
ويمثل يوم 3 يوليو 2013 لحظة مفصلية في الذاكرة السياسية المصرية، ليس فقط لأنه أنهى عامًا من حكم جماعة الإخوان، بل لأنه جسّد تحركًا شعبيًا ومؤسسيًا متكاملًا لإعادة تصحيح المسار. وقد كان بيان القوات المسلحة آنذاك بمثابة وثيقة تأسيس جديدة لمسار سياسي واجتماعي مختلف، أعاد للدولة المصرية توازنها، وأعاد تعريف العلاقة بين السلطة والإرادة الشعبية.
واليوم، وبعد سنوات من هذا التحول، تبقى الذكرى حية في وجدان المصريين كعلامة فارقة على قدرة الشعوب على استعادة قرارها، متى توحدت الإرادة، وارتفع صوت الوطن فوق الجميع.