رئيس الوزراء الجديد .. السير في طريق وعرة
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
لدى الشارع السوداني شعور بأنَّ البلاد تقف أمام منعطف كبير. وأنَّ المطلوب من الحكومة المرتقبة ورئيسها ،ليس الاكتفاء بتغيير اثاث المكاتب، بل يحلم بتغيير ملامح السودان في السياسة والاقتصاد والإدارة.
المسافة الفاصلة بين الشعب وحكومته الجديدة تقلصت كثيراً، وأضحت، مؤخراًحقيقة واقعة، نتيجة ما كشفت عنه الحكومة الحالية من فشل ذريع في بعض الملفات الهامة والحيوية ، تباعد في وجهات النظر، حول الكثير من القضايا، لعل أبرزها الموقف من الحرب نفسها في أزمنة سابقة.
تمضي عملية التغيير وفقاً لشعارات معركة الكرامة ، وأهمها الإصلاح المؤسسي الشامل بخطوات وثّابة في سباق الاستقرار، عبر حصد المزيد من الوقت في إعادة ترتيب الأوضاع كلية ، الحكومة الجديدة ليست عملية “ترقيع” وإنما مشهد مختلف ، يعمل على اقتناص كل الفرص لبناء مؤسسي استراتيجي، يتموضع في المستقبل القريب إلى مشروعاً ورؤية صلبة تجاه (إعادة تأسيس الدولة)، يقوم على مثلث الاستقرار والسيادة والتنمية، بعيداً عن كل المشاريع التقويضية المبنية على الآيديولوجيا او العمالة للخارج .
بالأمس.. اجازت السلطة التشريعية المؤقتة تعديلات على الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية ، وأهمها إلغاء كافة البنود التي تخص شراكة أغسطس/٢٠١٩م ، والمتعلقة بالوجود الدستوري” لقوى الحرية والتغيير” و”مليشيا الدعم السريع”، والابقاء على انصبة اتفاق جوبا للسلام، وهذه ايضاً سيتم توزيعها من جديد على (١٣) فصيل ، وليس (٥)فصائل بحسب واقع الحال القائم على ترتيبات ٢٠٢٠م السابقة.
وعاجلاً.. سيتم الإعلان عن رئيس الوزراء، ومن ثم يقوم هو بتشكيل حكومته بالتشاور مع شركاء الفترة الانتقالية ، وأبرز المرشحين شخصية دبلوماسية مؤثرة ومقبولة لدى الشعب السوداني لمواقفها المشرفة من معركة الكرامة .
توجد حتماً معضلات مؤسسية ستواجه الحكومة الجديدة وتحديداً دولة رئيس الوزراء ، قد تكون عصية على الحل، إلا لمن يملك إرادة وطنية ورغبة حقيقية في الإصلاح ، وأهمها الفساد الاداري، والمالي ، ونفوذ مدراء مكاتب الوزراء والمسؤولين الذي تجاوز نفوذ قادتهم، بجانب توظيف موارد الدولة المالية والإدارية لمصالحهم الشخصية ، ومصالح أصدقائهم وصديقاتهم، حتى تأخرنا عن العالم.
رغم الحرب ، وتضحيات الشهداء ، فإن مستوى الرداءة والفساد داخل اروقة الدولة ،نتجت عنه حالة من الفوضى أشد خطراً على الحاضر والمستقبل .
فقد أضحت الدولة فريسة صراع فارغ ينعكس على الدوام فراغاً في المسؤوليات والقيادة.
واقع الحال يقول إن البوصلة السودانية شديدة الاهتزازات إلى درجة يمكن أن تربك الأعداء والحلفاء معاً ، وبالتالي فإن رئيس الوزراء المرتقب سيسلك في طرق وعرة وسط ضباب يكاد يحجب الرؤية.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
خريج جامعة القاهرة.. من هو كامل إدريس رئيس الوزراء السوداني الجديد؟
أنهى تعيين كامل الطيب إدريس عبدالحفيظ، رئيسًا لمجلس الوزراء السوداني، أربعة سنوات، فراغ المنصب الرفيع حيث أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، في وقت سابق من اليوم الاثنين قرارا ليتولى رئاسة الحكومة.
وكان آخر من تولى هذا المنصب هو الدكتور عبد الله حمدوك الذي رحل بقرار من البرهان في أكتوبر 2021 ، وتأزم الوضع في السودان بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023 وتسببت في أكبر أزمة إنسانية في العالم بحسب تقارير المنظمات الأممية والإغاثية.
من هو كامل إدريس ؟وأثيرت تساؤلات عديدة حول شخصية الدكتور كامل إدريس رئيس الوزراء السوداني الجديد.. فمن هو ؟
ينحدر الدكتور كامل إدريس، إلى قرية الزورات في دنقلا شمال السودان، حيث ولد فيها في أغسطس 1954.
نال رئيس الوزراء السوداني الجديد، بكالوريوس الفلسفة من جامعة القاهرة.
حصل على ليسانس الحقوق من جامعة الخرطوم.
حصل على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من المعهد العالي للدراسات الدولية في جامعة جنيف بسويسرا.
مناصب كامل إدريسعمل كامل إدريس أستاذاً في الفلسفة والقضاء بجامعة القاهرة، وأستاذاً في القضاء بجامعة أوهايو، وأستاذاً في القانون الدولي وفي قانون الملكية الفكرية بجامعة الخرطوم.. كما تم تعيينه أستاذاً فخرياً للقانون بجامعة بكين.
أصبح عضوا في السلك الدبلوماسي السوداني برتبة سفير في أوائل عقد الثمانينيات.
شغل منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو)، عام 1982 وأمينا عاما للاتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية الجديدة (أوبوف) وعُرف بإسهاماته القيمة في مجالات الملكية الفكرية.
إلى جانب نشاطه الأكاديمي، كان لها دورا دبلوماسيا هاما في الشأن السوداني، حيث توسط بين الفرقاء في الأزمات الحادة التي شهدتها البلاد.
كان عضوا في لجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي خلال فترتين، الأولى من 1992 إلى 1996، والثانية من 2000 إلى 2001.
وعمل أيضا كمتحدث رسمي ومنسق لمجموعة البلدان النامية.
يتقن الدكتور إدريس ثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية، ولديه معرفة باللغة الإسبانية.