دراسة حديثة تحدد الذراع المناسبة لجرعة لقاح كورونا التنشيطية
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
مع انتشار موجة جديدة من فيروس كورونا، يتزايد الحديث عن احتمال دعوة السلطات الصحية لتلقي جرعة تعزيزية منشطة من اللقاحات، رغم تأكيد خبراء على عدم خطورة متحوّر "إيريس".
ولم تدع منظمة الصحة العالمية إلى إجراءات متعلقة باللقاحات حتى الآن، إلا أن تلقي جرعة جديدة يبقى مرهونا بمدى انتشار متحوّر إيريس.
فإذا تمت الدعوة إلى جرعة تنشيطية من لقاح كورونا، أي ذراع يُنصح بتلقي اللقاح فيها لتوفير أكبر حماية من سلالات "كوفيد" الجديدة؟ وما آخر المعطيات حولها؟ وهل تختلف أعراض المتحورات الجديدة؟
الذراع اليمنى أم اليسرى؟نبدأ من دراسة حديثة توصلت إلى أن الاستجابة المناعية قد تكون أقوى إذا تم تلقي الجرعة المعززة في الذراع نفسها التي تلقيت فيه آخر جرعة من لقاح كورونا، وفقا لما نشرته مجلة "إي بيو ميديسن" يوم 11 أغسطس/آب الجاري.
مارتينا سيستر، المؤلفة المشاركة في الدراسة وعالمة الأحياء ورئيسة قسم معهد طب العدوى في مستشفى جامعة سارلاند في ألمانيا، قالت في بيان صحفي "يبدو السؤال تافها للغاية لدرجة أنه لم يفكر أحد من قبل في طرحه".
استخدم الباحثون بيانات 303 أشخاص تلقوا لقاح "إم آر إن إيه" (mRNA)، بالإضافة إلى جرعة معززة كجزء من حملة اللقاح في ألمانيا.
وبعد أسبوعين من الجرعة المعززة، كان عدد "الخلايا التائية القاتلة (للفيروس)" لدى أولئك الذين حصلوا على الجرعتين في الذراع نفسها أعلى بشكل ملحوظ، وفقا للدراسة.
ووفقا للمؤلفة المشاركة في الدراسة لورا زيغلر، فإن "الخلايا التائية القاتلة" كانت موجودة بنسبة 67% لدى الذين تلقوا اللقاح في الذراع نفسها، في حين انخفضت النسبة إلى 43% لدى الذين حقنوا في أذرع مختلفة.
ثلاث سلالات من كوفيدوعلى صعيد السلالات، تقول السلطات الصحية في الولايات المتحدة إنها تتابع عن كثب انتشار 3 سلالات جديدة من فيروس كورونا تنتشر الآن في جميع أنحاء البلاد، وفقا لشبكة "سي بي إس نيوز".
ولا تزال مستويات حالات الاستشفاء والوفيات بسبب فيروس كورونا في الوقت الحالي أقل بكثير من الذروات السابقة في الصيف والشتاء الماضيين، لكنها بدأت ترتفع بوتيرة مضطردة منذ عدة أسابيع.
مسؤولو الصحة العامة قالوا إنهم جاهزون جيدا لمواجهة الارتفاع الموسمي الأخير للفيروس.
ما أبرز متغيرات فيروس كورونا الجديدة؟ينتشر نوعان من متحوّرات كورونا الجديدة، إلى جانب متغيّرٍ آخر ليس منتشرا على نطاق واسع في الوقت الحالي.
ويعتبر متغير "إي جي.5" (EG.5) السلالة "السائدة" في الولايات المتحدة، كونه يشكل الحصة الكبرى من الحالات الجديدة لكوفيد، مقارنة بالمتغيرات الأخرى. ففي 18 أغسطس/آب الجاري، قدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن "إي جي.5" يشكل 20.6% من الإصابات الجديدة.
وإلى جانب متغير "إي جي.5" المعروف إعلامياً باسم إيريس، توجد قائمة طويلة من المتغيرات الأخرى، ينحدر معظمها من سلالات "إكس بي بي" (XBB) التي كانت مهيمنة في الشتاء الماضي.
أما سلالة "إف إل 1.5.1" (FL.1.5.1) فهي ثاني أكبر سلالة بنسبة 13.3% من الإصابات في الولايات المتحدة.
وتتعقب السلطات أيضا سلالة "بي إيه 2.86" (BA.2.86) الجديدة والشديدة التحور، ولا يزال انتشارها صغيرا جدا بحيث لا يمكن ظهوره في تقديرات مركز السيطرة على الأمراض.
هل تختلف أعراض متغيرات فيروس كورونا الجديدة؟يبدو أن أعراض فيروس كورونا متشابهة إلى حد كبير، فمنذ ظهور "إي جي.5" و"إف إل 1.5.1″، قلّل المسؤولون عموما من أهمية المزاعم المتعلقة بالتغيرات الجذرية في الأعراض الناجمة عن هذه المتغيرات الجديدة، مقارنة بأقاربها من متغيرات "أوميكرون" التي ظهرت في وقت سابق من الوباء.
وأفادت منظمة الصحة العالمية في التاسع من أغسطس/آب الجاري بأنه لا يوجد أي دليل على زيادة شدة المرض في سلالة "إي جي.5" الجديدة.
من المتوقع أن تكون الجرعات المعززة -حال فرضها- فعالة، إذ يقول صانعو اللقاحات إنهم يتوقعون أن يكون الطرح القادم للقاح "كوفيد-19″ الجديد والجرعات المعززة الشهر المقبل مناسبا لـ"إي جي.5″ و"إف إل 1.5.1" أيضا، نظرا لارتباطهما الوثيق بمتغير "إكس بي بي .1.5" (XBB.1.5) الذي تستهدفه الجرعات الجديدة.
في 17 أغسطس/آب الجاري، قالت شركة "مودرنا" إن النتائج الأولية من بيانات التجارب السريرية البشرية تشير إلى أن لقاحاتها المحدثة ستؤدي إلى: زيادة كبيرة في تحييد الأجسام المضادة ضد متغيرات "إي جي.5″ و"إف إل 1.5.1". في حين قالت شركة "فايزر" إن البيانات المستقاة من دراسة حديثة أجريت على الفئران تشير إلى أن لقاحها سيكون فعالا أيضا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فیروس کورونا إف إل 1 5 1 إی جی 5
إقرأ أيضاً:
متوسط العمر المتوقع عالميًا يعود لما كان عليه قبل جائحة كورونا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أظهرت دراسة حديثة أنّ متوسط عمر الإنسان قد ازداد بمقدار 20 عامًا مقارنة بعام 1950، إذ لوحظ انخفاض بمعدلات الوفاة في جميع الدول والأقاليم الـ204 المشمولة في البحث.
لكن لا تزال هناك تفاوتات هائلة، مع وجود "أزمة ناشئة" تتمثل في ارتفاع معدلات الوفيات بين المراهقين والشباب.
في عام 2023، بلغ متوسط العمر المتوقع 76.3 عامًا للنساء و71.5 عامًا للرجال، وفقًا لتحليلات نُشرت الأحد في مجلة "The Lancet" من قِبل معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME) التابع لكلية الطب بجامعة واشنطن بأمريكا.
يُظهر ذلك عودة متوسط العمر المتوقع إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا بعد انخفاضه خلال ذروة "كوفيد-19".
تراجع فيروس كورونا من كونه السبب الرئيسي للوفاة في عام 2021 ليصل إلى المركز الـ20 في عام 2023، مع تصدّر أمراض القلب والسكتة الدماغية القائمة لتصبح من الأسباب الرئيسية للوفاة عالميًا من جديد.
شهدت الوفيات في جميع أنحاء العالم تحولاً ملحوظًا بعيدًا عن الأمراض المعدية، مع انخفاض حاد في الوفيات الناجمة عن الحصبة، والأمراض المرتبطة بالإسهال، والسل، بحسب معهد القياسات الصحية والتقييم.
تُمثِّل الأمراض غير المعدية الآن حوالي ثلثي عدد حالات الوفاة والاعتلال العالمية، ويشمل ذلك الوفيات والعبء الصحي الشامل الناجم عن المرض.
رُغم انخفاض معدلات الوفيات بأمراض القلب والسكتة الدماغية منذ عام 1990، إلا أنّ معدلات الوفيات الناجمة عن داء السكري، وأمراض الكِلى المزمنة، ومرض الزهايمر تشهد ارتفاعًا.
وقال مدير معهد القياسات الصحية والتقييم، الدكتور كريستوفر موراي: "أدّى النمو السريع في شيخوخة سكان العالم وتغيُّر عوامل الخطر إلى دخول عصر جديد من التحديات الصحية العالمية".
وأضاف: "الأدلة المقدَّمة في دراسة العبء العالمي للأمراض تُعتبر بمثابة جرس إنذار تحثّ الحكومات وقادة الرعاية الصحية على الاستجابة بشكلٍ سريع واستراتيجي للاتجاهات المقلقة التي تُعيد تشكيل احتياجات الصحة العامة".
أفاد البحث الجديد أنّه يمكن الوقاية من حوالي نصف عدد الأمراض في العالم، وذلك بفضل العشرات من عوامل الخطر القابلة للتعديل.
وَجَد معهد القياسات الصحية والتقييم أنّ ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، وارتفاع الكوليسترول، وداء السكري، والسمنة من بين عوامل الخطر العشرة الأكثر تأثيرًا.
بين عامي 2010 و2023، ازداد العبء المرضي الناتج عن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم بنسبة 11% (تم قياس ذلك بسنوات العمر المفقودة بسبب الإعاقة أو الوفاة المبكرة)، كما ازداد العبء الناتج عن ارتفاع مستوى السكر في الدم بنسبة 6%.
كانت العوامل البيئية، مثل التلوث بالجسيمات الدقيقة والتعرض للرصاص، من بين أهم عوامل الخطر أيضًا، إلى جانب العوامل المتعلقة بصحة المواليد الجدد، بما في ذلك انخفاض الوزن عند الولادة وقصر مدّة الحمل.
تلعب الصحة النفسية دورًا مهمًا في الوفيات العالمية أيضًا، بحسب البحث الجديد، مع تزايد عبء القلق والاكتئاب.
في الوقت الذي يشهد فيه العالم نموًا سكانيًا وزيادة في أعداد كبار السن، ارتفعت معدلات الوفاة بين الأطفال والشباب في بعض مناطق العالم.
أظهرت بيانات معهد القياسات الصحية والتقييم أنّ أكبر نسبة لارتفاع الوفيات بين المراهقين والشباب خلال السنوات العشر الماضية كان في الفئة العمرية التي تترواح بين 20 و39 عامًا في منطقة أمريكا الشمالية مرتفعة الدخل، ويعود ذلك أساسًا إلى الوفيات بسبب الانتحار، والجرعات الزائدة من المخدرات، والاستهلاك المفرط للكحول.
كما زادت الوفيات بين من تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عامًا في أوروبا الشرقية، وأمريكا الشمالية ذات الدخل المرتفع، ومنطقة البحر الكاريبي، وبين المراهقين والشباب في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بسبب الأمراض المعدية والإصابات غير المتعمدة.