شهد "حزب الله" في السنوات الأخيرة تراجعاً حادّاً في تحالفاته السياسية الداخلية، ما دفعه الى عزلة نسبية، باستثناء تحالفه التقليدي مع "حركة أمل". هذه العزلة تعكس تحوّلاتٍ عميقةً في الخريطة اللبنانية، مرتبطةً بعوامل داخلية كالضغوط الاقتصادية والعقوبات الدولية، وأخرى خارجية كتغيّر موازين القوى الإقليمية، إضافةً إلى تراجع الشرعية الشعبية الوطنية  للحزب بعد فشله في تقديم حلول للأزمات المتفاقمة.

 

كان التحالف مع "التيار الوطني الحر" (بقيادة جبران باسيل) أحد أهم الركائز السابقة، لكنه بدأ بالتصدّع مع تصاعد العقوبات الأميركية على الحزب وحلفائه، وخصوصاً تلك المُوجَّهة ضد باسيل شخصياً. خشية الأخير من تبعات الاستمرار في التحالف دفعته إلى التوجه نحو خطاب معادٍ، بل ومُجاراة خصوم الحزب، رغم كل الدعم السابق الذي قدّمه له. تحوّل باسيل إلى جزء من المعسكر "المُعارض" في لبنان، سعياً لتحسين صورته الدولية، ما أضعف قدرة الحزب على الاحتفاظ بحلفاء خارج إطار طائفته. 

من ناحية أخرى، لم يُفلح الحزب في تعويض هذا الفقدان عبر التقارب مع القوى السنيّة، رغم محاولاته المبكّرة خلال الحرب وبعدها . فاندلاع الأزمة السورية عام 2011، ودعم الحزب للنظام السوري ضد المعارضة - التي تضمّنت فصائل سنيّة - أعاد إحياء هواجس الطائفة السنيّة، خاصةً مع دخول الحزب عسكرياً خارج الحدود. اليوم، تُفاقم التبعات الأمنية والاقتصادية للأزمة السورية من انقسام المشهد السني، وتُشلّ قدرة زعاماته على المناورة سياسياً، ما يحوّل العلاقة مع الحزب إلى جدار عدم ثقة متبادل. 

أما تحالف الحزب مع وليد جنبلاط، زعيم الطائفة الدرزية، فلم يكن أكثر من هُدنة هشّة سرعان ما انهارت. فبعد سنوات من التعاون في البرلمان والحكومة، عاد جنبلاط إلى خطابه التاريخي المُنتقد لـ"هيمنة الحزب".

هذا التحوّل حوّل الجنبلاط من شريكٍ في اللعبة السياسية إلى خصمٍ علني، مُضعفاً فرص الحزب في كسر عزلته الطائفية. 

يُعزى هذا التراجع إلى أسبابٍ متشابكة، أبرزها تآكل شعبية الحزب الوطنية بسبب الأزمات الداخلية، وفشله في تحقيق انتصارات سياسية تُبرّر تحالفاته السابقة، إضافةً إلى تحوّله إلى عبءٍ على حلفائه المحتملين بفعل العقوبات الدولية. اليوم، لم يعد الحزب قادراً على تشكيل كتلة نيابية أو حكومية فاعلة خارج الواقع الشيعي، ما يدفعه للاعتماد على حركة أمل كشريك وحيد. هذه العزلة تُعيد طرح أسئلةٍ مصيرية عن مستقبله كقوة سياسية، في ظلّ تحوّله من لاعبٍ قادر على جمع تحالفات متنوّعة، إلى كيانٍ فاقد للإجماع الوطني، في مشهدٍ يزداد انقساماً.
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني يوجه طلبا عاجلا لحزب الله

أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أن بلاده تحتاج مليار دولار سنويا على مدى عشرة أعوام لدعم الجيش ، مشددا علي ان الجيش هو الضمان لكل لبنان ولكافة الأطراف اللبنانية.

ودعا الرئيس اللبناني كافة الأطراف إلى مقاربة قضية السلاح بكل مسؤولية ، مطالبا بانسحاب جيش الإحتلال الإسرائيلي من كافة الأراضي المحتلة في جنوب لبنان.
 

كما دعا الرئيس اللبناني الي ضرورة وقف كافة الأعمال العدائية الإسرائيلية على كل الأراضي اللبنانية.
 

ودعا عون ايضا حزب الله والأطراف السياسية الأخرى إلى دعم حصر السلاح بيد الجيش ، مشددا علي حاجة بيروت لقرار تاريخي يقضي بتفويض الجيش وحده بحمل السلاح.

وقال ايضا : علينا أن نقف جميعا خلف الجيش وأن يكون ولاؤنا للدولة وحدها. والجانب الأمريكي عرض علينا مسودة أفكار سنطرحها على مجلس الوزراء الأسبوع المقبل.

 وأضاف : طالبنا في رسالتنا إلى الجانب الأمريكي بوقف الاعتداءات على لبنان برا وبحرا وجوا ووقف الاغتيالات ، فالمفاوضات مع الجانب الأمريكي تهدف إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

وختم الرئيس الأمريكي تصريحاته قائلا : على الأطراف اللبنانية أن تقتنص الفرصة لتسليم السلاح اليوم قبل الغد.

الرئيس اللبناني: نحتاج إلى مليار دولار سنويا على مدى 10 أعوام لدعم الجيشالرئيس اللبناني يزور البحرين لبحث المستجدات والتطورات الإقليمية والدوليةبسبب حزب الله.. الرئيس اللبناني يلتقي المبعوث الأمريكي توم باراكالرئيس اللبناني: مسألة التطبيع غير واردة في سياستنا الخارجيةالرئيس اللبناني: قرار حصر السلاح اتُّخذ ولا رجوع عنه طباعة شارك لبنان الجيش اللبناني حزب الله سلاح حزب الله جيش الإحتلال

مقالات مشابهة

  • مجلس الوزراء اللبناني يناقش «سلاح حزب الله» فى جلسة الثلاثاء
  • بحث التعاون العسكري بين الجيشين اللبناني والإيطالي في اليرزة
  • المشهد السياسي الليبي على أبواب خارطة الطريق
  • جعجع: الحزب أعاد لبنان مئة سنة إلى الوراء
  • حزب الله والانكشاف الأخير أمام الداخل والخارج
  • لبنان ..تحليق مسيّرتين على علو منخفض فوق مناطق الزهراني
  • باسيل: علينا طمأنة حزب الله بأننا جميعاً في موقع حمايته
  • الرئيس اللبناني: ملتزمون بسحب سلاح حزب الله وتسليمه للجيش
  • الرئيس اللبناني يتحدى حزب الله في عيد الجيش: لا سلاح خارج الدولة
  • الرئيس اللبناني يوجه طلبا عاجلا لحزب الله