عربي21:
2025-07-27@09:38:16 GMT

تفريغ الطوفان من زخمه

تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT

خطة ترامب بالتهجير بدت غير قابلة للتطبيق على الأرض، ومع الإفراط في تداولها بدت كأنها خطة تمويه لأمر آخر لم ينكشف للكثيرين. القائلون بجهل ترامب بالتاريخ يغفلون علمه بالتجارة وهو يفكر كتاجر، لذلك لا نراه يعرض في السوق سلعة غير قابلة للبيع، أو على الأقل هناك صاحب سلعة لا يشاركه الصفقة وأعني الفلسطيني صاحب الأرض وموضوع التهجير، لقد دفع ثمن الأرض دوما وفضل الموت فوقها على الهجرة إلى أمكنة قد يكون فيها رفاه كبير.



خطة التهجير تمويه لأمر أهم من التهجير ولترامب فيه شركاء ما زالوا يواصلون الكذب على الجمهور الطيب. هناك انتصار عظيم في غزة والمنتصرون يستعرضون قوتهم بما يعني أنهم مستعدون للمزيد من المواجهة، أي أن عدوهم يفكر ألف مرة الآن في العودة إليه محاربا، لكن لا يجب أن يتمتع الفلسطيني بنصره ويجب إذلاله وتجريده من سلاحه. كيف يمكن تفريغ الانتصار من زخمه ليثقل بهزيمة نفسية؟ ومن سيتكفل بالمهمة القذرة؟

ترامب وشركاؤه
ترامب لا يتحرك وحده بل له شركاء، وقد سماهم وهو في وضع الإملاء عليهم. وفي ظني أن قدرته على الإملاء لا تأتي من أن له عليهم يد وفضل مالي فحسب، بل لأنه أعرف منهم بأن الفلسطيني المنتصر يشكل وحيا للجمهور في دول هؤلاء الشركاء
ترامب لا يتحرك وحده بل له شركاء، وقد سماهم وهو في وضع الإملاء عليهم. وفي ظني أن قدرته على الإملاء لا تأتي من أن له عليهم يد وفضل مالي فحسب، بل لأنه أعرف منهم بأن الفلسطيني المنتصر يشكل وحيا للجمهور في دول هؤلاء الشركاء. انتصار الطوفان وقد كملته حماس باستعراض قوة؛ حسّن المزاج النفسي للشعوب وحرّض خيالها على أمر، فإذا كان جيش العدو قابلا للهزيمة فإن شرطة هؤلاء أهون وأقل تسليحا. إن ترامب وشريكه العربي يعرفان أن عروشهم على فوهات براكين، والطوفان أيقظ كل البراكين.

لقد ناصروا العدو لكي لا تصلهم أمواج الطوفان أو نيرانه، لكن رغم ذلك انتصرت حماس والمقاومة (الأطروحة والأشخاص)، وشركاء ترامب العرب الآن واقفون في صف المهزوم ويحتاجون غسل العار، وهذا ما يعرفه ترامب. كيف نقلل من حجم النصر فتظهر حماس قاصرة وعاجزة فيثور عليها جمهورها (ثم تقول الأنظمة لشعوبها انظروا إن حماس فاشلة ولا يمكن الاقتداء بها أو إن رجال حماس شجعان لكنهم عاجزون عن الإدارة فلا تتبعوهم)؟

خطة ترامب بالتوافق مع الأنظمة نرسل تهديدا بالتهجير، ولا نتابع التهديد بأي إجراء ميداني كنقل قوات عسكرية. نمنح فرصة للأصدقاء (وبرقابهم عار غزة) ليتسلطنوا بالتهديدات التي نعرفها ولا تزعجنا، نغطي في مرحلة أولى الحديث عن بقعة الضوء الكبيرة التي أرسلها الطوفان إلى كل مكان. هكذا ننقل الحديث بسرعة عن مفاعيل الطوفان إلى كيفية التصدي للتهجير (هذا جزء من الخطة)، وصار الحديث عن كرم السيسي أهم من معاناة من يتلقى المساعدة (حتى الآن تم التنظيف بنجاح، فالسيسي صار بطلا قوميا بمال قطري).

هاتوا المال وانسوا التهجير

هذا جانب آخر من رسائل التهديد بالتهجير؛ الآن وقد خفتم من الفلسطيني عليكم القيام بأمور مهمة وإلا.. (نعود إلى التهجير).

المال مقابل عدم التهجير هذا حديث التاجر وهو موجه للسعودية بالخصوص، فهي ليست عند ترامب أكثر من "كدس فلوس" يمكن له أن يغرف منه بقدر ما يشاء.

يمكن أيضا التخفف من عبء مساعدات مصر والأردن، فلا شيء يلزم ترامب بمساعدة جيش لا يحارب أو ليس له عدو ولا معركة. ليس لإسرائيل عدو في مصر (وفي الأردن) غير شعب مصر، وهذا تتكفل به شرطة مدربة ومسلحة تسليحا كافيا، ولو بدون مساعدة أمريكية. لقد وضع ترامب وعلى طريقة قائد عصابة؛ المسدس على بعض الجماجم وليس في نيته قتلها لأنه يعرف أن لها في جيوبها ما به تفتدي وستفتدي، وتظن نفسها غنمت سلامتها من فلسطيني مهاجر.

محاصرة الطوفان

الطوفان لا يخيف ترامب بقدر ما يخيف الجوارَ العربي، إن لديه علما بعمق الموجة التحررية التي أطلقها الطوفان، وقد عمل الجوار أثناء المعركة على قهر الشعوب فلا تتعاطف ولا تشارك، ولكن الفكرة لا يمكن حصارها. إنه يتخيل الصورة التالية؛ حماس منتصرة وباقية في غزة فاعلا وحاكما، أي نجاح في القتال ونجاح في الحكم وبمال يرسلونه للتغطية على خيانة المعركة. وترجمة هذه الصورة أن نصر الطوفان سيتوسع ويمتد بالقوة إلى الشعوب المقهورة، متى وكيف؟ هذه أسئلة تشغل الجوار، لذلك يحتاط لها بتفريغ النصر من قوته بوضع مطلب نزع سلاح المقاومة على طاولة تفاوض وتهجير المقاتل، كما حصل لقوات فتح من بيروت العام 1982.

التهجير لم يكن هدفا حقيقيا لترامب، كان الهدف إعادة تدوير الأنظمة وقد حصل، وتهيئة الأرض لطمس النصر بحديث اليوم التالي، حيث يمكن لمن خان المعركة أن يدس أنفه في الحكم بعدها. هذه معركة أخرى سيفوز بها الفلسطيني الذي دفع ثمن حريته
إن مقاومة أثر الطوفان وتقليل مكاسب المقاومة أو محوها نهائيا، مطلب يلتقي فيه العدو مع النظام العربي الرسمي. وهذا ليس جديدا، فقد كان الفلسطيني وقضيته مزعجا لهذه الأنظمة، إنها لا تفلح في تجاهل الفلسطيني لأن الشعوب متعاطفة معه ولكنها لا تريد له أن ينتصر لأن نصره يمتد لها فيسقطها، فضلا على أنه ما دام الملف مفتوحا فيمكنها العمل دوما مثل نظام البعث السوري وإن بمفردات مختلفة (تحقيق التوازن الاستراتيجي مع العدو).

يوشك نصر الطوفان أن يقلب المعادلة، فلا تجد هذه الأنظمة ذريعة لقمع شعوبها باسم المعركة القومية، وتوشك أن تفقد سبب وجودها القائم على خدمة العدو وحمايته من هزيمة.

لقد اتضحت صورة المستقبل بنصر الطوفان؛ العدو قابل للهزيمة وتغيير المنطقة ممكن جدا، بما يعني نهاية الأنظمة العربية التي عاشت من كسر جناح الفلسطيني خدمة للعدو حتى صار بقاؤها مرتهنا ببقاء العدو. هذه حقيقة قديمة ظهرت في كل معارك الفلسطيني، ولكن الطوفان جلّاها وأخرجها إخراجا قويا ومقنعا وواعدا بأمل حقيقي.

التهجير لم يكن هدفا حقيقيا لترامب، كان الهدف إعادة تدوير الأنظمة وقد حصل، وتهيئة الأرض لطمس النصر بحديث اليوم التالي، حيث يمكن لمن خان المعركة أن يدس أنفه في الحكم بعدها. هذه معركة أخرى سيفوز بها الفلسطيني الذي دفع ثمن حريته.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب الفلسطيني التهجير غزة الطوفان فلسطين غزة تهجير طوفان ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الهجرة أم التهجير؟ إسرائيل تروج لـحل إنساني يثير مخاوف فلسطينية

قوبلت الخطة الإسرائيلية برفض فلسطيني وتحذيرات دولية واسعة، إذ اعتبرت حركة حماس أن ما يُروّج له تحت مسمى "الهجرة الطوعية" هو مخطط تهجير قسري يهدف لـ "تصفية القضية الفلسطينية" وتفريغ غزة من سكانها. اعلان

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أعلنت الحكومة الإسرائيلية في 23 مارس/آذار 2025 عن المصادقة على خطة لإنشاء إدارة خاصة تتولى تنظيم ما وصفته بـ"الهجرة الطوعية الآمنة" لسكان قطاع غزة إلى دول أجنبية، في سياق الحرب المستمرة منذ أكثر من 20 شهراً.

وجاء القرار بناءً على مقترح قدمه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، وحظي بموافقة مجلس الوزراء. وبحسب بيان صادرعن مكتبه، ستكلف الإدارة الجديدة بتنسيق عمليات الانتقال بالتعاون مع منظمات دولية وجهات معنية، على أن تشمل مهامها الإشراف على تنظيم المغادرة من معابر قطاع غزة، بما في ذلك استخدام مطار رامون، وإجراء الفحوصات الأمنية اللازمة، إلى جانب تطوير بنية تحتية تتيح حركة السفر البرّي والبحري والجوي نحو دول ثالثة.

وتزامن الإعلان عن هذه الخطة مع تفاقم أزمة النزوح الداخلي في قطاع غزة، ما دفع منظمات حقوقية وإنسانية إلى التحذير من التداعيات السياسية والإنسانية لمثل هذه السياسات، التي يُنظر إليها باعتبارها مقدمة لمخطط تهجير قسري تحت غطاء "الطوعية".

سياسة قديمة تتجدد: من دايان إلى نتنياهو

ورغم أن الخطاب الرسمي الإسرائيلي يقدّم الخطة الجديدة على أنها استجابة إنسانية، إلا أن جذور الفكرة تعود لعقود ماضية، حيث لم تكن نية تفريغ غزة من سكانها جديدة أو مرتبطة بالحرب الأخيرة فقط.

ففي 12 حزيران/يونيو 1967، وبعد السيطرة على قطاع غزة، وصف وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك، موشيه دايان، القطاع بأنه "مشكلة معقدة"، في دلالة على النظرة الإسرائيلية السلبية للمنطقة. أما رئيس الوزراء الراحل إسحاق رابين، فقد أعرب خلال توقيع اتفاقيات أوسلو في تسعينيات القرن الماضي، عن رغبته بأن "تذهب باتجاه البحر أو تغرق فيه"، تعبيراً عن أمنيته بفصل القطاع عن إسرائيل بشكل كامل.

وخلال الحرب الأخيرة، كشفت تسريبات دبلوماسية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اقترح، خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي الأسبق أنتوني بلينكن في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إنشاء ممر إنساني "لنقل سكان غزة إلى مصر"، وهو المقترح الذي قوبل بتحفّظ أميركي مبدئي، تبعه تصريح أكثر حدة من وزير شؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي قال: "لن تكون هناك أزمة إنسانية في غزة إذا لم يكن هناك مدنيون".

وتُظهر هذه التصريحات المتواترة أن ما يُعرض اليوم كحل مؤقت أو "ممر إنساني"، ما هو إلا تتويج لتوجه سياسي إسرائيلي متراكم، يرى في غزة عبئاً ديموغرافياً يسعى إلى التخلص منه، سواء بالحرب أو بالهجرة القسرية المغلّفة بشعارات إنسانية.

Related ياسر أبو شباب يظهر مجدداً في "مقال رأي": الأراضي التي استولينا عليها في غزة لم تتأثر بالحرب"ضربة مزدوجة".. تحقيق صحافي يكشف خطط الجيش الإسرائيلي بقصف المسعفين في غزةمجاعةٌ في القطاع ومعابرُ مغلقة: مستشفيات غزة تقف عاجزة وهي ترى الأطفال يموتون جوعا نزوح أولي وحديث متزايد عن الهجرة مع اشتداد الحرب

مع اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تمكن أكثر من 120 ألف فلسطيني – معظمهم من حاملي الجنسيات المزدوجة – من مغادرة القطاع عبر معبر رفح البري في اتجاه مصر ودول أخرى. وتشير تقديرات إلى أن عدد سكان غزة من مزدوجي الجنسية يناهز 300 ألف شخص، ما يعكس حجم القاعدة السكانية التي تملك خيار المغادرة نظريًا.

ومع اشتداد العمليات العسكرية، واتساع رقعة الدمار، وبلوغ المجاعة مستويات كارثية، تزايد الحديث في أوساط الغزيين عن خيار الهجرة كطريق للخلاص من الحرب وويلاتها. في المقابل، ظهرت أصوات ترفض الفكرة رفضًا قاطعًا، متمسكة بالبقاء في الأرض رغم الخسائر الفادحة والظروف الإنسانية المتدهورة، ما يعكس انقسامًا اجتماعيًا عميقًا بشأن مستقبل القطاع وسكانه تحت وطأة الحرب المستمرة.

فلسطينيون يرفضون الهجرة رغم القصف: "الموت هنا أهون من الرحيل

في خيمة بسيطة بمنطقة دير البلح وسط قطاع غزة، يجلس محسن الغزي (34 عامًا)، نازحًا من منطقة جحر الديك، يروي مأساته التي تُشبه حكايات آلاف الفلسطينيين الذين دُمّرت حياتهم تحت القصف الإسرائيلي. فقد الغزي منزله، وقتل نجله البكر، كما قضى والداه تحت أنقاض المنزل، ومع ذلك يصرّ على البقاء في القطاع، ويرفض فكرة الهجرة بشكل قاطع.

ويقول الغزي: "لن أترك هذه الأرض، الموت هنا أهون من أن أمنح الاحتلال فرصة تحقيق أكاذيبه". ويؤكد أن موقفه لا ينبع فقط من العاطفة، بل من قناعة دينية ووطنية وأخلاقية. ويرفض حتى فكرة الخروج الجماعي التي يُلمح لها البعض بقوله: "حتى لو أرسل الاحتلال سفنًا لنقلنا، فلن أغادر".

الغزي عبّر عن أسفه لبعض الشباب الذين يفكرون في الهجرة تحت وطأة المعاناة، مشددًا على أن "الخلاص الفردي يعني التخلي عن مسؤوليتنا في الدفاع عن هذه الأرض"، متسائلًا: "كيف نُكرر خطأ النكبة ونترك بيوتنا طوعًا؟".

من مخيم النصيرات، يردد سامي الدالي (45 عامًا) الموقف ذاته، رغم فقدانه نصف منزله بفعل القصف. يقول: "التهجير مشروع إسرائيلي فاشل، ولن أكون حجراً في جداره". ويرى أن معاناة السكان لا تُبرر التخلّي، لكنه لا يُدين من يقرر المغادرة، مضيفًا: "لكلٍ طاقته، ومن خرج ربما يعود أو يخدم القضية من الخارج".

ويُجمع الغزي والدالي على أن مشاريع التهجير التي حاولت الحكومة الإسرائيلية فرضها فشلت أمام تمسك الفلسطينيين بأرضهم، مشيرين إلى أن الإغراءات المادية لن تغيّر هذا الثبات. ويختم الغزي بالقول: "قولوا للعالم إننا شعب نختار الموت على أرضنا ولا نبيعها"، فيما يؤكد الدالي أن "كل حجر هنا يشهد أن فلسطين ليست للبيع".

فلسطينيون يسيرون على طريق باتجاه منطقة في شمال قطاع غزة تدخل فيها شاحنات بمساعدات إنسانية ، في مدينة غزة ، الجمعة 25 تموز / يوليو 2025. Abdel Kareem Hana/Copyright 2025 The AP. All rights reserved. نازحون في غزة: "لم نعد نتحمل المزيد"

في ظل الحرب المستمرة وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، يرى بلال حسنين أن خيار الهجرة أصبح "ضرورة ملحّة"، رغم صعوبته. حسنين، الذي فقد منزل عائلته وتعرض للنزوح مرارًا، يقف اليوم على عكازين بعد إصابته قرب منطقة نتساريم. يقول: "فقدت كل شيء.. لم أعد أستطيع استكمال دراستي الجامعية، ولا طعام ولا ماء ولا كهرباء. القطاع دُمّر، وفرص بناء مستقبل هنا تتضاءل يومًا بعد يوم". ويضيف حسنين أن حلمه هو إيجاد بيئة آمنة خارج غزة، تمكنه من استعادة حياته وتحقيق أحلامه، في وقت باتت الحياة في القطاع شبه مستحيلة.

ذات الرؤية يشاركها زكريا فرج الله، الذي أصيب ثلاث مرات، ما تسبب له بمشكلات في أوتار القدم، واضطرابات في الدماغ والجهاز الهضمي. يقول: "أحاول عبر ملفي الطبي الحصول على فرصة للعلاج في الخارج، وسأستغل هذا الخروج لطلب اللجوء، فالقطاع أصبح مكانًا مرعبًا ولا يمكن العيش فيه".

حنين عقل، زوجة فرج الله، تؤكد هي الأخرى أن البقاء بات أقرب إلى المستحيل، خصوصًا مع حملها ورعايتها لطفلين آخرين. تقول: "خسرنا بيتنا، وبتنا ننتقل من مخيم نزوح لآخر، وإصابة زوجي زادت معاناتنا. نحن بحاجة ماسة للسفر من أجل بيئة آمنة لنا ولأطفالنا".

وتضيف حنين، الحاصلة على بكالوريوس في الطب المخبري، أن حلمها بإيجاد عمل لم يتحقق قبل الحرب ولا خلالها، لكنها تأمل أن يتيح لها الخروج من القطاع فرصة لبناء مستقبل أكثر استقرارًا لعائلتها.

تحذيرات رسمية ودولية

قوبلت الخطة الإسرائيلية برفض فلسطيني وتحذيرات دولية واسعة، إذ اعتبرت حركة حماس أن ما يُروّج له تحت مسمى "الهجرة الطوعية" هو مخطط تهجير قسري يهدف لـ"تصفية القضية الفلسطينية" وتفريغ غزة من سكانها. وفي السياق ذاته، أكدت الأمم المتحدة أن "الطوعية" لا تُعتَبر شرعية في ظل الحرب والحصار وانعدام مقومات الحياة، مشيرة إلى أن التهجير القسري يُعد جريمة بموجب القانون الدولي.

كما حذّرت منظمات حقوقية، بينها هيومن رايتس ووتش وأونروا، من أن الخطة الإسرائيلية تُهدد بإعادة إنتاج النكبة، ودعت إلى احترام حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم بدل دفعهم إلى الرحيل تحت الضغط والجوع.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: مصر الأكثر حضورا في دعم غزة وأحبطت محاولات التهجير
  • وقفات طلابية في مدارس العاصمة نصرةً لغزة والشعب الفلسطيني
  • الهجرة أم التهجير؟ إسرائيل تروج لـحل إنساني يثير مخاوف فلسطينية
  • وقفة بالإصلاحية المركزية بالضالع تنديدًا بجرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني
  • وقفات نسائية في حجة تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • الرشق: تصريحات ترامب تتعارض مع تقييم الوسطاء
  • صحفي: الدولة العميقة بأمريكا تعتبر مصر حليفا استراتيجيا لا يمكن خسارته
  • أبناء ذمار يحتشدون في 52 ساحة تحت شعار “لن نتهاون أمام إبادة غزة واستباحة الأمة ومقدساتها”
  • مسيرات حاشدة في الضالع نصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته
  • قائد أنصار الله: لن نألو جهدا في نصرة الشعب الفلسطيني ونسعى لدراسة خيارات تصعيدية إضافية