تفاقم أزمة المياه في غزة مع نقص الإمدادات
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
أحمد مراد (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةتسببت الحرب الإسرائيلية على غزة في تدمير شبكات المياه، ما جعل غالبية مناطق القطاع غير صالحة للسكن، حيث يواجه سكان القطاع صعوبة بالغة لتلبية احتياجاتهم الضرورية من المياه.
وأعلنت سلطة المياه الفلسطينية خروج 208 آبار من أصل 306 من الخدمة بشكل كامل، وخروج 39 بشكل جزئي، وتبلغ تكلفة إصلاح قطاعي المياه والصرف الصحي نحو 2.7 مليار دولار.
وحذرت مديرة المكتب الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة، إيناس حمدان، من خطورة تفاقم أزمة المياه التي يُعاني منها غالبية سكان القطاع، حيث تشير تقديرات إلى أن إنتاج المياه وإمداداتها لا تزال عند ربع مستويات ما قبل أكتوبر 2023.
وشددت حمدان، في تصريح لـ«الاتحاد»، على ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لإعادة إصلاح وترميم شبكات المياه بشكل عاجل، حتى يعود سكان القطاع إلى حياتهم الطبيعية، إذ إن الـ1500 نقطة مياه التي تعمل الآن في غزة، لا تلبي احتياجات الأهالي.
وذكرت أن «الأونروا» تُعد من أكبر الجهات الفاعلة في توفير المياه النظيفة في القطاع، وخلال الأشهر الأخيرة قدمت فرق الوكالة نحو 44% من خدمات المياه والصرف الضرورية للتخفيف من معاناة السكان، ووفرت المياه النظيفة لنحو 475 ألف شخص، إضافة إلى جمع أكثر من 3400 طن من النفايات الصلبة، وذلك منذ وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي.
بدوره، اعتبر الخبير في الشؤون الفلسطينية وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن الرقب، أن أزمة المياه في غزة تتفاقم بشكل مقلق للغاية، مع عودة مئات الآلاف إلى مناطق إقامتهم، في شمال أو جنوب أو وسط القطاع، بعدما استهدفت إسرائيل غالبية مصادر المياه، ما تسبب في خروجها من الخدمة.
وكشف الرقب في تصريح لـ«الاتحاد» عن أن بعض سكان غزة يلجأون إلى الأساليب البدائية لتلبية احتياجاتهم من المياه من بينها حفر الآبار في المناطق القريبة من البحر، فيما يعتمد البعض الآخر على محطات التحلية التي أنشئت بتبرعات دولية، أو المياه المالحة من الخزان الجوفي الوحيد الذي تختلط مياهه بالصرف الصحي ومياه البحر.
وتصل بعض الشاحنات المحملة بالمياه للمناطق المدمرة، ويصطف الآلاف من السكان في طوابير طويلة للحصول على المياه في أواني الطعام، ويواجهون مصاعب كبيرة للحصول على كميات قليلة من مياه الشرب، حيث تعرضت بعض مصادر المياه للتلوث بسبب اختلاطها بالمواد المتفجرة والصرف الصحي، وهو ما يُنذر بتفشي الأمراض والأوبئة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: إسرائيل غزة فلسطين قطاع غزة حرب غزة الحرب في غزة أهالي غزة سكان غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
خيام التهجير.. غضب واسع من مخطط إسرائيل لتهجير سكان غزة قسرا
أثار إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن شروعه في توفير خيام إيواء لسكان مدينة غزة، ابتداء من اليوم الأحد، استعدادا لتهجيرهم ونقلهم من مناطق القتال إلى جنوب القطاع، غضبا واستهجانا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن هذه الخطوة تأتي "بناء على توجيهات المستوى السياسي، وفي إطار تحضيرات الجيش لنقل السكان المدنيين من مناطق القتال إلى جنوب قطاع غزة حفاظا على أمنهم" على حد قوله، مشيرا إلى أنه اعتبارا من اليوم (الأحد) سيتم تجديد توفير الخيام ومعدات المأوى لسكان القطاع.
ووفقا لأدرعي فإن المعدات ستنقل عن طريق معبر كرم أبو سالم بواسطة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية "بعد خضوعها لتفتيش دقيق"، مضيفا أن "العمل سيتواصل لإتاحة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".
وفي السياق ذاته، ذكرت قناة "i24news" الإسرائيلية أن الجيش اختار منطقة "جنوب محور موراغ" قرب رفح، جنوبي قطاع غزة، لإقامة "مخيم الإيواء" الذي سينقل إليه مئات آلاف الفلسطينيين قبل بدء عملية احتلال غزة.
وقد أشعل إعلان جيش الاحتلال عن إقامة "مخيمات إيواء" في رفح جنوبي قطاع غزة جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعدما اعتبره ناشطون مقدمة لعملية تهجير جماعي تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه قسرا من أراضيهم، تحت غطاء توفير المأوى والمساعدات.
جيش الاحتلال يعلن عن استئناف إدخال خيام ومعدات إيواء إلى قطاع غزة الأحد القادم – بزعم تقديم المساعدات الإنسانية، لكن الهدف الحقيقي هو تسهيل عملية التهجير القسري ونقل السكان جنوبًا – تنفيذًا لتوجيهات المستوى السياسي.
الخيام ومستلزمات الإيواء ستدخل عبر الأمم المتحدة ومنظمات… pic.twitter.com/pGxb8oyOD2
— الحـكـيم (@Hakeam_ps) August 16, 2025
وجاء الإعلان بالتزامن مع تدمير مئات المنازل في مدينة غزة وحي الزيتون خلال عملية عسكرية واسعة منذ عدة أيام، مما عزز المخاوف من أن الخيام ليست سوى غطاء لمخطط تهجير قسري.
إعلانوأشار ناشطون إلى أن ما يجري على الأرض يثبت ذلك، حيث يشن الاحتلال منذ أيام عملية برية واسعة في حي الزيتون والأطراف الشرقية لمدينة غزة، دمر خلالها بشكل ممنهج كل ما يصادفه.
????خلال 6 أيام فقط نسف جيش الإحتلال أكثر من 400 منزل في #حي_الزيتون بمدينة #غزة شمال القطاع، ثم أعلن اليوم مفاجأة عن استئناف إدخال خيام ومعدات إيواء.
????هذه الخيام هي لتسهيل عملية #التهجير القسري ونقل السكان جنوبًا، حيث المعتقل الذي تعمل #اسرائيل على إنشاءه في رفح باسم مدينة الخيام pic.twitter.com/SIKXS37qvQ
— Ola (@Ogypte) August 17, 2025
وأكدوا أن الجيش نسف خلال 6 أيام فقط أكثر من 400 منزل في حي الزيتون شمال القطاع، ثم أعلن بالتزامن عن إدخال خيام ومعدات إيواء، في خطوة وصفوها بأنها تمهيد مباشر لعملية التهجير القسري بعد تعرض منذ عدة أيام لتفجيرات مرعبة ومتتالية تنفذها جرافات وآليات عسكرية ضخمة، في إطار تمهيد الاحتلال للسيطرة عليه ضمن عدوانه البري.
تفجيرات مرعبة ومتتالية ..
الاحتلال الصهيوني ينسف بالمتفجرات عددا كبيرا من المنازل في حي الزيتون، جنوب شرق مدينة #غزة. pic.twitter.com/bUl69wLv7r
— Talal Ibrahim (@Talal81ibrahim) August 17, 2025
وأشاروا إلى أن قوات الاحتلال تهدم كل شيء بشكل ممنهج لتدمير مقومات الحياة، وتحويل الحي إلى بيئة غير صالحة للعيش عبر سياسة الأرض المحروقة، كما حدث في مناطق الشمال بيت حانون وجنوبا كمدينة رفح.
ورأى مغردون أن هذه الخيام ليست إلا أداة لتسهيل نقل السكان جنوبا، حيث يجري العمل على إقامة "مدينة الخيام" في رفح، والتي وصفوها بأنها أشبه بمعتقل جماعي.
واعتبروا أن الاحتلال بدأ بالفعل تنفيذ أخطر أهداف حربه على قطاع غزة، ببناء مخيم ضخم لحشر الفلسطينيين فيه وتهيئتهم لعمليات تهجير تبدو طوعية في ظاهرها لكنها قسرية في حقيقتها، بعد تحويل القطاع إلى منطقة مدمرة وغير صالحة للسكن.
وأشار آخرون إلى أن الخطوة تثير تساؤلات خطيرة حول الوسائل التي سيلجأ إليها الاحتلال لدفع المواطنين للانتقال إلى هذه المخيمات، والدور الذي ستلعبه المنظمات الدولية التي يقول إنه ينسق معها، فضلا عن مواقف بعض الدول التي قد تتجاوب مع مخطط التهجير.
وكتب أحد النشطاء: "إسرائيل بدأت فعليا بتنفيذ مخطط التهجير واحتلال غزة عسكريا"، فيما علق آخر: "خراب رفح تهيئة لتهجير سكان القطاع وتفريغه".
وتساءل مدونون: هل يعقل أن تكفي مواصي خان يونس ودير البلح لمليوني إنسان؟، مؤكدين أن هذا ما يفسر عمليات التدمير والتهجير الجارية، إذ جرى تفريغ منطقة رفح وتطهيرها تمهيدا لجعلها الوجهة الأساسية لتوافد النازحين إليها.
كما أشار مدونون إلى أن الهدف النهائي يتمثل في حشر سكان غزة جنوبا على الحدود المصرية، تمهيدا لدفعهم بالقوة نحو الأراضي المصرية، مؤكدين أن ما يجري هو مقدمة لحرب شاملة تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه بالكامل واحتلاله.
ورأى عدد منهم أن بهذا القرار، يتضح أن المساعدات ليست سوى أداة أخرى لفرض مخططات التهجير وتفريغ المناطق الشمالية من سكانها، تمهيدا لمرحلة أشد قسوة من الحرب.