كيف يقود مهرجان خريف ظفار عجلة التنمية الاقتصادية؟
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
سعادة حامد صواخرون: مجلس الشورى يطالب عبر اللقاءات مع المسؤولين بتطوير التشريعات
أجمع خبراء اقتصاديون في استطلاع صحفي أجرته «عمان» أن مهرجان خريف ظفار يمثل رافدا مهما لتعزيز الاقتصاد الوطني، إذ يجسد مفهوم الاقتصاد الموسمي بما يوفره من فرص استثمارية وحراك تجاري واسع يمتد أثره لعدة أشهر.
وقالوا لـ «عمان»: إن المهرجان لا يقتصر على تنشيط السياحة، بل ينعكس على قطاعات العقار والنقل والتجزئة والإعلام والخدمات، فضلا عن دعمه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترويج العلامات التجارية المحلية، ومشيرين إلى أن استدامة العوائد تتطلب الابتكار في الفعاليات، وتوسيع الاستثمار في السياحة الرياضية والمؤتمرات والمعارض، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وقال سعادة حامد صواخرون، عضو مجلس الشورى ممثل ولاية صلالة: إن السياحة تُعد من الممكنات الرئيسية للتنمية الاقتصادية، لافتًا إلى أن العديد من دول العالم تعتمد اقتصاداتها على هذا القطاع رغم افتقارها إلى موارد طبيعية، فيما تمتاز سلطنة عمان بموقع جغرافي وتنوع بيئي ومخزون سياحي وثقافي وتاريخي يعزز من فرصها التنافسية.
وأشار إلى أن موسم الخريف في محافظة ظفار يمثل أحد أبرز ملامح التنوع الاقتصادي والسياحي، غير أن مساهمته في تنشيط الاقتصاد الوطني ما زالت محدودة نتيجة ضعف مشاركة المواطن العماني في هذا النشاط، في ظل سيطرة ملحوظة للقوى العاملة الوافدة على تجارة التجزئة والخدمات، باستثناء بعض المجالات التجارية البسيطة التي يديرها المواطنون.
وأوضح سعادته أن مجلس الشورى، من خلال لقاءاته مع الوزراء المعنيين بالاقتصاد والسياحة والعمل والتجارة، يطالب بتطوير التشريعات وتقديم التسهيلات التي تمكّن المواطن من الدخول بقوة في هذه القطاعات، انسجامًا مع مستهدفات «رؤية عمان 2040»، بما يعظم الفائدة الاقتصادية.
وأضاف أن تهيئة البنية الأساسية تُعد عاملًا أساسيا للجذب السياحي، مشيرا إلى النقلة النوعية التي شهدتها شبكات الطرق في محافظة ظفار بربط جميع ولاياتها العشر بطرق حديثة تمتد من شربثات شرقا إلى صرفيت غربا، مع وجود مشاريع أخرى قيد التنفيذ أو الدراسة، في حين لا تزال الطرق الداخلية والأحياء القديمة بمدينة صلالة من أبرز التحديات التي قد تحد من سهولة الحركة والتنقل.
الاقتصاد الموسمي
وقال الدكتور قيس السابعي خبير الاقتصادي أن مهرجان خريف ظفار يمثل نموذجا بارزا لما يعرف بـ«الاقتصاد الموسمي»، وهو النشاط الاقتصادي المرتبط بمواسم محددة، سواء بسبب الطقس أو الفعاليات والمناسبات أو حتى التفضيلات السياحية. وقال: «هذا الموسم الاستثنائي الذي تتميز به محافظة ظفار بأجوائها المعتدلة يشكل فرصة ذهبية للمستثمرين ورواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث يوجد زخمًا اقتصاديا واسعا نتيجة الإقبال الكبير من الزوار والسياح، مما يرفع معدلات الطلب ويثري الاقتصاد المحلي والعماني عمومًا».
وأوضح السابعي أن العوائد الاقتصادية لموسم الخريف لا تقتصر على فترة المهرجان فقط، بل تمتد آثارها لعدة أشهر لاحقة، حيث إن الدخل الذي يحققه التجار والمستثمرون خلال ثلاثة أشهر يغطي نشاطهم الاقتصادي لقرابة عشرة أشهر لاحقة.
وأضاف بقوله: «المهرجان يمثل موسما ضخما وحقيقيا، لكن القيمة الكبرى تكمن في كيفية استثماره بالشكل الأمثل عبر التنويع في الفعاليات والعروض والابتكار في الأنشطة الاقتصادية بعيدا عن الأنماط التقليدية، بما يضمن تنشيط مختلف المسارات الاقتصادية وليس قطاعا واحدا فقط».
وحول القطاعات الاقتصادية التي تستفيد بشكل مباشر وغير مباشر من موسم خريف ظفار، أشار السابعي إلى أن القطاع العقاري والعمراني في مقدمة المستفيدين، خصوصا مع ارتفاع الطلب على الشقق الفندقية والفنادق والمنتجعات والمنازل المؤجرة خلال فترة المهرجان، ويستفيد أيضا قطاع النقل البري والجوي من ارتفاع حركة السفر من وإلى ظفار، إلى جانب قطاع المواد الغذائية والاستهلاكية، ومحطات الوقود، والقطاع الترفيهي.
وتابع: كما أن القطاع الإعلامي والسياحي يحظيان بفرص مهمة خلال الموسم، فضلا عن مساهمة المهرجان في إيجاد فرص عمل مؤقتة للشباب مرتبطة بالفعاليات والمعارض المصاحبة، وهو ما يعزز الأثر الاجتماعي والاقتصادي معا.
الشراكة بين القطاعين العام والخاص
وأكد السابعي على أهمية الاستعداد الجيد لمثل هذه المواسم من خلال شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، بهدف تعزيز جاهزية المرافق والخدمات والمزارات السياحية قائلا: «الاستفادة القصوى من موسم خريف ظفار تتطلب تكاتف الجهود لتوفير خدمات نوعية، والرقابة على قطاع السكن لتفادي أية ممارسات غير سليمة، إلى جانب التنويع في الفعاليات لجذب شرائح مختلفة من السياح ويضمن استدامة المكانة السياحية والاقتصادية للمحافظة.
من جهتها قالت الدكتورة حبيبة المغيرية خبيرة اقتصادية: إن المهرجانات بشكل عام، لها دور اقتصادي استثنائي وتعتبر من محركات الاقتصاد الحيوية فهي لها دور أساسي في استقطاب الأفواج السياحية وزيادة النشاط التجاري ودعم الشركات المحلية مما يؤدي إلى زيادة الإنفاق والمردود الاقتصادي، وتساهم المهرجانات أيضا في توفير فرص عمل، ومهرجان خريف ظفار دائما في تطور ملحوظ من حيث الاستثمار في البنية الأساسية خاصة البنية السياحية والترويج للمحافظة وتنوع الفعاليات المصاحبة للمهرجان جعل منه وجهة مميزة لاستقطاب أعداد كبيرة من السياح من داخل سلطنة عمان وخارجها.
وتابعت: كما أن للمهرجان دورا مهما في جذب رواد الأعمال ودعم وتوسيع قاعدة زبائن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في كل عام مما يؤدي إلى ارتفاع فرص العمل في المحافظة وبالأخص خلال موسم مهرجان خريف ظفار.
وأوضحت الخبيرة الاقتصادية أن مهرجان خريف ظفار يستقطب رواد الأعمال من مختلف القطاعات السياحية والحرفية والاستهلاكية والخدمية والفنية والضيافة وغيرها، ويجد رواد الأعمال وأصحاب المؤسسات المتوسطة والصغيرة دائما في المهرجان فرصة مجدية لزيادة المبيعات وتوفير الخدمات في مختلف القطاعات وفرصة لترويج العلامة التجارية للشركات المحلية حيث يستقطب المهرجان السياح ليس فقط من داخل سلطنة عمان وإنما من الخليج والدول العربية وغيرها من الدول فيجد رواد الأعمال المهرجان فرصة في توسيع نشاطهم التجاري خارج سلطنة عمان من خلال إيجاد منافذ تسويقية لهم في الخارج وذلك بعد نجاحهم في تعزيز علامتهم التجارية ورضا الزبائن وولائهم لهذه العلامة في مهرجان خريف ظفار.
السياحة الرياضية
وتقول الدكتورة حبيبة المغيرية: إن مهرجان خريف ظفار أوجد فرصا لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من جميع محافظات سلطنة عمان وهي فرص متكافئة ليست محصورة على محافظة ظفار، كما أن التوسع في شبكات الطرق للربط بين المحافظات وتعزيز البينة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة والتطور الشامل بين المحافظات يساهم في تقليص الفوارق وتحقيق التوازن في التنمية والتطوير بين المحافظات.
ولفتت المغيرية إلى التطور الملحوظ في كل عام للمهرجان سواء في البنية الأساسية أو القطاع السياحي والتجاري والفني وغيرها ومشيرة إلى أهمية التركيز على جذب الاستثمار في السياحة الرياضية، وتنوع الأنشطة الرياضية واستقطاب المحافل الرياضية الدولية والعالمية في موسم الخريف سوف يعزز من رفع المردود الاقتصادي في القطاع، إضافة إلى أن التركيز على توسيع وتنمية قطاع السياحة في المؤتمرات والمعارض الدولية له دور أساسي في التوسع الاقتصادي، والمشاريع المستدامة لأن محافظة ظفار جاذبة للسياح ليس فقط في موسم الخريف ولكن أيضا خلال فصل الشتاء لأن السفن السياحية تمر بها بأفواج كبيرة من مختلف دول العالم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الصغیرة والمتوسطة مهرجان خریف ظفار البنیة الأساسیة رواد الأعمال محافظة ظفار موسم الخریف مجلس الشورى سلطنة عمان إلى أن
إقرأ أيضاً:
محافظ القاهرة يقود حملة مكبرة لرفع الإشغالات بمدينة "معًا" بحي السلام
محافظ القاهرة يقود حملة مكبرة لرفع الإشغالات بمدينة معًا بحي السلام
أشرف الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، على الحملة المكبرة التي شنتها الأجهزة التنفيذية بالمحافظة بالتنسيق مع مديرية أمن القاهرة لإزالة الإشغالات والتعديات بمدينة معًا بحي السلام أول.
وأكد د إبراهيم صابر محافظ القاهرة أن الحملة المكبرة التي تقوم بها الأجهزة التنفيذية بالمحافظة بالتعاون مع قوات إنقاذ القانون بمديرية أمن القاهرة تستهدف إعادة الانضباط لمدينة معًا .
وأضاف محافظ القاهرة ان الدولة تهدف إلى الإرتقاء بكافة المدن الحضارية التى أقامتها كسكن بديل للمناطق غير المخططة وتوفير الخدمات للمواطنين القاطنين بها ، مشيرًا إلى وجود متابعة دورية لكافة مشروعات الإسكان بديل العشوائيات التى أقامتها الدولة من أجل المواطنين لضمان استمرارية الحفاظ عليها.
يذكر ان د. ابراهيم صابر محافظ القاهرة شهد افتتاح فعاليات الدورة الـ ٣٣ من مهرجان القلعة الدولى للموسيقى والغناء، والذى يقام بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة على مسرح محكي قلعة صلاح الدين.
شهد الحفل علاء عبد السلام رئيس دار الأوبرا المصرية، ومحمد أبوسعدة رئيس جهاز التنسيق الحضارى.
وتضمن الحفل فقرات فنية ، وتكريم ١٢ شخصية ساهمت فى اثراء الساحة الفنية فى مصر والوطن العربي، إلى جانب أسماء ساهمت فى نجاح الدورات السابقة.
ويُعد مهرجان القلعة أحد أبرز الفعاليات الفنية في المنطقة، حيث يقام داخل قلعة صلاح الدين الأيوبى، التي تضفى طابعًا تاريخيًا مميزًا على الحفلات.
وتتنوع فقرات المهرجان هذا العام بين الموسيقى الكلاسيكية العربية والغناء الشرقي، بالإضافة إلى إبداعات موسيقية معاصرة.
والدورة ٣٣ من مهرجان القلعة الدولى للموسيقى والغناء تقام فى الفترة من الخميس ١٥ اغسطس حتى الأربعاء ٢٣ أغسطس بمشاركة نخبة من نجوم العالم العربي.