معلمون يسلطون الضوء على تعزيز الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
مسقط- محمد بن علي الرواحي
مع التطور السريع في مجال التكنولوجيا، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من مختلف جوانب الحياة وبالأخص في قطاع التعليم، إذ بات المعلمون يوظفون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز مهارات الطلبة.
وقالت صالحة بنت جمعة الدايري معلمة لغة عربية بمدرسة منبع الحكمة للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة ظفار، إن الذكاء الاصطناعي في التعليم هو استخدام الأنظمة والتقنيات الذكية، مثل: التعلم الآلي، ومعالجة اللغات الطبيعية، لتحسين العملية التعليمية من خلال تخصيص المحتوى، وتقديم دعم مخصص للمتعلمين، إضافة إلى توفير تحليلات دقيقة حول الأداء الأكاديمي؛ لكونه أداة تعزز دور المعلم، وعلى سبيل المثال: يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم تقييمات فورية، وتغذية راجعة مخصصة، مما يساعد المعلمين على تحسين استراتيجيات التدريس، وتوفير دعم إضافي للطلبة الذين يحتاجون إليه، ويسهم في تصميم موارد تعليمية تفاعلية ومتنوعة تُحفز الإبداع، وتُسهم في جعل التعلم تجربة أكثر فعالية ومتعة.
وأشارت إلى أن تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي ليكون أكثر فاعلية في العملية التعليمية، يكون من خلال تدريب المعلمين على استخدام الذكاء الاصطناعي؛ لضمان تطبيق، وإدماج هذه الأدوات بفعالية في التدريس، حيث يجب توفير برامج تدريبية للمعلمين (حلقات تدريبية مُكثفة) حول كيفية استخدامها سواء في بيئة العمل، أو الالتحاق بهذه البرامج (عن بعد)، وكذلك تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متوافقة مع الثقافة المحلية: حيث يجب أن تتكيف الأدوات مع احتياجات البيئة التعليمية الخاصة بكل مجتمع، من حيث اللغة والمحتوى والقيم، والتشجيع على البحث والتطوير، وذلك من خلال دعم (المشاريع البحثية) التي تستكشف إمكانيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتطوير نماذج جديدة تعزز التعلم الفعّال.
وتحدث خالد بن حميد الساعدي معلم مادة الأحياء بمدرسة السلطان قابوس للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة جنوب الشرقية عن بداية تعلمه لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي قائلا: واجهت بعض التحديات، مثل: فهم كيفية عمل النماذج الذكية، والتأكد من دقة النتائج، واختيار الأدوات المناسبة لمجال التعليم، لكنني تجاوزت هذه الصعوبات بالتجربة المستمرة، حيث قمت بتجريب أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة، ومولدات المحتوى التفاعلي، وتطبيقات الواقع المعزز وتطبيقات الواقع الافتراضي، وكذلك متابعة المصادر التعليمية، والدورات التدريبية، وقرأت المقالات، والأبحاث التي تشرح كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التعليم.
وتطرق في حديثه عن مستقبل الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم خلال السنوات القادمة بقوله: في السنوات القادمة سيحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا جذريًا في التعليم، وسيلعب دورًا كبيرًا في تحسين تجربة التعلم، وستتمكن أدوات الذكاء الاصطناعي من تصميم مناهج دراسية مخصصة لكل طالب بناء على مستوى فهمه، وأسلوب تعلمه، وكذلك لرصد تطور الطلبة في الوقت الفعلي؛ مما يساعد المعلمين على التدخل في الوقت المناسب لمعالجة أي صعوبات.
توليد الصور والمعلومات
وقالت عائشة بنت مبارك الزدجالية معلمة تقنية معلومات بمدرسة الحكمة للتعليم الأساسي بتعليمية شمال الباطنة عن بداياتها في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، التي كانت منذ (3) سنوات: تشكل أدوات الذكاء الاصطناعي ثورة في التطور التقني والتكنولوجي بما يقدمه من تسهيلات متنوعة للمستخدم في كافة المجالات، وأهمها مجال التدريس، حيث لا يخلو درس من أدوات الذكاء الاصطناعي، وكذلك يساعد المعلمين في تقديم دروسهم، وتوصيل المعلومة بطريقة سهلة وميسرة، وتتناسب مع ميول الطلبة، واهتماماتهم.
وأكدت الزدجالية على أهمية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التدريس بحيث سهل للطلبة فهم واستيعاب الدروس، وساعد الطلبة في مجالات البحث السريع، وتوليد الصور والمعلومات.
وأضافت: للذكاء الاصطناعي مستقبل واضح في مجال التعليم من خلال الاستفادة منه في إعداد المناهج للمراحل المختلفة، واستحداث مسارات تعليمية تعزز الذكاء الاصطناعي، والاستفادة منها في سوق العمل والإنتاج.
محتوى تعليمي تفاعلي
وعرف خالد بن سعيد السيابي معلم لغة عربية بمدرسة سهيل بن عمرو العامري بتعليمية مسقط الذكاء الاصطناعي في التعليم بقوله: "هو تطبيق لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل: تعلم الآلة، والتعلم العميق في العملية التعليمية؛ بهدف تحسين جودة التعلم، وتخصيص التجارب التعليمية، ويشمل ذلك تحليل بيانات أداء الطلبة لتحديد نقاط القوة والضعف، وتوفير تقييمات فورية تساعد المعلمين على تعديل إستراتيجيات التدريس لتلبية احتياجات كل طالب، وتحسين إدارة الصفوف، وتقديم محتوى تعليمي تفاعلي، ومحاكاة تجارب تعليمية مبتكرة؛ مما يعزز من التفاعل والاندماج، ويسهم في تطوير العملية التعليمية بشكل شامل".
وعرج في حديثه إلى كيفية تطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية بقوله: يمكن تطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية بشكل فعال من خلال استخدام تقنيات تعتمد على البيانات؛ لتخصيص تجربة التعلم وفقا لاحتياجات كل طالب، وتدريب المعلمين بشكل مستمر على كيفية دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في الممارسات التعليمية، وتحديث الخوارزميات بطرق أكثر تطورًا لضمان فعالية أكبر.
تدريب المعلمين
وأشارت سمية بنت سرحان المقبالية معلمة تقنية معلومات بمدرسة حفصة بنت سيرين للتعليم الأساسي بتعليمية البريمي إلى أهمية وجود أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم بتخصيص محتوى لكل طالب بناء على احتياجاته، ومستوى فهمه، وتوفير تقييمات سريعة ودقيقة؛ مما يتيح للمعلم متابعة تقدم الطلبة بشكل مستمر، وتنظيم الدروس واختيار الموارد التعليمية المناسبة بسهولة.
وأكدت على أهمية تدريب المعلمين في مجال الذكاء الاصطناعي، وتنظيم حلقات عمل، ودورات متخصصة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وتشجيع المعلمين على استخدام الأدوات في الفصول الدراسية، وتقديم الدعم المستمر من خلال تجارب عملية، وبناء مجتمعات بين المعلمين لتبادل الخبرات والتعلم من بعضهم البعض عن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي.
تعليم أكثر جاذبية
وذكر حمد بن سعيد الهشامي معلم لغة إنجليزية بمدرسة عبد الله بن رواحة للتعليم الأساسي بتعليمية الداخلية إلى سعيه في تطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم من خلال إنشاء محتوى تعليمي مخصص لكل طالب، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل مستوى الطلاب، وتقييمها وفقا للخطط العلاجية، والإثرائية، وأضاف في حديثه: أخطط لاستخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء فيديوهات تعليمية، ومقالات مبسطة، وملخصات للدروس؛ مما يجعل التعلم أكثر جاذبية خصوصاً للجيل الحالي الذي يحتاج لمثل هذه الدروس لجذب الانتباه وزيادة الدافعية.
ويري الهشامي أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في فهم الطلبة له أهمية كبيرة في تطوير العملية التعليمية، وتحسين جودة التعلم، وتمكن المعلم من التعرف على الصعوبات التي يواجهها الطلاب مبكرًا؛ مما يسهل تقديم الدعم والإرشاد اللازم قبل تفاقم المشكلة، وتسهم كذلك في خلق بيئة تعليمية تعتمد على البيانات والابتكار، مما يساعد في تحسين استيعاب الطلبة، وتوجيه العملية التعليمية بشكل أكثر فعالية ودقة.
.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: استخدام أدوات الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی التعلیم أدوات الذکاء الاصطناعی فی للتعلیم الأساسی بتعلیمیة استخدام الذکاء الاصطناعی فی العملیة التعلیمیة المعلمین على من خلال فی مجال
إقرأ أيضاً:
سام ألتمان: الذكاء الاصطناعي القادم لن يكرّر.. بل يبتكر
في عصرٍ تتسابق فيه الابتكارات وتتجاوز حدود الخيال يوماً بعد يوم، يطلّ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي، برؤية جديدة تقفز نحو مستقبل يعيد تعريف معنى التفكير والإبداع. في مقال حديث بعنوان "التفرّد اللطيف" يضع ألتمان تصورًا جريئًا: ليس فقط أن الذكاء الاصطناعي سيفهم العالم، بل سيبدأ قريبًا باكتشافه من جديد. أنظمة قادرة على طرح أفكار غير مسبوقة، صياغة فرضيات علمية، وتوليد رؤى لم تخطر حتى على عقول كبار الباحثين.
اقرأ أيضاً.. سام التمان: "أوبن إيه آي" ليست شركة عادية ولن تكون كذلك أبداً
مستقبل الذكاء الاصطناعي كما يتصوره ألتمان
عرض الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي،، سام ألتمان، في مقاله الجديد بعنوان "التفرّد اللطيف"، رؤيته للمستقبل القريب الذي سيرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور الذكاء الاصطناعي. وكما هي عادته، قدّم ألتمان تصورًا مستقبليًا طموحًا حول الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، مشيرًا إلى أنه بات قريبًا من التحقق، مع حرصه على التقليل من وطأة توقيت وصوله الفعلي.وفق موقع "تك كرانش" المتخصص في موضوعات التكنولوجيا.
يركز المقال على أن الأعوام الخمسة عشر المقبلة ستشهد تحوّلًا جذريًا في مفاهيم العمل والطاقة وغيرها من الشؤون التي تخص المجتمعات، بفضل أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على تقديم رؤى جديدة وغير مسبوقة. ويعتقد ألتمان أن العام 2026 قد يكون لحظة محورية، حيث من المرجّح أن تظهر أنظمة قادرة على توليد أفكار مبتكرة ومفاهيم لم يصل إليها البشر بعد.
الذكاء الاصطناعي كمولّد للرؤى الجديدة
يشير ألتمان إلى توجه واضح داخل أوبن ايه آي، لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي لا تكتفي بفهم المعلومات أو تنظيمها، بل تتخطى ذلك إلى توليد أفكار جديدة أصيلة. وقد ألمح الشريك المؤسس ورئيس أوبن ايه آي،، غريغ بروكمان، في أبريل الماضي إلى أن نماذج o3 وo4-mini تم استخدامها بالفعل من قبل العلماء لتوليد أفكار مفيدة وجديدة.
هذا التحوّل نحو الذكاء الاصطناعي القادر على الإبداع النظري لا يقتصر على أوبن ايه آي، وحدها، بل أصبح هدفًا مشتركًا لدى العديد من الشركات المنافسة.
سباق الاكتشاف العلمي بين شركات الذكاء الاصطناعي
في مايو الماضي، نشرت شركة جوجل ورقة علمية حول "AlphaEvolve"، وهو وكيل برمجي يقدم حلولاً رياضية مبتكرة. وفي الشهر نفسه، أعلنت شركة "FutureHouse"، المدعومة من الرئيس التنفيذي السابق لجوجل، إيريك شميدت، أن أداتها الذكية نجحت في تحقيق اكتشاف علمي حقيقي. أما شركة Anthropic فقد أطلقت مبادرة لدعم البحث العلمي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
تسعى هذه الشركات، إن نجحت، إلى أتمتة أحد أهم جوانب العملية العلمية: توليد الفرضيات، مما قد يمكنها من اختراق مجالات صناعية ضخمة مثل اكتشاف الأدوية، وعلوم المواد، وغيرها من التخصصات ذات الطابع البحثي العميق.
الصعوبات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في مجال الإبداع
بالرغم من التقدّم، لا يزال المجتمع العلمي متحفظًا تجاه قدرة النماذج الحالية على توليد رؤى أصلية. كتب توماس وولف، كبير العلماء في Hugging Face، مقالًا أوضح فيه أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تزال عاجزة عن طرح الأسئلة العظيمة، والتي تُعد أساس أي اختراق علمي كبير.
كما صرّح كينيث ستانلي، وهو باحث سابق في أوبن ايه آي، ويقود الآن شركة "Lila Sciences"، أن المشكلة الأساسية تكمن في أن النماذج الحالية لا تمتلك حسًّا حقيقيًا بما هو إبداعي أو مثير للاهتمام، وهي خاصية ضرورية لتوليد فرضيات جديدة ذات قيمة.
ما يمكن أن يحمله المستقبل القريب
إذا تحققت توقعات ألتمان، فإن العام 2026 قد يمثل لحظة فاصلة تنتقل فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي من أدوات تحليلية إلى شركاء فاعلين في إنتاج المعرفة العلمية. هذا التحوّل قد يغيّر شكل الأبحاث في مجالات مثل الفيزياء، والرياضيات، والكيمياء الحيوية، وحتى الفلسفة.
لكن التحدي الأكبر يكمن في الوصول إلى نماذج قادرة على طرح أفكار غير متوقعة أو بديهية أو ربما قابلة للاختبار والتجريب وقادرة على فتح آفاق جديدة للفهم البشري.
مقال سام ألتمان لا يُعد مجرد تأمل في المستقبل، بل يُحتمل أن يكون إشارة إلى خارطة طريق تسير عليها أوبن ايه آي، في المرحلة المقبلة.
والسؤال المفتوح الآن هو: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح يومًا ما شريكًا فكريًا حقيقيًا للإنسان في رحلته لفهم العالم؟.
لمياء الصديق (أبوظبي)