سعيد ذياب سليم
هل حدث يومًا أن سمعتَ اسمًا تحبّه، فابتسمتَ دون وعي؟ فكأنما تفتّحت في روحك زهرةٌ قديمة، أو انبعث عطرُ ذكرى من زمن بعيد. الأسماء ليست مجرد حروف، بل مفاتيح تُفتح بها أبواب الحنين، نغمةٌ تُحرّك في القلب شيئًا لا يُرى، كما يفعل الشِّعر والموسيقى.
وماذا لو سمعتَ اسمَ عمان؟ عشيقتُك الحلوةُ السمراء! هل يخفقُ قلبُك وَلَهًا، ويُسكِرُه الحنينُ، ويدورُ به الشوقُ كما تدورُ الفراشةُ حولَ القِندِيل، توشكُ أن تحترقَ فيه؟ في كلِّ اسمٍ سحرٌ يسري في العروق، يُنيرُ القلبَ كالصلاة، ويُحلِّقُ بالروح إلى عوالمَ من البهجة.
الأماكن، مثل البشر، تحمل أسماءً تنبض بالحياة. لكل مدينةٍ أو قريةٍ في أريافنا وبوادينا وأغوارنا اسمٌ كُتِبَ في ذاكرة المكان، نقشَه الزمنُ على جدران الحنين. لكن كيف نشأت هذه الأسماء؟ من ألبسها عباءاتها، ومن أودع فيها سرَّ جلالها؟ أليس هو الله، الذي وهبَ لكلِّ شيءٍ اسمَه وبهاءه؟
بعض الأسماء توقظ فينا الدهشة، تحمل بين حروفها تاريخًا ممتدًا، وتُظلّلها أرواح من مرّوا بها. تأمّل مثلًا، كيف نشأت عمّان والقدسُ معًا، منذ أقدم العصور الإنسانية؟ تأسّست كلتاهما قبل الألفية الأولى قبل الميلاد، حيث كانت عمّان (ربة عمّون) عاصمةَ مملكة العمونيين، بينما كانت القدس (أور سالم) مدينةً كنعانيةً تعاقبت عليها الممالك. مرّت بهما قوافلُ التجّار والفاتحين، وامتدّت إليهما الإمبراطوريات، وانحسرت عنهما كما تنحسر الظلال، لكنّهما ظلّتا شاهدتين على تبدّل الأزمنة، كما ستبقى عمّان حرّةً أبيّة، وستعود القدس عاصمةً لفلسطين، شامخةً على جبالها، تروي قصص الصمود والتحدّي.
الأسماء ليست فقط للتاريخ والجغرافيا، بل تمتد إلى الحياة اليومية، إلى بيوتنا وحديثنا وأحلامنا. في بعض البيوت، تتفتح الأسماء كبراعم الزهر، ناشرةً عبق العود، ونفحات الكرم والفروسية. ها هو حاتم وقُصَي، وهذا عبد الله، وتلك بيْلسَان وأختها جلنار، وصديقتهما ياسمين. أسماء تَحْمل ملامح الجدّ والأب والأخ والصديق، وأخرى تفوح برائحة الذكرى، تتوهّج من قصيدة، أو تتعتّق كالخمر في جرارها.
لكن كيف نختار أسماءنا؟ بعض الآباء يبحثون عن أسماء تعبّر عن قيمهم وأحلامهم، بينما ينجرف آخرون وراء الغريب والصادم، فينزلقون إلى أسماء لا تلائم واقع الحياة. كأن يُسمِّي أحدهم ابنه Too Late لأنه تأخر في إنجابه، ليكتشف لاحقًا أن كتابته بالعربية تبدو مثل “توَلِيت”، وينطقها البعض خطأً “Toilet”! أو ذلك الذي أطلق على ابنه Made in USA، كأن الاسم شهادة منشأ لا هوية إنسانية. وهناك مَن حَمَّلَ مولوده إرثًا ثقيلًا فأسماه الناصر صلاح الدين، كأنه يطالب طفلًا لم يفتح عينيه بعد أن يحمل همّ استعادة المجد.
فالاسم ليس مجرد وسيلة نداء، بل بصمة ثقافية واجتماعية تنْحَت هوية الإنسان، وظِلٌّ يرافقه أينما حلّ. قد يمنحه ثقة إذا حضر، كالقمر إذا طلّ، أو يثقله بتوقعات لا تمثله، كظلٍّ تُثقل خطواته. فالأسماء، مثل الكلمات، قد تحيا أو تموت، لكنها تبدأ حياتها في اللحظة التي تُنطق فيها، تمامًا كما تُحدّد أسماء الأشياء أقدارها؛ فشتّان بين الشهد والحنظل، وبين ما يثيرانه في النفس من صور.
يبدأ سباق الأسماء واختبارها قبل الولادة بأشهر، يتصفح الأب دفاتر التاريخ، وتقرأ الأم القصائد، وتحلق الأسرة في الفضاء الرقمي بين اتجاهات الموضة، فالأسماء تنطلق كالعاصفة، ثم تهدأ، وربما تركد. منذ متى لم نسمع أسماء مثل لينين أو جيفارا؟ أسماء حملت ثقل زمنها، لكنها خفَتت حين تغيّرت الأحلام.
نريد اسمًا يعيش مع الزمن، ينسجم مع اسم العائلة، ويحمل شيئًا من قيمها ومعتقداتها، لا يعرّض حامله للسخرية، بل يعكس حبّ الوالدين وتطلعاتهما لطفلهما. لأن الاسم ليس مجرد لقب، بل رسالة ممتدة، يرافق الإنسان كظله، ويساهم في رسم ملامح مستقبله.
يمكنك أن تغير اسم شركتك، أو علامتك التجارية، إن لم تجد صداها بين الناس، لكن اسم طفلك قصة أخرى، حياة تُكتب منذ لحظة الميلاد، ونداءٌ يمتد عبر الزمن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: أسماء ت
إقرأ أيضاً:
ننشر أسماء مُصابي انقلاب سيارة ميكروباص بالطريق الصحراوي الغربي «أسوان/القاهرة»
نستعرض عبر موقع "صدى البلد" الإخباري قائمة بأسماء حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالطريق الصحراوى الغربى أسوان / القاهرة ، والذى أسفر عن إصابة 10 أشخاص.
وتبين بالتحريات الأولية أن المصابين هم: حياة.م 48 سنة ، وإصابتها اشتباه خلع بالكتف الايسر، وحسن.أ 40 سنة، وإصابته اشتباه كسر بالذراع الأيمن وكدمات متفرقة بالجسم، وسميرة. ح 56 سنة، وإصابتها كدمات متفرقة بالجسم، وصباح. ح 53 سنة، وإصابتها كدمات متفرقة بالجسم، وصابرين. ر 26 سنة، وإصابتها اشتباه كسر بالكتف الايسر ونزيف حمل، وجابرة. أ 53 سنة، وإصابتها اشتباه كسر بالعمود الفقري، وتم نقلهم إلى مستشفى أسوان الجامعى لتلقي العلاج اللازم وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهما.
حادثكما أصيب نتيحة الحادث أيضًا ميلاد.م 23 سنة، وإصابته كدمات بالذراع الأيسر، وملك.أ 18 سنة، ويمني. أ 18 سنة، وخالد. م 42 سنة، وإصابتهم كدمات متفرقة بمناطق متفرقة بالجسم، وتم تقديم الإسعافات الأولية لهم في مكان الحادث، وتم تحرير محضر بالواقعة.
وكان قد تعرض 10 اشخاص لاصابات متفرقة بالجسم نتيحة وقوع حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالطريق الصحراوى الغربى أسوان / القاهرة ، وتم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم والإسعافات الأولية .
وترجع التفاصيل عندما تلقت الاجهزة المختصة إخطارا يفيد بوقوع حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالطريق الصحراوي الغربي فى اتجاه قرية بنبان التابعة لدائرة مركز دراو شمال المحافظة.
فيما لقى شخص مصرعه ، فيما أصيب 3 آخرين نتيحة وقوع حادث تصادم سيارتين ملاكى بطريق الغنيمية بمدينة إدفو شمال أسوان ، وتم نقل جثمان المتوفى إلى المشرحة العمومية، والمصابين إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
ترجع تفاصيل الواقعة عندما استقبلت مستشفى النيل التخصصى 4 مصابين فى حادث تصادم سيارتين بطريق الغنيمة فى إتجاه مدينة أسوان نتج عن الحادث مصرع شخص وإصابة ثلاثة آخرين، جارٍ إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم.