نشر موقع "زمن إسرائيل" العبري، تقريرا للمراسلة السياسية تال شنايدر، أبرزت فيه أنّ: "الاسرائيليون مازالوا منشغلين بخطّة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المُرتبطة بأمانيه بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، والتي تحوّلت مع مرور الوقت، من فكرة متطرفة إلى سياسة يروّج لها ساكن البيت الأبيض".

وأوضحت شنايدر، في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنه: "فيما يزعم صاحب الخطة أنه يجب تدمير غزة بالكامل، وتحويلها لدولة مدنية بدون جيش، ورغم استقبال الخطة في العالم الغربي بازدراء، كشفت واشنطن أنها عملت عليها منذ بعض الوقت".



وأكدت أن: "اقتراح ترامب لخطة إخلاء وإعادة إعمار غزة، تسبّب بصدمة للعالم الغربي، لأنها بدت غير منطقية، ويصعب تنفيذها، فيما ظهر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي جلس بجانب ترامب وقت التصريح، مسرورًا، بالتداعيات الفورية للخطة، المتمثلة بإبقاء بيتسلئيل سموتريتش في الحكومة، وإعادة إيتمار بن غفير إلى الائتلاف".

"ما يعني بقاء نتنياهو السياسي، وإخلاء قطاع غزة من فلسطينييه؛ فيما قابله الجمهور الاسرائيلي بردود فعل متباينة، وبات الاقتراح الذي كان يُنظر إليه حتى الآن على أنه فكرة متطرفة تنتمي لهامش اليمين، تحوّل فجأة إلى سياسة يروّج لها رئيس أميركي" تابع التقرير.

• ازدراء الخطة
بحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّ: "ترامب نفسه زعم أن سكان القطاع لن يطلبوا العودة إليه أبدا، وهو يرى مستقبل القطاع كمكان يذكره بـ"الريفييرا" الفرنسية والإيطالية، وفيما استُقبلت الخطة باستغراب وانتقادات وازدراء في معظم عواصم العالم، اتضح أن واشنطن عملت عليها منذ فترة أطول مما كان معروفا".

وأوضح: "يبدو أيضًا أن أستاذًا للاقتصاد بجامعة جورج واشنطن، كان على دراية بتفاصيلها، فهو من كتبها، ونقلها لفريق ترامب في وقت مبكر من يوليو 2024" مشيرة إلى أنّ: "الحديث الاسرائيلي يدور عن: خبير الاقتصاد والعلاقات الدولية الذي يرأس معهد أبحاث CEESMENA، جو بيلتزمان، الذي صاغ خطة التهجير".

وأبرز: "وفق تقارير مختلفة، فقد ناقش ترامب الفكرة مع نتنياهو في نهاية يناير، لكن التفاصيل ظلّت سرية"، مردفا: "كشف مؤرخ السياسة والاستراتيجية الأمريكية، كوبي باردا، عن تفاصيل خطة بيلتزمان المثيرة للجدل، خلال محادثة في بودكاست "أمريكا بيبي" في أغسطس 2024، وتعرّضت تغريدته حول الخطة، للسخرية على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي".


وأكد: "لكن عندما تقارن الوثيقة التي كتبها باللغة الإنجليزية بكلمات ترامب في 4 فبراير، فإن الخطوط تظهر متصلة"، مردفا: "بيلتزمان نقل الخطة إلى فريق ترامب خلال الحملة الانتخابية، حيث جمعت خطوطها العريضة من منظور اقتصادي، حول كيف سيبدو "اليوم التالي" في غزة".

"أظهر الفريق اهتمامًا كبيرًا بها، مشيرا أن أحد التفسيرات التي قدمها لخطّته هو التخلّي عن النهج الاقتصادي الذي يرى في القدرة على الوصول للاقتصاد العالمي شرطًا لكي يصبح سكان غزة لاعبين نشطين، ومندمجين فيه، وهذا النهج لم ينجح بفتح الأسواق الاقتصادية الصينية، وغير مناسب لأماكن أخرى، بما فيها غزة" تابع التقرير ذاته.

• هوية بيومترية
أضاف بأنّ: "اقتصاد غزة وصل أدنى مستوياته عند نقطة الصفر، بسبب الزيادة الطبيعية المرتفعة، والإغلاق الإسرائيلي والمصري للأرض والبحر والجو، بجانب سياسة حماس التي وجهتمعظم الموارد الاقتصادية لبناء البنية التحتية للحرب، كما لا يوجد استثمار من أي جهة خاصة في غزة، ويعتمد اقتصادها على المساعدات الغربية والدولية وقطر". 

وبلغة الأرقام، فقد "كشف البنك الدولي أن متوسط معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي في غزة بلغ بين 2007-2022 نحو 0.4%، وانخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.5% سنوياً، ومعدل البطالة 45%، و53% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، مقارنة بـ13% من سكان الضفة الغربية".

وأضاف: "اعتبارًا من 2025، ظل 1.2 مليون فلسطيني في غزة بلا مأوى، وفي حالة من الفقر المدقع، و62% من المباني التي لا تزال قائمة تعرضت لأضرار جسيمة تجعلها غير صالحة للسكن، و90% من الطرق دمّرت". 

وأشار إلى أنّ: "الدمار الواسع في غزة نتيجة الحرب لا يمكن إصلاحه أو ترميمه، ولن تدخل أي هيئة استثمار خاصة أو دولية غزة حتى يتم القضاء تمامًا على شبكة الأنفاق تحت الأرض الممتدة، والطريقة الوحيدة لذلك هي إزالة كل الخرسانة في جميع أنحاء القطاع، وإعادة البناء من الأساس إلى الأعلى، والحلّ الذي قدمته في ورقة بحثي هو هدم المكان، والبدء من الصفر".

وأوضح أنه: "بعد إعادة البناء، يجب أن يعتمد اقتصاد غزة على ثلاثة مجالات رئيسية: السياحة والزراعة والتكنولوجيا الفائقة، لكن تنفيذها يتطلب أن يكون المكان فارغًا تمامًا، بحيث يمكن استخدام الخرسانة المدمّرة بطريقة معاد تدويرها، شرط ألا يبقى شيء من البناء الرأسي عميقًا في الأرض". 


وفيما يتعلق بتحركات سكان القطاع، اقترح "السماح لجيش الاحتلال بإصدار بطاقات هوية بيومترية لكل فلسطيني في غزة، عند المعابر داخلها، وعلى الحدود، وسيكون ممكناً تلقي معلومات فورية عن كل من يرغب بالتحرك من خلال الربط المتبادل بين أنظمة المعلومات والتعرف على الوجه، وسيكون ممكناً تحديد أي منهم منخرط في المقاومة".

• نموذج الإعمار
أوضح أنّ: "نموذج الإعمار المقترح لقطاع غزة مطبّق في الدول النامية، وفقًا له، تدخل الكيانات المدنية الخاصة في شراكة استثمارية ذات أهداف سياسية، عندما تحصل على عقد إيجار خاص من الحكومة لخمسين عامًا، فقد عمل سابقًا في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وغيرها من الكيانات في مجال التنمية الاقتصادية في الصين التي تعتمد طريقة البناء والتشغيل على الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتمويل مشاريع البنية الأساسية الضخمة، وبموجبها، تقوم جهة خاصة ببناء المشروع وتشغيله لخمسين عاما، وفي نهاية هذه الفترة تنتقل الملكية لجهة عامة". 

كذلك، يزعم بيلتزمان أن "حالة الفقر الشديد في غزة، تستدعي توليد الأرباح بشكل رئيسي من صناعة الفنادق، لكنه لا يعتمد على الدخل من تأجير المساكن، لأن الجزء الغربي من القطاع سيصبح قطاعا سياحيا، بشواطئ وفنادق، وسيتم تخصيص الجزء الشرقي، المجاور لدولة الاحتلال، للبناء المكثف".

"كما ستعتمد المنطقة بأكملها على النقل بالسكك الحديدية الخفيفة، مع الحد الأدنى من استخدام المركبات الخاصة، بجانب إنشاء ميناء بحري ومطار ومرافق للكهرباء ومعالجة مياه الصرف الصحي" بحسب ما تزعمه الخطّة التي قوبلت برفض متسارع من الغزيين أنفسهم، وكذا من عدد من الدول عبر العالم.

وأوضح أنّه: "من الشروط الأساسية للخطة إجلاء سكان غزة بالكامل، وربما يعود بعضهم في المستقبل، وإجراء تغيير جذري في نظام التعليم، مقترحا استيراد المناهج الدراسية من رياض الأطفال إلى الجامعة من النماذج المطبّقة في الإمارات العربية المتحدة أو السعودية، وفقا لأحدث الإصلاحات هناك". 

• برامج التعليم
أشار إلى أنه: "فيما يتصل بنقل فلسطينيي غزة بالكامل، فقد بدا مقتنعا، بأن ترامب سيكون قادرا على إقناع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بالموافقة مقابل المساعدة في التعامل مع الدّين الاقتصادي المنهك البالغ 155 مليار دولار، بزعم أن مصر دولة فاشلة اقتصاديا، مفلسة ومضطرة لقبول المساعدات من جميع أنحاء العالم، وكل ما يتعين عليها هو السماح لسكان غزة بالمرور منها، ثم الخروج إلى باقي العالم، سواء البقاء في سيناء، أو الانتقال إلى تونس، على سبيل المثال".


وكشف أن "هيكل الحكومة المستقبلية في غزة سيكون على غرار "دولة المدينة"، مع حاكم محلي وانتخابات محلية، دون سيادة كاملة، ودون جيش، ودون علاقات خارجية، بحيث تصبح مدينة ضخمة منزوعة السلاح، تعتمد على نظام نقل متقدم، وزراعة خضراء، وسياحة متقدمة، ونظام تعليمي مختلف عن النظام القائم اليوم، لأن حماس لن تستسلم أبداً، ولن تعترف أبداً بالاحتلال، مقدّرا التكاليف الاقتصادية للإخلاء والبناء في غزة، بين 500 مليار دولار وتريليون دولار، وتتراوح الجداول الزمنية بين 5-10 سنوات".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب غزة قطاع غزة فريق ترامب غزة قطاع غزة ترامب فريق ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

موقع أمريكي: إسرائيل تشعر بتداعيات وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب مع الحوثيين (ترجمة خاصة)

قال موقع أمريكي إن إسرائيل تشعر حاليا بتداعيات وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع جماعة الحوثي في اليمن.

 

وأضاف موقع "بوليتيكو" الأمريكي في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن الهجمات الأخيرة تظهر كيف يبرز الحوثيون كواحدة من أكثر الجماعات المسلحة المدعومة من إيران صمودًا في المنطقة، بعد صراع طويل شهد تدمير إسرائيل جزءًا كبيرًا من القوة العسكرية لحماس وحزب الله.

 

وأشار إلى أن هجمات الحوثيين المستمرة تكشف أيضًا كيف استُبعدت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه ترامب مع الحوثيين - وهي حقيقة قد تضع الإدارة المؤيدة بشدة لإسرائيل تحت ضغط جديد للرد إذا تصاعدت هجمات الحوثيين.

 

وتابع "يبدو أن وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب مع جماعة الحوثي المسلحة في اليمن صامد. لكن ذلك لم يمنع الحوثيين من مواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، الحليف الأهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط".

 

وأطلق الحوثيون، مساء الخميس، صاروخًا باليستيًا آخر على إسرائيل - اعترضته الدفاعات الجوية الإسرائيلية بنجاح - في سادس محاولة هجوم للحوثيين خلال أسبوع. جاء ذلك بعد أيام من تنفيذ إسرائيل غارة جوية على أراضي الحوثيين في اليمن.

 

صرح مسؤول سابق في إدارة ترامب، عمل على قضايا الشرق الأوسط، لصحيفة "ناتسيك ديلي": "إسرائيل ليست بمنأى عن سياسة أمريكا الخارجية أولًا. وقد كانت هذه مفاوضات أمريكا أولًا".

 

وحسب التقرير فإن بعض الجماعات المؤيدة لإسرائيل استاءت من قرار إدارة ترامب بإبرام اتفاق مع الحوثيين لم يتضمن شروطًا لوقف الهجمات على إسرائيل.

 

وقال بليز ميسزال من المعهد اليهودي للأمن القومي، وهو منظمة مناصرة غير ربحية، إن استبعاد إسرائيل "يشير إلى وجود خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو أمر تسعى إيران دائمًا إلى استغلاله".

 

لكن مصادر مطلعة في الإدارة، بمن فيهم المسؤول السابق ومسؤول حالي طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة عن المداولات الداخلية، دافعوا عن قرار إدارة ترامب. جادلوا بأن الحوثيين لن يوقفوا هجماتهم على إسرائيل أبدًا، وأن الإدارة اتخذت ببساطة أسوأ خيار متاح لها: التوقف عن إنفاق موارد عسكرية كبيرة وذخائر متطورة على قتال لا نهاية له في الأفق.

 

وأكد لنا هؤلاء أن الإدارة ستستخدم مواردها بشكل أفضل بالتركيز على معالجة الأسباب الجذرية لهجمات الحوثيين. ويشمل ذلك وقف إطلاق نار نهائي في غزة، واتفاقًا مع إيران، الداعم العسكري الرئيسي للحوثيين، بشأن برنامجها النووي. برر الحوثيون هجماتهم على إسرائيل بأنها رد على الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر على غزة. أوقفت الجماعة المسلحة هجماتها الصاروخية لفترة وجيزة خلال وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في يناير، ثم أطلقتها مجددًا في مارس عندما استأنفت إسرائيل عملياتها في غزة.

 

وقال المسؤول السابق في إدارة ترامب: "سيواصل الحوثيون هذه الهجمات لترسيخ مصداقيتهم الجهادية في الشارع ومصداقيتهم في محور المقاومة ضد إسرائيل". "لقد حاول الجميع مواجهة الحوثيين عسكريًا لعقد من الزمان. وفشل الجميع".

 

وحسب التقرير فإن المتحدثين باسم مجلس الأمن القومي والسفارة الإسرائيلية في واشنطن لم يتحدثوا لطلب التعليق الذي قدمه موقع "نات سيك ديلي". مع ذلك، حذّر محللون آخرون من أن الهجمات المستمرة قد تُشجّع الحوثيين وتُزوّدهم بموارد ومجندين جدد ومكانة عسكرية مرموقة إذا تُركت دون رادع.

 

قال جون ألترمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "من وجهة نظر الحوثيين، فإنهم لا يُظهرون فقط قدرتهم على منافسة الولايات المتحدة والظهور، بل قدرتهم على مواصلة شنّ هجمات خاطفة على أقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط والبقاء صامدين". وأضاف أن هذا "يمنحهم مصداقية هائلة".

 


مقالات مشابهة

  • 9 سنوات على رحيل محمد على كلاي.. الصوت الذي هز الحلبة والعالم
  • بايدن أم روبوت | من الذي حكم الولايات المتحدة لأربع سنوات قبل ترامب؟.. نخبرك القصة
  • اعتقلوه أمام ابنه.. الشاب الذي دمرت أميركا حياته بترحيله إلى بلده
  • وزير خارجية بلجيكا للجزيرة: ما يحدث بغزة تهجير وليس دفاعا عن النفس
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • هذا هو عقاب هارفارد والجامعات التي خانت طلابها
  • هزة أرضية تضرب الغردقة.. والبحوث الفلكية يكشف تفاصيلها
  • دراسة: نصف سكان العالم واجهوا “شهرا إضافيا” من الصيف
  • الحصيني يكشف سبب العاصفة المفاجئة التي ضربت الإسكندرية
  • موقع أمريكي: إسرائيل تشعر بتداعيات وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب مع الحوثيين (ترجمة خاصة)