في خطوة تعكس تصاعد التوترات الإقليمية، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن الجنوب السوري يجب أن يكون منزوع السلاح بالكامل، مشيرًا إلى أن وجود القوات المسلحة والمجموعات المدعومة من إيران في تلك المنطقة يشكّل تهديدًا مباشرًا لأمن إسرائيل.  

وأضاف نتنياهو، خلال اجتماع حكومي رفيع المستوى، أن إسرائيل "لن تقبل بأي وجود عسكري أو بنية تحتية تابعة لإيران أو حزب الله في الجنوب السوري"، معتبرًا أن هذه المسألة تمثّل خطًا أحمر بالنسبة لحكومته.

كما شدد على أن تل أبيب ستتخذ "كل الخطوات اللازمة لضمان أمنها القومي"، في إشارة واضحة إلى احتمال تنفيذ عمليات عسكرية استباقية في المنطقة.  

يأتي هذا التصريح في وقت تتزايد فيه الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع داخل سوريا، حيث تستهدف تل أبيب، وفق تصريحاتها، مستودعات أسلحة ومنشآت عسكرية تستخدمها إيران لنقل الأسلحة إلى حزب الله في لبنان. وترى إسرائيل أن التموضع الإيراني في سوريا، وخاصةً في الجنوب المتاخم للجولان المحتل، يشكّل تهديدًا استراتيجيًا طويل الأمد.  

في المقابل، نددت الحكومة السورية بهذه التصريحات، معتبرةً إياها "تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية" وانتهاكًا لسيادة الدولة السورية. 
كما أكدت دمشق أنها تحتفظ بحقها في الرد على أي "عدوان إسرائيلي جديد"، مشيرةً إلى أن وجود قواتها العسكرية في الجنوب السوري هو شأن سيادي بحت.  

على الصعيد الدولي، التزمت روسيا الصمت رسميًا، لكنها في السابق لعبت دور الوسيط بين إسرائيل والنظام السوري، خاصة في الاتفاقيات غير المعلنة بشأن انتشار القوات قرب الحدود مع الجولان المحتل. وكانت موسكو قد أشرفت على إعادة انتشار بعض القوات السورية عام 2018 بناءً على تفاهمات أمنية غير معلنة مع تل أبيب.  

أما واشنطن، فقد أيدت ضمنيًا موقف إسرائيل، حيث صرّح مسؤول في الخارجية الأمريكية بأن "الولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، دون الإشارة بشكل مباشر إلى مسألة نزع السلاح في الجنوب السوري.  

في المقابل، أبدت إيران رفضها القاطع لهذه التصريحات، معتبرةً أن وجودها في سوريا "شرعي" ويأتي بطلب من الحكومة السورية، محذرةً إسرائيل من "مغامرات عسكرية قد تؤدي إلى رد قاسٍ".  

يرى محللون أن تصريحات نتنياهو تعكس استراتيجية إسرائيلية جديدة تهدف إلى فرض واقع أمني معين في الجنوب السوري، قد يتضمن مزيدًا من العمليات العسكرية أو تفاهمات دبلوماسية سرية بوساطة دولية. كما أن هذه التصريحات قد تكون مرتبطة بتطورات داخلية في إسرائيل، حيث يواجه نتنياهو تحديات سياسية وقضائية قد تدفعه إلى تبني خطاب متشدد لتعزيز موقفه الداخلي.  

يبقى الجنوب السوري نقطة توتر مستمرة، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية، مما يجعل سيناريو التصعيد العسكري واردًا، خاصةً مع استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية والتصريحات المتشددة من الطرفين. ويبقى السؤال الأهم: هل ستؤدي هذه التوترات إلى مواجهة مباشرة، أم أن الدبلوماسية ستنجح في احتواء الأزمة؟
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الجنوب السوري المزيد فی الجنوب السوری

إقرأ أيضاً:

بغداد والقطار الغائب.. مشروع يتنقّل بين التصريحات ولا يركب السكة

25 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: وسط زحامٍ خانق يتكرر كل صباح، يُطل مشروع القطار المعلّق في بغداد كحلم معلّقٍ هو الآخر، تتقاذفه التصريحات الرسمية وتضعف خلفه الإرادة التنفيذية.

وفيما تتفاقم أزمات النقل بفعل تضاعف أعداد المركبات الخاصة وتهالك البنية التحتية، تُطرح مشاريع كبرى مثل المترو والقطار المعلّق كأنها أوراق سياسية لا مشاريع استراتيجية، تفتقر إلى جدية التخطيط واستقرار القرار.

وتُظهر مواقف مسؤولي أمانة بغداد أنّ المشروع لا يزال في طور الدراسة والمراجعة، رغم مرور سنوات على توقيع مذكرات التفاهم مع شركات دولية. وبدلاً من الشروع في التنفيذ أو تحديد جدول زمني، يعاد تدوير الملف بين مؤسسات الدولة، وسط شروط فنية وعطاءات مرفوضة وأحاديث عن تحالفات مع القطاع الخاص، بلا نتائج ملموسة.

ويتبيّن من التصريحات الرسمية أن المترو بات جزءًا من منظومة ثلاثية تدمج النقل السطحي والقطار المعلّق والمترو الأرضي، في محاولة لتوسيع الفكرة وتبرير التأخير، بينما تؤكد الوقائع الميدانية غياب أي خطوة تنفيذية. ويبدو أن الرؤية الحكومية تفتقر إلى التحديد العملي والربط بين المخططات والمتغيرات الحضرية المتسارعة التي تشهدها العاصمة.

وتتعدد الأصوات التحليلية التي تحمّل ضعف التنسيق الإداري مسؤولية التأخير، لا العجز المالي كما يروج أحيانًا. فالعراق لا يعاني من ندرة الموارد بل من غياب إرادة استثمارها وفق رؤية تنموية بعيدة المدى.

وفي سياق متداخل بين التخطيط الحضري والتجاذبات السياسية، تُختطف المشاريع من سياقاتها الفنية لصالح معارك النفوذ، فتصبح قرارات النقل جزءًا من لعبة التوازنات بدل أن تكون استجابة لحاجة سكانية ملحة.

ويعكس موقف الشارع البغدادي حالة نفاد صبر تراكمت على مدى سنوات من الوعود المتكررة والعقود غير المنفذة، حتى بات الحديث عن المشروع مادة ساخرة بين المواطنين، بين من يتذكره كحكاية قديمة لا تتغير، ومن يشكك في وجوده أصلًا خارج إطار التصريحات الإعلامية.

وفي غياب وضوح مؤسسي وإطار زمني ملزم، تظل منظومة النقل الحديثة في بغداد مؤجلة بقرار غير معلن، وتعاني العاصمة من مفارقة موجعة: اختناقات تزداد حدة، ومشاريع تنتظر قرارًا لا يأتي.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مأزق الحرب في غزة.. هدنة إسرائيل المؤقتة لتخفيف حدة الانتقادات الدولية .. نتنياهو سيقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى هذه الحالة
  • عاجل | وزارة الداخلية السورية: إلقاء القبض على شخص يترأس غرفة عمليات لمجموعات خارجة عن القانون في الساحل السوري
  • البلخي لـ سانا: اللقاءات الميدانية مع كل مكونات الشعب السوري جاءت بهدف ضمان أوسع مشاركة شعبية في صياغة المعايير الانتخابية، ونسعى لتشكيل مجلس شعب جديد يكون معبّراً عن كل السوريين، ويعكس تطلعاتهم ببناء سوريا الجديدة
  • إقتراح أميركي بانشاء منطقة أمنية في الجنوب
  • الحوثيون يعلنون مهاجمة 4 أهداف عسكرية في إسرائيل
  • مستقبل وطن دولة مش حزب.. أمين الحزب يوضح التصريحات المثيرة للجدل
  • منظمات دولية تنتقد الاتحاد الأوروبي حيال حصار غزة: التصريحات لا تطعم الجائعين
  • رد حركة الفصائل الفلسطينية “إيجابي”.. نتنياهو يطلب من وفد التفاوض في قطر العودة إلى إسرائيل للتشاور حول “قرارات مصيرية”
  • بغداد والقطار الغائب.. مشروع يتنقّل بين التصريحات ولا يركب السكة
  • نتنياهو: لن نصمت تجاه السويداء ونواصل الضغط لنزع السلاح جنوب دمش