تأثير «هبة السوق» أو «عربة الموسيقى» في الاقتصاد وسلوك الأفراد
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
هناك ظاهرة معروفة في الاقتصاد تُسمى تأثير «عربة الموسيقى» أو «هبة السوق» أو «تأثير القطيع»، ورغم اختلاف المصطلحات، إلا أن المعنى واحد: ميل الناس إلى تقليد الآخرين في قراراتهم المالية، سواء أكان في الاستثمار أم في الشراء، حتى لو لم يكن ذلك منطقيًا أو متناسبًا مع قدراتهم المالية، ونلاحظ هذا التأثير بشكل واضح في مواسم مثل الشهر الفضيل، والأعياد، والأعراس، حيث يتصرف الكثيرون وفق مقولة «مع الخيل يا شقرا» دون مراعاة لظروفهم المادية.
وهذا لا يقتصر على الاستهلاك فحسب، بل يمتد أيضًا إلى الاستثمار، ففي سوق الأسهم والعملات الرقمية، نسمع عن أشخاص يستثمرون فقط لأن الجميع يفعل ذلك، وليس بناءً على جدوى الاستثمار نفسه، فعندما يرى المستثمرون أن مجموعة كبيرة تتجه نحو استثمار معين، فإنهم يلحقون بهم بدافع الخوف من تفويت الفرصة (FOMO)، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار دون سبب حقيقي، ومع فقدان الثقة، ينهار السوق بسرعة، فتحدث تقلبات حادة وتصحيحات قد تؤدي إلى خسائر كبيرة.
الأمر نفسه ينطبق على «حمّى الشراء»، حيث يندفع الناس لشراء هاتف معين أو سيارة جديدة لمجرد أنها أصبحت شائعة، رغم وجود خيارات أخرى أفضل وأرخص.
والشركات تدرك هذا التأثير جيدًا وتستغله بذكاء لزيادة مبيعاتها، مستخدمة استراتيجيات مثل «العرض لفترة محدودة» أو «الأكثر مبيعًا»، لإيهام المستهلك بأن الجميع يشتري هذا المنتج، مما يدفعه للشراء دون حاجة حقيقية.
لكن عندما يعتمد الناس في قراراتهم المالية على «الهبة» أو «الموضة»، فإن الاقتصاد يدخل في دورات متكررة من الازدهار يعقبها الركود، حيث يكتشف الناس أنهم أنفقوا أكثر مما تستحق السلع أو الاستثمارات.
لذلك، قبل أن تشتري، اسأل نفسك: «هل أحتاجه فعلًا، أم إنني أشتريه فقط لأن الجميع يفعل ذلك؟» تجنب اتخاذ قرارات مالية بناءً على العاطفة، خاصة في مواسم الأعياد وشهر رمضان، التي أصبحت -للأسف- عند البعض سببًا للمباهاة والإنفاق المفرط.
احسبها صح، واتبع عقلك، ولا تمشِ مع القطيع!
حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مدير الاستثمار بشركة قطر للأوراق المالية: تطبيق مراجعة مورغان ستانلي يقفز بقيم التداول إلى 1.44مليار ريال
أنهى مؤشر بورصة قطر تداولات آخر جلسات الأسبوع الحالي في المنطقة الحمراء، متراجعا بنحو 0.72 بالمئة ليبلغ مستويات 10463 نقطة، ليأتي الإغلاق الأسبوعي على تراجع بنحو 2.89 بالمئة بعد ارتفاعات لستة أسابيع متتالية ربح فيها قرابة 6.5 بالمئة.
واعتبر السيد رمزي قاسمية مدير الاستثمار بشركة قطر للأوراق المالية في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أنه من الناحية الفنية، فإن إعادة اختبار المستويات الحالية مفيدة للمؤشر، وقد تشكل نقطة انطلاق لاختبار مستويات أعلى من تلك التي سجلها الأسبوع الماضي عند مستوى 10818 نقطة.
وأوضح أن جني الأرباح وبناء قواعد سعرية جديدة يمثل قوة دافعة للمؤشر، خاصة في ظل وجود أخبار عن شراء أسهم خزينة لبعض الشركات من جهة واقتراب الإعلان عن نتائج نصف العام من جهة أخرى.
وقال إن جلسة اليوم شهدت قفزة لقيم التداول إلى ما يقارب 1.44 مليار ريال نتيجة تطبيق نتائج مراجعة مورغان ستانلي MSCI وكذلك تعديل مكونات المؤشر العشريني، حيث تراجع من بداية العام بنحو 1 بالمئة إلا أنه صعد من أدنى مستوياته المسجلة في إبريل الماضي بنحو 7 بالمئة.
يذكر أن المؤشر الرئيسي لبورصة قطر يضم 20 شركة تتوزع في 6 قطاعات، ويتم تعديل مكونات المؤشر بشكل دوري.
ولدى تناوله للأداء القطاعي الأسبوعي، أشار قاسمية إلى تحقيق القطاع العقاري مكاسب بنحو 1.4% نتيجة ارتفاع سهم بروة في آخر جلسات الأسبوع بأكثر من 5 بالمئة، فيما تراجع مؤشر الاتصالات بقرابة 4.6 بالمئة، إلا أنه بقي القطاع الأفضل أداء منذ بداية العام بارتفاع بنسبة 17.9 بالمئة.
وقال إن أسهم شركة المناعي كانت الأكثر ارتفاعا خلال الأسبوع الحالي بنسبة 12.75 بالمئة، ثم أسهم شركة استثمار القابضة بـ 5 بالمئة، أما أسهم مصرف قطر الإسلامي فقد كانت الأكثر تراجعا بـ 6.2 بالمئة.