محللون: نتنياهو يعطل الاتفاق حتى لا يصبح أضحوكة وحماس أثبتت للجميع أنها باقية
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
في الوقت الذي يحاول فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع مزيد من العراقيل أمام الإفراج عن الدفعة المعلقة من الأسرى الفلسطينيين، يقول مراقبون إنه سيفرج عنهم في نهاية المطاف وإن المشكلة الحقيقية تكمن في الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
فلا يذكر نتنياهو مسار المفاوضات المتعثرة إلا ويُذكِّر بأهداف حربه التي لم تتحقق بعد، وفي مقدمتها القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واستعادة كافة الأسرى المتبقين في قطاع غزة.
ومع امتناعه عن الالتزام بإطلاق سراح 600 أسير فلسطيني بعد إفراج المقاومة من 6 أسرى إسرائيليين يوم السبت الماضي، أرجأ المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف زيارته التي كانت مقررة للمنطقة بضعة أيام.
وفي حين نقلت "هآرتس" عن مسؤول إسرائيلي أن إرجاء زيارة ويتكوف يعود إلى رفض نتنياهو الالتزام بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الـ600، قالت القناة 13 إن جهازي الموساد والشاباك حذرا رئيس الوزراء من خطورة هذه الخطوة.
ويعتقد الباحث السياسي سعيد زياد أن هذه المشكلة ستجد طريقا للحل خلال أيام، ويقول إن المشكلة الحقيقة تكمن في أن الانتقال لمفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق ستتوقف لأسبوعين على الأقل بسبب ما يقوم به الجانب الإسرائيلي.
إعلان مؤشر سلبيوخلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، قال زياد إن تأجيل زيارة ويتكوف للمنطقة "تعكس امتعاضه من سلوك نتنياهو الذي أحرج الوسطاء وكشف حقيقته كمخادع لا يمكن ضمانه".
ويعطي تأجيل زيارة ويتكوف مؤشرا سلبيا -برأي زياد- لأنه يعني عدم الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية مما يخلق إرباكا للجميع ويهدد بتلاشي كل ما تم تحقيقه دبلوماسيا خلال الفترة الماضية.
ومع ذلك، توقع زياد أن تتخلى حماس عن العديد من مراسم تسليم الأسرى خلال الفترة المقبلة حفاظا على الاتفاق خصوصا وأنها أكدت للجميع خلال عمليات التسليم الماضية بقاء سيطرتها على القطاع عسكريا وسلطويا وشعبيا، كما يقول زياد.
وختم زياد بالقول إن حماس حطمت سردية النصر المطلق الإسرائيلية للأبد، وإن الحديث عن نزع سلاحها وإنهاء وجودها ليست إلا تصعيدا تفاوضيا هدفه إشراك أطراف فلسطينية أخرى معها في حكم القطاع.
واتفق الخبير في الشأن الإسرائيلي شادي شرفاء مع حديث زيادة بقوله إن نتنياهو يحاول التهرب من المرحلة الثانية التي تتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر.
نتنياهو سيتحول لأضحوكةوسوف يحول هذا الانسحاب نتنياهو إلى أضحوكة في إسرائيل بعد وصفه المتكرر لتواجد قواته في هذه المنطقة بالمقدس، وتأكيده المستمر على أنه سيكون أبديا، كما يقول شرفاء.
وتكمن المشكلة الأخرى -برأي شرفاء- في وجود مقاربتين مختلفتين للفترة الانتقالية بين المرحلتين الأولى والثانية من الاتفاق حيث يلتزم الطرف الفلسطيني بتجميد تسليم الأسرى الإسرائيليين مع استمرار وقف القتال وإدخال المساعدات للقطاع بينما يريد نتنياهو مواصلة تسلّم أسراه وحقه في العودة للقتال، على خلاف ما تم الاتفاق عليه.
لذلك، تبدو المسألة معقدة ومرتبطة بهوس نتنياهو بصورة النصر وسعيه لتحقيقها بطريقة أخرى عبر إلزام المقاومة بتسليم جثث الأسرى الأربعة المتبقية من المرحلة الأولى قبل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين كان مقررا إطلاق سراحهم الأسبوع الماضي، وهو ما لن يحدث غالبا، برأي شرفاء.
إعلانوخلص شرفاء إلى أن مشكلة نتنياهو الرئيسية حاليا هي خضوعه لوزير ماليته المتطرف بتسلئيل سموتريتش وسعيه لإنقاذ حكومته من الانهيار وهو ما دفعه لمخالفة توصيات الأجهزة الأمنية والعسكرية واتهامها بالفشل في مخالفة لسياسة قديمة تقوم على احترام الساسة لرأي هذه الأجهزة.
وفي حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إبلاغ تل أبيب المسؤولين الأميركيين عدم التزم إسرائيل بمواصلة تنفيذ الاتفاق، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن الأزمة تتجه نحو الحل.
كما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب تتوقع تسليم جثث الأسرى الأربعة قريبا وأنها ستمنح حماس وقتا لتقرير كيفية المضي قدما في الاتفاق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الاتفاق على اعداد تقرير خاص بالأسرى لرفعه أمام المحاكم الدولية
اسطنبول - صفا
توافق خبراء وقانونيون دوليون على إعداد ملف قانوني وموثق، يتضمن شهادات حية ومواد بصرية ووثائق رسمية، تمهيدًا لتقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية، بهدف فتح تحقيق دولي ومساءلة الاحتلال الإسرائيلي على الجرائم الجسيمة والانتهاكات المنهجية المرتكبة بحق الأسرى الفلسطينيين، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ 7 أكتوبر 2023.
جاء ذلك خلال لقاء نظمته المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين "تضامن" بالتعاون مع منتدى العدالة الدولي، في مقر نقابة المحامين الأتراك بمشاركة نقيب المحامين الأتراك ياسين شانلي، ورئيس الاتحاد الدولي للحقوقيين نجاتي جيلاني، والمحامي خالد محاجنة ورئيس منتدى العدالة الدولي المستشار أشرف نصر الله، ومدير المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين " تضامن" أسامة الغول، إلى جانب عدد من الشخصيات القانونية والحقوقية والإعلامية التركية والدولية.
وجاء اللقاء ضمن برنامج فعاليات أعدّته مؤسسة "تضامن" بمناسبة يوم العدالة الدولية، حيث استضافت خلاله المحامي الفلسطيني خالد محاجنة، أول محامي زار معتقل سديه تيمان، الذي قدّم شهادات استعرض فيها أوضاع الأسرى الفلسطينيين، خاصة المعتقلين من قطاع غزة، داخل معسكرات وسجون الاحتلال الإسرائيلي.
وكشف المحامي محاجنة عن شهادات موثقة لأسرى تعرضوا لتعذيب ممنهج ومعاملة لا إنسانية، وعلى رأسهم الأسير محمد عرب، الذي تحدث عن احتجازه في ظروف أقرب إلى "الإبادة الصامتة"، حيث يُجبر الأسرى على البقاء مكبلي اليدين والرجلين ومعصوبي الأعين على مدار الساعة، مع حرمان شبه تام من الطعام، والاستحمام، واستخدام المرحاض، والتواصل، والنوم، في ظل الإذلال المستمر والمعاملة العدائية.
وأكد محاجنة أن هذه السياسات ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق القانون الدولي.
كما أبرز اللقاء أهمية تكثيف الجهود القانونية والإعلامية لتوثيق ما يتعرض له الأسرى، وتحويل هذا التوثيق إلى أدوات ضغط قانونية وسياسية على المستوى الدولي.
كما توافق المجتمعون على إعداد تقرير حقوقي دولي شامل، يتضمن إفادات مكتوبة ومسجلة، وصورًا ومواد توثيقية، وشهادات أطباء، ومحامين، ومعتقلين محررين، لتقديمه رسميًا إلى المحكمة الجنائية الدولية، في إطار طلب فتح تحقيق وملاحقة المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في الانتهاكات.
كما ناقش المشاركون مبادرة جديدة لتشكيل لوبي قانوني دولي متخصص في ملف الأسرى الفلسطينيين، يضم محامين وخبراء في القانون الدولي وحقوق الإنسان من مختلف الدول، بهدف توحيد المسارات القانونية، وتوفير الحماية الدولية للأسرى، ودعم جهود التوثيق والمرافعة، والعمل على منع إفلات الاحتلال من العقاب.
وأكدت مؤسسة "تضامن" أن هذا اللقاء هو بداية لسلسلة تحركات قانونية وإعلامية تقودها بالتعاون مع شركاء دوليين، مشددة على أن العدالة الدولية يجب أن تكون ميدانًا حيًّا للدفاع عن الكرامة الإنسانية، وإنصاف آلاف المعتقلين الفلسطينيين الذين يُعذبون في سجون الاحتلال بعيدًا عن أنظار العالم.