هل يبقى أحيزون رئيسا لجامعة ألعاب القوى بعد مغادرته منصبه في "اتصالات المغرب"؟
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
لم تعد رياضة ألعاب القوى المغربية قادرة على تحمل إخفاقات جديدة منذ تولى عبد السلام أحيزون قيادتها عام 2006، ما جعل الكثيرين يطالبون باستقالته من المنصب، الذي عمر فيه طويلا زهاء 19 سنة، دون أي جديد يذكر، باستثناء تألق سفيان البقالي بين الفينة والأخرى خلال بطولات العالم والألعاب الأولمبية.
وعادت المطالبات باستقالة أحيزون من جامعة ألعاب القوى، بعدما تمت تنحيته من رئاسة مجلس الإدارة الجماعية لاتصالات المغرب، بعد 27 سنة من جلوسه على كرسي الرئاسة، لتتجه الأنظار والبوصلة إلى جامعة عمر فيها طويلا، دون أي إنجازات تذكر على الصعيد الدولي والأولمبي.
ويترأس أحيزون الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى منذ سنة 2006، وتعد ولايته الحالية الخامسة تواليا، حيث أصبح أكثر الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة الجامعة متجاوزا الراحل الجيلالي العوفير الذي ترأس جامعة القوى في الفترة ما بين 1957 و1971 لمدة 14 سنة.
تراجع ألعاب القوى بمختلف رياضاتها، بدأ مع تولي أحيزون الرئاسة سنة 2006، فبعدما كان المغرب رقما صعبا في بطولات العالم التي واظب على المشاركة فيها، أصبح لا يحسب له أي حساب، بل غاب عن عدة دورات في ظل تراجع مستوى الرياضيين، حيث غاب المغرب عن دورات برلين 2009 ودايغو 2011 وموسكو 2013، قبل أن يتم تحقيق برونزية سباق 1500م لعبد العاطي إيكيدر بـ”بكين 2015” وفضية وبرونزية سفيان البقالي في 3000م موانع تواليا في نسختي “لندن 2017″ و”الدوحة 2019”.
وعاد سفيان البقالي، لحفظ ماء وجه ألعاب القوى وأحيزون في يوجين 2022، بعدما حصد أول ميدالية ذهبية في عهد عبد السلام أحيزون، بفوزه بسباق 3000م موانع، بعد 17 سنة من الغياب عن منصات التتويج، حيث كان جواد غريب آخر من حقق المعدن النفيس في بطولة العالم بهلنسكي عام 2005، في سباق الماراطون.
واستعادت أم الألعاب الوطنية « ألعاب القوى »، بعضا من بريقها سنة 2023، عكس السنوات الماضية، بعد حصد ميداليتين في بطولة العالم، التي جرت أطوارها ببودابست، بفضل كلٍّ من سفيان البقالي، في تخصص 3000 متر موانع، وفاطمة الزهراء كردادي، في سباق الماراطون للسيدات.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يحصل فيها المغرب على ميداليتين في ألعاب القوى في نسخة واحدة، منذ الدورة العاشرة التي أقيمت في هلسنكي سنة 2005، « أي قبل تولي أحيزون الرئاسة »، والتي فاز فيها المغرب بثلاث ميداليات، ذهبية بفضل العداء جواد غريب في سباق الماراثون، واثنتان فضيتان لكل من حسناء بن حاسي (800 م) وعادل الكوش (1500 م).
وشهدت أولمبياد باريس 2024، انتكاسة أخرى لرياضة ألعاب القوى المغربية، بعد فشل كل المشاركين في تحقيق إحدى الميداليات، لتتجه البوصلة مجددا في مثل هذه المناسبات، للبطل العالمي والأولمبي سفيان البقالي، الذي تمكن من حفظ ماء وجه أم الألعاب، بعد العديد من الإخفاقات.
وإلى جانب الانتكاسات الطويلة، سقط المغرب في المنشطات حيث قام الاتحاد الدولي لألعاب القوى في مارس 2020، بتنبيه المغرب بسبب تعاطي بعض العدائين المغاربة للمنشطات، وصنف المملكة ضمن لائحة الدول الأكثر خضوعا للمراقبة في تعاطي المنشطات”.
وطالبت وحدة النزاهة في الاتحاد الدولي، الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، ببذل المزيد من الجهود للتصدي لهذا التهديد”، الذي بدأ يستشري في جسد “أم الألعاب” الوطنية.
وتفجرت فضيحة المنشطات في أولمبياد لندن 2012، عندما تم توقيف العديد من العدائين المغاربة، على رأسهم مريم العلوي السلسولي التي كانت مرشحة لذهبية 1500م بعد ثبوت تناولها المنشطات قبل انطلاق المنافسات، وكانت المرة الثانية التي تعاقب فيها بعدما أُوقفت لعامين سنة 2009 للسبب ذاته.
تورط السلسولي جعل الأبطال المغاربة تحت أضواء الاتحاد الدولي للعبة، للتتساقط الأوراق تباعا بثبوت تعاطي كل من العداء أمين لعلو (1500م) وحنان أوحدو (3000م موانع) وعبد الرحيم الكومري (الماراطون) ويحيى برابح (الوثب الطويل)، للمنشطات، ما حرمهم من المشاركة في الأولمبياد اللندني.
وختاما، يبقى السؤال المطروح، هو هل سيستجيب أحيزون للطلبات المتتالية الداعية لاستقالته من جامعة ألعاب القوى مع اقتراب نهاية ولايته الخامسة؟ أم أنه سيقول للجميع كرسي الجامعة لي لوحدي فقط، ويضيف ولاية سادسة، ما يعني إخفاقات أخرى تلوح في الأفق، في ظل غياب استراتيجية عمل تقوده وتقود أم الألعاب إلى الصعود لمنصات التتويج.
كلمات دلالية أحيزون ألعاب اتصالات المغرب قوىالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: أحيزون ألعاب اتصالات المغرب قوى سفیان البقالی ألعاب القوى أم الألعاب
إقرأ أيضاً:
شمسان.. محافظ الأزمات الصامت
تتوالى الأزمات في محافظة تعز، المدينة المحاصرة التي أنهكها الحرب والحصار، وتفاقمت فيها المعاناة حتى بات المواطن يلهث خلف أبسط مقومات الحياة: ماء للشرب، كهرباء تنير عتمته، وغاز لطهي طعامه.
ورغم اتساع حجم الكارثة، يظل السؤال الأكثر تكراراً على ألسنة سكان المحافظة: ماذا قدم المحافظ نبيل شمسان لتعز منذ توليه منصبه؟
في الأيام الأخيرة، بلغ الغضب الشعبي ذروته، وترجمه المحتجون في شوارع تعز إلى احتجاجات غير مألوفة، تمثلت في مسيرات عارمة تقدمها عشرات الحمير وهي تحمل صور المحافظ ودبب المياه المحمولة من مصادر بعيدة، في مشهد ساخر لكنه بالغ الدلالة، جسّد عمق الألم والسخرية من أداء السلطة المحلية، وفي مقدمتها المحافظ شمسان الذي يبدو، في نظر كثيرين، أنه لم يعد يمثل إلا غياب الفعل وغياب المسؤولية.
منذ سنوات، والمحافظة تعاني من غياب شبه تام لخدمات الكهرباء والمياه، إلى جانب أزمة متفاقمة في توفير الغاز المنزلي، دون أن يصاحب ذلك أي تحرك فعلي من قبل السلطة المحلية، أو خطة واضحة للتخفيف من المعاناة اليومية للمواطنين.
نبيل شمسان، الذي تولى منصب المحافظ في ظروف استثنائية، لم يستطع أن يحوّل منصبه إلى أداة فاعلة لمعالجة الأزمات، بل تحوّل أداؤه إلى عنوان للشلل الإداري والعجز السياسي، وتزايدت في عهده مؤشرات الفساد، وغياب الرقابة، وتضخم النفوذ الشخصي والمحسوبية في إدارة شؤون المحافظة.
الاحتجاجات الأخيرة لم تكن الأولى، لكنها الأكثر تعبيراً عن سخط الشارع.
وخروج الناس وهم يجرون الحمير في مقدمة الصفوف، تعبيراً مجازياً يختزل الإحساس العام بالإهانة والخذلان من قبل المحافظ، واحتجاجاً على العجز المزمن في توفير المياه التي أصبحت تُشترى بالدبة، في وقت يفترض أن تكون حقاً أساسياً تكفله الدولة.
ولعل هذه الرسالة الساخرة والمهنية لشخص المحافظ في حقيقة الأمر، التي حملتها الحمير، تتجاوز إطارها الشعبي لتطرح سؤالاً أكبر على الجهات العليا: هل تدرك الحكومة المركزية مدى انهيار الثقة بين المواطنين وسلطاتهم المحلية في تعز؟
ما يحدث اليوم في تعز ليس مجرد "أزمة خدمات"، بل هو انهيار متكامل لسلطة محلية لم تقم بواجباتها الأساسية.
ومع اشتداد الأزمات، لم يعد مقبولاً أن يستمر محافظ فاشل في منصبه، وسط تساؤلات شعبية: من يحاسب المسؤولين؟ ومن يحمي أبناء تعز من التجاهل المتعمد لمعاناتهم؟
لذلك، على الحكومة الشرعية أن تراجع موقفها من أداء المحافظ شمسان، ليس فقط استجابة لضغط الشارع، بل حفاظاً على ما تبقى من مؤسسات الدولة في المدينة التي تقف، بكل جدارة، كرمز للرفض والتحدي، لكنها في الوقت نفسه تدفع ثمناً باهظاً لصمتها الرسمي الطويل.
خلاصة القول، نبيل شمسان ليس مجرد محافظ مقصر، بل بات رمزاً لعجز الدولة عن احتواء معاناة أبنائها في واحدة من أكثر المحافظات تضرراً من الحرب.
تعز لا تطلب المعجزات، بل تطلب ماءً وكهرباء وكرامة، ولا يبدو أن شيئاً من ذلك سيتحقق ما دام الرجل غير المناسب ما زال في المكان الحساس.. تعز لا تحتمل المزيد.. فهل تستجب الجهات المعنية لرسالة الحمير؟