لم تعد رياضة ألعاب القوى المغربية قادرة على تحمل إخفاقات جديدة منذ تولى عبد السلام أحيزون قيادتها عام 2006، ما جعل الكثيرين يطالبون باستقالته من المنصب، الذي عمر فيه طويلا زهاء 19 سنة، دون أي جديد يذكر، باستثناء تألق سفيان البقالي بين الفينة والأخرى خلال بطولات العالم والألعاب الأولمبية.

وعادت المطالبات باستقالة أحيزون من جامعة ألعاب القوى، بعدما تمت تنحيته من رئاسة مجلس الإدارة الجماعية لاتصالات المغرب، بعد 27 سنة من جلوسه على كرسي الرئاسة، لتتجه الأنظار والبوصلة إلى جامعة عمر فيها طويلا، دون أي إنجازات تذكر على الصعيد الدولي والأولمبي.

ويترأس أحيزون الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى منذ سنة 2006، وتعد ولايته الحالية الخامسة تواليا، حيث أصبح أكثر الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة الجامعة متجاوزا الراحل الجيلالي العوفير الذي ترأس جامعة القوى في الفترة ما بين 1957 و1971 لمدة 14 سنة.

تراجع ألعاب القوى بمختلف رياضاتها، بدأ مع تولي أحيزون الرئاسة سنة 2006، فبعدما كان المغرب رقما صعبا في بطولات العالم التي واظب على المشاركة فيها، أصبح لا يحسب له أي حساب، بل غاب عن عدة دورات في ظل تراجع مستوى الرياضيين، حيث غاب المغرب عن دورات برلين 2009 ودايغو 2011 وموسكو 2013، قبل أن يتم تحقيق برونزية سباق 1500م لعبد العاطي إيكيدر بـ”بكين 2015” وفضية وبرونزية سفيان البقالي في 3000م موانع تواليا في نسختي “لندن 2017″ و”الدوحة 2019”.

وعاد سفيان البقالي، لحفظ ماء وجه ألعاب القوى وأحيزون في يوجين 2022، بعدما حصد أول ميدالية ذهبية في عهد عبد السلام أحيزون، بفوزه بسباق 3000م موانع، بعد 17 سنة من الغياب عن منصات التتويج، حيث كان جواد غريب آخر من حقق المعدن النفيس في بطولة العالم بهلنسكي عام 2005، في سباق الماراطون.

واستعادت أم الألعاب الوطنية « ألعاب القوى »، بعضا من بريقها سنة 2023، عكس السنوات الماضية، بعد حصد ميداليتين في بطولة العالم، التي جرت أطوارها ببودابست، بفضل كلٍّ من سفيان البقالي، في تخصص 3000 متر موانع، وفاطمة الزهراء كردادي، في سباق الماراطون للسيدات.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي يحصل فيها المغرب على ميداليتين في ألعاب القوى في نسخة واحدة، منذ الدورة العاشرة التي أقيمت في هلسنكي سنة 2005، « أي قبل تولي أحيزون الرئاسة »، والتي فاز فيها المغرب بثلاث ميداليات، ذهبية بفضل العداء جواد غريب في سباق الماراثون، واثنتان فضيتان لكل من حسناء بن حاسي (800 م) وعادل الكوش (1500 م).

وشهدت أولمبياد باريس 2024، انتكاسة أخرى لرياضة ألعاب القوى المغربية، بعد فشل كل المشاركين في تحقيق إحدى الميداليات، لتتجه البوصلة مجددا في مثل هذه المناسبات، للبطل العالمي والأولمبي سفيان البقالي، الذي تمكن من حفظ ماء وجه أم الألعاب، بعد العديد من الإخفاقات.

وإلى جانب الانتكاسات الطويلة، سقط المغرب في المنشطات حيث قام الاتحاد الدولي لألعاب القوى في مارس 2020، بتنبيه المغرب بسبب تعاطي بعض العدائين المغاربة للمنشطات، وصنف المملكة ضمن لائحة الدول الأكثر خضوعا للمراقبة في تعاطي المنشطات”.

وطالبت وحدة النزاهة في الاتحاد الدولي، الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، ببذل المزيد من الجهود للتصدي لهذا التهديد”، الذي بدأ يستشري في جسد “أم الألعاب” الوطنية.

وتفجرت فضيحة المنشطات في أولمبياد لندن 2012، عندما تم توقيف العديد من العدائين المغاربة، على رأسهم مريم العلوي السلسولي التي كانت مرشحة لذهبية 1500م بعد ثبوت تناولها المنشطات قبل انطلاق المنافسات، وكانت المرة الثانية التي تعاقب فيها بعدما أُوقفت لعامين سنة 2009 للسبب ذاته.

تورط السلسولي جعل الأبطال المغاربة تحت أضواء الاتحاد الدولي للعبة، للتتساقط الأوراق تباعا بثبوت تعاطي كل من العداء أمين لعلو (1500م) وحنان أوحدو (3000م موانع) وعبد الرحيم الكومري (الماراطون) ويحيى برابح (الوثب الطويل)، للمنشطات، ما حرمهم من المشاركة في الأولمبياد اللندني.

وختاما، يبقى السؤال المطروح، هو هل سيستجيب أحيزون للطلبات المتتالية الداعية لاستقالته من جامعة ألعاب القوى مع اقتراب نهاية ولايته الخامسة؟ أم أنه سيقول للجميع كرسي الجامعة لي لوحدي فقط، ويضيف ولاية سادسة، ما يعني إخفاقات أخرى تلوح في الأفق، في ظل غياب استراتيجية عمل تقوده وتقود أم الألعاب إلى الصعود لمنصات التتويج.

كلمات دلالية أحيزون ألعاب اتصالات المغرب قوى

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أحيزون ألعاب اتصالات المغرب قوى سفیان البقالی ألعاب القوى أم الألعاب

إقرأ أيضاً:

خطر روبلوكس.. منصة ألعاب أم مصيدة للأطفال؟| تقرير

نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، مقالاً تحليلياً للكاتبة والخبيرة في الصحة العامة، ديفي سرادهار، سلطت فيه الضوء على التهديدات المتنامية التي تواجه الأطفال في العالم الرقمي، لا سيما في ظل تصاعد حالات الاستدراج والاستغلال الجنسي عبر الإنترنت، محذرة من أن العالم الافتراضي بات ساحة خفية لانتهاكات قد تترك آثاراً نفسية مدمرة على أجيال كاملة.

وقالت الكاتبة إن النقاشات حول أسباب تدهور الصحة النفسية غالباً ما تنحصر في عوامل مثل التوتر، الفقر، العزلة أو الاستعداد الجيني، لكن ما يغفل في كثير من الأحيان هو العامل الأخطر: الإساءة، خاصة في مرحلة الطفولة. 

ونقلت عن مؤسس مؤسسة “ساماريتانز” قوله إن "الإساءة كانت أحد الأسباب البارزة التي دفعت الناس للاتصال بخط المساعدة الخاص بالمنظمة".

ومع تطور التكنولوجيا، لم تعد مخاوف الأهل محصورة في الطرقات أو الزيارات المنزلية، بل باتت تمتد إلى كل زاوية من العالم الرقمي.

وبحسب دراسة حديثة أجرتها منظمة "Childlight" في جامعة إدنبرة، فإن نحو 830 ألف طفل حول العالم معرضون يومياً لمخاطر الاستغلال الجنسي، بما يشمل تبادل الصور الفاضحة، الابتزاز، التلاعب الرقمي، وحتى الصور المزيفة والمحتويات الإباحية.

وأشارت الكاتبة إلى أن منصات مثل "روبلكس" – التي تسوق كمساحة آمنة للعب– تخفي وراء رسوماتها الطفولية، واجهات مفتوحة تسمح للمستدرجين بالتواصل مع أطفال لا تتجاوز أعمارهم 5 سنوات. 

وقد سجلت إحدى الدراسات أن حساباً تجريبياً لشخص بالغ تمكن من طلب معلومات خاصة (مثل حساب سناب شات) من حساب طفل على المنصة. 

وفي واقعة صادمة، وجهت اتهامات لرجل في كاليفورنيا باختطاف طفل يبلغ 10 سنوات تعرف عليه عبر "روبلوكس".

وأكدت الجارديان أن التعرض للمحتوى الجنسي أو العنيف، حتى دون وجود تواصل مباشر مع المعتدين؛ قد يترك آثاراً طويلة الأمد على الصحة النفسية للطفل. 

وفي إنجلترا وويلز، تشير إحصاءات عام 2023 إلى أن 19% من الأطفال بين 10 و15 عاماً تواصلوا مع غرباء عبر الإنترنت، بينما كشف ثلث الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و17 عاماً عن محادثاتهم مع غرباء خلال اللعب عبر الإنترنت.

ورغم هذا الخطر، فإن كثيراً من الأطفال لا يبلغون الأهل أو المعلمين بما يواجهونه، مدفوعين بالخوف أو الشعور بالذنب أو العار، وهي مشاعر تُصيب ضحايا الإساءة في العالم الواقعي أيضاً.

ونبهت الكاتبة إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للاستدراج الإلكتروني؛ معرضون أكثر للقلق، الاكتئاب، اضطرابات ما بعد الصدمة، وحتى الانتحار. 

وشددت على ضرورة كسر الصمت المحيط بهذه الظاهرة، وفتح الباب أمام النقاش الصريح داخل الأسر والمؤسسات.

ودعت “سرادهار” إلى سن تشريعات أكثر صرامة بحق شركات التكنولوجيا، مؤكدة أن المبادرات الطوعية أثبتت فشلها في حماية الأطفال. 

وأشارت إلى أن بريطانيا ستبدأ في تطبيق "قانون الأمان على الإنترنت" في 25 يوليو، وهو قانون يفرض معايير إلزامية على المنصات الرقمية لحماية المستخدمين من المحتويات الضارة والانتهاكات الجنسية.

طباعة شارك روبلكس ألعاب الجارديان

مقالات مشابهة

  • مذيع ملعب ليفربول يتنحى عن منصبه بعد 50 سنة صوت أنفيلد
  • رئيس مهرجان السينما الأسبق: الفن الحقيقي يبقى ويؤثر.. أما السطحي فمصيره النسيان
  • تمصلوحت: 11 سنة من الانتظار تنتهي بالهدم: مشروع محطة بنزين يفسح الطريق لجامعة دولية.
  • بعد تعينه رئيسا للشاباك.. رئيس أركان جيش الاحتلال يقيل دافيد زيني من منصبه
  • محمد الشحي رئيساً للجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان
  • مودريتش يعلن مغادرته ريال مدريد
  • مودريتش يعلن موعد مغادرته ريال مدريد
  • كيف كلفت زلة لسان عن الأرز وزيرا يابانيا منصبه؟
  • خطر روبلوكس.. منصة ألعاب أم مصيدة للأطفال؟| تقرير
  • بنشعبون يعتمد تغييرات جذرية في مجلس إدارة اتصالات المغرب بعد رحيل أحيزون