تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ساحات الرياضة العالمية، هناك أسماء تكتب بحروف من نور، لكن قليلًا ما نجد امرأة تتحول إلى أسطورة خالدة، ليست فقط بسبب الألقاب والميداليات، ولكن بسبب رحلة كفاح ملهمة هزمت المستحيل، وأصبحت رمزًا للإرادة والقوة، و"فاطمة عمر"، اسم صنع التاريخ في رفع الأثقال البارالمبية، وأصبح نموذجًا مشرفًا للمرأة المصرية والعربية، بعدما سطرت إنجازات لا تتكرر على مدار 31 عامًا من التحدي والانتصار.

ولدت فاطمة عمر، لتواجه قدرًا لم يختره أحد، لكنها لم تسمح للإعاقة أن تكون حاجزًا أمام أحلامها، منذ طفولتها، امتلكت طاقة جبارة، وحلمت بأن تكون بطلة رياضية ترفع علم مصر في المحافل الدولية، وبدأت رحلتها مع رفع الأثقال في سن صغيرة، وواجهت في بدايتها نظرات الشفقة، ولكنها كانت ترى نفسها في مكان آخر على منصات التتويج، تتقلد الميداليات، وتكسر كل القيود المجتمعية.

في عام 2000، دخلت فاطمة عمر التاريخ من أوسع أبوابه عندما حققت أول ميدالية ذهبية في دورة الألعاب البارالمبية في سيدني، لتصبح أول امرأة مصرية وعربية تحقق هذا الإنجاز، ومن هنا، بدأت حكاية الأسطورة التي لم تعرف سوى الذهب.. توالت الإنجازات في الدورات التالية “ ذهبية أثينا 2004، ذهبية بكين 2008، ذهبية لندن 2012، فضية ريو دي جانيرو 2016، وفضية طوكيو 2020”، وبذلك أصبحت المرأة الوحيدة في العالم التي تحقق 6 ميداليات بارالمبية متتالية في رفع الأثقال، منها 4 ذهبيات متتالية، في إنجاز لم يسبقها إليه أحد.

لم تقتصر إنجازات فاطمة على الدورات الأولمبية فقط، بل تربعت على عرش بطولات العالم 4 مرات “ذهبية دبي 1998، ذهبية كوالالمبور 2002، ذهبية بوسان 2006، وذهبية دبي 2014”، كما حصدت برونزية بطولة العالم 2019، لتثبت أنها قادرة على المنافسة حتى آخر لحظة في مسيرتها، وفي بارالمبياد باريس 2024، وعلى هامش المنافسات، كرمت اللجنة البارالمبية الدولية البطلة المصرية المعتزلة، تقديرًا لإنجازاتها التي ستظل خالدة في تاريخ الرياضة.

التكريم لم يكن مجرد احتفاء ببطلة اعتزلت، بل رسالة إلى العالم بأن الإرادة تستطيع كسر المستحيل، وأن المرأة المصرية قادرة على تحقيق المستحيل رغم كل الظروف، وفي يناير 2024، أعلنت فاطمة عمر اعتزالها رسميًا بعد رحلة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، مليئة بالبطولات والميداليات.

وفاطمة عمر ليست مجرد بطلة رياضية، فهي قدوة لكل امرأة مصرية تؤمن بأن الإرادة تصنع المعجزات، وتركت خلفها إرثًا من الإنجازات لن يمحى، ورسالة لكل فتاة بأن الإعاقة ليست نهاية الحياة، بل قد تكون بداية لحياة أعظم مما تخيلنا، لذلك تعتير المرأة الحديدية التي هزمت المستحيل، وستظل دائمًا رمزًا للإرادة المصرية التي لا تنكسر.

IMG_7203 IMG_7202 IMG_7201 IMG_7199 IMG_7200 IMG_7198

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سيدات من ذهب قصة ملهمة قصة كفاح رفع الأثقال فاطمة عمر

إقرأ أيضاً:

فاطمة الحمادي لـ«الاتحاد»: «FIDA» يستهدف استقطاب الشركات العالمية للانطلاق من أبوظبي إلى العالم

حسام عبدالنبي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات تستعرض رؤيتها الفنية مشاركون في «أسبوع أبوظبي المالي 2025» لـ«الاتحاد»: أبوظبي أنموذج عالمي في قيادة التحولات المالية

أكدت فاطمة الحمادي، رئيس مجمّع التقنيات المالية والتأمين والأصول الرقمية والبديلة (FIDA)، أن إطلاق المجمّع يرسخ أبوظبي نموذجاً عالمياً رائداً في تطوير جيل جديد من الحلول المالية والاستثمارية المبتكرة عبر منصة شاملة وضمن منظومه واحدة متكاملة تشمل التنظيم، التمويل، الابتكار وتطوير القدرات، مشيرة إلى أن المجمّع يستهدف استقطاب الشركات العالمية للانطلاق من أبوظبي للعالم.
وكشفت الحمادي، في تصريحات لـ«الاتحاد»، خلال فعاليات «أسبوع أبوظبي المالي»، عن توقيع المجمّع أمس، عدداً من مذكرات التفاهم مع الشركاء الاستراتيجيين، مثل وزاره المالية، مصرف الإمارات المركزي، أبوظبي العالمي، وأيضاً هيئة الأوراق المالية والسلع؛ بهدف توحيد الجهود ضمن تطوير السياسات، وتفعيل القطاع بطريقه تساعد الشركات على النمو والابتكار، مشيرة إلى أنه لتطوير منظومه البنيه التحتية والرقمية، تم توقيع مذكرات تفاهم مع شركاء استراتيجيين، من بينهم صندوق أبوظبي للتقاعد، والاتحاد للمعلومات الائتمانية، وشركة الاتحاد للمدفوعات، وصندوق خليفة لتطوير المشاريع، والهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية، وشركة الاتحاد لائتمان الصادرات، لتقديم حلول متقدمة للمدفوعات والمعاشات والائتمان والتأمين.
وأوضحت الحمادي، أنه ضمن الابتكار والأبحاث والتطوير، تم توقيع مذكرات تفاهم مع HUB71، وجامعة خليفة، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، ومعهد الإمارات للدراسات المالية، وأكاديمية سوق أبوظبي العالمي ضمن جهود تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجالات، مثل الأصول الرقمية والذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة والبنية التحتية المالية، بما يضمن تحويل الأبحاث المتقدمة إلى حلول وخدمات تجارية وتطوير برامج متقدمة تدعم الحلول الرقمية والابتكار والذكاء الاصطناعي في مجال الأصول الرقمية، وأيضاً خدمة القطاع، عبر تطوير برامج متقدمة في التقنيات المالية والذكاء الاصطناعي والأصول الرقمية، وإيجاد وتطوير مهارات وطنيه لخدمه هذه القطاعات تحت مظلة مجمّع التقنيات المالية والتأمين والأصول الرقمية والبديلة (FIDA) الذي يستهدف الإسهام في إضافة نحو 56 مليار درهم إلى الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي، واستقطاب استثمارات بقيمة 17 مليار درهم، وتوفير 8000 فرصة عمل بحلول عام 2045، بما يدعم جهود التنويع الاقتصادي على مستوى الإمارة. 

مقومات أبوظبي 
أفادت الحمادي بأن إمارة أبوظبي، التي تُعرف عالمياً بـ «عاصمة رؤوس الأموال»، تمتلك قاعدة مالية قوية ترتكز على أكثر من 1.8 تريليون دولار تديرها صناديق ثروة سيادية، وأطر تنظيمية عالمية المستوى. وتابعت: كما تحظى الإمارة بدعم شبكة واسعة من اتفاقيات منع الازدواج الضريبي وحماية الاستثمارات واتفاقيات التجارة الشاملة مع عدد من الدول، مما يتيح للشركات العاملة ضمن مجمّع التقنيات المالية والتأمين والأصول الرقمية والبديلة الوصول إلى أبرز الأسواق العالمية في أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا، لافتة إلى أن إطلاق مجمّع التقنيات يمثل خطوة استراتيجية متقدمة لبناء منظومة مالية عالمية متكاملة توظف رأس المال والابتكار والتقنيات الحديثة وحلول الذكاء الاصطناعي لتهيئة بيئة اقتصادية أكثر مرونة وتنافسية في مجالات التقنيات المالية والاستثمار والاقتصاد الرقمي، بما يعزز ريادة إمارة أبوظبي في هذه القطاعات الحيوية على المستويين الإقليمي والدولي.

منظومة متكاملة  
أكدت الحمادي، أن مجمّع التقنيات المالية والتأمين والأصول الرقمية والبديلة (FIDA) سيعمل كمنظومه ومنصة متكاملة تضم كافة الشركاء المحليين من جهات تنظيمية وتمويلية وشركات وهيئات مختلفة، ما يحفّز على استقطاب الشركات العالمية للعمل في أبوظبي والانطلاق منها للعالم.
 وقالت: إن المجمّع سيعمل على استقطاب الشركات العالمية ودمجها في السوق المحلية والقطاعات المختلفة لتوفير حلول جديدة مبتكرة تكون حلول «مرجعية» انطلاقاً من أبوظبي إلى العالم. 
وأوضحت أن مستهدفات المجمّع لاستقطاب استثمارات بقيمة 17 مليار درهم، لن تُركز على دول بعينها أو مناطق محددة من العالم، حيث إن أبوظبي سوق مفتوح لكل العالم ومنفتحة على الابتكار في القطاع المالي، وكل من يقدم حلولاً فريدة في مجال عمل المجمع، بحيث يتم استقطاب تلك الشركات العالمية والتعاون معها وتحفيزها على إيجاد مقر إقليمي لها في أبوظبي والتوسع من خلاله إقليمياً وعالمياً.

حلول ادخار محمية 
ووفقاً لفاطمة الحمادي، فإن مجمّع التقنيات المالية والتأمين والأصول الرقمية والبديلة (FIDA) في أبوظبي، سيعمل على توسيع نطاق الوصول إلى مصادر تمويل متنوعة، بما في ذلك الإقراض البديل، وتمويل الدَّين المُخاطِر، وتوفير حلول رأس المال الموجّهة لتعزيز النمو الاقتصادي، وذلك بهدف دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تمثل 42% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي لإمارة أبوظبي. كما ستوفر البنية التحتية المخصّصة لأسواق الملكية الخاصة ورأس المال الاستثماري وصناديق الاستثمار العقاري وغيرها من الأصول البديلة خدماتها للمستثمرين المؤسسيين، لافتة إلى أن المجمّع سيسهم في تعزيز قدرات قطاعَي التأمين وإعادة التأمين، بما يدعم الاقتصاد المتنامي، ويجعل من الإمارة مركزاً لحلول وإدارة المخاطر، كما سيتيح إمكانية توفير حلول ادخار محمية للمستثمرين المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات، وتطوير حلول ادخار طويلة الأمد، ووضع أطر عالمية المستوى للتخطيط لمرحلة التقاعد.

مقالات مشابهة

  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • عاصم سليمان: الرئيس السيسي أيقونة الدبلوماسية الدولية وبوصلة السلام العالمي
  • لرفع الوعي بالحضارة المصرية.."القومي للإعاقة" ينظم زيارة استثنائية لذوي الهمم إلى المتحف المصري الكبير
  • فاطمة الحمادي لـ«الاتحاد»: «FIDA» يستهدف استقطاب الشركات العالمية للانطلاق من أبوظبي إلى العالم
  • من هي المرأة التي أيقظت العالم بموقفها ؟
  • المرأة التي أيقظت العالم بطريقتها
  • ذكرى رحيل يحيى حقي .. أيقونة الأدب العربي التي لا تغيب
  • عبلة كامل تشعل تريند جوجل في ذكرى ميلادها… أيقونة الدراما التي تربّعت على قلوب المصريين بلا منافس
  • إيمان كريم تشيد بالمرأة المصرية وتؤكد: الذكاء الاصطناعي يعزز الدمج المجتمعي لذوي الإعاقة
  • بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة تسدل الستار بإعلان النتائج