مجلس حكماء المسلمين: الإمام الطيب رمز إسلامي عالمي وقائد للفكر الوسطي
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشَّريف، بمشيخة الأزهر، المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين.
ورحَّب شيخ الأزهر بالقاضي محمد عبد السَّلام في بيته -الأزهر الشريف- مشيرًا إلى أنه ابن الأزهر، وعَمِلَ في الأزهر في وقتٍ شديد الخطورة، وأخلصَ لدينه ووطنه وللمؤسَّسة، واليوم يستقبله الأزهر بكل حب وتقدير، مؤكدًا فضيلته أنَّ جهوده المخلصة في خدمة الأزهر إقليميا وعالميا لم تتوقَّف يومًا منذ عمله مستشارًا للأزهر حتى يومنا هذا؛ من خلال العديد من المواقع والمبادرات العالميَّة المثمرة.
من جانبه في بداية اللقاء، أعرب المستشار محمد عبد السلام، عن خالص تقديرِه وتقدير مجلس حكماء المسلمين لجهود سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، مشيدًا بجهود سيادته ومواقفه في دعم قضايا الأمَّة، وبخاصَّة موقف سيادته والدولة المصرية المشرف من القضية الفلسطينيَّة، ورفض تهجير أهلنا في قطاع غزة من أرضهم ووطنهم، مؤكدًا أنَّ هذا الموقف المصري المشرِّف يدعو للفخر والاعتزاز، وأنَّ وطننا الغالي مصر في حاجة دائمًا لتكاتف جميع أبنائه واصطفافهم من أجل نهضته وتقدُّمه والحفاظ على أمنه واستقراره.
وعبَّر المستشار محمد عبد السَّلام عن تشرُّفِه وسعادته بزيارة مشيخة الأزهر الشريف، مستذكرًا الأعوام العشر التي قضاها مستشارًا لشيخ الأزهر، مصرِّحًا "لقد لازمتُ أستاذي وشيخي الإمام الطيب لأكثر من ١٠ أعوام خلال عملي مستشارًا لفضيلته، تعلَّمت من حكمته الكثير، وما رأيت أخلصَ من الإمام الطيب في خدمة الإسلام والوطن والإنسانيَّة وحبه للسلام ونصرته للحق، ولم أجد أحرصَ منه على هذه المؤسسة العريقة التي اختصَّها المولى عز وجل بصون الشريعة وحفظ اللغة، والتَّاريخ خير شاهد على ما قدَّمه الإمام الطيب -هذا الرمز الإسلامي- في دعم قضايا الإسلام والمسلمين، وخدمة وطننا الغالي مصر، وتفانيه في نشر قِيَم السَّلام والأخوة والتعايش، وقد شَهِدَ الأزهر في عهد فضيلته تطورًا غير مسبوق في تاريخه، وريادةً عالميةً في نشر رسالة الإسلام السَّمحة وفكره الوسطي المستنير، وأصبحت مواقفه من مختلف القضايا محطَّ أنظار واهتمام العالم كله".
وأوضح الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين أنَّ إعلان فضيلة الإمام الأكبر احتضان مصر للنسخة الثَّانية من مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي، المقرَّر انعقاده في الأزهر الشريف العام المقبل، يأتي انطلاقًا من دور مصر الرِّيادي ومكانتها العالمية ومواقفها التَّاريخية في لمِّ شمل الأمة وتوحيد صفِّها، كما وجَّه فضيلة الإمام الأكبر بأهمية بدء عمل رابطة الحوار الإسلامي للتحضير لهذا المؤتمر المهم، خاصَّة بعد النجاح الكبير الذي حققتْه النسخة الأولى من المؤتمر، الَّتي انعقدت في مملكة البحرين الشهر الجاري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر المستشار محمد عبد السلام مشيخة الأزهر الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين الإمام الأكبر المزيد حکماء المسلمین الإمام الطیب محمد عبد الس
إقرأ أيضاً:
أمين البحوث الإسلامية: رسالة الأزهر بقيادة الإمام الأكبر قائمة على نَشْر السلام
ألقى الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، كلمةً في المؤتمر العِلمي الذي نظَّمه المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإسبانية (مدريد)، تحت عنوان: (دَور المؤسَّسات الدِّينيَّة في صناعة الوعي الفكري الآمن وانعكاسات ذلك على سلامة المجتمعات)، وذلك بمشاركة الدكتور عبَّاس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ونخبة من أساتذة الجامعات الأوروبيَّة.
وخلال كلمته، أكَّد الدكتور محمد الجندي أنَّ رسالة الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر، تقوم على الدعوة للسلام، وترسيخ قِيَم الرحمة، ونبذ العنف والكراهية، واحترام إنسانيَّة جميع البشر، مشيرًا إلى أنَّ هذا المؤتمر يمثِّل محطَّةً مهمَّةً لتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام، وإبراز دعوته ودعوة الشرائع السماويَّة للتعايش والسلم العالمي، ورَفْض التطرُّف وإراقة الدماء.
وأوضح الدكتور الجندي أنَّ حِفظ النفْس الإنسانيَّة قيمةٌ ثابتةٌ لا يختلف عليها عاقلان، وأنَّ احترام خصوصيَّة أصحاب الديانات، وحماية حقِّهم في ممارسة شعائرهم- أصلٌ من أصول الاستقرار الإنساني، لافتًا إلى أنَّ الإسلام جاء بمنهج ينسجم مع طبيعة الوجود، ويهذِّب السلوك البشري، ويقود المجتمع نحو الإخاء والتكامل بعيدًا عن صراعات الهيمنة ونزعات التمييز.
وتابع الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة أنَّ القرآن الكريم وضع أُطُرًا واضحةً لإدارة العَلاقات الإنسانيَّة على أساس السلام والمحبَّة، مستشهدًا بنماذج مِنَ الآيات التي تُذكِّر الإنسان بوحدة الأصل البشري، وتوجِّه المسلمين إلى البر والقسط مع مَن لا يحاربونهم في الدِّين، مؤكِّدًا أنَّ جميع الرسالات السماويَّة جاءت لتكرِّم الإنسان أيًّا كان معتقده أو لونه أو عِرقه.
وأردف أنَّ التاريخ الإسلامي زاخر بمواقف عمليَّة رسّخت البرَّ والقسط مع الآخر، وضمنت حماية دُور العبادة، وصون حقوق أهل الذمَّة، مشيرًا إلى نماذج من عهد الخلفاء الراشدين والمعاهدات التي حفظت للناس أرواحهم وأموالهم ومعتقداتهم.
وأشار إلى أنَّ العواصم الإسلاميَّة -عبر العصور- فتحت أبوابها أمام العلماء والمفكِّرين من مختلِف الديانات؛ ما جعل التسامح قوَّةً حضاريَّةً وليس موضع ضعف، وأنَّ مسيرة الأزهر الشريف -عبر تاريخه الطويل- قامت على ترسيخ قِيَم التسامح والتعايش، وأنه جسَّد هذه القِيَم واقعًا معاصرًا بإنشاء (بيت العائلة المصريَّة)، والدعوة إلى (حوار الشرق والغرب)، وصياغة (وثيقة الأخوَّة الإنسانيَّة)، وإطلاق مبادرة (صُنَّاع السلام).
كما أكَّد الدكتور محمد الجندي أنَّ العالَم اليوم يحتاج إلى خطاب حضاري عادل ومتوازن، يفتح أبواب الشراكة بدل الصراع، ويعيد للإنسان مكانته أمام موجات الماديَّة والأنانية، وأنَّ قضايا المجتمعات لا تُحلُّ بالعزل والإقصاء؛ بل بالحوار والاندماج، وأنَّ صون كرامة الإنسان حجر أساس لسلام الأمم.
وشدَّد الدكتور الجندي على أنَّ التطرُّف والعنصريَّة ليستا نتاجًا دِينيًّا بقدْر ما هما أمراض حضاريَّة تغذِّيها المصالح الضيِّقة حين تطغى على القِيَم والأخلاق، موضِّحًا أنَّ بناء قِيَم التسامح يقوم على تشريعات عادلة تحمي الجميع دون تمييز.
وتوقَّف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة عند تأثير التكنولوجيا في صناعة الوعي العالمي، مؤكِّدًا أنَّ غياب القِيَم يحوِّلها إلى أداة تمزيق، بينما توظيفها عبر معايير أخلاقيَّة يجعلها قادرةً على تعزيز التفاهم والتكامل بين الشعوب.
ودعا الدكتور محمد الجندي في ختام كلمته إلى ضرورة فهم رسالة الإسلام ودعوته لاحترام الآخر، وأهميَّة إنشاء مراكز بحثيَّة عالميَّة لنشر ثقافة السلام والأخوَّة الإنسانيَّة، إضافةً إلى وَضْع منظومة دوليَّة مترابطة لتعزيز التسامح الدِّيني، وتوظيف الآليَّات الإعلاميَّة والدِّعائيَّة كافَّة لتحقيق هذا الهدف.