إعلامي تونسي يتعهد بكشف خفايا قضية التآمر.. المعارضة ترفض المحاكمة السرية
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
بينما تستعد عائلات المعتقلين السياسيين في تونس في قضية ما يُعرف بـ "قضية التآمر" للتظزاهر رفضا للمحاكمة السرية للمعتقلين، كشف الإعلامي التونسي سمير الوافي النقاب عن أن السلطات التونسية قررت أخيرا الخروج عن صمتها ووضع الرأي العام في صورة حيثيات القضية المعروفة منذ عدة أعوام بـ "قضية التآمر" على أمن الدولة، والتي قرر القضاء الحسم فيها عن بعد يوم الثلاثاء المقبل.
وقال الوافي في تدوينة نشرها على صفحته على منصة "فيسبوك" أرفقها بإعلان من قناة محلية في تونس عن الحلقة موضوع النقاش: "قضية التآمر على أمن الدولة ظلت غامضة معتمة صامتة منذ إثارتها وفتحها وانطلاق أبحاثها.. وقد سبقت ذلك عمليات إستخباراتية سرية معقدة أدت إلى إنطلاق التحقيقات وضبط المتهمين".
وأضاف: "هذا الغموض والتعتيم فرضته الدولة بصمتها وتجاهلها للأقاويل والتحاليل والتأويلات طيلة أكثر من عامين فلم نسمع سوى صوتا واحدا من طرف واحد يمثل المتهمين وعائلاتهم ومحامينهم".
وأكد الوافي، أن قناة محلية في تونس ستبث في سهرة الغد الجمعة "كل الحقائق الغائبة حول الملف، وهو ما يعني أن الدولة قررت أن ترفع الستار عن محتوى الملف ليعرف الرأي العام حيثيات القضية وتفاصيل التهم ونتائج الأبحاث".
وأضاف: "حسب التسريبات سيكون للحلقة مفعول الزلزال إعلاميا وسياسيا بما ستقدمه من معطيات كاملة غير مسبوقة حول ما خفي عن الناس.. ويبدو أنه أعظم مما تم ترويجه".
وأشار الوافي، الإعلامي المثير للجدل، إلى أن "الرأي العام في تونس كان يطالب بذلك منذ مدة ليفهم حقيقة ملف بهذا الحجم والوزن، وأن الدولة اختارت التوقيت المناسب الذي يسبق المحاكمة، ورفعت الحظر عن تداول القضية، وأنه قد وجاء دورها لتحسم الجدل بما لديها من حقائق صارت بين يدي القضاء للبت فيها، ولتؤكد للرأي العام أن القضية أكبر من محاولات الإستخفاف والتمييع".
ويأتي إعلان القناة التونسية عن الحلقة التي تحمل أسرار "قضية التآمر"، بالتزامن مع مؤتمر صحفي عقدته عائلات المعتقلين السياسيين في تونس على ذمة هذه القضية، حيث نددوا بقرار إجراء المحاكمة عن بعد ودون حضور الموقوفين، وذلك في الجلسة المقررة ليوم 4 مارس المقبل، كما طالبوا بجلسات علنية وتوفير كل ضمانات المحاكمة العادلة.
وقال متحدث الحزب الجمهوري وسام الصغير خلال المؤتمر، إن "قرار الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الابتدائية بتونس القاضي بإجراء محاكمة المتهمين في ما يعرف بقضية التآمر على أمن الدولة عن بُعد ومنع جلبهم من السّجن إلى قاعة المحكمة، يشكّل انتهاكا صارخا لمبادئ المحاكمة العادلة".
وأضاف: "هذا القرار يندرج ضمن سياسة التوظيف السياسي للقضاء لضرب الخصوم والمعارضين".
كما طالب الجهات القضائية "بالتراجع الفوري عن هذا القرار، وتمكين المتهمين من حقهم الكامل في الحضور المباشر أمام المحكمة، احتراما للحقوق الأساسية وضمانات المحاكمة العادلة".
كما طالب "بعلنية جلسة المحاكمة التي ستنعقد في الرابع من مارس/آذار المقبل باعتبار أن التهم تعني الرأي العام وتتعلق بأمنهم الوطني".
من جهتها قالت منية بن ابراهيم البرلمانية السابقة وزوجة السياسي المسجون عبد الحميد الجلاصي "نحن مقتنعون ببراءة القادة السياسيين الموقوفين في قضية التآمر ".
وأضافت في المؤتمر ذاته: "طالبنا بنقل تلفزيوني مباشر لكل أطوار المحاكمة حتى يطلع الشعب على تفاصيل هذا الملف".
ودعت التونسيين إلى"التظاهر يوم 4 مارس المقبل لمساندة القادة السياسيين وللتعبير عن الرفض لإجراء المحاكمة عن بعد باعتبارها ضرب في صميم المحاكمات العادلة".
وكان رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة في تونس أحمد نجيب الشابي السلطات قد طالب أمس الأربعاء بوقف إجراءات محاكمة المعارضين السياسيين، مؤكدا أن التهم المنسوبة لهم واهية.
وقال الشابي في ندوة صحفية بالعاصمة تونس أمس: "إن المحاكمة العادلة والعلنية للمعارضين غائبة، وأن التهم المنسوبة لمن تتم محاكمتهم واهية". واتهم السلطة بمصادرة الحقوق الطبيعية للمواطنين، مؤكدا أن معارضة السلطة القائمة وتغييرها بالسبل المشروعة حق طبيعي.
وأضاف الشابي: "إننا لا نحب السجن ولكن لا نخشاه"، مضيفا "لن نكون جزءا من المسرحية الجارية".
من جهته، أكد القيادي في جبهة الخلاص رياض الشعيبي أن الجبهة "ستقاطع المحاكمات إذا قررت السلطة المضي بها بشكل سري ولن نكون شهود زور".
وقال الشعيبي إن "السلطة تحرم المتهمين من محاكمات عادلة وتمنعهم من الدفاع عن أنفسهم، ومن تتم محاكمتهم اليوم سياسيون وشخصيات عامة وليسوا إرهابيين".
وأضاف أن "السلطة تريد إجراء محاكمات سرية وإبقاء المتهمين في زنازينهم بذرائع أمنية، المحاكمات سياسية وليس هناك أي ركن من أركان الجريمة لدى المحاكمين، كما أنها تحاول إخفاء سياستها بإقصاء المعارضين".
وتنطلق أولى جلسات المحاكمة يوم 4 مارس/آذار المقبل، وتشمل نحو 40 معارضا من مختلف التيارات على غرار زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، والأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، والأمين العام السابق للتيار الديمقراطي غازي الشواشي وغيرهم.
وتصاعدت هذه القضية عقب موجة دهم واعتقالات واسعة ضد هؤلاء المعارضين هزت الرأي، وشنتها قوات الأمن في فبراير/شباط 2023، ووجه القضاء تهما خطيرة للمعتقلين تصل عقوبتها إلى الإعدام كتكوين "مجموعة إرهابية" و"التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي".
وترى المعارضة أن تلك الاتهامات باطلة وملفّقة ضد المعارضين للرئيس قيس سعيد، وهدفها إزاحتهم من طريقه لتكريس حكم فردي مطلق عقب الإجراءات الاستثنائية التي أعلنها في 25 يوليو/تموز 2021 والتي أصبح بموجبها يتحكم في كامل مفاصل الدولة، حسب رأيهم.
وتعود أطوار قضية التآمر على أمن الدولة إلى فبراير/ شباط 2023، عندما تم إيقاف عدد من السياسيين والناشطين في المجتمع المدني والمحامين.
ويضم الملف نحو 40 متهماً "بتكوين وفاق بغاية التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي" والانضمام إلى تنظيم إرهابي.
وكانت دائرة الاتهام المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بتونس، قررت يوم 2 مايو/أيار الماضي، إحالة 40 متهما في قضية "التآمر على أمن الدولة" على الدائرة الجنائية المختصّة بالنظر في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائيّة بتونس، ورفض جميع مطالب الإفراج.
وأبرز السجناء المتهمين في القضية: جوهر بن مبارك (عضو جبهة الخلاص الوطني)، وعصام الشابي (أمين عام الحزب الجمهوري)، وعبد الحميد الجلاصي (قيادي سابق في حركة النهضة)، وغازي الشوّاشي (وزير سابق)، وخيّام التركي (قيادي سابق في حزب التكتل)، ورضا بلحاج (رئيس الديوان الرئاسي السابق).
ويتهم الرئيس قيس سعيّد، سياسيين بـ"التآمر على أمن الدولة، والوقوف وراء أزمات توزيع السلع وارتفاع الأسعار"، بينما تتهمه المعارضة باستخدام القضاء لملاحقة الرافضين للإجراءات الاستثنائية التي فرضها في 25 يوليو/ تموز 2021.
وتعتبر قوى سياسية تونسية هذه الإجراءات "انقلابا على دستور الثورة"، بينما تعتبرها قوى أخرى مؤيدة للرئيس سعيد "تصحيحا لمسار ثورة 2011"، فيما يؤكد سعيد أن إجراءاته هي "تدابير في إطار الدستور لحماية الدولة من خطر داهم"، مشددا على عدم المساس بالحريات والحقوق.
ومرارا، أعلن الرئيس سعيد أن النظام القضائي في بلاده مستقل ولا يتدخل في شؤونه.
وشهدت تونس منذ فبراير/ شباط 2023، حملة توقيفات شملت سياسيين وإعلاميين وناشطين وقضاة ورجال أعمال، بينهم رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي المسجون منذ أبريل/ نيسان 2023.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية تونس المحاكمة سياسة المعارضة تونس معارضة محاكمة سياسة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التآمر على أمن الدولة المحاکمة العادلة الرأی العام قضیة التآمر فی تونس
إقرأ أيضاً:
ترامب يتعهد بتصحيح الأمور في غزة ونتنياهو يجري مشاورات
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إسرائيل والولايات المتحدة تعملان معا لمحاولة تصحيح الأمور في غزة، وفق تعبيره، وذلك في ظل اشتداد المجاعة في القطاع الفلسطيني المحاصر وتصاعد الضغوط الدولية لإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار.
وكرر ترامب، اليوم الثلاثاء، حديثه عن المعاناة في غزة، قائلا إن الوضع هناك "سيئ للغاية، والأطفال جائعون وينبغي أن يحصلوا على الغذاء".
وأضاف أن الولايات المتحدة ستعمل مع إسرائيل بشأن مراكز توزيع الغذاء في غزة، لكنه أوضح أن الإسرائيليين يريدون الإشراف على تلك المراكز، مشيرا إلى أنه بحث الأمر مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب.
وتابع قائلا "أجريت اتصالا مع نتنياهو قبل يومين وهو لا يريد أن تستولي حماس على المساعدات"، في إشارة إلى مزاعم فندتها مراجعة حكومية أميركية، حيث خلصت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أنه لا دليل على استيلاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مساعدات إنسانية.
من ناحية أخرى، نأى الرئيس الأميركي بنفسه عن توجهات غربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعدما أعلنت بريطانيا، اليوم الثلاثاء، أنها ستعترف بفلسطين في سبتمبر/أيلول المقبل ما لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة لإنهاء المعاناة في غزة وإحلال السلام، وذلك بعد أيام من إعلان فرنسا أنها قررت الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية.
وقال ترامب "لم أناقش قرار بريطانيا الاعتراف بدولة فلسطينية"، مؤكدا أن "الولايات المتحدة لا تنتمي لهذا المعسكر".
وأضاف "ستارمر وماكرون يتبنيان الموقف ذاته بشأن إسرائيل وهذا لا يعني اتفاقي معهما".
صحة #غزة تؤكد أن شهداء الحرب تجاوزوا ستين ألفا، وترمب يقول إنه يعمل مع إسرائيل لتصحيح الوضع في القطاع
الخبر في قصة بـ #إيجاز pic.twitter.com/1bPqMae4k1
— قناة الجزيرة (@AJArabic) July 29, 2025
إعلانمن جانبه، قال نتنياهو إن إسرائيل تواصل العمل بكل الطرق "لإعادة الرهائن"، ولا تكف عن محاولة التوصل إلى صفقة منذ رجوع الفريق الإسرائيلي المفاوض من قطر.
وكرر اتهاماته لحركة حماس بأنها "العقبة أمام إنجاز الصفقة"، بينما تتهمه المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى بإحباط محاولات إبرام اتفاق نزولا على رغبة الجناح الأشد تطرفا في حكومته.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، مساء اليوم، إن نتنياهو أجرى مشاورات إضافية بشأن قضية الأسرى، من دون ذكر تفاصيل.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن جيش الاحتلال حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني، وإصابة نحو 146 ألفا وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.