أستراليا توافق على استحواذ الخطوط القطرية على 25% من فيرجن أستراليا
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
وافقت أستراليا اليوم الخميس على شراء الخطوط الجوية القطرية 25% في فيرجن أستراليا من شركة الاستثمار المباشر الأميركية باين كابيتال، وهو ما يشكل تحديا لشركة الطيران كانتاس التي هيمنت لفترة طويلة على المسارات الجوية الأسترالية.
اقترحت الخطوط الجوية القطرية في أكتوبر/ تشرين الأول شراء حصة الأقلية بمبلغ غير معلن بعد أن رفضت الحكومة الاتحادية في 2023 طلبات شركة الطيران الشرق أوسطية بتسيير خدمات إضافية إلى سيدني وملبورن وبرزبين وبيرث.
وقال وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز إن الصفقة من المتوقع أن تعزز المنافسة في قطاع الطيران وتأتي بعد محادثات مكثفة من قبل الحكومة مع الصناعة والنقابات والأطراف المعنية الأخرى.
وأضاف في بيان: "قراري يتماشى مع نصيحة مجلس مراجعة الاستثمار الأجنبي بأن هذا الاقتراح يتفق مع المصلحة الوطنية".
وأردف: "بناء على هذه النصيحة، وافقت على هذا الاقتراح بشرط توفر شروط قابلة للتنفيذ قانونا تضمن التمثيل الأسترالي في مجلس إدارة فيرجن وحماية بيانات عملائها".
ويملك وزير الخزانة الأسترالي سلطة إلغاء أي استثمارات أجنبية إذا اعتُبرت أنها تشكل خطرا على الأمن القومي.
إعلانوقالت رئيسة فيرجن التنفيذية، جين هردليكا إن الصفقة "ستدعم استمرار النمو بما يتماشى مع السوق على الصعيد المحلي، وستحسن قدرتنا على المنافسة في شرائح مهمة من السوق وستضيف زخما إلى طموحاتنا فيما يتعلق بالأرباح".
أعلنت كانتاس اليوم الخميس ارتفاع أرباحها في النصف الأول من العام 11% على خلفية طلب قوي، وأعلنت عن توزيعات أرباح خاصة لأول مرة منذ أكثر من عقدين.
ترحيب بالمنافسةوقالت رئيسة كانتاس التنفيذية، فانيسا هدسون في مؤتمر إعلان نتائج الأعمال عندما سُئلت عن موافقة الحكومة: "نقول دائما إننا نرحب بالمنافسة، ونقول دائما إننا لن نعارض النتيجة. إعلان اليوم كان متوقعا".
وتشير بيانات هيئة مراقبة المنافسة الأسترالية أن كانتاس وذراعها للطيران منخفض التكلفة جيت ستار تستحوذان معا على نحو 65% من السوق المحلية في أستراليا، بينما تستحوذ فيرجن، أكبر منافس محلي لها، على 35%.
وفي الأسبوع الماضي، أيدت هيئة مراقبة المنافسة الأسترالية التحالف المزمع بين فيرجن أستراليا والخطوط الجوية القطرية، والذي قد يؤدي إلى تسيير 28 رحلة ذهاب وعودة أسبوعية جديدة بين الدوحة والمدن الرئيسية في أستراليا.
وقالت فيرجن إن رحلاتها الطويلة إلى الدوحة، والتي من المتوقع أن تبدأ في يونيو/ حزيران المقبل، سيتم تسييرها باستخدام طائرات مستأجرة من الخطوط الجوية القطرية وستوفر للمسافرين إلى أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط المزيد من القيمة والخيارات.
ولدى كانتاس شراكة طيران دولية مع طيران الإمارات في دبي. ولدى فيرجن اتفاق مشاركة الرمز مع الاتحاد للطيران في أبوظبي، والتي تنتهي في الأول من يونيو/ حزيران المقبل.
ولا تزال باين كابيتال تحتفظ بحصة أغلبية في فيرجن، والتي كانت تستهدف إدراجها بمليار دولار أسترالي (625.63 مليون دولار أميركي) قبل أن تؤجل هذه الخطط.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الخطوط الجویة القطریة
إقرأ أيضاً:
ترامب يزيد الغموض حول استحواذ نتفليكس على وارنر براذرز ديسكفري
لا تزال صفقة استحواذ نتفليكس على وارنر براذرز ديسكفري، التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي، تتصدر المشهد الإعلامي الأمريكي، ليس فقط لحجمها وقيمتها، بل لما تثيره من أسئلة جوهرية حول مستقبل سوق بث المحتوى، وتوازن القوى بين عمالقة الصناعة، ومدى قبول الجهات التنظيمية باندماج من هذا النوع، ومع أن الصفقة فاجأت كثيرين بجرأتها، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتضيف مزيدًا من الشكوك حول قدرتها على المرور بسلاسة.
ففي جلسة أسئلة وأجوبة مع الصحفيين، أكد ترامب أن الصفقة لن تحصل على موافقة تلقائية، بل ستخضع لما وصفه بـ"عملية طويلة ومعقدة"، مشيرًا إلى أنه يرى في اندماج نتفليكس ووارنر براذرز ديسكفري "حصة سوقية كبيرة قد تُشكّل مشكلة".
وأضاف الرئيس أنه سيتدخل شخصيًا في عملية الموافقة، وهو ما يعكس حساسية الصفقة سياسياً واقتصادياً، ويشير إلى احتمال ارتفاع سقف التحديات التي ستواجهها الشركة.
وبحسب التقديرات الحالية، فإن اندماج نتفليكس مع منصة إتش بي أو ماكس سيُنتج كيانًا يسيطر على نحو 33 بالمئة من سوق البث في الولايات المتحدة، وهو ما يضعه في الصدارة متقدماً على أمازون برايم فيديو التي تستحوذ على 21 بالمئة، هذا التركز في الحصة السوقية يُعدّ من العوامل الرئيسية التي تستفز وزارة العدل الأمريكية، وتدفعها إلى التدقيق في أي صفقة يُحتمل أن تُخلّ بمبدأ المنافسة العادلة.
ورغم المخاوف التنظيمية، أكدت نتفليكس في أكثر من مناسبة أنها تعتزم الحفاظ على عمليات وارنر براذرز كما هي، بما في ذلك خدمات البث مثل إتش بي أو ماكس وإتش بي أو، وخط الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، واستوديوهات المحتوى، معتبرة أن الهدف من الاستحواذ هو تعزيز تنافسية الكيان الجديد لا احتكار السوق أو إغلاق مسارات توزيع.
المثير للاهتمام أن التحركات التحضيرية للصفقة بدأت قبل إعلانها الرسمي، ففي نوفمبر الماضي، أشارت تقارير إلى لقاء جمع تيد ساراندوس، الرئيس التنفيذي المشارك لنتفليكس، بترامب في البيت الأبيض، أكد خلاله أن الصفقة لن تُنشئ احتكارًا في السوق.
وبحسب مصادر مطلعة، غادر ساراندوس الاجتماع وهو يشعر بالاطمئنان إلى أن البيت الأبيض لا يعارض الاستحواذ في تلك المرحلة، رغم أن تصريحات ترامب الأخيرة توحي بأن الملف لا يزال مفتوحًا على احتمالات متعددة.
لكن التحديات قد لا تقتصر على وزارة العدل. فمن المتوقع أن تدخل شركات أخرى على خط المنافسة، وعلى رأسها شركة باراماونت، التي كانت قد أبدت اهتمامًا سابقًا بشراء وارنر براذرز ديسكفري قبل طرحها رسميًا للبيع. وتشير تسريبات إلى احتمال تقديم باراماونت عرضًا عدائيًا، ما قد يقلب المشهد رأسًا على عقب ويخلق سباقًا محمومًا للاستحواذ على واحدة من أكبر مكتبات المحتوى في العالم.
في موازاة ذلك، تتصاعد الاحتجاجات داخل هوليوود، حيث عبّرت نقابات العاملين في القطاع عن مخاوفها من أن تؤدي سيطرة نتفليكس إلى تقليص كبير في توزيع أفلام وارنر براذرز في دور السينما، وهو ما يهدد الإيرادات "البوكس أوفيس"، ويؤثر على الوظائف المرتبطة بسلسلة الإنتاج والتوزيع. كما تخشى النقابات من أن تضغط نتفليكس نحو اعتماد نموذج عمل يركز على البث المباشر على حساب التجارب السينمائية التقليدية.
ومع أن الصفقة ما زالت في مراحلها الأولى، إلا أن أصداءها تُنذر بأنها ستكون واحدة من أكثر الصفقات إثارة للجدل في قطاع الإعلام خلال السنوات الأخيرة. فبين ضغوط مكافحة الاحتكار، والتدخل السياسي المحتمل، والمنافسة من شركات أخرى، وتحفظات نقابات هوليوود، لا تبدو طريق نتفليكس نحو الاستحواذ ممهدة.
ويبقى السؤال المطروح: هل ينجح عملاق البث في إتمام أكبر صفقة في تاريخه، أم سيكون لترامب والجهات التنظيمية كلمة أخرى؟ الأيام المقبلة ستحمل الإجابة، لكن المؤكد أن مستقبل صناعة الإعلام الأمريكية يقترب من منعطف جديد قد يعيد صياغة الخريطة بالكامل.