الجزيرة:
2025-05-23@19:17:51 GMT

عرض حول تطور التعاون الاقتصادي بين روسيا وأفريقيا

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

عرض حول تطور التعاون الاقتصادي بين روسيا وأفريقيا

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة، تسعى روسيا إلى تعزيز موقعها كشريك إستراتيجي للدول الأفريقية، مستندة إلى إرث طويل من العلاقات التي تعود إلى حقبة الاتحاد السوفياتي.

ومع تصاعد التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية، تزداد حاجة الدول الأفريقية إلى تنويع شراكاتها، مما جعل موسكو تحظى بمكانة متقدمة على الساحة الأفريقية.

في هذا السياق، أكد رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو، خلال زيارته الرسمية إلى موسكو، أن روسيا تُعد "شريكا موثوقا" ليس فقط لبلاده، بل للقارة الأفريقية بأكملها.

تعكس هذه التصريحات الدور المتنامي لروسيا في أفريقيا، لا سيما في وقت تشهد فيه العلاقات بين القارة والدول الغربية توترات متزايدة، نتيجة السياسات الاقتصادية المقيدة وشروط القروض الصارمة التي تفرضها المؤسسات المالية الدولية.

أرقام وإحصائيات

ولا تقتصر العلاقات الروسية الأفريقية على الخطابات الدبلوماسية، بل تؤكدها الأرقام والإحصائيات التي تعكس تصاعد التعاون الاقتصادي بين الجانبين.

فقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين روسيا وأفريقيا بنسبة 10% خلال العام الماضي، مما يعكس تطور الشراكات التجارية وتوسّعها في مجالات حيوية.

وتشمل هذه التبادلات قطاعات أساسية، من أبرزها:

الطاقة: حيث توفر روسيا مصادر طاقة بأسعار تنافسية لعديد من الدول الأفريقية، سواء من خلال تصدير النفط والغاز أو المساهمة في مشاريع الطاقة النووية. الزراعة: تلعب روسيا دورا رئيسيا في تزويد أفريقيا بالحبوب والمنتجات الزراعية، وهو عنصر حيوي للأمن الغذائي في القارة. التكنولوجيا والبنية التحتية: تشارك موسكو في مشاريع كبرى تتعلق بتطوير السكك الحديدية، وشبكات الاتصالات، والصناعات المحلية، مما يعزز التنمية المستدامة في القارة. إعلان لماذا تفضل أفريقيا الشراكة مع روسيا؟

على عكس بعض القوى الغربية، تنتهج روسيا نهجا يعتمد على التعاون القائم على المصالح المتبادلة، دون فرض شروط سياسية أو اقتصادية معقدة.

وبينما تعتمد المؤسسات المالية الغربية على تقديم مساعدات مالية مشروطة وقروض ذات أعباء ثقيلة، تركز موسكو على تعزيز الاستثمارات المباشرة والتبادل التجاري، مما يجعلها خيارا مفضلا لعديد من الدول الأفريقية الطامحة إلى تحقيق استقلال اقتصادي وسياسي أكبر.

ومن بين العوامل التي تجعل روسيا شريكا موثوقا في القارة:

عدم التدخل في الشؤون الداخلية: إذ تتبنى موسكو سياسة احترام سيادة الدول الأفريقية، على عكس بعض القوى الغربية التي تربط التعاون الاقتصادي بإصلاحات سياسية معينة. بديل عن النفوذ الغربي التقليدي: في ظل الإرث الاستعماري والسياسات الغربية التي أرهقت أفريقيا بالديون، تبحث دول القارة عن شركاء جدد أكثر مرونة وتعاونا. التعاون العسكري والأمني: توفر روسيا الدعم العسكري والتدريب لعديد من الدول الأفريقية، مما يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المناطق التي تواجه تهديدات إرهابية ونزاعات داخلية. نحو شراكة إستراتيجية متكاملة

لا يقتصر الاهتمام الروسي بالقارة الأفريقية على الجوانب الاقتصادية فقط، بل يمتد إلى مجالات أخرى مثل التعليم، والثقافة، والصحة. فقد قدمت روسيا خلال السنوات الأخيرة آلاف المنح الدراسية للطلاب الأفارقة، مما ساهم في تعزيز التقارب الثقافي والعلمي بين الجانبين.

كما أن التعاون الدبلوماسي يشهد زخما متزايدا، إذ تدعم بعض الدول الأفريقية المواقف الروسية في المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة، في مقابل دعم موسكو لمطالب أفريقيا بإصلاح النظام المالي العالمي وزيادة تمثيلها في المؤسسات الدولية.

مستقبل العلاقات الروسية الأفريقية

مع استمرار التحديات العالمية، من المتوقع أن تتجه العلاقات الروسية الأفريقية نحو مزيد من النمو والتكامل، خاصة في ظل تزايد الحاجة إلى شراكات اقتصادية وعسكرية أكثر موثوقية.

ومع ذلك، فإن هذه العلاقات قد تواجه بعض التحديات، مثل الضغوط الغربية وردود الفعل الدولية، مما يجعل مستقبلها رهنا بالتطورات الجيوسياسية القادمة.

لكن المؤشرات الحالية تؤكد أن روسيا تضع أفريقيا في صلب إستراتيجيتها الدبلوماسية والاقتصادية، وهو ما قد يسهم في تعزيز دور القارة كلاعب رئيسي في النظام العالمي الجديد، بعيدا عن الهيمنة الغربية التقليدية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الدول الأفریقیة

إقرأ أيضاً:

منتدى قطر الاقتصادي.. أميركا والخليج على مسار شراكة عقلانية

الدوحة- سلط منتدى قطر الاقتصادي الضوء على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة ودول الخليج، حيث ركزت إحدى جلسات المنتدى على الدور المتنامي للمنطقة كمحور استثماري منظم وعقلاني في ظل بيئة تنظيمية مشجعة.

وخلال جلسة حملت عنوان "الاستثمار في أميركا"، ناقش دونالد ترامب جونيور، نائب الرئيس التنفيذي للتطوير والاستحواذات بمنظمة ترامب والشريك في شركة 1789 كابيتال، وأوميد مالك مؤسس ورئيس شركة 1789 كابيتال، رؤيتهما لمستقبل الاقتصاد الأميركي، حيث أكدا أهمية دعم الصناعة والابتكار وتعزيز الاستقلال الاقتصادي.

وأشارا إلى خلق بيئة استثمارية منظمة تعزز من فرص النمو، مع التركيز على القطاعات الحيوية مثل أشباه الموصلات والدواء، إلى جانب دعم حرية التعبير وحقوق الملكية كجزء من هوية السوق الأميركية الجديدة.

وأشاد المتحدثان بالتعاون الوثيق بين الولايات المتحدة ومنطقة الخليج، واعتبرا أن الشراكات الإستراتيجية القائمة على الثقة والتفاهم المتبادل تمثل فرصة تاريخية لإعادة تشكيل مستقبل العلاقات الاقتصادية، بما يعزز من الاستقرار والنمو على الصعيدين الإقليمي والدولي.

استثمارات منظمة ورؤية مستقلة

وأكد ترامب جونيور التزامه بالاستثمار في الشركات التي تتماشى مع سياسات "اجعل أميركا عظيمة مجددًا"، مشددًا على أهمية الابتكار والنمو والاستقرار في الاقتصاد الأميركي.

إعلان

وأوضح أن منظمة ترامب لا تبرم صفقات مع الكيانات الحكومية، بل تركز على التعاون مع المؤسسات الخاصة، وأن العائلة لديها تاريخ طويل في الاستثمار في العقارات، وأن هذه الاستثمارات تستند إلى علاقات طويلة الأمد في المنطقة.

ترامب جونيور: ما شاهدناه في الأيام الماضية كان استثنائيا ويعكس تجديد العلاقات مع الخليج (الفرنسية)

وبخصوص إعلان منظمة ترامب عن عدد من الاتفاقات خلال الأسبوع الماضي في منطقة الخليج، وإذا كان ذلك نتيجة وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض، قال ترامب الابن إن ذلك لا علاقة له بالوضع السياسي الراهن، و"نحن في منظمة ترامب شاركنا في معارض مثل "سيتي سكيب دبي" منذ عام 2007، وكانت لدينا العديد من الاتفاقات حتى قبل دخول والدي السياسة. الأمر طبيعي، لأن لدينا علاقات متجذرة في المنطقة منذ سنوات طويلة"، وفق قوله.

وأضاف "من الرائع أن نرى ما يحدث في هذه المنطقة، فقبل 15 إلى 20 عامًا لم نكن نتوقع أن تصل مستويات الاستثمار إلى ما هي عليه اليوم، فالناس هنا لا يتحركون بعشوائية، بل توجد بيئة منظمة تعزز من فرص التعاون، وما شاهدناه في الأيام الماضية كان استثنائيا، ويعكس تجديد العلاقات بين الولايات المتحدة والخليج، بل واستشرافا لمستقبلها".

وأوضح أنه بالمقارنة مع ما يحدث ربما في أوروبا الغربية، "فسنجد أن منطقة الخليج هي المكان الذي يشهد استثمارات عقلانية؛ فالناس يعملون بجد، ولا تتعامل مع بيئة تنظيمية قمعية إلى درجة تجعلك لا تفكر حتى في الاستثمار، لذا أرى أنها فرصة مذهلة".

إعادة ضبط للعلاقات وشراكة متعددة المسارات

وأشار ترامب الابن إلى أن ما رآه خلال زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة مؤخرا "كان بالفعل رائعًا بكل معنى الكلمة، وهو بمنزلة إعادة ضبط كاملة لمستقبل العلاقات بين الشرق الأوسط والولايات المتحدة، سواء على صعيد العلاقات أو الفرص التجارية".

إعلان

ولفت إلى أن الاستثمار في الولايات المتحدة سيركز خلال المرحلة المقبلة على أشباه الموصلات وقطاع الأدوية التي تستورد أميركا نسبة كبيرة منها من الصين.

وقال "رأينا كيف واجهناها خلال أزمة جائحة كوفيد. لا يمكننا أن نعتمد على دولة واحدة، يجب أن يكون هناك بديل للصين".

وعن وجود مخاوف من الاستثمار في الولايات المتحدة نتيجة العجز والديون الكبيرة، قال ترامب الابن "إننا نتعامل مع العجز الناتج عن السنوات الماضية. ونرى ما يحدث في الوقت الحالي من وضع حوافز وتبديد المخاوف للاستثمار في الولايات المتحدة بكافة السبل".

وحول قانون الضرائب الذي من المتوقع تمريره، قال ترامب الابن "رأينا حجم الاستثمارات التي دخلت الولايات المتحدة خلال الفترة الأخيرة، كما أن زيادة التصنيع والاستثمارات في البلاد لن تكون في مصلحة الأغنياء فقط، بل ستكون هناك فرص لأصحاب المهارات والكفاءات من الطبقة المتوسطة".

أوميد مالك: سلاسل الإمداد مسألة أمن قومي يجب أن تتحكم بها كل دولة (الفرنسية) الاستثمار في الإعلام والسيادة الاقتصادية

من جانبه، تحدث أوميد مالك، مؤسس شركة 1789 كابيتال، عن أهمية الاستثمار في الشركات التي تدعم حرية التعبير، مشيرًا إلى استثماراتهم في وسائل الإعلام والمنصات التي تعزز هذه القيم.

وقال "إننا في 1789 كابيتال نستثمر في شركات خاصة، وهذا النهج كان قائمًا منذ عام 1789، حيث نأخذ الحصص الأقلية في الشركات، ونفعل ذلك بشفافية كاملة".

وتطرقت الجلسة أيضًا إلى تأثير الشركات الكبرى في الولايات المتحدة وسيطرتها على الأسواق، وأهمية دعم الشركات الناشئة والمبتكرة لتعزيز المنافسة والحد من الاحتكار.

زيارة تاريخية للمنطقة

وقال أوميد "قمنا بزيارة تاريخية إلى الرياض والدوحة، وكانت فرصة لرؤية المستقبل من منظور إستراتيجي، سواء في الاتفاقيات أو في التعاون السياسي".

وأضاف "من الناحية الجيوسياسية، كانت هذه الجولة بمنزلة إعادة إحياء للعلاقات بين المنطقة والولايات المتحدة، وهي خطوة كنا ننتظرها بعد ما رأيناه من سياسات غير متسقة في سنوات كارثية لسياسات الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش وتخبط سياسة إدارة أوباما".

إعلان

وتابع "أتينا لنفهم ما يريده الناس، ونحن نؤمن بسياسة خارجية تسعى للسلام. وهذا ما نراه اليوم وندعمه، ليس فقط في المنطقة، بل في أميركا أيضًا".

وانتقد أوميد سياسة الرئيس الأميركي السابق بايدن، التي خلفت نسبة 20% تضخم بالبلاد وأجورا زهيدة.

كما شدد أوميد على أهمية أن تتحكم كل دولة بسلاسل الإمداد الخاصة بها حفاظًا على أمنها وسيادتها، فهي مسألة أمن قومي.

وقال إن الرئيس ترامب "وضع هذه الأهمية في مقدمة أولوياته، وهذا لا يعني أن لا يكون لنا شركاء، ولكن في المقام الأول يجب أن يكون المكون الرئيسي أو المورد الرئيسي لسلاسل إمداد الولايات المتحدة تحت سيطرتها".

مقالات مشابهة

  • روسيا تعلن التصدي لـ112 طائرة مسيرة أوكرانية.. بينها 24 فوق موسكو
  • روسيا: إسقاط مسيّرات كانت تستهدف موسكو
  • 100 عام من العلاقات الدبلوماسية بين مصر وبلغاريا.. ومدبولي يبحث تعزيز التعاون الاقتصادي
  • روسيا:إسقاط طائرات أوكرانية مسيرة فوق موسكو
  • السبكي: أكثر من ثلثي دول القارة الأفريقية ليس لديها استراتيجية وطنية للتمويل الصحي
  • منتدى قطر الاقتصادي.. أميركا والخليج على مسار شراكة عقلانية
  • وزير الخارجية: نتطلع لدعم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والاستثمار مع النمسا
  • تعزيز التعاون بين الجزائر ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا
  • موسكو: زيارة زعيم كوريا الشمالية إلى روسيا قيد التنسيق
  • روسيا تطالب بموقف أوكراني واضح وكييف تتهم موسكو بمحاولة «كسب الوقت»