يمانيون:
2025-12-01@04:12:36 GMT

السيد نصرالله.. مشاهد على عتبة الألم

تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT

السيد نصرالله.. مشاهد على عتبة الألم

مصطفى خليفة

أيامٌ تقف بيننا وبين حزننا المؤجّل منذ ما يزيد على شهرين.

يوم عاهدنا النفس على التصبّر وإرجاء الوجع، حتى لا يتمكّن منا عدو استطاع أن يخطف أغلى ما عندنا.

على عتبة الألم والحزن واستحقاق اليتم العميق، تحضر في خاطري مشاهد رسمت علاقتي العاطفية بقائد امتلك الأفئدة، قائد كان يُطاع حباً.

المشهد الأول

في ملعب بنت جبيل، في الـ26 من مايو 2000م، يقف عالم دين شاب على بعد بضع قرى عن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، في تحدٍّ شجاع وجريء للاحتلال الإسرائيلي بعد أيام قليلة على إخراجه مدحوراً من جنوبي لبنان.

كنت حينها في الـ9 من عمري، طفلاً لا يفقه في السياسة شيئاً، في منزل لا يحب الأحزاب والتحزب، بل لديه موقف سلبي مسبق تجاه كل ما يمتّ إلى الحياة الحزبية في لبنان، كنت أجلس بين جمع يستمع بفرح وفخر، يومها رأيت في عيني والدي للمرة الأولى الإعجاب والتقدير لسياسي وقائد حزب في لبنان (لم يكن يرى فيه حينها أكثر من ذلك).

“إن إسرائيل هذه أوهن من بين العنكبوت”، أذكر قول والدي تعقيباً: “هيدا الزلمي بيحكي دهب”.

وكانت بداية رحلة الفضول عند الطفل ابن الأعوام الـ9 لمعرفة من هو هذا القائد.

المشهد الثاني

في الـ29 من يناير 2004م، تنجح المقاومة الإسلامية في لبنان في إنجاز صفقة لتبادل الأسرى بينها وبين العدو الصهيوني، لتفرج عن 462 أسيراً لبنانياً وفلسطينياً.

مواضيع متعلقة

إرث عماد مغنية في المقاومة.. كيف أسس لمعركة لا حدود لها؟

12 شباط 12:31

لبنان: الاستحقاقات التي تنتظر الحكومة.. تحديات وملفات حساسة

5 شباط 13:07

في مطار بيروت، اجتمعت الشخصيات الرسمية (رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب، رئيس الوزراء… وغيرهم) في صالون الشرف، بينما أفردت صالات في المطار لعوائل الأسرى الذين ينتظرون وصول أبنائهم.

لحظة وصول سماحة السيد إلى مطار بيروت، اتجهت وسائل الإعلام كلها نحو صالون الشرف، حيث كبار الشخصيات، لتوثق لحظة دخوله، بينما استدار هو باتجاه أهالي الأسرى، حيث ينتظرون، فكانوا أول من التقاهم لينتظر بينهم وصول أبنائهم.

المشهد الثالث

في الـ28 من مارس 2006م، تُلقي القوى الأمنية في لبنان القبض على مجموعة إرهابية مسلحة، تخطط لاغتيال الأمين العام لحزب الله، إبان توجهه إلى مبنى البرلمان اللبناني للمشاركة في إحدى جلسات الحوار الوطني آنذاك.

بعد أيام على إعلان إحباط المحاولة والقبض على عناصر المجموعة الإرهابية، يخرج السيد حسن ليعلن عفوه عن الأفراد المعتقلين، ويُسقط حقه في مقاضاتهم.

أذكر يومها ملامح وجهه، بسمته السمحة، وهو يُعلِن عفوه، كأنّ قلبه كان ممتلئاً بمحبة أولئك الذين كانوا يخططون قتله.

المشهد الرابع

في الأيام الأولى لمعركة الوعد الصادق في يوليو 2006، يظهر السيد حسن في رسالة متلفزة، بدا فيها متعب العينين، مبعثرَ اللحية قليلاً، كان متعباً، وكانت القذائف الإسرائيلية تتساقط على الضاحية الجنوبية في بيروت، وكان الناس يفترشون المدارس والساحات والحدائق العامة، يجمعهم همٌّ واحدٌ، بعد تلك الرسالة، “السيد تعبان”، لم يعد أي شيء يعني لهم في مقابل “شوفته تعبان”.

في اليوم التالي زارنا أحد الأقرباء؛ رجل صرف عمره في الاغتراب ليعود بما مكّنه من شراء بيته وتجهيزه، أتى يومها وكان قد علم، قبل ساعات، باستهداف المبنى الذي يوجد فيه بيته، وحوّله إلى ركام.

قال له أبي “يعوضك الله يا أبا علي”، فأجابه أبو علي: “عمر البيت ما يرجع، بس ما شوف السيد تعبان”.

المشهد الخامس

سأقفز أعواماً طويلة لأصل إلى هذا المشهد:

لحظة كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ينتظر رد حزب الله على “العرض” الإسرائيلي بتحييد لبنان في مقابل وقف المقاومة إسنادها لقطاع غزة إبان معركة طوفان الأقصى.

وكان ذاك الجواب الذي زرع في قلبي أثراً لن يمحى: “أتعطينا الأمان وأطفال غزة لا أمان لهم؟”.

هكذا كان جوابه.

وبجوابه هذا، وضع روحه قرباناً لنصرة الحق: نصرة فلسطين، ونصرة المستضعفين.

هكذا ارتسم في قلبي قائداَ لم أره يوماً معصوماً عن الخطأ أو الزلل، وخالفته في موارد وموارد، لكنه استطاع أن يُطاع حباً، ومن يُطَعْ حباً فلن تقدر على الفكاك من الانتماء إليه، وإلى ما يمثّل، مهما اختلفت أو تمايزت وتعارضت معه.

كاتب لبناني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

وكالة الأنباء اللبنانية: مسيرات إسرائيلية تكثف تحليقها شرقي وجنوبي البلاد

كشفت وكالة الأنباء اللبنانية، عن أن المسيرات الإسرائيلية تكثف تحليقها شرقي وجنوبي لبنان، بحسب قناة «القاهرة الإخبارية» في خبر عاجل.

جيش الاحتلال يطالب لبنان بنزع سلاح حزب الله لبنان يتقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل مسيرة إسرائيلية

أضافت وكالة الأنباء اللبنانية أن مسيرة إسرائيلية ألقت قنبلة صوتية على بلدة ميس الجبل.

عماد الدين حسين: سلاح المقاومة لم يردع إسرائيل عن غزو لبنان واستهداف قادته

على صعيد متصل، قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق المصرية، إنّ مقاومة المحتل حق أصيل لكل شعب يقع تحت الاحتلال، مؤكّدًا أن هذا الحق منصوص عليه في القوانين الدولية.

وأضاف حسين، في مداخلة مع الإعلامي محمد عبد الرحمن مقدم برنامج "هذا المساء"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ الواقع العملي يلعب دورًا أساسيًا في تحديد مدى فعالية أي حركة مقاومة، وهو ما أكده أيضًا رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، مشيرًا إلى أنّ سلاح بعض الحركات لم يردع المحتل عن العدوان المستمر، أو عن استهداف قادة المقاومة في لبنان.

وتابع، أنّه على الرغم من أنّ نجاح المقاومة في صد العدوان يُعتبر أمرًا محمودًا وطبيعيًا، إلا أنّ عدم نجاحها في ذلك يفرض عليها البحث عن وسائل أفضل وأكثر فاعلية لمواجهة الاحتلال الغاشم والاستيطاني.

وأشار، إلى أنّ إسرائيل غالبًا ما تستغل أي ثغرة لاستمرار عدوانها، كما حدث في سوريا بعد التنازلات التي قدمها النظام الجديد.

ولفت الكاتب الصحفي، إلى أنّ العالم يتحكم فيه مبدأ القوة منذ قديم الزمان، مشيرًا، إلى أنّ القوانين الدولية غالبًا ما تُنظّم حقوق القوى الكبرى بينما تُهمل مصالح الضعفاء.

 

مقالات مشابهة

  • حنين السيد: ترحيب الأطفال ذوي الإعاقة بالبابا يعكس وطنًا يحتضن الجميع
  • مصر تعود للتموضع.. قراءة في الحراك المصري المكثف داخل بيروت ودلالاته الإقليمية
  • تحالف العزم:رئيس البرلمان المقبل من قادة الخط الأول للمكون السني
  • صور ترصدُ التحضيرات لاستقبال البابا في بيروت.. هكذا بدا المشهد
  • السيد استضافت اجتماع بعثة الخبراء الأوروبيين الداعمة للخدمات الاجتماعية
  • وكالة الأنباء اللبنانية: مسيرات إسرائيلية تكثف تحليقها شرقي وجنوبي البلاد
  • حادث مروّع أمام سوق الأحد.. فيديو يوثق المشهد
  • الشيخ نعيم قاسم: اتفاق وقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي يوم انتصار للمقاومة وللبنان
  • مشاهد غير مألوفة في قلب طهران.. هل يقف الحجاب في إيران على عتبة تحوّل كبير؟
  • معرض لبنان بالألوان: أطفال يحولون مشاهد الحرب إلى لوحات مليئة بالأمل والحياة