التاريخ دوما يمثل ذاكرة الدنيا وخبرات من سبقونا ، ولكن يبدو اننا لانتعظ ولانتعلم ، فيحكى احد الشيوخ والعهدة على الراوى ويقول : فى قديم الزمان وسالف العصر والالوان ذهب تاجر يهودى إلى إحدى القرى المشهورة بانتشار الفئران فيها ، وأعلن أنه يرغب في شراء عدد من الفئران بسعر مائة دولار للفأر الواحد!! للوهلة الاولى ظن  الجميع أنه مجنون ، لكن البعض سارع إلى الإمساك بما استطاع من فئران وباعها للتاجر وحصل منه على مائة دولار لكل فأر! هذه الواقعة انتشرت فى القرية الفقيرة  بعد ذلك ، فسارع آخرون من سكان القرية إلى الإمساك بفئران أخرى وقدموها للرجل فدفع لهم مائة دولار عن كل فأر! ولم يكتف التاجر بذلك بل انه أعلن أنه سيشتري الفئران بسعر مائتي دولار لكل فأر! فرح اهل القرية وانطلق سكان القرية اللاهثون وراء المكسب السريع لمطاردة الفئران ، فأمسكوا منها ما استطاعوا وباعوها كلها للتاجر وحصلوا على مقابل ما باعوه كما وعد التاجر.

ولان التاجر اليهودى قد ايقن ان خطته نجحت فقد واصل رمى شباكه  وأعلن التاجر عن رغبته في شراء ما تبقى من فئران في القرية مقابل 500 دولار للفأر الواحد ،فطار النوم من أعين سكان القرية وانطلقوا وهم يتخافتون لرغبة كل منهم بالعثور قبل غيره على ما تبقى من فئران

وبالفعل جمعوا عشرة فئران كانت هي كل ما تبقى منها ، وأعطوها للتاجر وحصلوا منه على 500 دولار مقابل كل فأر! ثم عادوا إلى بيوتهم ولم يشغلوا بالهم بما يدور فى  عقـل التاجر ،وإنما كان كل تركيزهم على إعلان التاجر الجديد عن السعر الذي سيشتري به الفئران في المرة القادمة. وبعد عدة أيام أعلن التاجــر عن ذهابه إلى إحدى المدن البعيدة في مهمة عمل وأنه عند عودته سيقوم بشراء الفئران بسعر ألف دولار للفأر الواحد! وطلب الرجل من أحد مساعديه الإهتمام بالفئران التي إشتراها لحين عودته.هذا المساعد بقي في القرية واحتفظ بالفئران في قفص لحين عودة التاجر بعد أسبوع.ولما كانت الفئران قد إختفت تماماً من القرية فقد حزن سكانها بشدة لعدم تمكنهم من الحصول على أي منها ولضياع فرصة البيع بألف دولار ،

لكن مساعد التاجر أخبر بعضهم أنه يمكنه بيع بعض ما لديه من فئران (سراً) بسعر سبعمائة دولار للفأر الواحد. وانتشر الخبر السري في القرية كالنار في الهشيم ، وسارعوا جميعاً لشراء الفئران بسعر سبعمائة دولار. بل وعرض بعضهم ثمانمائة دولار للفأر الواحد للحصول على عدد أكبر من الفئران أملاً في البيع بسعر ألف دولار عندما يعود التاجر. باع المساعد كل ما لديه من فئران بأسعار تتراوح بين 700-800 دولار ،حيث اشترى أغنياء القرية كميات كبيرة منها بينما اقترض فقراؤها لشراء بعضها.واحتفظ أهل القرية بفئرانهم إنتظاراً لعودة التاجر الذي لم ولن يعود أبداً .. هذه القصة التى يحكيها العجوز المخضرم هى مايتعامل بها الصهاينة فى كافة المحافل والاماكن فهم تجار ايا كان منصبهم ووظيفتهم ، فهو سياسى تاجر ، اعلامى تاجر ، اقتصادى تاجر ، حتى من يمارس الفجور فهو يتعامل بمنتهى الذكاء التجارى . الصهاينة الحاليين هم تجار فئران الامس الذين يشترون بأبخس الاثمان وارد اليهم اموالهم بأعلى الاقدار والقيمات ، هم ليسوا مجرد باحثين عن المادة ولكنهم على دراية بالتعامل الذكى مع الشخص الذى يودون ان يكون زبونا لهم ، لذا تراهم يرغبون ويطمعون فى نفس الوقت وهم دارسين لنفسية وعقلية من يتعاملون معه ولذا فهم يحتلون اعلى اماكن الاحتيال والنصب ولكنهم لايتركون ذيلا لهم يمكن ان يضعهم فى دائرة الاتهام أو المساءلة .. تاجر الفئران لايختلف كثيرا عن السياسى الصهيونى الذى يسعى بكافة الطرق لايهام العالم كله وعلى مدى عقود بأنهم اصحاب حق واهل سلام وانهم ضحية معاداة السامية ، هو نفس تاجر الفئران الذى يسلب اصحاب الحق حقهم بتبرير البدائل واللعب على الرغبات والمكملات الحياتية .. تاجر الفئران الذى لبس ثوب الفضيلة وأوهم اهل القرية بأنه يرغب فى اصلاح اوضاعهم المالية وان يعيشوا فى مستوى اجتماعى افضل هو نفسه من يتحدث عن ريفيرا جديدةفى قطاع غزة وحياة رغدة وعيشة هنية لاهل القطاع مشترطا ذلك بتركهم ارضهم والعودة اليها حينما تكتمل زينتها وزخرفها ويصبح من عمروها قادرون عليها حينها فقط يكون تاجر الفئران قد اجهز على كل مااقتنصه وانهى المكان من ساكنيه الاصليين وامتلكه وجعله ريفيرا امريكواسرائيلية وليست ارض فلسطينية . تاجر الفئران يرتدى فى هذه المرحلة ألف ثوب وثوب ويتحدث بكل اللغات التى تحقق له مطالبه ، ويعتمد على سلطته وقوته وكثرة داعميه ، تاجر الفئران يهدد ويرهب ولكنه يتراجع اذا لزم الامر ، ويفكر فى طرق ووسائل أخرى لتحقيق مآربه وخططه الماكرة التى ان يتوقف على اظهار كروته المستبدة من حين لاخر طمعا فى المزيد من الاموال والاراضى والسلطان والملكوت .. تاجر الفئران يوسع من سلطاته بخبث ولكن هناك حكماء وفطناء اذكى من التاجر الصهيونى وسيجعلون خططه تذهب ادراج الرياح ولن تتحقق ابدا مادام فينا من يعلم ان الوعد الله حق وكل مايعد البشر سراب مهما طال الزمان وتغيرت الاماكن وتلونت الاهداف …..

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل فلسطين غزة المزيد من فئران فئران فی

إقرأ أيضاً:

هذه الفواكه المُحرمة

فصل الصيف هو فصل الفواكه بامتياز لأن فيه تتعدد الفواكه وتتنوع، أما الشتاء فلا فاكهة فيه تُذكر إلا ربما البرتقال.

ولأن فاكهة الصيف متعددة ومتنوعة، فإن فيها الغالى وفيها الرخيص الذى يبقى فى متناول أيدى البسطاء من الناس.. أو هكذا كان الأمر طوال سنوات مضت.. فلما جاء صيف هذه السنة بدا وكأن التنوع الذى كان قائمًا على مستوى الأسعار لم يعد له وجود تقريبًا، واكتشف المصريون أن ما كان فى متناول اليد صار بعيدًا عنها بمسافات.

لا أريد أن أضرب أمثلة لأن القارئ لن يصدق أن هذه أسعار للفواكه فى البلد، فالطبيعى أن تكون الأسعار مرتفعة عما كانت عليه من قبل، ولكن غير الطبيعى أن يكون الارتفاع فيها إلى هذا الحد الذى يبدو بغير مبرر معقول.

وهذا ما يجعلنا نتساءل عن مصير فكرة أسواق اليوم الواحد التى دعا إليها الرئيس ذات يوم، والتى جرى افتتاح بعضها فى محافظات متفرقة، ثم لم نسمع عنها شيئًا بعد ذلك، مع أنها طوق نجاه لآحاد الناس من حلقات تداول السلعة وصولًا إلى المستهلك.

لا أجد جهة يمكن أن نخاطبها فى هذا الشأن سوى جهاز حماية المستهلك، فهو المختص بهذا الشأن، وفى غيابه يشعر المستهلك بأنه لا صاحب له، وبأنه فريسة بين أيدى تجار التجزئة يفعلون به ما يحبون.. كل ما أتمناه أن يعاين الجهاز أسعار الفواكه فى الأسواق، وأن يأخذ واحدة منها فقط ويسأل عن سعرها لدى المنتج قياسًا على سعرها لدى البائع، وعندها سيرى كيف أن السعر لدى المنتج قد جرى ضربه فى ثلاثة على الأقل!.

أسواق اليوم الواحد تحل هذه المشكلة لأنها تأخذ من المنتج للبائع مباشرةً، ولأنها تختصر سلسلة طويلة من الوسطاء بين هذين الطرفين، ولأن كل وسيط ممن ينقلون السلعة من منتجها إلى مستهلكها يأبى إلا أن يحصل على نسبة أرباحه عاليةً من جيب المستهلك!.. أسواق اليوم الواحد تختصر طريقًا طويلًا تقطعه السلعة من المنتج إلى المستهلك، وتُقام ليوم واحد كما هو واضح من اسمها، وتبيع دون نسب أرباح متعددة يحصل عليها الوسطاء، وهى فكرة موجودة فى دول كثيرة وناجحة وليست بدعًا ولا اختراعًا من عندنا.. أما إخضاع الأسواق لرقابة مشددة على الأسعار، فهذه قضية بديهية لا مجال للجدل حولها.

على جهاز المستهلك أن يتابع تنفيذ فكرة أسواق اليوم الواحد، وأن يعلن عن مواقع وجود مثل هذه الأسواق حتى لا يشعر المواطن رقيق الحال بأن فاكهة الصيف مُحرمة عليه.

سليمان جودة – المصري اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • موعد طرح فيلم روكي الغلابة لـ دنيا سمير غانم بالسينمات
  • باوليني تكتب التاريخ وتتأهل إلى نهائي بطولة روما لأول مرة في مسيرتها
  • بحضور النائب محمد أبو العينين.. وزير العمل يشارك في احتفالية عيد العمال
  • ماريان جرجس تكتب: الأجندة الصحية المصرية
  • د. آمال إبراهيم تكتب: حياة كريمة.. حين يتحول الطوب والأسمنت إلى كرامة وإنسان
  • أكثر من مليار دينار فرق سعر الصرف.. حجاج كوردستان يتسلمون 2000 دولار بسعر مدعوم
  • نادية صبرة تكتب: جهود الوساطة وفشل نتنياهو
  • للمرة الثالثة خلال 24 ساعة.. الصواريخ اليمنية تثير الهلع في صفوف الصهاينة وتوقف حركة الملاحة في مطار “بن غوريون”
  • مؤسسة أبو العينين للنشاط الاجتماعي والثقافي تعقد امتحان محو أمية بالتعاون مع تعليم الكبار
  • هذه الفواكه المُحرمة