«الخارجية» ودورها في ترسيخ السياسة العمانية
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
وزارة الخارجية في أي دولة تحمل أهمية كبرى؛ فهي منوط بها ترجمة السياسة الخارجية وما تقوم عليه من مبادئ إلى مهام عملية تعزز مكانة الدولة بين المجتمع الدولي.
وتقوم وزارة الخارجية العمانية بهذا الدور على أكمل وجه.. وإذا كان الجميع، مؤسسات وأفرادا، مخاطبين كل حسب دوره في بناء الصورة الذهنية عن عُمان في الخارج فإن مهمة وزارة الخارجية أكبر وأساسية بل إن عملها يتمثل في ترجمة مبادئ السياسة الخارجية العمانية إلى واقع ملموس.
وجاء المرسوم السلطاني رقم 21 /2025 ليحدد اختصاصات وزارة الخارجية والتي بدت متنوعة وشاملة وتحقق طموحات عُمان المستقبلية في بناء صلاتها بدول العالم وتكشف أيضا عن رؤية دبلوماسية متكاملة سواء في بناء علاقات عُمان بالعالم أو في بناء منظومة المصالح العمانية حول دول العالم. وتؤسس الاختصاصات لفهم عميق لمسارات السياسية الخارجية العمانية. ورغم أن عِلم الدبلوماسية هو أحد الأوعية التي عبرها يمكن نشر السياسة الخارجية لسلطنة عمان إلا أن الترابط الكبير بين «السياسة الخارجية» و«الدبلوماسية» يكشف الدور الكبير المناط بالدبلوماسية لتحقيق ونشر السياسة الخارجية العمانية.
وأسند المرسوم السلطاني إلى وزارة الخارجية دورا أساسيا في متابعة التطورات السياسية العالمية، ورصد التحولات الإقليمية والدولية، وهو ما يعكس رؤية عُمان في ضرورة أن تكون السياسات الخارجية مبنية على قراءة متأنية للواقع الدولي.. فلا يمكن تحقيق استقرار داخلي دون فهم ديناميات العالم الخارجي، ولا يمكن بناء تحالفات استراتيجية دون امتلاك قدرة تحليلية متقدمة.
وتسهم «الخارجية» في تعزيز مسار الدبلوماسية الوقائية، من خلال تشجيع الحوار كوسيلة لحل النزاعات، والمشاركة الفاعلة في المنظمات الدولية، والعمل على صياغة مواقف سياسية عُمانية تبرز أمام المحافل العالمية كصوت داعم للأمن والسلم الدوليين.
ولا تقتصر تلك المهام على الشأن السياسي فقط، بل تمتد إلى مجالات أوسع تشمل الترويج للاستثمار، وتعزيز التبادل التجاري، والتعاون في المجالات الثقافية والعلمية، وهي مجالات تعكس فهما حديثا لمفهوم «القوة الناعمة». ولا شك أن نجاح سلطنة عُمان في ترسيخ صورتها كدولة داعية للسلام، ومنفتحة على العالم، يعتمد على التكامل بين جهودها السياسية والاقتصادية والثقافية.
وتسعى الوزارة في تطوير الكوادر الدبلوماسية من خلال الإشراف على الأكاديمية الدبلوماسية، مما يعزز من قدرة سلطنة عُمان على مواكبة المتغيرات العالمية بفاعلية، ويضمن استمرار نهجها الدبلوماسي الرصين.
إن قراءة الاختصاصات التي أنيطت بوزارة الخارجية تكشف عن فهم عميق لدور الدبلوماسية في هذه المرحلة من المراحل التي يمر بها العالم الذي تتشابك فيه المصالح والتحديات والذي لا يمكن السير فيه دون فهم ووعي بكل المتغيرات التي تحصل في العالم وكذلك سياقاتها التاريخية ومنطلقاتها الفكرية. وستواصل سلطنة عُمان دورها التاريخي في تشجيع الحوار والدعوة له باعتباره الخيار الأمثل في بناء العلاقات بين الدول الأمر الذي يؤكد التزام عُمان بمبادئ السلام والتنمية المستدامة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الخارجیة العمانیة السیاسة الخارجیة وزارة الخارجیة فی بناء
إقرأ أيضاً:
الخارجية: حملات التشويه ضد مصر ممنهجة وموقفنا ثابت تجاه غزة
قال السفير تميم خلاف، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إن ما تتعرض له مصر من حملات تشويه عبر مظاهرات محدودة أمام سفاراتها في الخارج، هو «محاولة ممنهجة ومكشوفة لتزييف الواقع والطعن في الدور الاستثنائي الذي تضطلع به مصر في دعم القضية الفلسطينية.
وأوضح خلاف، في مداخلة مع الإعلامي حساني بشير، على قناة القاهرة الإخبارية، أن هذه الادعاءات والمغالطات لا تعكس سوى محاولات لتقويض جهود مصر المستمرة على المستويات السياسية والأمنية والإنسانية، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية نشرت أمس عبر صفحتها الرسمية ردودًا واضحة ومفندة لتلك المزاعم.
وأضاف: «مصر كانت، ولا تزال، السند الرئيسي للشعب الفلسطيني، والداعم الأكبر لغزة طوال فترة الحرب، من خلال مسارات متعددة تشمل الدعم السياسي والدبلوماسي والإنساني»، لافتًا إلى أن القاهرة لعبت دورًا فاعلًا في حشد الدعم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى إعلان دول مثل فرنسا والمملكة المتحدة والبرتغال ومالطا وكندا نيتهم الاعتراف بها.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن مصر أعدّت خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة من ثلاث مراحل، وذلك ضمن تحرك استراتيجي لمواجهة مخططات التهجير، كما تقود مفاوضات شاقة لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، سعيًا لحقن دماء الشعب الفلسطيني.