ترامب وفك التحالف بين أمريكا وأوروبا
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
عبد النبي العكري
تكرس التحالف ما بين أمريكا وأوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية حيث يعود الفضل في تحرير أوروبا من الاحتلال النازي الفاشي إلى كل من أمريكا والاتحاد السوفييتي بالأساس إلى جانب بريطانيا والمقاومة في بلدان أوروبا المحتلة وخصوصا فرنسا.
وبعد انتصار الحلفاء، برز واقع جديد في أوروبا وهو سيطرة قوات الاتحاد السوفييتي وحلفائه من قوات المقاومة على أوروبا الشرقية، فيما سيطرت القوات الأمريكية والقوات الحليفة لها على أوروبا الغربية، فيما قسمت ألمانيا بما في ذلك برلين في ظل الاحتلالين السوفييتي والأمريكي.
تبع ذلك تكريس الانقسام الأوروبي بقيام أنظمة اشتراكية في بلدان أوروبا الشرقية التي حررها الاتحاد السوفييتي. فيما استعادت بلدان أوروبا الغربية التي حررتها أمريكا نظامها الرأسمالي وانقسمت ألمانيا إلى دولتين، شرقية بنظام اشتراكي، وغربية بنظام رأسمالي.
وتبع ذلك تطور مهم وهو قيام دول أوروبا الغربية وأمريكا وكندا بتشكيل حلف الناتو ومقره بروكسل للدفاع عن جميع أعضائه في مواجهة أي تهديد خارجي لأي من أعضائه. وبعد ذلك قيام حلف وارسو ليضم الاتحاد السوفييتي ودول أوروبا الشرقية للدفاع عن جميع أعضائه في مواجهة أي تهديد خارجي لأي من أعضائه. وهكذا تكرس تقسيم أوروبا سياسيا واقتصاديا. وترتب على ذلك عمليا التزام أمريكا بدعم دول أوروبا الغربية في مواجهة أي خطر سوفييتي واستعدادها العملي ومن ذلك إقامة قيادة عسكرية عليا لحلف الناتو وتتبعها قيادات فرعية حيث العسكريون الأمريكيون في قمتها. كذلك أقامت أمريكا قواعد أمريكية برية وجوية وبحرية إلى جانب استخدام القواعد الأوروبية لمرابطه قواتها.
وهكذا ترسخت عقيدة التحالف الأمريكي الأوروبي والالتزام الأمريكي بأمن أوروبا. لكن هناك تطورات مهمة وهي:
انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك جمهورياته والاقتصار على جمهورية روسيا الاتحادية كقوة عظمى يعتد بها. وتبع ذلك تفكك المعسكر الاشتراكي، وانهيار حلف وارسو ووحدة ألمانيا في بداية تسعينيات القرن الماضي. إذن لم يعد هناك تهديد جدي لأمن أوروبا من الشرق، بما في ذلك الاتحاد الروسي.
وبدلا من حل حلف الناتو، فقد جرى توسعه شرقا ليضم بعض دول أوروبا الشرقية حتى وصل إلى حدود روسيا باستثناء فنلندا وأوكرانيا في توجه لحصار روسيا وتفكيكها. كما إن جميع الدول الاشتراكية سابقا والتي تبنت النظام الرأسمالي، قد انضمت أو في طريقها لعضوية الاتحاد الأوروبي.
شهدت أوروبا ما بعد انهيار المعسكر الاشتراكي تسارع عملية انتقال أوروبا من السوق المشتركة إلى الاتحاد الأوروبي واعتماد عملة اليورو والحدود المفتوحة بحيث أضحت اتحادا متماسكا له برلمان ومفوضية عليا وأجهزة مركزية. كما شهد عملية تمدد نحو الشرق ليشمل غالبية أوروبا الشرقية. وأضحى الاتحاد الأوروبي قوه سياسية واقتصادية عظمى.
وترتب على تعزيز الوحدة الأوروبية ضمن الاتحاد الأوروبي الموسع، ثقة أوروبا في قدراتها لحماية أمنها وظهرت دعوات لإنشاء قوة أوروبية مشتركة خارج الناتو. وبالطبع فقد برزت على امتداد العقود الماضية خلافات أوروبية أمريكية حول الاقتصاد والسياسة الخارجية وغيرها، لكن أمريكا ظلت في الموضع الأقوى خصوصا في ظل بعض الخلافات الأوروبية واقتراب الحكومات اليمينية من أمريكا.
وهناك عامل مُستجد وهو عودة تماسك روسيا الاتحادية وصعودها في ظل قيادة بوتين وتشبيك اقتصاديات أوروبا وروسيا، خصوصًا من خلال إمدادات الطاقة الروسية وهو ما لم يكن لصالح أمريكا وعملت على إحباطه؛ بما في ذلك منع تدفق الغاز والنفط الروسي لأوروبا بتخريب شبكات الامداد والضغوط على أوروبا. كما إن صعود الصين كقوة اقتصادية عظمى وشريك لأوروبا وتعزز التحالف الروسي الصيني شكل تحديا للشراكة الأمريكية الأوروبية.
شكل تعزيز قبضة اليمين الجمهوري على السلطة في أمريكا وهيمنة اليمين المتطرف بقيادة ترامب بفوزه بالرئاسة وأغلبية الكونجرس تحت شعار "أمريكا أولًا" و"لنستعد أمريكا عظيمة" تدشينا لسياسة خارجية مختلفة وتعزيزًا لافتراق أمريكا عن أوروبا قد تؤدي إلى حرب تجارية وفك التحالف الاستراتيجي بما في ذلك حلف الناتو. وقد جاءت التطورات المتسارعة بعد استلام ترامب للسلطة في 20 يناير 2025 لتؤكد ذلك الافتراق بتطورات متلاحقة ومنها اعتبار أوروبا وكندا منافسين تجاريين لأمريكا وليس متكاملين معها وفرض ضرائب عالية على صادراتها لأمريكا والتي أضحت فاعلة بالنسبة لكندا وما يتليها من إجراءات مماثله. والأخطر من ذلك دعوة ترامب لضم كندا لأمريكا لتكون الولاية رقم 51، وكذلك جزيرة جرينلاند التابعة للدنمارك في سابقة تاريخية خطيرة في العلاقات الدولية والأخطر فيما بين الحلفاء.
ومن بين العوامل، دعوة دول الناتو لزيادة إنفاقها العسكري بما في ذلك مخصصاتها للناتو بحيث تتحمل العبء الأكبر في حماية أوروبا؛ بل تحمل بعض نفقات الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا، في الوقت الذي تعاني فيه أوروبا مصاعب اقتصادية.
تمثل المشكلة الأوكرانية سببًا ومؤشرًا على هذا الافتراق. وسبق لترامب أن أكد حتى قبل تسلمه الرئاسة عزمه وكونه الوحيد القادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا وفوجئوا باتصاله المباشر ببوتين وترتيب لقاء وزيري الخارجية الأمريكي والروسي لبدء مفاوضات شاملة للعلاقات والقضايا وفي مقدمتها الحرب في اوكرانيا في غياب أوكرانيا موضع المفاوضات والاتحاد الأوروبي المعني مباشرة بها.
وفي الوقت الذي حمل فيه الأوروبيون مسؤولية النهوض بأعبائها العسكرية والمالية، فإنه اندفع للبدء في التفاوض مع الرئيس الروسي بوتن لإنهاء الحرب. وبدون أي تشاور او اتفاق مع حلفائه الأوروبيين وبدون مشاركة أوكرانيا، عرض ملامح الاتفاق وبه تنازلات مذهلة لروسيا ومنها التسليم لروسيا ببعض الأراضي التي احتلتها وعدم قبول أوكرانيا في حلف الناتو وعدم مرابطة قوات أمريكية في أوكرانيا ضمن ضمانات أمنها.
اعتبر ترامب ضمن رؤيته المعروفة كتاجر عقارات، أن ما قدمته أمريكا كمساعدات عسكرية واقتصاديه دينا مستحقا على أوكرانيا يتوجب دفعه مضاعفا، بمنح أمريكا استغلال الثروة المعدنية النادرة في أوكرانيا مع الوعد بمساهمة أمريكا في صندوق التنمية ما بعد الحرب وهو وعد غير موثوق به. وبالفعل فقد فرض ترامب اتفاقية نهب مجحفة بحق أوكرانيا في سابقه لا مثيل لها في التاريخ المعاصر ويتوقع وصول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن للتوقيع صاغرا على الاتفاقية. وسبق لترامب أن شكك في شرعية زيلينسكي وحمل أوكرانيا مسؤولية الحرب.
في ظل هذه التطورات عقد زعماء الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا في باريس عبروا فيه عن قلقهم تجاه التزام أمريكا بأمن أوروبا وانفرادها مع روسيا لوضع حد للحرب الأوكرانية وحل المشكلة وغيرها من الخلافات. وفي ضوء ذلك فوضوا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للسفر إلى واشنطن والتباحث مع الرئيس ترامب. واتضح بعد المحادثات أن الهوة عميقة ما بين أوروبا وأمريكا خصوصا ما يتعلق بالأمن الأوروبي وأوكرانيا وقيام أمريكا بالعمل لإنهاء عزلة روسيا وإنهاء العقوبات الاقتصادية بحقها وتأهيلها دوليًا كشريك لأمريكا مقابل امتيازات لاستخراج المعادن في شرقي أوكرانيا المحتلة من قبل الروس ومكاسب اقتصادية أخرى في روسيا. كما عمد رئيس الوزراء البريطاني إلى السفر إلى واشنطن لنفس المهمة واستبق سفره بإعلان رفع مخصصات الدفاع إلى 3.5% من الناتج القومي بحلول 2027، استجابة لطلب ترامب.
الخلاصة.. لا شك أن رؤية ترامب لـ"أمريكا أولًا" كما يفهمها، لها تبعات كارثية على العالم بمن فيهم حلفاؤها الأوروبيون. وكما قال كيسنجر مهندس السياسة الأمريكية: "على أعداء أمريكا أن يخشوها مرة، وعلى أصدقائها أن يخشوها مرتين". من هنا، فإن افتراق التحالف الأوروبي الأمريكي قد بدأ مما يفرض على أوروبا تحديات خطيرة وخيارات لا سابق لها وهو ما سيتضح قريبا وخصوصا في مسار الأزمة الأوكرانية وتبعاتها على أوروبا والعالم.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
صحيفة: أوكرانيا مستعدة للتنازل عن أراضٍ تسيطر عليها روسيا
أفادت تقارير صحفية بأن أوكرانيا قد توافق على وقف القتال، وأنها قد تتنازل عن أراضٍ تسيطر عليها روسيا بالفعل، وذلك كجزء من خطة سلام مدعومة أوروبيا.
ووفقا لصحيفة التلغراف البريطانية، فقد أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القادة الأوروبيين بضرورة رفض أي تسوية يقترحها دونالد ترامب، والتي تتخلى فيها أوكرانيا عن المزيد من الأراضي، ولكن مع إمكانية السماح لروسيا بالاحتفاظ ببعض الأراضي التي استولت عليها.
وهذا يعني تجميد خط المواجهة كما هو، ومنح روسيا السيطرة الفعلية على الأراضي التي تحتلها في مقاطعات لوغانسك، ودونيتسك، وزابوريجيا، وخيرسون، وشبه جزيرة القرم.
ويأتي تخفيف الموقف التفاوضي قبيل محادثات بين ترامب وفلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة، وفقا لما ذكرته صحيفة التلغراف.
وقال مسؤول غربي، واصفا عطلة نهاية أسبوع محمومة من الدبلوماسية بين كييف وحلفائها: "لا يمكن ربط الخطة إلا بالمواقف الحالية للجيشين".
قلق غربي من مفاوضات ترامب وبوتين
في الأثناء، يتزايد قلق أوكرانيا وأوروبا من إمكانية أن يتفاوض الرئيسان ترامب وبوتين على إنهاء الحرب الدائرة منذ فترة طويلة.
فقد قال رئيس وزراء بولندا، دونالد توسك، يوم الاثنين: "لديّ مخاوف كثيرة وآمال كبيرة"، مضيفا أن المسؤولين الأميركيين تعهّدوا بالتشاور مع القادة الأوروبيين قبل المحادثات المباشرة بين ترامب وبوتين.
وكان من أبرز المخاوف الأوروبية خطة السلام المزعومة التي أقرّتها موسكو، والتي تضمنت تجميد خطوط المواجهة في جنوب شرقي أوكرانيا إذا وافقت كييف على الانسحاب من مناطق دونيتسك ولوغانسك التي تسيطر عليها.
المطلوب: استسلام كامل
ويقول دبلوماسيون أوروبيون إنه لم يطرأ أي تغيير يُذكر على أهداف بوتين الحربية الشاملة، والتي تسعى إلى الإطاحة بالحكومة الأوكرانية ذات التوجه الغربي واستبدالها بوكيل موالٍ لموسكو.
لا تزال روسيا تسعى إلى "الاستسلام الكامل" لكييف، بما في ذلك عرقلة أي احتمال لانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" ونزع سلاحها، وفقًا لتقرير صادر عن معهد دراسات الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن.
وكان زيلينسكي صرح، مساء الاثنين، بأنه لا توجد أي مؤشرات على استعداد روسيا لإنهاء الحرب رغم محادثات السلام الوشيكة.
وأوضح مستشهدا بتقرير صادر عن الاستخبارات الأوكرانية: "على العكس، إنهم يحركون قواتهم وقواتهم بطريقة تُمكّنهم من شنّ عمليات هجومية جديدة".
أراض أوكرانية على الطاولة
أبلغ زيلينسكي القادة الأوروبيين أن الأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرة روسيا قد تكون مطروحة على طاولة محادثات السلام.
ومع أن أوكرانيا تبدو راضية عن التنازل عن بعض الأراضي، إلا أنها لن توافق إلا على تسوية سلمية توفر ضمانات أمنية قوية في شكل توريد أسلحة وفتح الطريق أمام انضمامها إلى حلف الناتو.
اختارت العواصم الأوروبية دعم رؤية كييف لأي تبادل للأراضي في محاولة لإقناع ترامب بوجود ثقل دبلوماسي وراء خط أحمر واحد "أوكرانيا وأوروبا" يرفض التنازل عن الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا.
قال المسؤول الغربي: "يدرك الأوروبيون الآن دورهم كداعمين لأوكرانيا في المفاوضات الدبلوماسية.. إنها دفعة معنوية، كما أنها تُعزز المواقف الدبلوماسية لأوكرانيا حتى لا تشعر بالوحدة".، وفقا للصحيفة البريطانية.
وقال تاسك في مؤتمر صحفي يوم الاثنين: "بالنسبة لبولندا وشركائنا، من الواضح أن حدود الدولة لا يمكن تغييرها بالقوة.. يجب ألا تعود حرب روسيا مع أوكرانيا بالنفع على المعتدي"، بحسب ما نقلت التلغراف.
وأصدر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الألماني فريدريش ميرتس بيانات مماثلة خلال عطلة نهاية الأسبوع دعماً اتباع نهج متشدد تجاه التنازلات الإقليمية.
وأكد بيان مشترك صادر عن قادة المفوضية الأوروبية وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وبولندا وفنلندا أن "خط الاتصال الحالي يجب أن يكون نقطة انطلاق للمفاوضات".
ومن المتوقع أن يُجري القادة الأوروبيون محادثات مع ترامب يوم الأربعاء لعرض وجهة نظرهم عليه. ويوم الاثنين، صرّح ترامب بأنه سيحاول استعادة بعض الأراضي لأوكرانيا خلال لقائه مع بوتين في ألاسكا.
التنازل عن أراض
وقال ترامب إنه سيكون هناك "بعض التبادلات، وبعض التغييرات في الأراضي"، مضيفًا: "لقد احتلت روسيا جزءا كبيرا من أوكرانيا. سنحاول استعادة بعض تلك الأراضي لأوكرانيا".
وأعلن الرئيس الأميركي يوم الجمعة أنه سيُعقد "اجتماع جس النبض" يهدف إلى حث روسيا على وقف الحرب. وأضاف: "سنعقد اجتماعًا مع فلاديمير بوتين، وفي نهاية ذلك الاجتماع، ربما خلال الدقيقتين الأوليين، سأعرف بالضبط ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق أم لا، لأن هذا ما أفعله. أنا من يُبرم الصفقات".
وقال ترامب إنه قد يتصل بزيلينسكي أولًا "من باب الاحترام"، ثم بالزعماء الأوروبيين بعد الاجتماع مع بوتين.
لا شيء من هذا يستثني رئيس أوكرانيا من اتخاذ القرار الصعب بالتنازل عن الأراضي التي كانت بالفعل في أيدي القوات الروسية.
يعتقد المسؤولون الأوروبيون أن زيلينسكي يتمتع بمساحة مناورة مع عدد متزايد من الناخبين الذين سيقبلون التنازل عن الأراضي لموسكو ثمنًا لإنهاء الحرب.
لا تستطيع كييف تحمّل التنازل عن المزيد من الأراضي، وخاصةً في منطقة دونيتسك الشرقية، لأن ذلك سيسمح لقوات موسكو بتجاوز التحصينات التي شُيّدت منذ حرب دونباس الأولى عام 2014.
زيلينسكي بين التنازل وقتل الجميع
سيُضطر الرئيس الأوكراني أيضا إلى القيام بمناورة، إذ سيُمنع بموجب دستور بلاده من التنازل عن الأراضي دون استفتاء شعبي.
وانتقد ترامب نظيره الأوكراني لرفضه التنازلات، قائلاً يوم الاثنين: "لقد انزعجت قليلا من قول زيلينسكي: 'حسنا، عليّ الحصول على موافقة دستورية'. أعني، لديه موافقة على خوض الحرب وقتل الجميع، لكنه يحتاج إلى موافقة لإجراء تبادل للأراضي؟"
وصف مارك روته، الأمين العام للناتو، القرار بأنه تحد "لكيفية التعامل مع الوضع الراهن المتمثل في سيطرة الروس، في الوقت الحالي، على أراض أوكرانية".
وقال لشبكة سي بي إس: "من المهم للغاية هنا أنه عندما يتعلق الأمر بالاستيلاء على الأراضي الأوكرانية، قد يكون هناك واقع يُشير إلى أنهم يفعلون ذلك، ولكن لا يمكننا أبدًا قبول ذلك من الناحية القانونية، أو ما يُسمى بالمعنى القانوني".
وأضاف "يجب أن يكون جزء من أوكرانيا مطروحًا على الطاولة، وأن أي نقاش مُقبل من هناك سيكون مع الأوكرانيين الذين يقررون ما يريدون فعله من حيث الشروط".
قلق من مفاوضات بوتين وترامب
عندما سيطرت قوات أوكرانية على مناطق في مقاطعة كورسك الروسية، طرح زيلينسكي فكرة تبادل الأراضي، لكن قوات موسكو تمكنت من كسر سيطرة كييف على المنطقة الحدودية، منهيةً بذلك ورقة المساومة هذه.
كما أقرّ زيلينسكي سابقا بافتقار قواته المسلحة للقدرات اللازمة لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها موسكو، ولكن بعد أي تسوية، يمكن لكييف استخدام الوسائل الدبلوماسية لاستعادة سيطرتها على تلك الأراضي.
وتحتل روسيا حاليا حوالي 20% من أراضي أوكرانيا، وفقا لما هو متفق عليه بموجب حدود كييف المعترف بها دوليا لعام 1991.
هل يتم فرض اتفاق؟
في مكالمة هاتفية يوم الاثنين، رحّب كير ستارمر ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني بجهود السلام، لكنهما حذّرا من "فرض" أي اتفاق على أوكرانيا.
وقال متحدث باسم داونينغ ستريت: "ناقشا دعمهما الثابت لأوكرانيا والعمل المستمر لوقف أعمال القتل وإنهاء حرب روسيا العدوانية. وأكد الزعيمان أن مستقبل أوكرانيا يجب أن يكون مستقبلًا للحرية والسيادة وتقرير المصير".
وأضاف "رحبا بالجهود الدولية المستمرة، بقيادة الرئيس ترامب، لإحلال السلام، واتفقا على أن هذا السلام يجب أن يُبنى مع أوكرانيا، لا أن يُفرض عليها. واتفق الزعيمان على مواصلة العمل الوثيق مع الرئيسين ترامب وزيلينسكي خلال الأيام المقبلة، وعلى البقاء على اتصال".