شخصيات إسلامية: الإمام الزهري.. أعلم الحفاظ
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
الزهري هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب القرشي الزهري المدني، أعلم الحفاظ. ولد سنة 50 هـ، وتوفي سنة 124هـ، أحد الأعلام من أئمة الإسلام، روى عن عبد الله بن عمر وأنس بن مالك، وحدث عن ابن عمر وسهل بن سعد وأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وسعيد بن المسيب وأبي أمامة بن سهل وطبقتهم من صغار الصحابة وكبار التابعين، وروى عنه عقيل ويونس والزبيدي وصالح بن كيسان ومعمر وشعيب بن أبي حمزة والأوزاعي والليث ومالك وابن أبي ذئب وعمرو بن الحارث وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة وأمم سواهم.
وقد كان آية في الحفظ حتى قيل عنه إنه حفظ القرآن في ثمانين ليلةً، وقال عنه الإمام الليث بن سعد: كان ابن شهاب مِن أسخى مَن رأيت، وقد ذكر عنه من كرمه وسخائه أنه:
«كان يكون معه في السفر، قال: فكان يعطي من جاءه وسأله، حتى إذا لم يبقَ معه شيء يستلف من أصحابه، فلا يزالون يسلفونه حتى لا يبقى معهم شيء، فيحلفون أنه لم يبقَ معهم شيء، فيستلف من عبيده، فيقول: أي فلان أسلفني فأضعف لك كما تعلم، فيسلفونه، ولا يرى بذلك بأساً، فربما جاءه السائل فلا يجد له شيئاً يعطيه، فيتغير وجهه عند ذلك، ويقول للسائل: أبشر فسيأتي الله بخير! فيقيض الله لابن شهاب أحد الرجلين، إما رجل يهدي له ما يسعهم، وإما رجل يبيعه ويُنظِره، قال: وكان يطعمهم الثريد، ويسقيهم العسل».
والإمام محمد بن شهاب الزهري، لم يكن فقط محدثاً وينفع الناس بالعلم فقط، وإنما كان يعلم الناس الخلق والأدب أيضاً، وقد كان من كرمه أنه ينفق على طلبة العلم إذا كان طالب العلم لا يجد ما ينفقه، كما ذكر زياد بن سعد قال: قلت للزهري: إن حديثك ليعجبني، ولكن ليست معي نفقة فأتبعك. قال: اتبعني أحدثك وأنفق عليك. وقال عقيل بن خالد: إن ابن شهاب خرج إلى الأعراب ليفقههم فجاءه أعرابي وقد نفد ما في يده، فمد يده إلى عمامتي فأخذها، فأعطاه إياها، وقال: يا عقيل أعطيك خيراً منها.
وقال عنه الإمام مالك: كان ابن شهاب من أتقى الناس، فلما أصاب تلك الأموال قال له مولى وهو يعظه: قد رأيت ما مر عليك من الضيق، فانظر كيف تكون، أمسك عليك مالك، قال: إن الكريم لا تحنكه التجارب، فكان ينفق كثيراً حتى يستدين، فرحم الله الإمام الزهري، ترك ميراثاً أخلاقياً مثلما ترك ميراثاً علمياً. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
فعالية احتفالية مركزية في تعز بذكرى يوم الولاية
الثورة نت /..
نُظمت بمحافظة تعز اليوم فعالية احتفالية مركزية بذكرى يوم الولاية 1446هـ تحت شعار “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”.
ففي ساحة الرسول الأعظم بمفرق ماوية – المدينة الطبية – احتفى أبناء مديريتي التعزية وصالة بهذه الذكرى، بحضور جماهيري يتقدمهم نائب رئيس الوزراء – وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية الدكتور محمد المداني ووزير الكهرباء والطاقة والمياه الدكتور علي سيف والقائم بأعمال محافظ تعز أحمد المساوى.
تخللت الاحتفالية بحضور عدد من أعضاء مجلس الشورى وقيادات عسكرية وأمنية وتنفيذية ومحلية ومشايخ ووجهاء وشخصيات اجتماعية، قصائد شعبية ورقصات شعبية وأهازيج وزوامل وفقرات من التراث الشعبي.
وفي الفعالية الاحتفالية أكد القائم بأعمال المحافظ، أن اليمن يعيش اليوم ذكرى عظيمة تتجسّد فيها معاني الإيمان والولاء لله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي عليه السلام.
واستذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام للإمام علي في 18 من شهر ذي الحجة في حدث عظيم “من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ونصر من نصره واخذل من خذله”.
وقال “لقد جسّد الامام الذي لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق قمة الإيمان، حيث كان رمزًا للشجاعة والإقدام ومدرسة إيمانية عادلة، وما نشهده اليوم من صراع مع كيان العدو الاسرائيلي نُدرك أنها سنة كونية”.
ولفت المساوى، إلى تخبط العدو الصهيوني المدعوم أمريكيًا وأوروبيًا في المنطقة سواء في فلسطين أو لبنان واليمن، واليوم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لافتًا إلى أن تخبطه يؤكد صمود المقاومة الفلسطينية في غزة والتنكيل بالعصابة الصهيونية.
وأفاد بأن الإمام علي عليه السلام كان شخصية جامعة بعد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله يعتز ويفتخر بها كل مؤمن، كما إنه باب مدينة العلم للنبي الخاتم، مشيرًا إلى أهمية إحياء هذه الذكرى لاستلهام الدروس والعبر من شخصية الإمام علي عليه السلام وسيرته العطرة.
وفي الفعالية التي حضرها مساعد المنطقة العسكرية الرابعة العميد صالح حاجب، أوضح مسؤول التعبئة بمديرية التعزية الدكتور محمد الذيباني، أن هذه يوم الولاية ذكرى عظيمة يستذكر الجميع فيها قوله تعالى “يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربك”، وهي إعلان الولاية والتبليغ بها واكتمال الدين وإتمام النعمة في يوم الغدير.
وأشار إلى أن القرآن الكريم يربط مصير الأمة بتمسكها بولاية الله .. مشددًا على ضرورة دراسة شخصية الإمام علي كمنهج حياة وتربية الأجيال بأن هذه الشخصية تمثل الأنموذج الإسلامي للعدالة والايمان والقيادة وتطبيق مبدأ الولاية.
تخللت الفعالية التي حضرها مديرا مديريتي التعزية عبدالخالق الجنيد وصالة محمد الهشمة، قصيدة للشاعر سامي عبيد وفقرات انشادية لفرقة الانشاد.