تايوان: واشنطن "لن تتخلّى" عن منطقة آسيا والمحيط الهادئ
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
أبدت تايوان، اليوم الثلاثاء، ثقتها بأنّ الولايات المتّحدة "لن تتخلّى" عن منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بعد أن ساد الجزيرة قلق من أن تلقى نفس مصير أوكرانيا، التي هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتركها لمصيرها.
وقال وزير الدفاع التايواني ويلينغتون كو، للصحافيين أمس الإثنين، في تصريحات لم يصرّح بنشرها إلا اليوم الثلاثاء: إنّ "الولايات المتحدة لا تستطيع الانسحاب من المنطقة، لأنّ بقاءها يصبّ في مصلحتها الأساسية".
وأضاف أنّ "الدفاع عن منطقة آسيا والمحيط الهادئ يهمّ حتماً المصلحة الوطنية للولايات المتحدة، سواء من وجهة نظر اقتصادية أو جيوسياسية أو أمنية-عسكرية". وأكّد الوزير التايواني أنّه "مقتنع بأنّ الولايات المتّحدة لن تتخلّى عن المنطقة".
وفي مواجهة الضغوط العسكرية المتزايدة عليها من جانب بكين، التي لم تستبعد خيار استخدام القوة لإعادة الجزيرة إلى سيادتها، اعتمدت تايوان تقليدياً على واشنطن للدفاع عنها. لكنّ قرار ترامب تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، وانتقاداته ترامب المتكرّرة لهيمنة تايوان على صناعة أشباه الموصلات المتطورة، جعل التايوانيين يخشون من أن تتراجع الولايات المتحدة عن التزامها أمن الجزيرة.
غير أنّ وزير الدفاع التايواني، شدّد على أنّ الجزيرة ترتدي أهمية بالغة للولايات المتّحدة في ضمان أمن سائر حلفائها في المحيط الهادئ ولا سيّما اليابان والفلبين. وقال: "إذا سقطت تايوان واستولى عليها الحزب الشيوعي الصيني، فما هو الوضع الذي ستكون عليه اليابان؟ وما هو الوضع الذي ستكون عليه الفلبين؟".
Taiwan emphasizes that it's "impossible" for the US to retreat from the Asia Pacific. Defense Minister Wellington Koo asserts it's crucial for US national interests to uphold the status quo in the region. ???????? #Taiwan #USForeignPolicy #AsiaPacific #GlobalSecurity pic.twitter.com/5I5opGyKmt
— TOP X News (@TOPXNews) March 4, 2025 أشباه الموصلاتوفي سياق متصل، تعهّد رئيس وزراء تايوان تشو جونغ-تاي، أن تحافظ الجزيرة على مكانتها الرئيسية في سلسلة التوريد العالمية لشرائح أشباه الموصلات. وأتى هذا التعهّد بعد أن أعلنت شركة "تي إس إم سي" التايوانية، عن استثمار بقيمة 100 مليار دولار لبناء مصانع جديدة لها في الولايات المتّحدة.
وقال تشو للصحافيين بحسب بيان أورده مكتبه إنّه "من المهمّ أن نحافظ على مكانتنا الرئيسية في السلسلة الصناعية الدولية، وأن نضمن أنّنا رائدون في التقنيات الرئيسية".
Chip giant Taiwan Semiconductor Manufacturing Co. plans to invest a $100 billion in the United States, President Donald Trump announced Monday as he appeared with the company’s head at the White House. https://t.co/Z8WrrPg9uu pic.twitter.com/d8cECmxFzI
— FORTUNE (@FortuneMagazine) March 3, 2025وصدرت تصريحات رئيس الوزراء التايواني، بعيد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، عن استثمار ضخم بقيمة 100 مليار دولار لشركة "تي إس إم سي" التايوانية العملاقة لصناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة.
وقال ترامب وقد وقف إلى جانبه "سي. سي. وي"، الرئيس التنفيذي للشركة التايوانية، إنّ "هذا الاستثمار الضخم الذي تعهّدت (تي إس إم سي) القيام به، سيضاف إلى تعهّداتها السابقة في السوق الأمريكية". وأضاف أنّ "الاستثمار الجديد يقضي ببناء 5 مرافق تصنيع متطورة".
وأوضح أن جزءاً كبيراً من التمويل سيتمّ استثماره في ولاية أريزونا حيث سبق للشركة أن استثمرت بقوة، مشيراً إلى أنّ "تي إس إم سي" ستخلق "آلافاً عديدة" من الوظائف ذات الأجور المرتفعة باستثمارها الجديد هذا.
و"تي إس إم سي" (الشركة التايوانية لتصنيع أشباه الموصلات)، هي أكبر شركة في العالم لصناعة الرقائق، وقد واجهت منذ فترة طويلة مطالب بنقل مزيد من إنتاجها بعيداً عن تايوان، وسط مخاوف من تعطل إمدادات هذه التكنولوجيا الحيوية إذا ما اندلع أي نزاع بين تايبيه وبكين.
وفي عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، تعهّدت الشركة استثمار أكثر من 65 مليار دولار لبناء 3 مصانع في ولاية أريزونا، بدأ أحدها الإنتاج في أواخر عام 2024.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية وزير الدفاع التايواني للولايات المتحدة بكين تايوان الصين أمريكا أشباه الموصلات الولایات المت تی إس إم سی المت حدة
إقرأ أيضاً:
د. منال إمام تكتب: مع نسمات النصر.. الدبلوماسية سيف مصر الهادئ
في واحدة من أعظم لحظات العزة في تاريخ مصر الحديث، حين خاض الأبطال معركة الشرف ودوّى هدير المدافع بنغمة الكرامة، كانت هناك معركة أخرى لا تقل ضراوة، تُخاض بصمت وعزيمة، بعيدًا عن أزيز الرصاص... إنها معركة الدبلوماسية، التي خطّت لمصر نصرًا بالكلمة كما خطّه الجنود بالدم.
ما قبل الحرب: إعداد الساحة الدولية بحكمة ودهاء: منذ اللحظة الأولى، أدركت القيادة المصرية أن المواجهة ليست فقط على جبهات القتال، بل في أروقة السياسة، وفي دهاليز القرار العالمي.
وفي عالم منقسم بين قطبين، كانت مصر تسعى بذكاء إلى تحييد العداوات، وكسب التعاطف، وفتح نوافذ الحياد في وجه الانحياز الأمريكي السافر للعدو الإسرائيلي.
حملت الدبلوماسية المصرية رسالة واضحة للعالم: أننا لسنا دعاة حرب، بل أصحاب حق... ولسنا غزاة، بل نردّ الحق إلى أهله
فحُملت تلك الرسالة إلى كل منبر، بكل اللغات، وفي كل العواصم، حتى بدأ الرأي العام العالمي يتحول، وبدأت شرعية الاحتلال تهتز، قبل أن تُطلق أول رصاصة.
ومع انطلاق المعركة… اشتعلت جبهة السياسة ففي 6 أكتوبر 1973، بينما كان الجيش يعبر القناة ويكتب المجد على ضفافها، كانت الخارجية المصرية تتحرك بخطى واثقة على جبهتها الخاصة:
• نظّمت المؤتمرات الصحفية التي نقلت صوت مصر للعالم دون تزييف.
• نسّقت مع الأشقاء في الوطن العربي ومع الدول الأفريقية والآسيوية، فكوّنت جبهة دولية مؤيدة.
• تحركت ببراعة في أروقة الأمم المتحدة، ففرضت حضور مصر بقوة على طاولة النقاش الدولي.
صوت مصر يعلو رغم ضجيج الإعلام المنحاز: وفي وجه آلة إعلامية غربية تميل للكفة الإسرائيلية، وقفت الدبلوماسية المصرية صلبة كالجبل، تردّ على كل افتراء بالحجة والمنطق، وتؤكد للعالم أن ما يجري ليس عدوانًا، بل دفاع عن الأرض، وكرامة وطن لا يقبل الذل.
حين جاء السلاح من واشنطن… جاء الرد من القاهرة.
عندما أعلنت الولايات المتحدة دعمها العسكري العلني لإسرائيل، لم تصمت مصر. بل جاء الرد مدوّيًا، منسقًا مع الدول العربية، باستخدام سلاح النفط، الذي زلزل مواقف الغرب، وأجبره على إعادة حساباته.
لم يكن هذا تحركًا عشوائيًا، بل خطوة ضمن استراتيجية مصرية متكاملة، تمزج ببراعة بين قوة السلاح ودهاء السياسة، فكانت الحرب على الأرض، والدبلوماسية في السماء، والنتيجة: نصر شامل على كل الجبهات.
ما بعد الحرب: انتهت المعارك العسكرية، لكن معركة أخرى بدأت… مفاوضات ما بعد الحرب. وفي محطات مصيرية مثل الكيلو 101 ومؤتمر جنيف، أثبتت مصر أن دبلوماسيتها لا تقل بأسًا عن جيشها، فكان الموقف المصري صلبًا لا ينكسر:
• لا تنازل عن الأرض.
• لا تفريط في السيادة.
• ولا خضوع لأي ضغط.
أدارت القاهرة هذه المرحلة الحساسة بحنكة ووعي، فصارت رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه في معادلة الشرق الأوسط.
لم تكن دبلوماسيتنا مجرّد إدارة للعلاقات الخارجية، بل كانت ضمير الوطن، وصوت الشعب، وسيف العقل الذي شق طريق النصر بهدوء وثبات.
لقد أكدت مصر للعالم أن القوة الحقيقية ليست فقط في عدد الدبابات والطائرات، بل في وعي القرار، وحنكة القيادة، وصلابة الإرادة.
تحية لمن حملوا راية الكلمة في زمن السلاح
تحية لكل دبلوماسي مصري واجه العاصفة، ورفع صوت مصر عاليًا حين خفتت الأصوات، وتحمل عبء الوطن في أصعب اللحظات، فكان الجندي على جبهة السياسة لا يقل عن الجندي في الميدان.
وتحية خالصة للقيادة السياسية الحكيمة، التي أدارت معركة النصر في ساحات القتال والسياسة معًا، فأعادت لمصر مكانتها، وفرضت احترامها على العالم.
أكتوبر لم يكن فقط نصرًا عسكريًا، بل كان ملحمة وطنية متكاملة... سطرها الجنود بالبندقية، وأكملها الدبلوماسيون بالقلم، فكانوا بحق: سيف مصر الهادئ...