*السمنة.. خطر صحي عالمي وتحديات متزايدة*
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
المناطق _متابعات
تعد السمنة من أخطر المشكلات الصحية التي تواجه العالم اليوم، حيث تتسبب في العديد من الأمراض المزمنة التي تؤثر على جودة الحياة وترفع من معدلات الوفيات. واحتفاءً باليوم العالمي لمكافحة السمنة، يتم تسليط الضوء على مخاطرها وأساليب الوقاية منها.
*مخاطر صحية جسيمة*
تشير الدراسات إلى أن السمنة ترتبط بشكل مباشر بعدد من الأمراض الخطيرة، أبرزها:
– *داء السكري من النوع الثاني*: حيث يؤدي تراكم الدهون إلى مقاومة الجسم للأنسولين، مما يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.
– *أمراض القلب والشرايين*: تؤدي السمنة إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار وضغط الدم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
– *بعض أنواع السرطان*: أثبتت الأبحاث أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان القولون والثدي.
– *ارتفاع ضغط الدم*: الوزن الزائد يزيد من الجهد المبذول على القلب، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم المزمن.أخبار قد تهمك مفتاح الوقاية من السمنة والسكري مع التقدم في العمر 12 فبراير 2025 - 11:11 صباحًا استشاري: “السمنة والإكثار من الملح” من الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع الضغط 17 أكتوبر 2024 - 9:32 صباحًا
*أسباب السمنة ودورها في تفاقم المشكلات الصحية*
ترجع السمنة إلى عدة عوامل، منها العادات الغذائية غير الصحية، قلة النشاط البدني، والعوامل الوراثية. كما أن التغيرات في نمط الحياة، مثل الاعتماد على الأطعمة السريعة والمشروبات الغازية، تزيد من معدلات الإصابة بالسمنة، خاصة بين الأطفال والشباب.
*طرق الوقاية والعلاج*
لمكافحة السمنة، يوصي الأطباء والخبراء باتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، وتقليل استهلاك السكريات والدهون المشبعة. كما تلعب التوعية الصحية دورًا مهمًا في الحد من انتشار السمنة، من خلال تعزيز ثقافة الغذاء الصحي وزيادة الوعي بمخاطر الوزن الزائد.
في اليوم العالمي لمكافحة السمنة، تتضافر الجهود العالمية والمحلية لتشجيع الأفراد على تبني أنماط حياة صحية، والتأكيد على أهمية الوقاية للحد من هذه المشكلة التي تهدد الصحة العامة.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: السمنة الوزن الزائد
إقرأ أيضاً:
بين كلفة الدين العالمي وتحديات الفائدة وملامح تباطؤ الاقتصاد الدولي 2025-2026: لبنان إلى أين؟
من الواضح للعيان بعد جملة تقارير دولية أن العالم يقف اليوم أمام مرحلة دقيقة من التحول الاقتصادي، حيث لم تعد السياسات التقليدية القائمة على الإنفاق والاقتراض كافية لضمان التعافي. ويبدو أن المَخرج الوحيد يتمثل في تحقيق توازن دقيق بين الانضباط المالي وتحفيز الإنتاج، وبين الواقعية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، حتى لا يتحول تباطؤ النمو في عامي 2025 و2026 إلى أزمة طويلة الأمد تطال أسس النظام المالي الدولي بأسره.
وتشير توقعات صندوق النقد الدولي في تقاريره الأخيرة إلى أن الاقتصاد العالمي مقبل على مرحلة تباطؤ خلال عامي 2025 و2026، مع تسجيل معدلات نمو متدنية مقارنة بالسنوات السابقة. فوفق تقرير "آفاق الاقتصاد العالمي" الصادر في نيسان/ أبريل 2025، يتوقع الصندوق أن يبلغ معدل النمو العالمي نحو 3 في المئة في عام 2025 و3.1 في المئة في عام 2026، وهي نسب تعكس حالة من الانكماش النسبي في النشاط الاقتصادي بعد سنوات من الاضطراب والتقلبات المتلاحقة.
وببساطة مطلقة ما يعنيه التباطؤ في النمو الاقتصادي يشي بأن العالم لا يتجه إلى الانكماش الكامل أو الكساد، بل إلى مرحلة من ضعف النشاط الإنتاجي والاستهلاكي والاستثماري، حيث تتراجع حركة التجارة العالمية وتقل وتيرة الاستثمار الخاص والعام على حد سواء. ويرتبط هذا التراجع بعدة عوامل، في مقدمتها استمرار السياسات النقدية المتشددة التي اعتمدتها البنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، لمواجهة التضخم الذي بقي فوق المستويات المستهدفة. وقد أدى ارتفاع أسعار الفائدة إلى إبطاء الاستثمار والإقراض وإضعاف حركة الأسواق المالية، إضافة إلى ما ساهمت التوترات الجيوسياسية به، لا سيما في أوكرانيا والشرق الأوسط، لجهة تعطيل سلاسل الإمداد وزيادة كلفة الطاقة والغذاء، مما انعكس على الأسعار العالمية وعمّق أزمة التضخم.
وإلى جانب ذلك، تراجعت معدلات الطلب في الصين التي كانت محركا رئيسيا للنمو العالمي، وهو ما أثر سلبا في التجارة الدولية وأسواق السلع. ومع هذه التطورات، تجاوز الدين العام العالمي 95 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وفق صندوق النقد الدولي! في حين بلغت الديون العامة والخاصة مجتمعة أكثر من 235 في المئة من الناتج العالمي! وهو مستوى غير مسبوق في التاريخ الحديث! فهل من يدرك أن هذه الأرقام قد تكون مدخلا للحروب العالمية القادمة؟!
وفي قراءة سريعة تبدو الدول النامية الأكثر تأثرا بهذه البيئة المعقدة، إذ تواجه عبئا مزدوجا يتمثل في ارتفاع كلفة التمويل الخارجي من جهة، وتراجع تدفقات رؤوس الأموال والاستثمارات من جهة أخرى. فكلما رفعت الدول المتقدمة أسعار الفائدة، انجذب رأس المال نحوها بحثا عن العوائد الأعلى والأمان المالي، مما يحرم الأسواق الناشئة من التمويل الضروري لمشاريعها التنموية.
وإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع الفائدة العالمية يزيد كلفة خدمة الدين العام في هذه الدول التي تعتمد على الاقتراض الخارجي، ما يضع موازناتها تحت ضغوط مالية حادة ويحد من قدرتها على الإنفاق الاجتماعي والاستثماري. وفي هذا الإطار، يبرز خطر أساسي يتمثل في أن استمرار معدلات الفائدة المرتفعة حتى عام 2026 قد يدفع بعض الاقتصادات النامية إلى حافة التعثر أو العجز عن السداد، خاصة تلك التي تشهد هشاشة مالية وتضخما مزمنا.
وهنا تزداد الحاجة إلى حلول دولية متوازنة تجمع بين الانضباط المالي والسياسات الداعمة للنمو. ومن بين المقترحات الواقعية إعادة جدولة الديون للدول الأكثر ضعفا، وتوسيع برامج التمويل الميسر التي يشرف عليها صندوق النقد والبنك الدولي، إلى جانب تحفيز الاستثمارات في مجالات الطاقة المتجددة والبنى التحتية والتعليم، وهي قطاعات قادرة على خلق نمو مستدام دون زيادة المديونية.
أما على المستوى الوطني، فالمطلوب من الدول النامية تحسين إدارة مواردها العامة وضبط العجز المالي من دون خنق النشاط الاقتصادي. ويتعين تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد وتحسين كفاءة الجباية الضريبية، بما يسمح بزيادة الإيرادات من دون رفع الضرائب على الفئات المنتجة. كما أن تنويع الاقتصاد وتوسيع قاعدة الإنتاج المحلي يقللان من الاعتماد على الاستيراد ويخففان الضغط على العملات الوطنية في مواجهة الدولار.
ويُعد لبنان نموذجا بارزا لتأثير هذه الأزمات في الدول ذات المديونية المرتفعة. فوفق تقديرات صندوق النقد والبنك الدولي، تجاوز الدين العام اللبناني 160 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، فيما يعيش الاقتصاد حالة انكماش حاد وتراجع في الإيرادات العامة وارتفاع في معدلات الفقر والبطالة. وقد أدى الانهيار المالي منذ عام 2019 إلى فقدان الثقة في النظام المصرفي، وتدهور سعر العملة المحلية، وتآكل القدرة الشرائية للمواطنين.
ومع استمرار ارتفاع الفائدة العالمية، فإن خدمة الدين الخارجي ستصبح عبئا إضافيا على المالية العامة في لبنان، مما يجعل أي تأخير في الإصلاحات الاقتصادية والمصرفية خطرا على الاستقرار النقدي والاجتماعي في السنوات المقبلة.
وعليه، فإن استمرار الأوضاع الحالية من دون إصلاحات جذرية في الدول النامية، وفي لبنان على وجه الخصوص، قد يؤدي إلى مزيد من التراجع في النمو وإلى تفاقم الفوارق الاجتماعية وازدياد هشاشة الاقتصادات المحلية، فهل من يتعظ قبل فوات الأوان؟