#اسرائيل تهاجم #القمة_العربية لماذا؟
#عقيل_العجالين
هذا السؤال الذي هو عنوان المقال تتطلب الإجابة عنه البحث عن الاسس والمبادئ والاهداف التي تقوم عليها إجتماعات هذه القمه ؛ وما سبقها من اجتماعات اخرى.
لقد وصل بنا الحال الى هذه الدرجة من الحيرة والتساؤل.عندما رأينا شهية الإحتلال مفتوحة لعمل ما يريد من خلال مخرجات هذه القمة ولتحقيق أهداف عجز عن تحقيقها بالرغم من توافر جميع الإمكانيات.
إن من حق أي فرد في هذه الأمة أن يتساءل عندما يرى الإحتلال يصبو إلى تحقيق أهدافه عن طريق هذه القمة..فهو يطلب من المشاركين في هذه القمه إدانة عملية السابع من اكتوبر.
لن اتعرض الى هذه المخرجات الا بشكل مقتضب وبالقدر الذي يكفي للوصول الى اجابات عن الأسئلة السابقه ؛ لذلك فانه لابد من التمهيد والتقديم قبل البدء بالإجابة عن الأسئلة السابقة. وعلى النحو التالي:-
ترقب الجانب الاسرائيلي هذه القمه وكان ينتظر الاحداث والقرارات التي تخدم اغراضه حيث انه لا يرى الا اهدافه ؛ وما يؤدي الى هذه الاهداف ؛ دون اعتبار الى اي مسائل اخرى مهما كانت اهميتها وضرورتها؛ فقد أبدت اسرائيل وجهة نظرها بأن هذه المخرجات للقمة العربية هي عباره عن تكرار لعبارات ومواقف سابقه هذا بالرغم من ان بعض قرارات هذه القمه قد اعتمدت من بين ما اعتمدته ( تشكيل اداره لقطاع غزه ) وما يتطلبه ذلك بالطبع من التخلص من سلاح المقاومه وتحييدها عن إدارة هذا القطاع الا ان ذلك لم يكن مرضيا لاسرائيل التي ارتكبت جميع جرائم الإبادة الجماعيه وانتهكت كافة المعايير الدولية والإنسانية ؛ حيث انها تطمع وتطمح الى ما هو اكثر من ذلك بكثير؛ ففي المقام الاول ؛ هي تريد إدانة عملية السابع من اكتوبر من عام 2023 ذلك التاريخ الذي اصبح محفورا في ذاكرة الشعوب الحره في العالم اجمع ؛ او في منطقة الشرق الاوسط على اقل تقدير.
ان القضاء على المقاومةالساعيةالى تقرير مصير وكرامة شعب ؛ هو الهدف المعلن والاساسي لاسرائيل هي ومن والاها من شركائها.
هذا من حيث موقف الجانب الاسرائيلي.
اما بالنسبه لحقوق الشعب الفلسطيني فانني لن اتطرق اليها حيث لا يتسع المجال الى ذكرها نظرا الى حجم الانتهاكات التي اصابت هذا الشعب وحقوقه المغتصبه المنكره منذ ردح من الزمن حيث ان موقف الجانب الاسرائيلي يعبر بشكل واضح عن انكار هذا الشعب وحقوقه والتعامي عنها وكأن هذا الشعب لا يعتبر جزءا من البشريه؛ لذلك فهو يضغط على القرار العربي لدفعه الى تحقيق ما يراه يصب في مصلحته وتحقيق اهدافه ويصل هذا الضغط الى درجة توجيه الأوامر المباشرة.
لن اتناول بالتحليل مخرجات هذه القمه ؛فيما اذا كانت تحتوي على نزر يسير فعلي لصالح الشعب العربي في فلسطين أم لا….فمن المعلوم ان هناك دائرة معينة او مسار معين تدور في فلكه المواقف والقرارات العربية واكتفي بهذه العباره واتوقف عندها بالنسبة لهذه المواقف والقرارات العربية.
بعد هذا التقديم وبشان الأسئلة المذكورة سابقا في مستهل هذا المقال فانه من المعلوم ان المباديء الدينية او القومية لا تسمح بأن يعتقد الإحتلال أو يحلم مجرد حلم بوجود منفعة محتملة له في قرارات ومخرجات هذه القمه؟ فلماذا هذا الأمل الكبير إذن لدى الإحتلال ؟ يبقى السؤال مطروحاً… لكن الإجابة معلومة للجميع .
بعد أن فرغنا من الحديث عن الواجب الديني والقومي فقد بقي ان اتحدث عن الواجب الدولي فهل تنطلق اجتماعات القمه العربيه من هذا الواجب ؟ علما بان هذا هو اضعف الايمان بالنسبة لأمة كرامتها واحده وحقها واحد.
اذا كانت اجتماعات القمه العربيه تنطلق من الواجب الدولي -على فرض وجود ذلك- فان احتمال ادانتها لعملية السابع من اكتوبر سيكون مستحيلاً ولتوضيح ذلك ابدي ما يلي:-.
من المعلوم ان شن الحرب قد اصبح امرا منكرا ممنوعا في العلاقات الدوليه ابتداء من منتصف القرن الماضي تقريبا؛ وفي سبيل ذلك فقد تم تكريس وتاكيد مسائل وقائية تمنع نشوب الحرب وأن وقعت الحرب فإن مسؤوليتها بالكامل هي على من يخرق هذه الوسائل الوقائية (الماده الاولى الفقره الاولى من ميثاق الامم المتحده).
هذه الوسائل الوقائية تكمن في تجريم الافعال التي تؤدي الى الاخلال بالسلم الدولي والعالمي لذلك فقد اصبح من بين الجرائم الدولية الخطيرة الجرائم التي تهدد السلم الدولي؛ وهى تختلف عن جرائم الحرب الدوليه ؛ في انها تسبق وقوع الحرب اما جرائم الحرب فانها وبالطبع ترتكب اثناء أن تكون الحرب دائره.
وبذلك فان الجرائم ضد السلم الدولي هي عباره عن افعال عدوانيه موجهه من قبل دوله الى اقليم دولة اخرى او الى شعب في منطقة جغرافية معينة.
لقد اوضحت المادة الثامنة مكرر من قانون المحكمة الجنائية الدولية او ما يسمى بنظام روما الاساسي هذه الاعمال عندما نصت صراحة على جريمة العدوان والافعال المكونة لها فنصت على فعل ضرب الحصار على موانئ دوله او على سواحلها وفقا لما ورد في البند ج من الفقرة الثانيه من المادة السابقه.
وبالعوده الى الفكره الرئيسيه وهي ما تطلبه اسرائيل من ادانه لعمليه السابع من اكتوبر فانها من بين افعال الاحتلال انه يضرب حصارا شديدا خانقا على قطاع غزه قبل عمليه السابع من اكتوبر بحوالي 15 عاما ويرتكب الافعال العدوانيه بكافه اشكالها ليل نهار وبذلك فان الاحتلال ارتكب جرائم هائله ضد السلم وهي جرائم تسبق الحرب كما ذكرنا سابقا.
انا تجريم الافعال المرتكبه ضد السلم له اهميتهم كبيره من الناحيتين النظريه والعمليه حيث يمكن تحديد المعتدل المدان من خلال الافعال الموجهه ضد السلم فالعلاقات الدوليه ومواقف الدول يعتبر مرتكب هذه الجرائم هو الفاعل الوحيد للحرب وكافه توابعها لان من يبدا بالاعتداء فسيدفع الاخر الى الاعتداء ايضا.
وفي فقه القانون الجنائي الدولي فان ارتكاب الجرائم العدوانية ضد السلم يقطع علاقة السببية بين الآخرين والمسؤوليه الناجمه عن أعمالهم الحربيه فتكون المسؤولية كاملة على من خرق بأفعاله السلم العالمي؛ حتى لو ارتكب أطراف أخرى أعمالاً حربية؛ فيبقى من ارتكب الجرائم العدوانية ضد السلم هو الفاعل الوحيد لجميع الجرائم سواء ضد السلم او ما يترتب عليها من حروب ونزاعات مسلحة ؛علاوة على حرمانه ومنعه من التذرع بحق الدفاع عن النفس.
وفي ضوء هذه الاحكام القانونية المحكمة فهل يمكن الاجتماعات القمه العربيه ان تدين عملية السابع من اكتوبر؟! وما هو المبدا والاساس الذي يمكن الاعتماد عليه بشان هذه الادانه؟! فالمبادئ الدينيةوالقومية لا تسمح بذلك على الاطلاق وكذلك فان العلاقات الدولية والقانون الدولي لا يسمح بذلك بتاتا.
إن ارتكاب الاحتلال لجرائمه العدوانية المخلة بالسلم بما فيها ضرب الحصار الخانق ؛كان هو السبب الوحيد لعملية السابع من اكتوبر التي قامت بها المقاومة الباسله…. هذا من الناحية القانونية البحتة الموضوعية والتجريدية وان ارتكاب الاحتلال لهذه الجرائم هو الدافع لعملية السابع من اكتوبر فالاحتلال مسؤول عنها وعن تبعات حربها جملة وتفصيلا.
لقد طرحت هذه المسالة في عدة لقاءات واجتماعات لدعم المقاومه وذلك بعد اطلاعي على أسباب الدعاوى التي تقدمت بها جنوب افريقيا ضد اسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية وفي محكمة العدل الدولية ؛ فبالرغم من هذا الموقف الانساني الجليل من هذه الدوله (جنوب افريقيا) الا ان الاسباب القانونيه التي ارتكزت عليها الدعوى لم تتضمن هذه المسالة الهامة والمفصليه في حسم مسؤولية الحرب وتحديد مجرمها الوحيد حيث ان الجرائم ضد السلم وجرائم العدوان تجعل من الاحتلال وقادته ؛ الفاعل الوحيد والمسؤول الوحيد عن جميع ما حدث وبذات الوقت تكون المقاومه وقادتها بريئة لا مسؤولية في جانبها.
لقد تسابقت بعض الاحزاب والشخصيات الوطنيةالى سفارة جنوب افريقيا لتقديم الشكر والثناء فقط ؛ وذهب ما طرحته بشان هذه المسألة الهامة ادراج الرياح ؛ ولم يتم التنبيه الى هذه المساله من قبل من توافدوا الى سفارة جنوب افريقيا.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
تم في السادس من اذار من عام 2025 ميلاديه.
مقالات ذات صلة التقاطعية والأبعاد المتعددة للهوية 2025/03/06
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: القمة العربية عقيل العجالين السابع من اکتوبر جنوب افریقیا ضد السلم الى هذه هذه الا ذلک فان حیث ان
إقرأ أيضاً:
لماذا شددت إسرائيل حصار غزة بعد الحرب مع إيران؟ مغردون يتفاعلون
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحكومة أوقفت دخول المساعدات إلى غزة، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– أمر الجيش بتقديم خطة خلال يومين لكيفية منع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من الاستيلاء عليها.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش هدد بأنه "لن يبقى في الحكومة، إذا لم يُتخذ إجراء فوري لمنع وصول المساعدات إلى حماس".
ولفتت صحيفة هآرتس إلى أن تهديد سموتريتش جاء بعد تداول فيديو يظهر مجموعة مسلحة ترافق شاحنات المساعدات بعد دخولها غزة.
لكن هذا الفيديو يوثق ما قيل إنه دخول شاحنات مساعدات إلى مدينة غزة وشمالي القطاع ترافقها مجموعة من العشائر والقبائل الفلسطينية.
وكذب مكتب الإعلام الحكومي بغزة الرواية الإسرائيلية، وقال إن "العائلات والعشائر الفلسطينية هي التي قامت بتأمين قوافل المساعدات شمال القطاع".
وأوضح المكتب الحكومي -في بيان- أن التحرك جاء "دون أي تدخل من الحكومة الفلسطينية أو الفصائل، في موقف شعبي من العائلات والعشائر لتوفير فتات الغذاء لمئات آلاف المجوّعين من المدنيين".
وتتولى ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" -التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة- توزيع المساعدات الشحيحة التي تدخل غزة.
ووصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني آلية المساعدات هذه بأنها بغيضة وتؤدي لإزهاق الأرواح.
كما وصفتها الأمم المتحدة بعملية "المساعدة الإنسانية العسكرية الإسرائيلية"، وتقول إنها تتناقض مع المعايير الدولية لتوزيع المساعدات.
وأحصت الأمم المتحدة ما لا يقل عن 410 أشخاص قتلوا على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات من مراكز توزيع هذه المساعدات.
إعلانبدوره، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن هذه المراكز تحولت إلى مصايد للموت وأفخاخ للقتل والاستدراج الجماعي اليومي.
وأحصى المكتب الحكومي 549 شهيدا و39 مفقودا وأكثر من 4 آلاف إصابة من المُجوّعين أثناء محاولتهم البائسة للحصول على هذه المساعدات.
واقع مؤلم ومشهد مأساوي
ورصد برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (2025/6/26)- جانبا من التعليقات على وقف إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة وارتفاع عدد الشهداء في مناطق توزيع المساعدات.
ومن بين تلك التعليقات، قال تامر في تغريدته "إسرائيل تتفرغ لغزة"، متسائلا "يا عالم أليس بينكم أحد يستطيع إيقاف هذه المجازر؟ المساعدات هي كمائن".
وفي السياق ذاته، وصف عبادي جزءا من المشهد المأساوي والكارثي في القطاع، إذ قال "غزة جائعة، منكوبة، وتباد"، مضيفا "غزة تحتاج لقمة ومساعدات، وتحتاج أن تعيش، تحتاج منك موقفا جادا وشجاعا".
ولفت أحمد حسن إلى ما يحدث في مراكز توزيع المساعدات قائلا "أهل غزة يموتون جوعا حرفيا، ويتم اصطيادهم بالعشرات يوميا برصاص الإسرائيليين والأميركان".
وأوضح "هم يحاولون الحصول على مساعدات من عدوهم، وهم مضطرون بسبب جوع أطفالهم الشديد".
أما محمد فقال "وزراء حكومة الاحتلال لا يهمهم ولا يغيظهم صور وفيديوهات جنودهم وهم يموتون، لكن ما يغيظهم دخول المساعدات لأهل غزة، وما يقهرهم رؤية شوية مساعدات (القليل منها) عند أهل غزة".
26/6/2025-|آخر تحديث: 19:38 (توقيت مكة)