مختصون: إسرائيل ترتكب جرائم إبادة متعمدة و10 آلاف محام يقاضونها
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
قال مدير منظمة "هند رجب "الحقوقية دياب أبو جهجة إن المؤسسة أسهمت في تقديم ملفات تتعلق بأكثر من 1000 جندي إسرائيلي، وأكثر من 8000 وثيقة إلى المحكمة الجنائية الدولية، وكلها تثبت جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني.
وفي ندوة نظمتها مبادرة فلسطينيي أوروبا للعمل الوطني بعنوان "الإبادة الجماعية.
و"هند رجب" منظمة حقوقية غير حكومية، مقرها بروكسل، تركز على محاكمة وملاحقة الجنود الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، وتأسست تكريما للطفلة هند رجب التي استشهدت مع عائلتها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمر 15 شهرا.
وأجمع المتحدثون في الندوة على أن جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تعد الأكثر عنفا وترتكب عن قصد، وتستند إلى ركن النية المسبقة التي تهدف إلى التدمير الجزئي أو الكلي لجماعة قومية أو عرقية أو دينية، وتم توثيقها بعدة أدلة، وهناك أكثر من 10 آلاف محام حول العالم يقاضون إسرائيل على جرائمها.
وفي ما يتعلق بتوفر الأركان الجنائية في جرائم الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل، قال أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان محمود الحنفي إن القصد الجنائي الخاص يعد من العناصر الأساسية التي ميّزت هذه الجريمة، وذلك عبر التصريحات الرسمية وغير الرسمية التي جاءت على ألسنة قادة الاحتلال الإسرائيلي، وأبرزها ما صرح به وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بأنهم سيمنعون كل أسباب الحياة عن سكان قطاع غزة.
إعلانوخلال مداخلته في ندوة مبادرة فلسطينيي أوروبا للعمل الوطني، أكد الحنفي أن قبول محكمة العدل الدولية الدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل يعني أن هناك أركانا متوفرة لتصنيف هذه الجرائم على أنها إبادة جماعية.
مسارات قانونيةوفي مداخلة ثانية بالندوة، قدّم عضو الفريق القانوني أمام المحكمة الجنائية الدولية عبد المجيد المراري شرحا للمسارات التي سلكتها القضايا التي رُفعت على الأفراد والكيانات الإسرائيلية، ويلخصها في التالي:
محكمة العدل الدولية قررت النظر في قضية الإبادة الجماعية بناء على الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا وهذا يعد تطورا تاريخيا. جنوب أفريقيا لم تتوجه إلى المحكمة من فراغ، بل لديها مشروعية تاريخية نتيجة معاناتها من نظام الفصل العنصري. المحكمة أصدرت قرارات وقتية ملزمة، لكن إسرائيل لم تلتزم بها.في المقابل، أوضح المراري أن هناك مسارا موازيا أمام المحكمة الجنائية الدولية، بدأ في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وتقدمنا بلائحة تضم 15 اسما من أجل توقيفهم.
وأشار المراري أيضا إلى أن الفريق القانوني ضم في البداية ما يزيد على 360 محاميا، لكن العدد سرعان ما تجاوز 10 آلاف محاميا يقفون وراء هذه الدعوى، بالإضافة إلى أن هناك دولا بأكملها تقف خلف هذه الجهود.
أما مدير منظمة "هند رجب"، فأشار في مداخلته إلى أبرز القضايا التي لاحقت بها المنظمة الجنود الإسرائيليين، ومنها:
أولا- قضية الجنود مزدوجي الجنسية: إذ إنهم لا يتمتعون بأي حصانة دبلوماسية، مما يجعل ملاحقتهم أكثر سهولة من ملاحقة القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين. ثانيا- قضية قبرص: قدمنا دعوى ضد أحد الجنود الإسرائيليين خلال زيارته لقبرص، مما دفع السلطات هناك إلى فتح تحقيق، وأُجبر الجانب الإسرائيلي على تهريبه، وأشارت التقارير إلى أنه غادر من دون المرور بالجمارك خوفا من توقيفه. ثالثا- قضية البرازيل: قدمت دعوى ضد الجندي الإسرائيلي يورون فيتاني، وأصدر القاضي البرازيلي أمرا بتوقيفه والتحقيق معه بناء على ميثاق روما ومن دون الحاجة إلى أوامر من المحكمة الجنائية الدولية. لكن إسرائيل استطاعت تهريب الجندي إلى الأرجنتين، فقمنا برفع دعوى ضده هناك، لكن إسرائيل قامت بتهريبه مرة ثانية إلى الولايات المتحدة. إعلانواجمع المتحدثون في الندوة على أنه يجب تعزيز التوثيق القانوني للجرائم وفق المعايير الدولية، وزيادة التعاون بين المنظمات الحقوقية لضمان متابعة القضايا في المحاكم الدولية، وتصعيد الضغوط الدبلوماسية على الدول الأوروبية والعربية لتنفيذ القرارات القانونية الصادرة.
ومبادرة فلسطينيي أوروبا تعد إطارا عاما يجمع مختلف ألوان الطيف الفلسطيني من الشخصيات الثقافية والاجتماعية والمهنية والأهلية، وبدأت فكرتها عام 2020، بحضور نحو 150 شخصية فلسطينية. وهدفها توحيد كافة الجهود الوطنية في القارة الأوروبية لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، وبما ينسجم مع الأنظمة والقوانين المعمول بها في الاتحاد الأوروبي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المحکمة الجنائیة الدولیة هند رجب
إقرأ أيضاً:
ضابط إسرائيلي: 10 آلاف جندي قتلى أو جرحى خلال حرب غزة
إسرائيل – كشف ضابط بالجيش الإسرائيلي أن أكثر من 10 آلاف جندي سقطوا قتلى أو جرحى خلال الحرب على قطاع غزة، مبينا أن عدة آلاف آخرين يدخلون بشكل متكرر دائرة اضطراب ما بعد الصدمة.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الثلاثاء، عن قائد كتيبة في الجيش الإسرائيلي لم تسمه: “لدينا نقص في أكثر من 10 آلاف جندي قتلوا أو أصيبوا، وعدة آلاف آخرين يدخلون بشكل متكرر دائرة اضطراب ما بعد الصدمة”.
وبحسب معطيات الجيش الإسرائيلي فإن عدد الجنود القتلى منذ بداية الحرب بلغ 861 بينهم 419 بالمعارك البرية في قطاع غزة التي بدأت في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتفرض إسرائيل، وفق تقارير دولية عديدة، رقابة عسكرية صارمة على وسائل إعلامها بخصوص الخسائر البشرية والمادية جراء ضربات “الفصائل الفلسطينية”، لأسباب عديدة، بينها الحفاظ على معنويات الإسرائيليين.
وقالت الصحيفة: “في الوقت الذي يناضل فيه المتدينون من أجل قانون المراوغة الذي من شأنه إعفاء طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية، يواصل الجيش استدعاء جنود الاحتياط لفترات طويلة من الخدمة، والتآكل يتراكم”.
وأضافت: “لقد تم بالفعل كسر الوعد بالاستدعاء شهرين ونصف فقط في السنة، وزوجات الجنود يهددن بالطلاق، والانتقادات على الأرض ترتفع إلى المستويات العليا”.
وتدفع الأحزاب الدينية الإسرائيلية الشريكة في الحكومة من أجل قانون يسمح بإعفاء متدينين من الخدمة العسكرية ما يؤثر على عدد الجنود النظاميين ويدفع الجيش لاستدعاء متكرر لجنود الاحتياط.
ومع قرارات الحكومة والجيش الإسرائيلي بتوسيع الإبادة عبر العمليات العسكرية في قطاع غزة فإنه تزداد استدعاءات عشرات آلاف من جنود الاحتياط للخدمة العسكرية لتغطية النقص في عدد الجنود النظاميين.
وقالت الصحيفة: “من المتوقع أن يصل الخلاف داخل الجيش الإسرائيلي حول كيفية استمرار تراكم العبء على جنود الاحتياط في السنوات القادمة إلى قرار في شعبة الأفراد، مع استنتاج نهائي واضح: سيستمر الجنود في الخدمة في الاحتياط لمدة شهرين على الأقل كل عام، في غياب زيادة عدد الجنود النظاميين”.
وأشارت الصحيفة إلى استمرار جهود الأحزاب الدينية لإفشال محاولات تجنيد عشرات الآلاف من طلاب المدارس الدينية للخدمة في الجيش الإسرائيلي
وتهدد أحزاب دينية وعلى رأسها “يهدوت هتوراه” و”شاس” بإسقاط الائتلاف الحكومي في حال فرض الخدمة العسكرية بالقوة على طلاب المدارس الدينية.
ويواصل اليهود المتدينون (الحريديم) احتجاجاتهم ضد الخدمة في الجيش عقب قرار المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية) الصادر في 25 يونيو/ حزيران 2024، بإلزامهم بالتجنيد ومنع تقديم المساعدات المالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
وقالت الصحيفة: “تراكمت بالجيش في الأسابيع الأخيرة شكاوى وانتقادات من جنود وقادة على مستوى قادة السرايا وقادة الكتائب وقادة الألوية حول نموذج خدمة الاحتياط الذي بدأ في نهاية العام الماضي، واستمر بشكل مكثف منذ بداية العام”.
وأضافت: “وفقا لهذا النموذج، يجب استدعاء جنود الاحتياط لمدة شهرين ونصف (72 يوما) للخدمة كل عام، مع فترات راحة معينة خلال نفس فترة الخدمة، شريطة ألا يكون هناك تحرك عسكري كبير من قبل الجيش الإسرائيلي في ذلك العام”.
وأردفت: “كما أدى تحويل الفرق النظامية للقتال في قطاع غزة إلى استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط إلى قطاعات كان يوجد فيها الجنود النظاميون في السابق، مثل الحدود الشمالية (حدود سوريا ولبنان) وفي الضفة الغربية”.
ومطلع مايو/أيار بدأ الجيش الإسرائيلي بإرسال عشرات آلاف أوامر التجنيد لجنود الاحتياط استعدادا لتوسيع نطاق الإبادة في غزة، وفق ما أفادت به وقتها وسائل إعلام عبرية بينها صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وفي ذات الشهر، كشفت دراسة أعدها فريق بحثي من جامعة تل أبيب، أن نحو 12 بالمئة من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي الذين شاركوا بالإبادة في قطاع غزة يعانون من أعراض حادة لـ”اضطراب ما بعد الصدمة” تجعلهم غير لائقين للعودة إلى الخدمة العسكرية، وفق صحيفة “هآرتس” العبرية.
الأناضول