لجريدة عمان:
2025-05-23@04:28:52 GMT

شرود في حضرة السيد سعيد

تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT

تركنا المقبرة السلطانية واتجهنا صوب «الحصن القديم»، المعروف أيضًا بأسماء أخرى من ضمنها «حصن العرب»، وهو أحد المعالم الرئيسية في «المدينة الحجرية» ولا يبعد كثيرًا عن بيت العجائب، ويُعَدُّ أقدم مبنى في زنجبار وموقعًا سياحيًّا رئيسيًّا لجذب السياح في «المدينة الحجرية»، أخبرَنا دليلنا محمد أنّ البرتغاليين هم الذين بنوه قبل وصول العُمانيين وأنّ العُمانيين رفعوا جداره بعد طردهم للبرتغاليين؛ لذا فلا حرج أن يُسمَّى «قلعة البرتغاليين» أو «قلعة العرب» لأنّ كليهما اشترك في بنائه؛ غير أنّ هناك رأيًا آخر يقول إنّ العُمانيين هم الذين بنوه في أواخر القرن السابع عشر، بعد أن طردوا البرتغاليين من زنجبار.

ومن ينتصر لفرضية أنّ البرتغاليين هم الذين بنوا الحصن يُدلِّل على ذلك بوجود آثار كنيسة برتغالية داخل الحصن قبل وصول العُمانيين إليه، الذين بعد أن طردوا البرتغاليين أضافوا للحصن تحصينات في عام 1699، واستُخدم كحامية للجنود وسجن في القرن التاسع عشر. والحصنُ عبارة عن مربع عالي الجدران وبه ثغرات تحمي الفناء الداخلي ويتميّز عمومًا بطراز عربي إسلامي يجسِّد بنحو جلي التأثير العُماني الطاغي على معظم المعالم بالجزيرة، وحاليًّا هناك بعض التصليحات والترميمات تُجرى على الحصن من الداخل، لكن لا تمنع من الدخول إليه، على عكس ما هو حاصل في «بيت العجائب» و«بيت الساحل». وهناك مجموعة من الدكاكين يبيع أصحابها بعض المنتجات الزنجبارية من ملابس وزيوت وتحف وغيرها. ويُستخدم الحصن حاليًّا كمركز ثقافي حيث يوجد به مسرح غنائي، وتقام فيه عروض الرقص والموسيقى والمهرجانات السينمائية وغيرها من الفعاليات الثقافية.

هذا ما استطعتُ تذكُّرَه من شرح دليلنا عن تاريخ الحصن، لأنني ساعتها كنتُ مشغولًا الفكر بشخصية نادرة في التاريخ العُماني، هي شخصية السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي الذي غادرْنا ضريحه قبل دخولنا الحصن بدقائق؛ وأخالني لا أقول شيئًا جديدًا إذا قلتُ إنّ السيد سعيد كان واحدًا من أعظم سلاطين الدولة البوسعيدية والحكام العرب في النصف الأول من القرن التاسع عشر. ومن قرأ تاريخ ذلك العصر يعرف أنه أقام علاقات تجارية مميزة مع بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، كما اهتم بتعزيز الأسطول البحري وتوسيع التجارة الدولية مع العديد من الدول، فضلًا عن خصاله الحميدة التي تميّز بها واستطاع عبرها أن يقود دفة الحكم بحكمة وحنكة واقتدار طوال نصف قرن من الزمان، جعل خلالها زنجبار مركزًا عالميًّا لتجارة القرنفل والعاج والتوابل، الأمر الذي أدى لازدهار التجارة في عهده، رغم أنها فترة تاريخية صعبة شهد العالم فيها بروز بريطانيا وفرنسا كقوتين عُظميين تتنافسان على فرض النفوذ والسيطرة على المزيد من الدول الأفريقية، وفي إطار تنافس محموم لا تزال آثاره السلبية واضحة للعيان في عموم القارة الأفريقية. استطاع الرجل أن يشق طريقه بكلِّ اقتدار وسط الكثير من العقبات التي اعترضت طريقه كصاحب رؤية وهدف. وفي ظني أنّ شخصيةً كشخصية السيد سعيد بن سلطان لم تنل حظها بعد من الدراسة والاهتمام والتركيز عند الأجيال العربية المتعاقبة؛ فكلّ المراجع الغربية تؤكد أنّ العصر الذهبي للتأثير الحضاري العُماني في شرق أفريقيا كان في عهده، ‏حيث كان لقوة شخصيته ودبلوماسيته ورؤيته الشاملة وبُعد نظره، أكبر الأثر في ‏ترسيخ ملامح الحضارة العُمانية في شرق أفريقيا، والتي شكلت في مجملها ركائز ‏حضارية كانت بمثابة إشعاع ثقافي وحضاري. وكان من أسباب نجاح السيد سعيد تطبيقه لمبدأ «التسامح وقبول الآخر» مهما كانت خلفيتُه العرقية أو الدينية أو المذهبية، وهي ميزة تميّز بها العُمانيون عمومًا، ولا يزالون يحتفظون بهذه الخصال الحميدة حتى اليوم بفضل الله وتوفيقه. وكان حكامُهم القدوة في ذلك منذ تلك الحقب وحتى عصرنا الحديث الذي تموج فيه الدول بالفتن والتناحر والتذابح بسبب الخلفيات التاريخية والمذهبية والعرقية؛ لذا نجد أنّ حادثة مثل «حادثة الوادي الكبير»- التي حدثت في مسقط في 15 من يوليو 2024 - استنكرها العُمانيون بكافة مذاهبهم، لأنّ ما حدث لا يمت لنا بصلة لا من بعيد ولا من قريب، وعلموا يقينًا أنّ تلك الحادثة وذلك الفكر غريبان عن المجتمع العُماني ولا ينتميان إلى الأخلاق العُمانية الفاضلة.

خص السيد سعيد مواطنيه بمعاملة كريمة، ‏وساوى بين كافة السكان بصرف النظر عن أصولهم العرقية. ومما ذكره الراحل الشيخ علي بن محسن البرواني في كتابه «الصراعات والوئام في زنجبار» أنّ زنجبار عَرفت في التقويم الرسمي مناسبتين تخصّان الأقلية الشيعية توصد المصالح الحكومية أبوابها فيهما، وهما يوما الحادي والعشرين من رمضان ذكرى استشهاد الإمام علي، ويوم عاشوراء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما. ويذكر في مكان آخر من الكتاب أنّ السيد سعيد أصدر مرسومًا منع فيه المواطنين من ذبح الأبقار والأضاحي في الأحياء التي يقطنها الهنود احترامًا لمعتقداتهم، وكان من نتيجة هذه السياسة أن ساد جوٌّ من الألفة والتجانس بين كافة مكونات سكان الجزيرة، وتوثقت العلاقات الاجتماعية بينهم، وانعكس ذلك بشكل لافت على فقهاء المذاهب المختلفة، لدرجة أنّ القضاة ‏الشرعيين في عهد السيد سعيد كانوا من الإباضية والسُنّة، وكان لقضاة السُنّة مطلق ‏الحرية في عقد محاكمهم في منازلهم أو في المساجد العامة وفي أيّ وقت شاءوا، إلّا أنّ القضايا الكبيرة ذات الطابع العام كان يتم الفصل فيها في «بيت الساحل»؛ المقر ‏الرسمي للحكومة.‏

عن تسامح السيد سعيد يقول الباحث المصري الدكتور محمد صابر عرب في فصل «عصر من التسامح» من كتابه «قضايا لها تاريخ»: «اللافت أنّ السيد سعيد لم يفرض عقيدةً بذاتها ولا مذهبًا بعينه على الأفارقة، ولم يستهدف طمس ثقافتهم، ولم يعمل على تفضيل عرق على آخر؛ وإنما راح يزرع الحب والخير في نفوسٍ أرهقها الفقر والشقاء، وهو ما يفسّر دخول الأفارقة في الإسلام زرافات ووحدانًا، ودعْمَ مشروعه الحضاري الكبير، وهي ظاهرة استلفتت نظر الرحالة الأجانب»، ويرى صابر عرب أنّ الرجل «كان سابقًا عصره؛ بسيطًا في فهمه للإسلام، بقدر عُمق الإسلام وبساطته؛ فهو لا يقنع بأن يُكره الناس على اعتناق الإسلام، وإنما بفطرته السليمة كان على ثقة بأنّ الإسلام يدعو لنفسه من خلال سلوك المسلمين الذين يُترجمون الإسلام عملًا وبناءً وحضارة».

إذن؛ فقد أقام السيد سعيد بن سلطان دولة سياستها التسامح، فلا فرق بين مذهب وآخر أو عقيدة وأخرى؛ فالناس جميعًا متساوون عربًا وأفارقة، هنودًا وأوروبيين. ومن يزر زنجبار الآن يدرك يقينًا أنّ سياسة التسامح تلك التي طبّقها السيد سعيد بن سلطان لا تزال تنفّذ بحذافيرها؛ ففقهاء المذاهب الإسلامية في شرق أفريقيا نحُّوا الخلافات المذهبية جانبًا، وقدّموا الإسلام عقيدةً وشريعةً خاليًا من التعقيدات الفلسفية ولم يتورطوا في فتنة، وظلت العلاقة بين الإنسان وربه علاقة مباشرة وخالية من التعقيدات، حتى بدأت بعض الظواهر السلبية عندما تحوّلت أو تسللت مشكلات الجزيرة العربية إليهم، لكنها - ولله الحمد - لم تدم، وفي فترة وجودنا القصير في زنجبار صلينا في أكثر من مسجد؛ فهناك مساجد بناها الإباضيون ويؤمّها الشوافع، وهناك مساجد يؤمّها الإباضيون ويصلي فيها الشوافع، وكلهم في انسجام تام، وهناك مساجد وحسينيات للشيعة، وهكذا أصبحت زنجبار واحة للتعايش والانسجام.

وبينما أنا سارحٌ في فكري مع السيد سعيد بن سلطان - النائم على بُعد خطوات مني في هذه اللحظات - تذكرتُ ما كتبه الشيخ سعيد بن علي المغيري من أنّ عمارة مدينة زنجبار من قصورها ومساجدها ومدارسها، إنما هي عمارة العرب العُمانيين، حيث زاد هذا العمران منذ أمر السيد سعيد بزرع القرنفل. ومن ذلك الوقت بدأت هجرة العُمانيين والحضارم والهنود تفد إلى الجزيرة ومن جميع الاتجاهات بإفريقيا.

حكى لنا مرافقنا أنّ السيد سعيد عندما عزم على زراعة القرنفل عارضه «أهل العزم» الأوروبيون الموجودون في زنجبار ذلك الوقت، مثل همرتن القنصل الإنجليزي بزنجبار وبعض الأمريكيين، مشيرين إليه بزراعة قصب السكر، لكنه لم يعر هذه الأقوال اهتمامًا ولم يتحول عن عزمه، وصمّم على زراعة القرنفل وجلب البذور من جزيرة موريشيوس. وفي هذا الشأن يذكر صاحب «جهينة الأخبار» أنّ السيد ألزم الناس بزراعة ثلاث أشجار قرنفل مقابل شجرة جوز هند واحدة.

كانت الرطوبة عالية لدرجة أن يتمنى الواحد منا العودة إلى الفندق بسرعة، لكن محمدًا سألنا: هل تعرفون هذين المبنيين؟! ولمّا أجبنا بالنفي قال: «هذا هو بيت السيدة سالمة بنت سعيد، والبيتُ المقابل هو بيت الرجل الألماني الذي هربت معه وتزوجته فيما بعد».

وإذن؛ فقد حان الوقت للحديث عن السيدة سالمة، وهو ما سأفعله في المقال القادم إن شاء الله.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الع مانیین فی زنجبار الع مانی

إقرأ أيضاً:

تحت الضوء

#تحت_الضوء

د. #هاشم_غرايبه

قبل حوالي عشرين عاما كنت في زيارة سياحية الى تايلاند، وفي عاصمتها “بانكوك” معبد خاص لبوذا فيه تمثال له يزن أكثر عشرين طناً من الذهب الخالص، شاهدت مجموعة سياحية من الكوريين يبدو عليهم الوقار الأكاديمي، يتقدمون بخشوع شديد منه، فيلصقون على التمثال رقائق من الذهب تباع في كشك مجاور، فيتقربون بها منه ، ثم يعودون القهقرى من غير ان يديروا ظهورهم له، احتراما وتبجيلا لهذا الصنم.
دهشت من ذلك التصرف، فكيف يقتنع شخص قطع شأوا بعيدا في العلم والفهم، كيف يقتنع أن هذا الصنم المتربع مبتسما هو إله له سطوة، يراهم ويقدر لهم ذلك التوقير!؟.
عندها أيقنت أن الجهل الحقيقي هو الضلال عن معرفة الله، ولا قيمة للتقدم العلمي والتقني في ارتقاء المرء فهما، فهذا التقدم مهارات يكتسبها المرء ليحقق بها مكاسب ومغانم، لكن العلم الحقيقي الذي يرتقي به المرء عن الكائنات الحية الأخرى يجب أن يبدأ بمعرفة الله، ولذلك قال تعالى: “إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ” [الأنفال:55].
تعتبر كوريا الجنوبية من الأقطار الآسيوية الصاعدة بسرعة في التقدم التقني والصناعي، وعلى الرغم من ذلك فان الثقافة العامة لأغلب السكان ما زالت متخلفة، إذ أن معتقداتهم المتوارثة تعتمد تعدد الآلهة، إذ يسود الاعتقاد لديهم بوجود سبعة آلهة.
يعود السبب الى انعزال المنطقة جغرافيا مع تعرضها للاحتلالات الأجنبية، الصيني لحقبات عديدة ثم الاحتلال الغربي، لكنها كباقي المنطقة وصلها الإسلام عن طريق التجار المسلمين، وقد ذكرها العلماء المسلمون باسم “شيلا”، ورسم “الادريسي” خارطة لها عام 1154 م، والتي تعتبر اقدم خارطة لها، وقبل الخارطة التي اعتمدها الغرب ورسمها “مركاتور” بـ 441 عاماً، لكن انتشار الإسلام فيها كان ضئيلا مقارنة بالمناطق الأخرى في جنوب شرق آسيا.
في عام 1984 شكا وزير كوري زار الكويت من انعدام وجود دعاة مسلمين في بلادهم، فقام وزير الأوقاف بطرح المسألة في جامعة الكويت، فتحمس للفكرة استاذ سوري يعمل فيها اسمه “عبد الوهاب زاهد الحلبي”، رغم انه لم يكن يعرف شيئا عن ثقافة ذلك البلد.
ترك عمله ومركزه الرفيع كعميد لكلية الدراسات العليا، وسافر الى كوريا، وبدأ بدراسة ثقافة السكان ولغتهم، وشق طريق الدعوة وبدأ الناس يسلمون على يديه، منهم مشاهير ومنهم قساوسة وتم تأسيس الإتحاد الإسلامي.
وبفضل جهوده، اعتنق الألاف من الكوريين الإسلام، وفي مراكزه الإسلامية التي ساهم وساعد وجاهد في إنشائها والمنتشرة في مدن كورية كثيرة، يتهافت الناس للتعرف على الإسلام، وفي المساجد الكبيرة التي عمل على بنائها، بتبرعات من محسنين عرب، وتوزيعها وفقاً لأعداد المسلمين في المدن، يمكنك أن ترى حقيقة إنتشار الإسلام في كوريا.
كتب للكوريين عشرات الكتب باللغة الكورية حتى أصبح التعرف على الإسلام ظاهرة لافتة، والإقبال على التحول إلى الإسلام يحدث بشكل يومي والأعداد في إزدياد، في بلاد ينهشها الإلحاد، وينتشر فيها الانتحار والكفر بشكل كبير.
ووصل عدد الكتب التي ألفها بعدة لغات الى أكثر من 55 كتابا، جميعها تبسط الإسلام وتوصل رسالته وتوضح معانيه.
هكذا أثمرت جهود شخص واحد مخلص لدينه، ترك مباهج الدنيا ومناصبها طمعا برضوان الله، فأنقذ أنفسا كثيرة من الضلال، اتباعا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن ابي طالب: “فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم” [متفق عليه].
كل الأمم السابقة التي أنزل الله إليها رسالاته، كانت كل رسالة محددة بها، وموقوتة زمانا ومكانا بها، لذلك فلم يكلفها الله بنشرها لغيرها، فهي تمثل مرحلة من مراحل نزول الدين على البشر، فكل رسالة تكمل على ما قبلها.
الرسالة الخاتمة كان فيها أكمال الدين، بعدها انقطع وحي السماء عن أهل الأرض، فهي النهائية، لبشر ذلك الزمان ولكل العالمين للأزمان القادمة، فحمّل الله مسؤولية التبليغ لهذه الأمة التي انزل القرآن بلغتها، لأنها أقوى اللغات وأقدرها على حمل معانيه العظيمة.
لذلك سميت أمتنا أمة الدعوة، وهذا تشريف آخر من رب العالمين لها، وإنعام عظيم عليها، أن تبقى الى يوم الدين هادية لكل الأمم الأخرى، فالحمد لله على عظيم آلائه.

مقالات ذات صلة وليد عبدالحي يكتب .. هل اسرائيل في مأزق ؟ 2025/05/21

مقالات مشابهة

  • كأس الكونفدرالية... بعثة نهضة بركان عالقة بمطار زنجبار منذ ساعات
  • نهضة بركان يشد الرحال إلى زنجبار لخوض نهائي الكونفدرالية
  • سعيد المولد: الهلال فريق كبير حتى لو خسر الدوري.. فيديو
  • «كوكتيل مخدرات».. القبض على 19 من أباطرة الكيف في بور سعيد
  • العين والوحدة سباق مثير على لقب «دوري تحت 23»
  • حساب "الحصن" للادخار من بنك ظفار يوفر تجربة مصرفية مميزة
  • سعيد حامد: معاملتي كأجنبي يؤلمني نفسيًا وعشت فى مصر 43 سنة
  • تحت الضوء
  • سعيد الزهراني يمازح زوجته صالحة: أخذتي من صحتي وجيبي .. فيديو
  • شباب الأهلي يحتفل بـ «السجل المثالي» في «استاد راشد»