5 تحديات أمام الزعيم الجديد للحزب الليبرالي الكندي
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
أوتاوا – أعلن الحزب الليبرالي الكندي، مساء أمس الأحد، عن زعيمه الجديد مارك كارني بعد فوز كاسح في الجولة الأولى لانتخابات الحزب بنسبة 85.9% من الأصوات، ومن المقرر أن يتولى رئاسة الحكومة قريبا خلفا لرئيس الوزراء المستقيل جاستن ترودو.
لكن اختيار المصرفي السابق يأتي -حسب محللين- في وقت حرج تشهد فيه كندا صعوبات اقتصادية وتضخما في الأسعار وتهديدات بفرض رسوم جمركية أميركية على صادراتها، إضافة إلى تراجع شعبية الحزب الحاكم، مما أدى إلى استقالة ترودو في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي.
وجاء إعلان فوز كارني في حفل للحزب بالعاصمة أوتاوا حضره كل من ترودو ورئيس الوزراء الأسبق جون كريتيان، وألقيا فيه كلمات عاطفية ركزت على الوحدة الوطنية وإنجازات الحزب عبر السنين الماضية، والجهود المبذولة لمواجهة تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصادرات الكندية والتلويح بضم البلاد لتكون الولاية الأميركية الـ51، وأكدا أن "الكنديين يواجهون تحديا وجوديا واقتصاديا من جانب جارتهم".
توظيف سياسيكما طالب زعيم الحزب الليبرالي الجديد، في خطاب النصر، الرئيس الأميركي باحترام كندا، محذرا من استمرار ما سماها السياسات الأميركية التي تهدد المصالح الكندية، ومؤكدا أن "الأميركيين يريدون بلدنا، ولا يمكننا أن نسمح لترامب بالانتصار".
إعلانوكان الحزب قد دأب خلال الشهرين الماضيين على توظيف تهديدات ترامب لحشد دعم المواطنين الكنديين والتركيز على خطاب الوحدة وصرف الأنظار عن الانتقادات التي لاحقت أداء حكومة ترودو في ملفات منها الهجرة والاقتصاد.
يرى المحلل السياسي عمر حسن روبلي أن الحزب الليبرالي استثمر تهديدات ترامب لصياغة خطاب سياسي يوحد الكنديين ويصرف أنظارهم عن أي انتقادات داخلية، مضيفا أنه نجح إلى حد كبير في تنظيم حملة مكثفة لهذا الغرض، وأن المتابع لجهود ترودو في الأيام الأخيرة وكذلك خطاب كارني الانتخابي يدرك وجود خطة للاستفادة من الحرب التجارية التي أطلقها ترامب، لتحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات المقبلة.
ولا يستبعد روبلي أن تكون هذه الخطة وراء انتعاش شعبية الحزب الحاكم خلال فترة وجيزة ليكون في وضع مقارب لمنافسه حزب المحافظين في استطلاعات الرأي الأخيرة، بعد أن كان الليبرالي متأخرا بفارق 20% في نوايا التصويت في يناير/كانون الثاني الماضي.
صعوبات عدةوعن التحديات أمام الزعيم الجديد للحزب الليبرالي، يقول روبلي إن كارني يواجه صعوبات عدة يمكن إجمال أبرزها في النقاط الآتية:
المشكلات الاقتصادية وتضخم الأسعار وأزمة السكن. تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على الصادرات الكندية والتلويح بضمها لتكون الولاية الأميركية الـ51. تزايد شعبية حزب المحافظين خلال السنوات الأخيرة وحملتهم الموجهة نحو إضعاف الحزب الحاكم من خلال الضغط المستمر على نقاط ضعف حكومة الليبراليين خلال العقد الماضي، مع التركيز على أن زعيمم الجديد ليس سوى امتداد لفلسفة ترودو في الحكم. تراجع شعبية الحزب الحاكم في السنوات الأخيرة، مما دعا ترودو إلى الاستقالة، رغم الجهود المبذولة لاستعادة المكانة قبل خوض الانتخابات العامة. قلة الوقت المتاح لإجراء تغييرات من شأنها أن تسهم في كسب ثقة المواطنين الكنديين. إعلانوحسب المحلل روبلي، يتمتع كارني بسمعة اقتصادية طيبة نالها من مسيرته المهنية حاكما لمصرفي كندا وإنجلترا في فترات حرجة اقتصاديا.
واستدرك أن فوزه في الانتخابات المقبلة رئيسا لوزراء كندا مرهون بما سيحققه خلال هذه الفترة القصيرة ومدى نجاح برنامجه الانتخابي، ونجاعة خططه الاقتصادية لكسب ثقة المواطن الكندي وكذلك طريقة تعامله مع تهديدات ترامب. وأشار إلى أن كارني "سيخوض على الأرجح سباقا محموما مع المحافظين في الانتخابات المقبلة".
في السياق ذاته، يرى خبراء أن كندا مقبلة على حرب دبلوماسية وتجارية ما لم يتراجع ترامب عن تهديداته بفرض رسوم جمركية على صادرات الجارة الشمالية، ويسعى الحزب الليبرالي إلى تكريس فكرة مفادها أن الانتخابات المقبلة ستركز على اختيار الأكفأ لمواجهة الحرب التجارية بين أوتاوا وواشنطن، وتجاوز أي تبعات اقتصادية لها في حال تنفيذها بشكل نهائي في أبريل/نيسان المقبل.
الميلاد والمسيرةوُلد كارني، المصرفي السابق الذي يوصف بالمبتدئ سياسيا، عام 1965 في فورث سميث بالأقاليم الشمالية الغربية في كندا، ونشأ في مقاطعة ألبرتا غربي البلاد، وحصل على درجات علمية من جامعتي هارفارد وأكسفورد، وقضى أكثر من عقد في شركة الاستثمار غولدمان ساكس.
تولى منصب محافظ بنك كندا في خضم الأزمة المالية العالمية في 2008، ويُنسب إليه اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة ساعدت في تجنيب كندا ركودا أكثر خطورة. كما تولى قيادة بنك إنجلترا عام 2013 واستمر في المنصب حتى 2020، وهو العام الذي غادرت فيه المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي رسميا.
وفي بريطانيا تم الاعتراف بقدرته على التقليل من آثار خروجها من الاتحاد، رغم أن تقييمه بأن الانفصال عن الكتلة الأوروبية يشكل خطرا على الاقتصاد البريطاني أثار غضب المحافظين الذين كانوا يؤيدون الخروج منها.
وعن شخصيته، تؤكد وزيرة البيئة السابقة الليبرالية كاثرين ماكينا أن كارني شخص "لطيف وذكي"، قائلة في تصريحات إعلامية إنه "رجل جاد ومرح في الوقت نفسه، يهتم كثيرا بكندا".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الانتخابات المقبلة بفرض رسوم جمرکیة الحزب اللیبرالی تهدیدات ترامب الحزب الحاکم ترودو فی
إقرأ أيضاً:
ملفات إبستين تفجر عاصفة سياسية في واشنطن.. الكونجرس يتحرك لاستدعاء مسؤولين بارزين وعلى رأسهم كلينتون
في تطور جديد يعيد إلى الواجهة واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الولايات المتحدة، تصاعد الجدل السياسي والإعلامي حول ملفات رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، المتهم بالاتجار الجنسي واستغلال القاصرات. صحيفة واشنطن بوست كشفت أن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب يواجه ضغوطًا متزايدة بعد قرار إدارته عدم الإفصاح عن وثائق مرتبطة بالقضية، في وقت بدأت فيه أصوات داخل الكونغرس تطالب بالتحقيق وكشف المستور.
تصويت غير مسبوق في الكونجرس.. استدعاء الإدارة والملفات
في خطوة تُعد الأولى من نوعها، صوتت لجنة فرعية في مجلس النواب الأمريكي لصالح استدعاء إدارة ترامب بهدف الحصول على ملفات مرتبطة بإبستين.
المفارقة أن هذا التحرك لم يأت فقط من الديمقراطيين، بل حظي بدعم ثلاثة نواب جمهوريين أيضًا، ما يعكس اتساع رقعة الانقسام داخل الحزب الجمهوري.
النائب الديمقراطي سومر لي كان صاحب المبادرة، إلا أن التحرك أصبح رسميًا بعد دعمه من قبل بعض الجمهوريين، وبموجب لوائح المجلس، ينتظر الآن أن تصدر اللجنة الكاملة بقيادة الجمهوري جيمس كومر قرارات الاستدعاء خلال الأيام المقبلة.
شخصيات سياسية بارزة على قائمة التحقيقات
لم يتوقف الأمر عند استدعاء ملفات ترامب، بل صوتت اللجنة أيضًا على استدعاء جميع الاتصالات المتعلقة بإبستين بين إدارة الرئيس السابق جو بايدن ومسؤولين آخرين، بالإضافة إلى عدد كبير من الشخصيات البارزة من الإدارات الجمهورية والديمقراطية المتعاقبة.
وتضم القائمة أسماء ثقيلة مثل الرئيس الأسبق بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، ومدراء مكتب التحقيقات الفيدرالي السابقين، إلى جانب وزراء عدل سابقين من إدارات مختلفة، بل حتى المدعي الخاص روبرت مولر.
شهادة ماكسويل المرتقبة.. محطة مفصلية
أصدر كومر، رئيس لجنة الرقابة، أمرًا باستدعاء جيسلين ماكسويل، الشريكة السابقة لإبستين والمدانة في قضايا جنسية، للإدلاء بشهادتها الشهر المقبل في جلسة استماع تعقد بولاية فلوريدا. شهادة ماكسويل قد تكون مفتاحًا لفك غموض ملفات إبستين، خاصة في ظل تسريبات بأن أسماءً من الوزن الثقيل قد ترد في تلك الوثائق.
انقسام جمهوري ورسائل الناخبين
واشنطن بوست رصدت انقسامًا آخذًا في التنامي داخل صفوف الجمهوريين، في وقت يستعد فيه النواب لقضاء عطلتهم البرلمانية التي تمتد لخمسة أسابيع، يستمعون خلالها إلى ناخبيهم الذين يبدون اهتمامًا كبيرًا بهذه القضية. ويبدو أن هناك مخاوف متزايدة لدى بعض الجمهوريين من أن تتوسع القضية لتشمل وجوهًا مؤثرة في الحزب.
ملفات إبستين.. عاصفة لم تهدأ
ما بين مطالبات بكشف المستور، واستدعاءات تطال رموزًا من مختلف الإدارات، يبدو أن قضية إبستين لم تُغلق بعد، بل تحولت إلى كرة نار تتدحرج في قلب المشهد السياسي الأمريكي. ومع تصدعات داخل الحزب الجمهوري وتنامي الضغوط الشعبية، قد تحمل الأسابيع القادمة تطورات مفصلية، ليس فقط في قضية إبستين، بل في مصير شخصيات كانت في قلب السلطة لعقود.