أوتاوا – أعلن الحزب الليبرالي الكندي، مساء أمس الأحد، عن زعيمه الجديد مارك كارني بعد فوز كاسح في الجولة الأولى لانتخابات الحزب بنسبة 85.9% من الأصوات، ومن المقرر أن يتولى رئاسة الحكومة قريبا خلفا لرئيس الوزراء المستقيل جاستن ترودو.

لكن اختيار المصرفي السابق يأتي -حسب محللين- في وقت حرج تشهد فيه كندا صعوبات اقتصادية وتضخما في الأسعار وتهديدات بفرض رسوم جمركية أميركية على صادراتها، إضافة إلى تراجع شعبية الحزب الحاكم، مما أدى إلى استقالة ترودو في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي.

وجاء إعلان فوز كارني في حفل للحزب بالعاصمة أوتاوا حضره كل من ترودو ورئيس الوزراء الأسبق جون كريتيان، وألقيا فيه كلمات عاطفية ركزت على الوحدة الوطنية وإنجازات الحزب عبر السنين الماضية، والجهود المبذولة لمواجهة تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصادرات الكندية والتلويح بضم البلاد لتكون الولاية الأميركية الـ51، وأكدا أن "الكنديين يواجهون تحديا وجوديا واقتصاديا من جانب جارتهم".

توظيف سياسي

كما طالب زعيم الحزب الليبرالي الجديد، في خطاب النصر، الرئيس الأميركي باحترام كندا، محذرا من استمرار ما سماها السياسات الأميركية التي تهدد المصالح الكندية، ومؤكدا أن "الأميركيين يريدون بلدنا، ولا يمكننا أن نسمح لترامب بالانتصار".

إعلان

وكان الحزب قد دأب خلال الشهرين الماضيين على توظيف تهديدات ترامب لحشد دعم المواطنين الكنديين والتركيز على خطاب الوحدة وصرف الأنظار عن الانتقادات التي لاحقت أداء حكومة ترودو في ملفات منها الهجرة والاقتصاد.

يرى المحلل السياسي عمر حسن روبلي أن الحزب الليبرالي استثمر تهديدات ترامب لصياغة خطاب سياسي يوحد الكنديين ويصرف أنظارهم عن أي انتقادات داخلية، مضيفا أنه نجح إلى حد كبير في تنظيم حملة مكثفة لهذا الغرض، وأن المتابع لجهود ترودو في الأيام الأخيرة وكذلك خطاب كارني الانتخابي يدرك وجود خطة للاستفادة من الحرب التجارية التي أطلقها ترامب، لتحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات المقبلة.

ولا يستبعد روبلي أن تكون هذه الخطة وراء انتعاش شعبية الحزب الحاكم خلال فترة وجيزة ليكون في وضع مقارب لمنافسه حزب المحافظين في استطلاعات الرأي الأخيرة، بعد أن كان الليبرالي متأخرا بفارق 20% في نوايا التصويت في يناير/كانون الثاني الماضي.

صعوبات عدة

وعن التحديات أمام الزعيم الجديد للحزب الليبرالي، يقول روبلي إن كارني يواجه صعوبات عدة يمكن إجمال أبرزها في النقاط الآتية:

المشكلات الاقتصادية وتضخم الأسعار وأزمة السكن. تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على الصادرات الكندية والتلويح بضمها لتكون الولاية الأميركية الـ51. تزايد شعبية حزب المحافظين خلال السنوات الأخيرة وحملتهم الموجهة نحو إضعاف الحزب الحاكم من خلال الضغط المستمر على نقاط ضعف حكومة الليبراليين خلال العقد الماضي، مع التركيز على أن زعيمم الجديد ليس سوى امتداد لفلسفة ترودو في الحكم.  تراجع شعبية الحزب الحاكم في السنوات الأخيرة، مما دعا ترودو إلى الاستقالة، رغم الجهود المبذولة لاستعادة المكانة قبل خوض الانتخابات العامة. قلة الوقت المتاح لإجراء تغييرات من شأنها أن تسهم في كسب ثقة المواطنين الكنديين. إعلان

وحسب المحلل روبلي، يتمتع كارني بسمعة اقتصادية طيبة نالها من مسيرته المهنية حاكما لمصرفي كندا وإنجلترا في فترات حرجة اقتصاديا.

واستدرك أن فوزه في الانتخابات المقبلة رئيسا لوزراء كندا مرهون بما سيحققه خلال هذه الفترة القصيرة ومدى نجاح برنامجه الانتخابي، ونجاعة خططه الاقتصادية لكسب ثقة المواطن الكندي وكذلك طريقة تعامله مع تهديدات ترامب. وأشار إلى أن كارني "سيخوض على الأرجح سباقا محموما مع المحافظين في الانتخابات المقبلة".

في السياق ذاته، يرى خبراء أن كندا مقبلة على حرب دبلوماسية وتجارية ما لم يتراجع ترامب عن تهديداته بفرض رسوم جمركية على صادرات الجارة الشمالية، ويسعى الحزب الليبرالي إلى تكريس فكرة مفادها أن الانتخابات المقبلة ستركز على اختيار الأكفأ لمواجهة الحرب التجارية بين أوتاوا وواشنطن، وتجاوز أي تبعات اقتصادية لها في حال تنفيذها بشكل نهائي في أبريل/نيسان المقبل.

الميلاد والمسيرة

وُلد كارني، المصرفي السابق الذي يوصف بالمبتدئ سياسيا، عام 1965 في فورث سميث بالأقاليم الشمالية الغربية في كندا، ونشأ في مقاطعة ألبرتا غربي البلاد، وحصل على درجات علمية من جامعتي هارفارد وأكسفورد، وقضى أكثر من عقد في شركة الاستثمار غولدمان ساكس.

تولى منصب محافظ بنك كندا في خضم الأزمة المالية العالمية في 2008، ويُنسب إليه اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة ساعدت في تجنيب كندا ركودا أكثر خطورة. كما تولى قيادة بنك إنجلترا عام 2013 واستمر في المنصب حتى 2020، وهو العام الذي غادرت فيه المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي رسميا.

وفي بريطانيا تم الاعتراف بقدرته على التقليل من آثار خروجها من الاتحاد، رغم أن تقييمه بأن الانفصال عن الكتلة الأوروبية يشكل خطرا على الاقتصاد البريطاني أثار غضب المحافظين الذين كانوا يؤيدون الخروج منها.

وعن شخصيته، تؤكد وزيرة البيئة السابقة الليبرالية كاثرين ماكينا أن كارني شخص "لطيف وذكي"، قائلة في تصريحات إعلامية إنه "رجل جاد ومرح في الوقت نفسه، يهتم كثيرا بكندا".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الانتخابات المقبلة بفرض رسوم جمرکیة الحزب اللیبرالی تهدیدات ترامب الحزب الحاکم ترودو فی

إقرأ أيضاً:

كندا تحقق ضد جنود إسرائيليين بشبهة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة

أفاد تقرير، اليوم الثلاثاء، بأن الشرطة الملكية الكندية فتحت تحقيقا، في بداية العام الماضي، بشبهة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الحرب على غزة ، ما أثار قلقا في أوساط الجالية اليهودية والمواطنين الإسرائيليين في كندا، لأن هذه المرة الأولى التي تجري فيها كندا تحقيقا رسميا كهذا.

وتطلق الشرطة الملكية الكندية هذه الأنواع من التحقيقات تسمية "تحقيقات هيكلية"، والتي تندرج ضمن برنامج كندا للجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب (CAHWCP)، وهو جهد مشترك بين الشرطة الملكية الكندية ووزارة العدل ووكالة خدمات الحدود الكندية ووزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية، وفق ما ذكر التقرير الذي نشره الموقع الإخباري "تورونتو ستار"

ويتعلق هذا التحقيق بمواطنين كنديين مشتبهين بالضلوع في جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب على غزة، وذلك في إطار خدمتهم في الجيش الإسرائيلي، ويرجح أن يشمل التحقيق جمع أدلة وتبادل معلومات مع سلطات دولية وتقديم لوائح اتهام إلى محاكم كندية.

ولم تعلن الشرطة الكندية من قبل عن التحقيق في "جرائم تتعلق بالصراع بين إسرائيل و حماس "، خلافا للتحقيق الذي تجريه حول جرائم حرب ارتكبت في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي كان النشر عنها واسع الانتشار.

وأشار موقع "واينت" في هذا السياق، اليوم، إلى وجود مواطنين كنديين كثيرين الذين يوصفون بأنهم جنود فرادا، بمعنى أنهم يتواجدون في إسرائيل لوحدهم وبدون عائلاتهم. وهناك مواطنون إسرائيليون يسكنون في كندا وجاؤوا إلى إسرائيل خلال الحرب من أجل الخدمة العسكرية، ثم عادوا إلى كندا.

وتقول وزارة العدل الكندية أن برنامج CAHWCP "هدفه منع ملاذ آمن عن مجرمي حرب، والعمل من أجل تحميل المسؤولية وإنفاذ القانون ضد هذه الجرائم".

وتعتبر إسرائيل أن التحقيق الكندي ضد جنودها يشكل تصعيدا لأزمة العلاقات بين الدولتين، بعد أن أدانت كندا في بيان مشترك مع بريطانيا وفرنسا، الشهر الماضي، "توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة"، مهددةً بفرض "عقوبات محددة" على إسرائيل. كما دعا البيان حماس إلى إطلاق سراح باقي الأسرى الإسرائيليين. وحثت كندا إسرائيل، الأسبوع الماضي، على التخلي عن خططها لبناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، وأكدت أن ذلك سيكون غير قانوني.

وذكر "واينت" أنه تسود في أوساط الجالية اليهودية والإسرائيليين في كندا تخوفات من اعتقالات أو أوامر استدعاء للتحقيق ضد الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي خلال الحرب. ونقل "واينت" عن مسؤول في الجالية اليهودية قوله إن "الشعور هو أننا أمام اشتعال للوضع".

وكتب إسرائيلي يسكن في كندا في مجموعة واتساب للإسرائيليين هناك أنه "نتواجد قبل وقت قصير جدا قبل تنفيذ اعتقالات ضد "جرائم حرب". وشبان كنديون كانوا أو ما زالوا في الجيش، سيحاكمون لدى عودتهم إلى كندا. وهذا أمر جدي للغاية يا رفاق. وهناك محامون باتوا يعنون بهذا الأمر. لكنهم لا يحققون مع الغزيين الذين جاروا إلى هنا".

ووصف إسرائيلي آخر التحقيق الكندي بأنه "ذروة معاداة السامية"، فيما أشار إسرائيلي ثالث في مجموعة الواتساب إلى أن هذا "يجعل الإسرائيليين يفكرون مرة أخرى إذا كانوا سيرسلون أولادهم إلى الخدمة في البلاد كجنود فرادا. وكندا أصبحت أكثر عداء تجاهنا يوميا"، حسبما نقل "واينت" عنهم.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية هكذا برر الجيش الإسرائيلي ما جرى صباح اليوم غرب رفح مقتل 3 جنود إسرائيليين برتبة رقيب أول في معارك شمال غزة يديعوت : بحبح يواصل المفاوضات مع حماس بطلب من ويتكوف الأكثر قراءة حديث عن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة 2025 إسرائيل: مسؤول ملف الأسرى يُطلع عائلات المحتجزين بغزة على تطوّرات الصفقة محدث: شهيد وإصابات برصاص الاحتلال خلال اقتحام نابلس باسم نعيم: حماس قبلت بمقترح ويتكوف وننتظر رد الاحتلال عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • كندا تحقق ضد جنود إسرائيليين بشبهة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة
  • خناقة بين سكرتير الهيئة الوفدية وعضو بالحزب في اجتماع الهيئة العليا
  • هل يعود كيليجدار أوغلو لزعامة حزب الشعب الجمهوري؟
  • تحديات لبنان أمام تقدم سوريا في الانفتاح الدولي
  • حزب صوت الشعب يدعو لاعتصامات سلمية أمام بعثة الأمم المتحدة: العودة للشعب هي الحل الوحيد
  • تحديات كبيرة امام القوات رغم النجاحات..
  • هل انضمام كندا للقبة الذهبية الأميركية يشكل عبئا على الاقتصاد؟
  • الجيل الديمقراطي ينظم صالونًا سياسيًا بعنوان «تحديات الانتخابات البرلمانية 2025»
  • وزير الصحة: الالتزامات الدولية غائبة والدولة أمام تحديات حاسمة
  • المنصوري تعلن عودة المهاجري إلى المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة