في خطوة مفاجئة، قررت قناة “فرانس 5” سحب وثائقي كان مقررا عرضه الأسبوع المقبل، “يثبت تورط الجيش الفرنسي في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الجزائريين خلال الثورة التحريرية، دون تقديم مبررات مقنعة”.

وفي التفاصيل، وبعد عرض الوثائقي على القناة السويسرية “أر.تي.أس”، كان من المنتظر أن يعرض الوثائقي ذاته على “فرانس 5” يوم الأحد القادم 16مارس، غير أن القناة قررت سحبه دون تحديد موعد جديد .

ويتناول الوثائقي “الجزائر، وحدات الأسلحة الخاصة”، الذي أخرجته “كلير بييه”، “استخدام فرنسا لأسلحة كيميائية محظورة بين 1954 و1959”.

وتظهر الوثائق أن “هذه الممارسات تتعارض مع بروتوكول جنيف لعام 1925، الذي يمنع اللجوء إلى هذه الأسلحة”.

وذكرت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية “أن القناة اكتفت بالإعلان عن إتاحته على موقعها الإلكتروني بداية من اليوم الأربعاء.”

وجاء القرار في ظل تزايد النقاش حول الجرائم الاستعمارية الفرنسية في الجزائر.

وعبرت المخرجة “كلير بييه”، التي علمت بالخبر من شركة الإنتاج “سولنت” المسؤولة عن المشروع، عن استغرابها من هذا القرار، معتبرة “أنه قد يزيد الجدل ويصب “الزيت على النار”، خاصة أن الفيلم مدعوم بوثائق رسمية تثبت تورط الجيش الفرنسي في استخدام الأسلحة الكيميائية”.

وكان التلفزيون السويسري قد بث الوثائقي يوم 9 مارس، حيث استعرض تفاصيل مثيرة حول “كيفية استعمال الجيش الفرنسي لهذه الأسلحة المحظورة، استنادا إلى وثائق تاريخية وشهادات حية”.

وكشفت المستندات التي نشرها المؤرخ “كريستوف لافاي” أن “القائد العسكري الفرنسي في الجزائر وجه طلبا رسميا لوزير القوات المسلحة في مارس 1956، للسماح باستخدام الأسلحة الكيميائية، وهو ما تمت الموافقة عليه”.

وأظهرت الوثائق أن “الجيش الفرنسي استخدم غاز الخردل المستخرج من مخزونات الحرب العالمية الأولى، حيث استعمل في أكثر من 8000 إلى 10000 عملية قصف بمختلف مناطق الجزائر، رغم التزام فرنسا العلني بحظر هذه الأسلحة”.

وتمكن المؤرخ “كريستوف لافاي” من توثيق 440 هجوما بغازات سامة، ورسم خريطة تحدد مواقع القصف، رغم أن الحصيلة الكاملة لا تزال غير مكتملة.

وتشير المعطيات إلى “أن هذه العمليات كانت جزءا من استراتيجية قمعية ممنهجة”.

تجدر الإشارة إلى أن “فرنسا لم تصادق رسميا على حظر الأسلحة الكيميائية إلا عام 1993، مما يظهر تناقضها في احترام الاتفاقيات الدولية، ويعيد فتح ملف انتهاكاتها الجسيمة خلال الحقبة الاستعمارية”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الاسلحة النووية فرنسا والجزائر فيلم وثائقي الأسلحة الکیمیائیة الجیش الفرنسی

إقرأ أيضاً:

عاجل| المواصفات تمنع 3 مصانع محلية من بيع المدافئ وتحجز كميات منها

صراحة نيوز- أعلنت مؤسسة المواصفات والمقاييس الأردنية، اليوم السبت، عن منع ثلاثة مصانع محلية من بيع المدافئ في السوق المحلي، وذلك لحين استكمال نتائج الفحوصات الفنية التي تجريها الجمعية العلمية الملكية على عينات من هذه المدافئ.

وجاء هذا القرار في أعقاب حوادث الاختناق الأخيرة التي أسفرت عن وفاة عدد من الأشخاص نتيجة تسرب الغازات من بعض المدافئ، حيث تأتي الإجراءات ضمن حرص المؤسسة على سلامة المواطنين وضمان التزام المنتجات بالمعايير الفنية المعتمدة.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تمنع إسرائيل من شن عملية عسكرية واسعة ضد حزب الله في بيروت
  • اكتشاف مادة كيميائية في الشوكولاتة تبطئ تطور الشيخوخة
  • الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة في الساحل وتؤكد التزام الجيش بالقانون الدولي
  • عاجل| المواصفات تمنع 3 مصانع محلية من بيع المدافئ وتحجز كميات منها
  • مطرانية الأردن للروم الأرثوذكس تعرض الفيلم الوثائقي-الدرامي «جوهرة الصحراء» في عمّان
  • أين تختبئ المواد الكيميائية الأبدية في مشترياتك؟
  • غزة تحت المطر.. خيام لا تقي وشتاء يفضح عجز العالم
  • غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
  • نيويورك تايمز: أميركا لا تستطيع صناعة ما يحتاجه جيشها
  • بنزيما لا يقفل باب العودة إلى المنتخب الفرنسي