مصورة إيرانية توثق معاناة نساء كرديات حرقن أنفسهن احتجًاجا على العنف الاجتماعي
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كانت الكردية، شهناز، تبلغ من العمر 22 عامًا عندما اتصل بها شقيقها مهددًا إياها بالقتل، بعد إشاعات عن لقاءٍ حصل بينها وبين شاب. عندها توجّهت الشابة إلى ساحة منزلها وأضرمت النار في نفسها من شدّة خوفها.
عند إدراك ما حصل، سرعان ما أخمدت عائلتها النيران بملاءة، وقاموا بنقلها إلى المستشفى للخضوع للعلاج.
ورُغم خروجها من المستشفى بعد فترة، إلا أنّ شهناز، التي تبلغ من العمر 32 عامًا الآن، تبدو مختلفة، مع امتداد آثار الحروق على وجهها، وذراعيها، وجسمها، ما يذكرها بالكابوس الذي حصل قبل عِقد من الزمن.
هذه ليست قصة نادرة بين النساء الكرديات، حيث أشار تقرير من منظمة العفو الدولية "أمنيستي" من عام 2008 إلى ارتفاع معدلات الانتحار بينهن.
وكرّست المصورة الوثائقية الإيرانية الأصل، شقایق مرادیان نجاد، ثلاثة أعوام في توثيق هذه الظاهرة بين النساء الكرديات في أربع دول: إيران، والعراق، وتركيا، وسوريا.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قالت مرادیان نجاد المقيمة في كندا حاليًا: " من خلال بحثي، وجدت أن العوامل الأساسية التي تدفع النساء الكرديات إلى حرق أنفسهن تشمل العنف الأسري، والفقر، وزواج الأطفال، والزواج القسري، والمشاكل المتعلقة بالصحة العقلية".
كما لاحظت المصورة الإيرانية كيف حاولت بعض المجتمعات إخفاء هذه الحالات في كثير من الأحيان، والنظر إليها كحوادث معزولة بدلاً من اعتبارها مشكلة تهدّد الفتيات.
وأكّدت مرادیان نجاد: "باعتباري مصورة وثائقية، أنا أسعى لاستخدام القصص المرئية لجذب الانتباه إلى المواضيع التي تبقى في الخفاء".
"فعل مدفوع باليأس"خلال مهمّتها، قابلت المصورة الإيرانية العديد من الناجيات، بالإضافة إلى عائلات العديد من النساء اللواتي توفين نتيجة إصابتهن بحروق.
وأوضحت مرادیان نجاد: "بالنسبة إلى العديد منهن، لا يُعد إحراق أنفسهن فعلاً مدفوعًا باليأس فحسب، بل هو تعبير مأساوي عن الغضب والاحتجاج على ظروفهن".
وتُفضِّل العديد من العائلات إخفاء هذه القصص بسبب وصمة العار والمحرمات الاجتماعية، حيث رأت المصورة الإيرانية أن "تجاهل المشكلة لا يجعلها تختفي".
العمل بشكلٍ سريمنذ بداية عملها على المشروع، أدركت مرادیان نجاد أهمية بناء الثقة مع الأشخاص في صورها، بسبب خوضهم مواقف شخصية مؤلمة للغاية، ولفتت إلى أنّ اكتساب الثقة يحتاج إلى الصبر، والعطف، والالتزام الحقيقي للاستماع لقصصهم.
وكانت المقابر المكان الذي قابلت فيه المصورة الإيرانية أولى العائلات التي وافقت على المشاركة في المشروع.
وقالت مرادیان نجاد: "حرصت على التعامل مع العائلات برقة واحترام.. كنت أعبّر عن نيتي وأقول: أعلم أنّ هذه القصة مليئة بالحزن، ولكن إذا سمحتم لي بتوثيقها، فقد نُساهِم في منع نساء أخريات من مواجهة المصير ذاته".
كان عامل اللغة تحديًا آخر واجهته المصورة الإيرانية، حيث يتم التحدث باللغة الكردية بلهجات متعددة في بلدان مختلفة.
وفي إيران، تمكنت مرادیان نجاد من التواصل مع الأشخاص بشكلٍ مباشر، ولكنها اعتمدت على المترجمين في بلدان أخرى.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أقليات إقليم كردستان التصوير العنف العنف الأسري العنف ضد المرأة المرأة اليوم العالمي للمرأة حقوق المرأة قضايا المرأة تبلغ من العمر العدید من
إقرأ أيضاً:
صور مرحة ومجنونة تستكشف ماضي مهرجان كان السينمائي قبل عصر كاميرات الهواتف
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كانت بداية المصور ديريك ريدجرز بـمهرجان كان السينمائي في العام 1984، عندما تمّ تكليفه بتصوير منسّق الأغاني ومغني الراب أفريكا بامباتا، الذي كان موجودًا في المدينة للترويج لظهوره القصير في فيلم "Beat Street"، للمخرج الأمريكي ستان لاثان، لصالح مجلة "NME" الموسيقية.
وقال ريدجرز، المعروف على نطاق واسع بصوره المميّزة للثقافات الفرعية البريطانية، لـCNN: "لا أعتقد أنني فكرت يوماً في (مدينة) كان، أو في مهرجانها السينمائي، قبل أن أذهب".
وأضاف: "نرى تقارير عنه (المهرجان) على التلفزيون سنويًا، لكنه لم يكن له أي تأثير كبير على حياتي من قبل".
وعاد ريدجرز إلى مدينة المنتجعات الفرنسية 11 مرة أخرى، وخلالها قال إنه "لم يشاهد سوى فيلمين فقط"، "Beat Street" و"December Bride"، للمخرج الإيرلندي الثاديوس أوسوليفان.
وتساءل: "إذا كنت على الريفييرا الفرنسية والشمس ساطعة، فلماذا تختار الذهاب إلى السينما إذا لم تكن مضطراً؟". عوض ذلك، ركّز ريدجرز على المشاهد الآسرة وأحياناً المثيرة للجدل التي كانت تدور حوله، فصوّر المشاهير، وعارضات الأزياء الشابات، والممثلات الصاعدات، بالإضافة إلى زملائه المصوّرين.
بعد ثلاثة عقود، ضمّ كتاب جديد نشرته دار IDEA بعنوان "Cannes"، يضمّ بين دفّتيه نحو 80 صورة من أرشيف ريدجرز. ويُعرض المهرجان في الكتاب بصورة تختلف كثيراً عن نسخته المعاصرة.
أما النسخة الحالية، التي تستمر حتى 24 مايو/ أيار الجاري، ستُتابع إلى حد كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي. أما في صور ريدجرز التي التقطها في الثمانينيات والتسعينيات، فلا وجود للهواتف المحمولة ولا حتى للكاميرات المدمجة، وكانت لحظات صنع النجومية، والتصريحات السياسية، وتاريخ الموضة تُنقل عادةً عبر التلفزيون والصحف المطبوعة.
وقال ريدجرز، الذي قضى، إلى جانب مهامه المهنية، جزءًا كبيرًا من الثمانينيات والعقد الذي سبقه في توثيق حركة "البانك" وحليقي الرؤوس والعشاق الجدد بلندن: "لطالما انصبّ اهتمامي على الناس، وأعتقد أنه كان دراسة للحالة الإنسانية".