تصاعد الهجمات في باكستان.. أزمة أمنية تهدد الاستقرار
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد باكستان تصاعدًا ملحوظًا في الهجمات المسلحة والإرهابية، مما يُثير قلقًا واسعًا بشأن استقرار البلاد وقدرتها على مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، تأتي هذه الهجمات نتيجة لتداخل عوامل معقدة سياسية وأمنية وطائفية، مما يجعل حلولها أكثر تعقيدًا.
تصاعد النشاط المتطرف
من أبرز العوامل التي تُسهم في هذا التصعيد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة وحركة طالبان باكستان، مما أعطى الجماعات المتطرفة مساحة أوسع لتنفيذ هجماتها.
تأثيرات انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان
انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان أوجد فراغًا أمنيًا كبيرًا استغلته الجماعات المتشددة. المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان أصبحت ساحة لنشاط هذه الجماعات، مما أثر على حياة السكان المحليين وأثار قلقًا دوليًا.
التوترات الطائفية والاقتصادية
التوترات الطائفية، خاصة في المناطق مثل كرم وأوركزائي، زادت من تعقيد الوضع الأمني. كما أن الأزمات الاقتصادية والسياسية الداخلية تضعف من قدرة الحكومة على التركيز على الملف الأمني.
تصعيد الأزمة..الأسباب والتداعيات
تصاعد الهجمات في باكستان لا يمكن عزله عن السياقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأوسع.
و الأزمات الاقتصادية الداخلية، مثل التضخم والبطالة، جعلت الحياة اليومية أكثر صعوبة، مما أدى إلى إحباط شعبي وتزايد الاستقطاب.
هذا الوضع شجع الجماعات المتطرفة على استغلال الضعف الاجتماعي والاقتصادي لتوسيع نفوذها.
مخاطر إقليمية ودولية
العنف في باكستان له تأثير إقليمي ودولي. المناطق الحدودية مع أفغانستان أصبحت ملاذًا للجماعات المسلحة، مما يشكل تهديدًا للاستقرار في جنوب آسيا. كما أن تصاعد الهجمات قد يؤثر على العلاقات الدولية لباكستان، خاصةً مع الدول التي تتوقع تعزيز الجهود الأمنية لمحاربة الإرهاب.
أثر الهجمات على المدنيين
لا يقتصر تأثير الهجمات على الخسائر المادية والبشرية، بل يشمل أيضًا التأثير النفسي والاجتماعي على المجتمعات المحلية، حيث أصبح الخوف والقلق جزءًا من الحياة اليومية للعديد من المدنيين، مما يزيد من التحديات أمام تحقيق الاستقرار الاجتماعي.
أبرز الهجمات الأخيرة في باكستان
هجوم على قطار في بلوشستان: في 11 مارس 2025، قام مسلحون بتفجير جزء من السكك الحديدية واحتجاز مئات الركاب كرهائن على متن قطار في إقليم بلوشستان.
وتمكنت قوات الأمن من تحرير 190 راكبًا، بينما قُتل 30 من المهاجمين. تبنت جماعة "جيش تحرير بلوشستان" هذا الهجوم، الذي يُعد من أعنف الهجمات في المنطقة.
هجوم على قافلة أمنية: في وقت سابق من هذا العام، تعرضت قافلة أمنية لهجوم انتحاري في منطقة خيبر بختونخوا، مما أسفر عن مقتل عدد من الجنود والمدنيين.
و هذا الهجوم يعكس تصاعد نشاط الجماعات المتطرفة في المناطق الحدودية.
هجوم على مركز أمني في بلوشستان: في فبراير 2025، استهدفت جماعة مسلحة مركزًا أمنيًا في منطقة حدودية، مما أسفر عن مقتل عدد من أفراد الأمن وتدمير المنشأة جزئيًا.
و تبنت جماعة "جيش تحرير بلوشستان" هذا الهجوم أيضًا
حلول وتوصياتيتطلب مواجهة هذا الوضع استراتيجيات متعددة تشمل..
- تعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية لتحسين التنسيق والاستجابة.
- تقوية البرامج التنموية والاجتماعية للحد من تجنيد الشباب في الجماعات المتطرفة.
- تعزيز التعاون الإقليمي مع الدول المجاورة لمواجهة التحديات المشتركة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: باكستان هجمات إرهابية إكسبريس جعفر أزمة أمنية الجماعات المتطرفة فی باکستان تصاعد ا
إقرأ أيضاً:
محاكمة كاميروني بأميركا بتهمة التآمر ودعم الجماعات الانفصالية
سلّم المواطن الكاميروني إيريك تانو تاتاوي نفسه للسلطات الأميركية، عقب صدور لائحة اتهام فدرالية بحقه، أصدرتها هيئة محلفين كبرى في مدينة بالتيمور.
وتضمنت اللائحة اتهامات بالتآمر لتقديم دعم مادي لجماعات انفصالية مسلحة في الكاميرون، إلى جانب توجيه تهديدات بالإيذاء أو الاختطاف ضد مدنيين كاميرونيين.
ويُعتبر تاتاوي، البالغ من العمر 38 عاما والمقيم في ولاية ماريلاند، من أبرز المحرضين على العنف خلال تصاعد الأزمة الانفصالية في المناطق الناطقة بالإنجليزية من الكاميرون في أواخر العقد الماضي.
وقد ذاع صيته على منصات التواصل الاجتماعي عام 2017، عندما تحوّلت احتجاجات سلمية إلى صراع مسلح تقوده جماعات تطالب باستقلال ما يُعرف بـ"أمبازونيا".
قيادة من المنفىووفق شهادة الصحفي كولبيرت نكواين من مدينة باميندا، برز تاتاوي عام 2017 كأحد القادة في المنفى، حيث دعا الشباب إلى حمل السلاح ونسق هجمات من خارج البلاد.
وقد استخدم الاسم المستعار "غاري ماستر"، وهو لقب ارتبط بأساليب عنف وتشويه جسدي، انتهجها بعض المسلحين في سياق عمليات انتقامية.
كما أوردت تقارير أنه كان يروّج لحملات "عصيان مدني" من خلال الإضرابات الشاملة، وحرّض على مقاطعة المدارس الحكومية، فضلا عن جمع التبرعات لتمويل العمليات المسلحة.
إعلان تراجع نفوذ القيادات في المنفىورغم تأثيره الواسع في المراحل الأولى من النزاع، يرى محللون أن نفوذ القيادات المقيمة في الخارج، ومن بينهم تاتاوي، بدأ بالتراجع في السنوات الأخيرة، مع لجوء الجماعات المسلحة إلى وسائل تمويل تقوم على الابتزاز واحتجاز الرهائن مقابل فدى مالية.
وفي هذا السياق، قال أري ألفيس نتوي، المحلل البارز في مجموعة الأزمات الدولية، إن "توجيه الاتهام لتاتاوي في الولايات المتحدة يُعد خطوة مهمة"، لكنه أبدى خشيته من أن تكون متأخرة، مضيفا: "منذ عامين لم يعد اسم إيريك تاتاوي يتردد كثيرا في المعارك على الأرض. ومع ذلك، من الضروري توجيه رسالة واضحة مفادها أن المساءلة آتية، عاجلا أم آجلا".
يواجه احتمالا بالسجن حتى 15 عامافي حال إدانته، قد يُحكم على تاتاوي بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاما بتهمة تقديم دعم مادي لجماعات مسلحة، إضافة إلى 5 سنوات عن كل تهمة تتعلق بتهديد مدنيين عبر وسائل الاتصال.
وتأتي هذه القضية في وقت تعاني فيه الأزمة الكاميرونية من جمود سياسي، وسط تراجع الاهتمام الدولي وصعوبة التوصل إلى تسوية شاملة، بينما يواصل المدنيون في مناطق النزاع دفع ثمن الصراع المستمر.