هل تخضع اليمن؟ قراءة في وهم التحالف الصهيوأمريكي
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
أسماء الجرادي
في عدوان صهيوأمريكي جديد استهدف اليمن بكل عنفه وعدوانيته، تتجلى محاولات يائسة لإخضاع هذا الشعب الصامد وكسر عزيمته. يسعى هذا التحالف، المكون من القوى الكبرى (أمريكا، بريطانيا، إسرائيل) وأعوانهم الإقليميين، لإيقاف دعم اليمنيين للمقاومة في غزة، تحت غطاء تحقيق أهداف طالما كانت مجرد أحلام واهية سبق أن جُرّبت ولم تُفلح.
كما أن مرتزقة هذا التحالف من اليمنيين يظنون أن هذا العدوان هو المفتاح لتحقيق مآربهم، كما حلموا سابقًا خلال “عاصفة الحزم”. آنذاك، تصوروا أن بإمكانهم العودة إلى صنعاء وإعادة سلطتهم الزائلة، لكن عقدًا من الزمان كان كافيًا لإثبات أن هذه الآمال ليست إلا أوهامًا.
ورغم سنوات العدوان التي شهدت قصفًا وقتلًا وتدميرًا لكل أركان الحياة في اليمن، ما زال بعض المتوهمين يرون أن التحالف الأمريكي سيحقق لهم النصر الحتمي، معتمدين على الأسطورة القائلة بأن أمريكا هي القوة التي لا تُقهر وبالكلمات والتصريحات المجنونة للمجرم الطاغية ترامب. لكن التاريخ والواقع يثبتان عكس ذلك؛ فاليمن واجه أعتى تحالف عسكري في التاريخ الحديث، شارك فيه أكثر من 17 دولة، واستخدمت فيه أحدث الأسلحة وأشدها فتكًا، ومع ذلك، لم يحقق المعتدون أهدافهم، بل فشلوا في كسر إرادة هذا الشعب.
ثم إن هذا العدوان لم يكن الأول؛ فقد بدأ العدوان الأمريكي-البريطاني-الصهيوني قبل أكثر من عام مع بدء الدعم اليمني لفلسطين. وقد قامت العديد من العمليات العسكرية الصهيوأمريكية لردع اليمن، لكنها فشلت، وانتصر اليمنيون كما انتصرت الإرادة الفلسطينية.
عندما بدأت حرب التحالف السعوأمريكي قبل عشرة أعوام، لم يكن اليمن يملك من القوة العسكرية ما يكفي لمواجهة هذا العدوان الكبير والغادر. ومع ذلك، كانت هناك مشاهد أسطورية للعمليات اليمنية ولمقاتلين يمنيين وهم يقتحمون مواقع الأعداء حفاة القدمين، مسلحين فقط بإيمانهم الراسخ وعتادهم الشخصي البسيط. لم تكن قوة اليمن في السلاح أو العدد، بل في الإيمان بالله والثقة بنصره. هذا الصمود الذي أدهش العالم ما هو إلا آية من آيات الله لكل من يتفكر ويتدبر.
المتأمل للأحداث يرى كيف أن الأعوام الماضية كانت تحمل الكثير من الدروس والعبر والآيات الإلهية. فحركة بسيطة ومحدودة، مثل أنصار الله، تحولت خلال سنوات إلى قوة عالمية تهدد أمريكا وإسرائيل. هذه التحولات، رغم استشهاد قائدها المؤسس في وقت مبكر من المواجهة، تؤكد أن ما شهدته اليمن ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة لقوة إيمانية ودعم إلهي واضح للعيان.
اليوم، قادة التحالف الصهيوأمريكي لم يستوعبوا حقيقة أن مواجهة قوة إلهية، مستمدة من إيمان شعب حر، ليست مجرد معركة عسكرية. والسؤال الحقيقي هنا: هل يظن المعتدون أن أسلحتهم وقوتهم العسكرية قادرة على مواجهة قوة الله؟
الشعب اليمني يتمتع بإرادة صلبة وعزيمة لا تنكسر أو تلين. فمنذ القدم، لم يُعرف اليمنيون بالاستسلام أو الخضوع، بل واجهوا كل محاولات الغزو بصلابة أذهلت أعداءهم. واليوم، في ظل هذا العدوان ، يظهر اليمني أقوى من أي وقت مضى، مؤكدًا أن العمليات العسكرية والتهديدات لا تزيده إلا اصرار وتصميمًا على المضي في طريق النصر.
اليمن ليس فقط بلدًا قويًا بإيمانه وصامدًا، بل هو رمز للإرادة التي لا تنحني. وتكرار العدوان ومحاولات الترهيب لم تضعف هذا الشعب، بل زادت من شراسته في المواجهة. فلقد فهم اليمنيون بعمق معنى “الله أكبر” التي يرددونها كثيراً في صلواتهم، وجعلوها شعارًا يقودهم في معركتهم ضد الظلم.
وأما دعم غزة فهو ليس مجرد موقف سياسي، بل هو واجب ديني وإنساني أمرنا الله به لنقي أنفسنا من غضبه وعقابه، وقد قال تعالى:
* _”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ”_ .
وهذا الدعم يعكس وعي القيادة اليمنية بمسؤولياتها أمام الله، وهو ما يجعل الشعب ثابتًا على هذا الطريق حتى النهاية، مؤمنًا بأن التضحيات هي جزء من رسالته الإيمانية.
أخيرًا
اليمن سينتصر. وهذا ليس فقط يقينًا دينيًا بل حقيقة تاريخية تؤكدها كل المعارك التي خاضها اليمن عبر تاريخه القديم والحديث. لم تُعرف اليمن بالهزيمة، ولن تكون في هذه المعركة الاستثنائية إلا كما كانت دائمًا: منتصرة بعزيمتها وصبرها وإيمانها.
وفي هذا الشهر الفضيل، ومع الذكرى التاريخية لمعركة بدر الكبرى، تظهر اليمن كأنها تعيش معركة بدر جديدة، تجمع فيها القوة الإيمانية في وجه شياطين البشرية. ومع اقتراب دخول العام العاشر من الصمود، يبقى اليمن شاهدًا على أن الإيمان والصمود أقوى من أي عدوان.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: هذا العدوان
إقرأ أيضاً:
بن حبتور: اليمن يحيي ذكرى الاستقلال ويجدد موقفه في مواجهة الاحتلال ودعم المقاومة
صنعاء|يمانيون
أكد عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبد العزيز بن حبتور في كلمته أمام الحشود الجماهيرية في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، خلال مليونية (التحرير خيارنا.. والمحتل إلى زوال) في عيد الجلاء الـ30 من نوفمبر، إن اليمنيين يستعيدون في هذه المناسبة لحظة خروج آخر جندي بريطاني من البلاد قبل 58 عامًا، مؤكدًا أن روح التحرر لا تزال حاضرة في وعي الشعب اليمني.
ووجّه بن حبتور باسم الجماهير الغفيرة التهاني لقائد الثورة عبد الملك بدر الدين الحوثي، ولرئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، وللقيادات في مجلسي النواب والشورى والحكومة، مشيدًا بالحضور الجماهيري الكبير الذي ملأ ساحة السبعين في هذه الذكرى الوطنية.
وأكد أن الجماهير اليمنية التي خرجت اليوم هي ذاتها التي واصلت على مدى عامين كاملين التضامن مع الشعب الفلسطيني، ومع محور المقاومة في غزة ولبنان وسوريا والعراق وإيران، مشيرًا إلى أن اليمن أصبح جزءًا أصيلًا من هذا المحور.
وحيّا بن حبتور قوات الجيش والأمن والمخابرات، مثنيًا على جهودهم في الدفاع عن الوطن وعلى التطور النوعي في القدرات الصاروخية والطيران المسيّر، الذي وصل إلى “قلب الكيان الصهيوني”.
وفي كلمته، شدّد بن حبتور على أن اليمن يقاتل من أجل تحرير أراضيه من “الاحتلال السعودي الجديد” و”مشايخ الإمارات” الذين يحتلون ويسطون على أجزاء من المحافظات والجزر اليمنية، مؤكدًا أن الشعب مستعد للدفاع عن كل شبر من أرضه.
كما وجّه رسالة إلى من وصفهم بـ”العناصر الخائنة المتعاونة مع الاحتلال السعودي والإماراتي”، مذكّرًا إياهم بأن الخونة في لحظة الاستقلال قبل 58 عامًا رحلوا مع المستعمر البريطاني، وأن مصير المتعاونين اليوم لن يختلف عن مصير من سبقهم.
ووجه التحية لأسر الشهداء والمجاهدين الذين بذلوا دماءهم دفاعًا عن اليمن، مؤكدًا أن اليمن “وُجد ليبقى”، وأن الشعب سيظل وفيًا لقضاياه الوطنية وفي مقدمتها دعم صمود الفلسطينيين حتى طرد آخر جندي من جنود العدو الإسرائيلي من أرض فلسطين.