هل يهدد ترامب مستقبل تحالف العيون الخمس الاستخباراتي؟
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
يواجه تحالف "العيون الخمس"، الذي يُعدّ أحد أقوى وأقدم التحالفات الاستخباراتية في العالم، تحديات غير مسبوقة نتيجة سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التعاون الاستخباراتي بين أعضائه.
بدأت التوترات مع تعيين تولسي غابارد مديرة للاستخبارات الوطنية الأميركية. وأشعلت غابارد، المثيرة للجدل والمعروفة بميولها المؤيدة لروسيا، جدلا جديدا بتصريحاتها التي اتهمت فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالسعي نحو حرب عالمية ثالثة.
إلى جانب ذلك، توقف ترامب عن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا مؤقتا للضغط عليها لتحقيق مكاسب سياسية. ولم تقتصر تحركاته على ذلك، إذ هدد بضم كندا إلى الولايات المتحدة أو إخراجها من تحالف "العيون الخمس"؛ هذه التحركات تزيد من احتمال حدوث انقسام داخل التحالف.
تحالف "العيون الخمس" هو شبكة استخباراتية تجمع 5 دول ناطقة بالإنجليزية: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا. تأسس التحالف بعد الحرب العالمية الثانية بهدف جمع وتحليل وتبادل المعلومات الاستخبارية، خاصة في مجال المراقبة والتنصت الإلكتروني (SIGINT). ويتمتع التحالف بثقة متبادلة طويلة الأمد، مما يسمح بمشاركة معلومات حساسة بصورة تلقائية.
حسب المؤرخ الكندي جون فيريس، فإن العلاقة بين أعضاء التحالف وصلت إلى درجة أن ضباطا أميركيين أداروا عمليات من داخل بريطانيا والعكس، في صورة تعكس عمق التعاون بين أجهزة الاستخبارات.
هل تتجه الأمور نحو الانهيار؟رغم التوترات الحالية، فلا يزال تبادل المعلومات جاريا بين أعضاء التحالف. لكن المخاوف تتزايد من أن سياسات ترامب قد تؤدي إلى إضعاف النظام الاستخباراتي العالمي. وهناك 3 سيناريوهات محتملة:
إعلان أولا، انسحاب أو استبعاد أعضاء:تهديد ترامب بطرد كندا من التحالف أو انسحاب الولايات المتحدة نفسها قد يزعزع النظام الأساسي للتحالف.
ثانيا اهتزاز الثقة وتقليل المشاركة:حلفاء الولايات المتحدة قد يبدؤون في تقليل اعتمادهم عليها بسبب مخاوف من تسريب المعلومات أو تسييسها. ففي السابق، كشف ترامب أسرارا استخباراتية إسرائيلية لمسؤولين روس، مما أثار شكوكا حول مصداقية واشنطن.
شلل داخلي:تعيين شخصيات مثيرة للجدل مثل مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كاش باتيل قد يُضعف أجهزة الاستخبارات الأميركية من الداخل، ويؤدي إلى انقسامات تعوق التعاون مع الحلفاء.
"العيون الخمس" أكثر من مجرد تحالف تقني؛ إنه شبكة متداخلة يصعب فكّ ارتباط أحد أطرافها من دون التأثير على النظام بأكمله
لماذا لا يمكن فصل كندا وغيرها بسهولة؟يؤكد مسؤولون سابقون أن "العيون الخمس" أكثر من مجرد تحالف تقني؛ إنه شبكة متداخلة يصعب فكّ ارتباط أحد أطرافها من دون التأثير على النظام بأكمله. وحتى خلال أزمات تاريخية، مثل أزمة السويس في الخمسينيات أو الحرب على العراق عام 2003، ظل التحالف متماسكا.
وتساهم كل دولة بدور فريد. فكندا، على سبيل المثال، تقدم خبرات استخباراتية متعلقة بالقطب الشمالي، بينما تُعد أستراليا مركزا مهما لمراقبة الأنشطة الصينية. ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك اليد الطولى في التحالف، فإنها تعتمد أيضا على هذه المساهمات.
حاليا، يرى محللون أن التحالف لا يواجه "أزمة كبرى" بعد، إذ لا تزال المعلومات تنتقل بسلاسة بين أعضائه. ومع ذلك، يحذر خبراء من أن سياسات ترامب، وخصوصا استهدافه للبيروقراطية الفدرالية وإقالة ضباط الاستخبارات، قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى.
ويقول جون فيريس إن الشراكة الاستخباراتية ظلت قوية في أزمات سابقة، لأن الوكالات الأميركية كانت تدرك أهمية الحلفاء. لكن الوضع الآن مختلف، حيث تعيش الاستخبارات الأميركية حالة من "الخوف غير المسبوق" إزاء مستقبل مجهول تحت قيادة ترامب.
ويرى مراقبون أن التحالف يعتمد في صيغته الحالية على قاعدة غير مكتوبة: "الولايات المتحدة هي من تُحدد القواعد". لكن مع استمرار سياسات إدارة ترامب المثيرة للجدل، يبقى السؤال: إلى متى ستستمر هذه القاعدة غير الرسمية قبل أن تهتز أسس "العيون الخمس"؟
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات الولایات المتحدة العیون الخمس
إقرأ أيضاً:
هل تدخل الولايات المتحدة الحرب بين إيران وإسرائيل؟ ترامب يجيب
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل للدفاع عن نفسها في ظل تبادل الهجمات مع إيران، ولم يستبعد احتمال التدخل في المستقبل إذا دعت الضرورة.
وقال ترامب في تصريحات للصحفيين من أمام البيت الأبيض، إنه "يأمل في التوصل إلى اتفاق بين إيران وإسرائيل، لكن يتعين على المرء أحيانًا أن يكافح من أجل ذلك".
ورفض الرئيس الأمريكي الكشف عما إذا كان قد طلب من إسرائيل وقف الضربات على إيران.أمريكا تراقب الوضعقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة ليست منخرطة حاليًا في التصعيد العسكري المتزايد بين إسرائيل وإيران، لكنه لم يستبعد احتمال التدخل في المستقبل إذا دعت الضرورة، وأن بلاده تراقب الوضع عن كثب وتتابع تطوراته لحظة بلحظة.
وأشار ترامب إلى أن لا يوجد موعد نهائي لإبرام صفقة جديدة مع إيران، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الإيرانيين ما زالوا يتحدثون عن إمكانية التوصل إلى اتفاق.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } هل تدخل الولايات المتحدة الحرب بين إيران وإسرائيل؟ - أ ف بترامب يسمح بوساطة بوتين
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انفتاحه على أن يؤدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دور وساطة في النزاع بين إيران وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
وردًا على سؤال عبر شبكة "إي بي سي نيوز" بشأن إمكان أداء الرئيس الروسي دور وساطة في النزاع بين إيران وإسرائيل قال ترامب إن "فلاديمير بوتين مستعد، لقد اتصل وناقشنا الأمر مطولًا".
أخبار متعلقة مقتل أحد عناصر الشرطة على يد مسلحين شمال غربي باكستانعراقجي: الحرب قد تخرج عن السيطرة ولا دبلوماسية إلا بتوقف الهجماتوأجرى الرئيسان السبت مكالمة هاتفية وكان "التصعيد الخطير في الشرق الأوسط" محورها، بحسب ما أفاد الكرملين.