دمشق-سانا

تُعتبر المشروبات الرمضانية بأنواعها وعلى اختلاف قيمتها الغذائية جزءاً لا ‏يتجزأ من مائدة السوريين في شهر رمضان المبارك، إضافة لتميزها هذا العام ‏بالإقبال الكبير عليها نتيجة انخفاض أسعارها.‏
ومن سوق باب سريجة بدمشق بيّن بائع المشروبات الرمضانية أحمد العش ‏لمراسل سانا أن أسعار مشروبات السوس والجلاب والليمون والتمر هندي، ‏انخفضت هذا العام قرابة النصف عن العام الماضي حيث بلغ سعر كيلو ‏السوس 5 آلاف ليرة بينما كان 8 آلاف ليرة، أما باقي المشروبات فبلغت 8 ‏آلاف ليرة بينما كانت بين 10 آلاف و12 ألف ليرة.


وتنشط حركة بيع مشروبات رمضان في السوق عصراً مع قدوم الأهالي ‏لتسوق حاجياتها، وفق البائع لؤي النابلسي الذي يبيع التمر هندي والجلاب ‏والليمون، مضيفاً.. إن الأسعار هذا العام مقبولة لكل الناس وحركة البيع أكبر ‏من العام
الماضي.‏
ولم تقتصر المشروبات الرمضانية على كونها مجرد عادة لدى السوريين في ‏شهر رمضان، بل تُعدّ مصدراً للفوائد الصحية إذا تم تناولها باعتدالٍ وفقاً ‏لدكتورة التغذية رهف درويش التي تحدثت لمراسل سانا عن ‏الفوائد الصحية والغذائية للمشروبات الرمضانية على الصائم.‏
وبينت درويش أن مشروب (الجَلَّاب) يُصنع من البلح المُنقوع وماء الورد ‏والرمان، وهو غني بالسكريات الطبيعية، ما يمنح طاقة سريعة بعد الصوم، ‏ويحتوي على مضادات الأكسدة التي تقاوم الالتهابات، ويوفر معادن مثل ‏البوتاسيوم والمغنيسيوم، محذرة من أنه قد يكون عالي السعرات الحرارية إذا ‏أُضيف إليه السكر.‏
ووفق درويش يُحضّر (قمر الدين) من المشمش المجفف المُنقوع والمُحلى، ‏ويُعد مصدراً ممتازاً لفيتامين (أ) الذي يقوي المناعة والبصر، كما أنه غني ‏بالألياف التي تحسّن الهضم، ويحتوي على الحديد والبوتاسيوم، مضيفة.. ‏يُفضل تحضيره دون إضافة السكر، لتجنب ارتفاع نسبة الجلوكوز.‏
أما (التمر هندي) فيتم تحضيره من لب ثمار التمر الهندي المنقوع، ويحتوي ‏على فيتامين (ج) الذي يعزز المناعة، كما أنه يساعد على تخفيف الإمساك ‏بفضل الألياف، إضافة لاحتوائه على مركبات مضادة للبكتيريا، ولكن يحذر ‏من الإفراط من تناوله لأنه قد يسبب هبوطاً في الضغط لبعض الأشخاص.‏
وحسب درويش يحتوي (السوس) على مركبات مضادة للالتهابات، وهو ‏شراب يُستخرج من جذور نبات السوس، وقد يساعد في تخفيف قرحة المعدة، ‏لكنه غير مناسب لمرضى الضغط المرتفع أو الحوامل، بسبب تأثيره على ‏توازن الأملاح.‏
وعن أفضل توقيت لتناول المشروبات الرمضانية، أوضحت الدكتورة درويش ‏أن اختيار الوقت يعتمد على نوع المشروب وتركيبته الغذائية، بالإضافة إلى ‏الحالة الصحية للفرد، مشيرة إلى أنه عند (الإفطار) يفضل تناول الجَلَّاب ‏وقمر الدين والتمر الهندي بكميات صغيرة (كوب واحد) لتعويض السوائل ‏المفقودة بسرعة ومد الجسم بالطاقة مع تجنَّب شربها مثلجة.‏
وبين الإفطار والسحور (خلال الليل) يفضل تناول الكركدية والعرق سوس ‏باعتدال، والعصائر الطازجة المخففة بالماء، للحفاظ على ترطيب الجسم، ‏وتجنب العطش خلال النهار التالي مع توزّع الكمية على فترات (كوب كل ‏ساعة) لتحسين امتصاص السوائل.‏
أما خلال السحور (قبل آذان الفجر) فيمكن تناول قمر الدين غير المُحلى، ‏لاحتوائه على فيتامينات تمدّ بالطاقة دون رفع مستوى السكر بسرعة، ‏والمشروبات الغنية بالبوتاسيوم (مثل عصير الموز بالحليب)، لمنع تشنجات ‏العضلات من أجل تزويد الجسم بالسوائل والعناصر الغذائية التي تدوم طوال ‏النهار، لافتة إلى ضرورة تجنَّب المشروبات المدرة للبول مثل القهوة أو ‏الشاي والمشروبات عالية السكر، لأنها تزيد العطش لاحقاً.‏
وللاستهلاك الآمن لهذه المشروبات، نصحت الدكتورة درويش، بتقليل السكر ‏واستخدم بدائل مثل العسل أو استغِلال السكريات الطبيعية في الفواكه، ‏وتجنب الإفراط بتناولها واختيار الطازجة منها، وتجنب الجاهزة التي تحتوي ‏على مواد حافظة.‏

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: المشروبات الرمضانیة هذا العام

إقرأ أيضاً:

تمثال طبيب القلوب.. عصام درويش يكشف كواليس تجسيد سيرة السير مجدي يعقوب في عمل نحتي خالد |حوار

في مشهد يعكس تقدير الدولة المصرية لقاماتها العلمية والإنسانية، أعلنت وزارة الثقافة مؤخرًا عن بدء تنفيذ تمثال جديد يُجسد شخصية الجراح العالمي السير مجدي يعقوب، المعروف بلقب "طبيب القلوب"، الإعلان جاء خلال مؤتمر صحفي عقدته الوزارة يوم الأحد الماضي، بحضور وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وعدد من الشخصيات العامة، حيث تم الكشف عن "الماكيت" أو النموذج المصغر للتمثال، والذي أثار إعجاب الحضور لما حمله من دقة فنية ووقار يليق بالشخصية المحتفى بها.

ويقوم على تنفيذ التمثال النحات المصري عصام درويش، صاحب الخبرة الطويلة في النحت الواقعي والشخصيات العامة، وفي حواره لـ صدى البلد، يحدثنا درويش عن كواليس التكليف، والتحديات الفنية، وتفاصيل الخامات، إلى جانب ردة فعل الدكتور مجدي يعقوب نفسه عندما علم بالمشروع.

كيف بدأت فكرة تصميم تمثال للسير مجدي يعقوب؟ وهل كانت بمبادرة شخصية منك أم بتكليف رسمي؟

التمثال جاء بتكليف رسمي من الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الذي تواصل معي منذ ما يقرب من أربعة أشهر، حدثني وقتها بحماسة بالغة عن رغبته في تكريم الدكتور مجدي يعقوب بعمل نحتي يليق بتاريخه. 

بدأنا فورًا في دراسة الفكرة، وتم الاتفاق على تقديم ماكيت صغير أولًا، وهو ما عرضناه مؤخرًا خلال المؤتمر الصحفي. 

الماكيت هو مرحلة شديدة الأهمية في أي عمل نحتي كبير، لأنه يحدد الحركة والتكوين، وعلاقة التمثال بالمكان الذي سيوضع فيه لاحقًا، بالإضافة إلى ضبط الأبعاد والنسب قبل الدخول في التنفيذ الفعلي بالحجم الكامل.

ما شعورك الشخصي عندما أُسنِد إليك هذا المشروع تحديدًا؟

بلا مبالغة، شعرت بالفخر والرهبة في آن واحد، السير مجدي يعقوب هو نموذج نادر للإنسان والطبيب والعالم، لا يعيش لنفسه، بل للآخرين، هو شخصية ترتقي بأخلاقها وإنسانيتها إلى مصافّ العظماء، لما قدمه من عطاء إنساني، قبل أن يكون طبيبا، لذلك اعتبرت هذا المشروع ليس فقط مهمة فنية، بل مسؤولية إنسانية وتاريخية، أن أكون جزءًا من تخليد هذا الرجل في ذاكرة الوطن.

حدثنا عن الخامات التي اخترتها لتنفيذ التمثال، ولماذا وقع اختيارك عليها تحديدًا؟

الخامة الأساسية التي سأستخدمها هي البرونز، وهي خامة فنية نبيلة وتتحمل تقلبات الطقس وتدوم لفترات طويلة، البرونز أيضًا يمنح التمثال ثقلًا بصريًا يليق بالشخصية المُجسدة. 

أما القاعدة فستُصنع من الجرانيت، لما له من قوة وصلابة وشموخ، وسيوضع عليها لوحة جدارية من المعدن المنقوش، تُعبر عن إسهامات الدكتور مجدي في مجال الطب، خاصة في مستشفى أسوان لعلاج أمراض القلب للأطفال، كما سنبرز أيضًا علاقته بتلامذته وإرثه العلمي الممتد.

كم من الوقت سيستغرق تنفيذ التمثال بالحجم الكامل؟

الماكيت المصغر استغرق حوالي 20 يومًا من العمل المكثف، أما التمثال الكامل فيُتوقع أن يستغرق تنفيذه نحو 8 شهور، هذه المدة تشمل جميع المراحل، بدءًا من التشكيل بالحجم الطبيعي، مرورًا بصب البرونز، وحتى تركيب التمثال على قاعدته النهائية. 

نحن الآن في المرحلة الأولى من التنفيذ الفعلي، وأعمل مع فريق متكامل لضمان خروج التمثال بأعلى مستوى من الدقة والاحترام للشخصية.

كيف تصف تفاعل الجمهور والحضور في المؤتمر الصحفي عند الكشف عن النموذج الأولي؟

ردود الفعل كانت مشجعة جدًا، الحضور شعروا بأن الماكيت يحمل ملامح الدكتور مجدي بدقة، ليس فقط في الشكل، بل في الروح أيضًا.

حاولت أن ألتقط في التمثال تلك الحالة التأملية والوقار الإنساني الذي يميز وجهه، لأن نحت الشخصية لا يعني فقط نقل ملامح الوجه، بل التقاط الجوهر الروحي أيضًا.

ماذا كان رد فعل السير مجدي يعقوب عندما علم بالتمثال؟

رد فعله كان بسيطًا ومؤثرًا في الوقت نفسه، حين عرف أن التمثال سيبلغ ارتفاعه 14 مترًا بالقاعدة، قال لي: "كل ده عشاني؟"، قالها بتواضع شديد، كعادته، فهو إنسان نبيل ومتواضع حتى في أعلى مراتب المجد. 

وأضاف أن التمثال ليس مجدًا شخصيًا له، بل هو تكريم لقيمة العلم نفسه، ولكل من يخدم الإنسان من خلال الطب والرحمة، كلماته أكدت لي أنني لا أنحت فقط جسد شخص، بل أكرّم مبدأً وموقفًا ورسالة حياة.

هل التمثال سيبقى عملًا فنيًا فقط، أم أن هناك بعدًا تعليميًا وتوعويًا أيضًا؟

أنا أؤمن أن الفن الحقيقي يحمل أكثر من وظيفة، هذا التمثال بالتحديد سيحمل رسالة تعليمية وإنسانية في كل تفاصيله، من خلال اللوحة الجدارية المرافقة له، سنوثّق جانبًا من مسيرة الدكتور مجدي يعقوب، وكيف استخدم علمه لخدمة الفقراء والبسطاء، وكيف أسس مؤسسة طبية ضخمة في أسوان أصبحت قبلة للأطفال المرضى. 

سيعرف كل من يمر بجوار التمثال أن هذه الأرض أنجبت رجالاً عظامًا غيّروا حياة الآخرين دون ضجيج.

أين من المتوقع أن يُوضع التمثال بعد الانتهاء منه؟

الاقتراح الأقرب حتى الآن هو وضع التمثال في مدينة أسوان، أمام أو بالقرب من مستشفى الدكتور مجدي يعقوب للقلب، وهو موقع يحمل رمزية شديدة، لأنه يُجسد العلاقة بين الشخصية والواقع الذي أنجز فيه أهم أعماله، سيكون التمثال رسالة حية في المكان الذي شهد عطاءه المباشر.

تمثال السير مجدي يعقوب ليس مجرد نصب تذكاري، بل رسالة بصرية محفورة في الذاكرة الوطنية، تُجسد الامتنان لطبيب وهب حياته للقلوب.. فاستحق أن يُحفر في قلب الوطن.

طباعة شارك الدولة المصرية وزارة الثقافة السير مجدي يعقوب طبيب القلوب النحات المصري عصام درويش

مقالات مشابهة

  • ينتجون “أثمن غذاء في العالم” في بورصة.. 4 شركاء وعائلاتهم يبيعون الكيلو بـ45 ألف ليرة!
  • الشاي بالحليب.. مشروب دافئ وفوائد صحية مدهشة
  • تمثال طبيب القلوب.. عصام درويش يكشف كواليس تجسيد سيرة السير مجدي يعقوب في عمل نحتي خالد |حوار
  • خبر سار: 5000 ليرة دعمًا للأسر في تركيا ضمن “عام الأسرة”.. إليك الشروط والتفاصيل
  • أبطال الدراما الرمضانية 2026 يبدأون مبكرًا.. عودة قوية لياسر جلال ومحمد إمام والعوضي وكرارة
  • خضار الصيف .. 10 فوائد تحصل عليها عند تناول البامية
  • ارتفاع أسعار الذهب وإقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن
  • المعلمين تعلن تعرض ملاحظ بامتحانات الثانوية لوعكة صحية بكفر الشيخ
  • النحات عصام درويش: تمثال مجدي يعقوب يُجسّد القيمة الإنسانية والعلمية
  • إنزاجي: علينا مواجهة سالزبورج بنفس القوة التي كنا عليها أمام ريال مدريد