موقع 24:
2025-07-29@21:23:05 GMT

نتانياهو يحارب العالم

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

نتانياهو يحارب العالم

لم يعد بنيامين نتانياهو مجرد رئيس وزراء يقود حرباً ضد غزة بل ضد العالم، وهو يخوضها بكل وحشية وبشاعة مجدداً دون أي حجة لها علاقة باستهداف «حماس»، بل ضحاياه اليوم من الأطفال والنساء والأبرياء الذين جوَّعهم طوال فترة إيقاف الحرب ضمن جزء من معركته الشخصية والخاصة والشاملة ضد كل من يهدد سلطته، خصوصاً داخل إسرائيل من المعارضة السياسية وحتى مؤسسات الدولة الإسرائيلية نفسها.

في الوقت الذي يسعى فيه العالم إلى وقف الحرب، والحد من المجازر بحق المدنيين والأطفال، يصرّ نتانياهو على التصعيد، رافضاً الالتزام بوقف الحرب واستئناف المفاوضات، متجاهلاً كل الضغوط الدولية، كأن معركته ليست فقط ضد أهل غزة، بل ضد كل من ينادي بإنهاء العنف من كل الأطراف.
وحشية وهيستيريا نتانياهو تجسدت في صراخه في المحكمة: «لقد سلبوا حياتي، لقد سلبوا حياة عائلتي، لقد دفعونا إلى أبواب الجحيم!»، لكن السؤال الأهم: من هم؟ «حماس»، أم خصومه السياسيون، أم العالم الذي يرفض أساليبه القمعية؟
والحال أنه بدا بوضوح الآن أن تصرفات نتانياهو لا علاقة لها بأمن إسرائيل، بل من أجل بقائه الشخصي في السلطة، ولا أدلَّ على ذلك من إقالة رئيس «الشاباك»، رونين بار والتي تعد جزءاً من مسلسل الارتباك السياسي المحمول على التفوق العسكري، هذا الارتباك المتمثل في حملته المستمرة لتصفية كل من يشكّل تهديداً لحُكمه، بعد أن كشف الجهاز إخفاقات السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وتورط نتانياهو في تمرير الأموال لحركة «حماس».
دعونا نتذكر جيداً أن هذه الإقالة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة؛ فقد سبقتها إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، في خطوة تهدف إلى تمهيد الطريق لإقالة رئيس الأركان الإسرائيلي، وتعيين شخصيات أكثر ولاءً له، مثل إيال زامير، ومن هنا يمكن القول بناءً على السياق الداخلي للجدل الإسرائيلي حول هذه الهيستيريا المتلبسة بقناع السياسة، إن قراراته تكشف أنَّه يسعى إلى تشكيل نظام أمني يخدم مصالحه السياسية أولاً وأخيراً، حتى لو أدى ذلك إلى تفكيك مؤسسات الدولة ذاتها، وهذا صوت يتنامى داخل الأوساط البحثية الإسرائيلية بما فيها المناهضة لوجود «حماس».
استراتيجية ما أصفه بالهيستيريا السياسية اختزلها نتانياهو بطريق واحد يقود لبقائه في السلطة، وهو إبقاء إسرائيل في حالة حرب دائمة، والمعادلة أن كل تصعيد في غزة مهما كانت تكلفة الضحايا من الأبرياء والمدنيين، يضمن له استمرار الدعم من اليمين المتطرف، ويشتت الأنظار عن أزماته الداخلية.
مفهوم الحرب النتانياهوي لم يعد مجرد وسيلة لحماية الإسرائيليين، بل أداء لتكريس السلطوية، فبينما يعاني الرهائن المحتجزون، يركز هو على رفع دعاوى قضائية ضد خصومه، متهماً إياهم بالتشهير، في محاولة يائسة لإسكات أي معارضة، وربما كانت محاولة ترمب في فتح قنوات خلفية للتواصل مع «حماس» كانت جزءاً من الشعور بالإحباط من هذا الانسداد السياسي، والتي يمكن الآن مع مزيد من الضغط الدولي، والمرجح أن تقوده السعودية التي جاء بيانها بلغة قوية وثابتة، حين أكدت استنكارها بأشد العبارات استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلية العدوان على قطاع غزة، وقصفها المباشر على مناطق مأهولة بالمدنيين العزل، دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني.
من المرجح مع سقوط مزيد من الضحايا واستمرار الحرب وعدم العودة إلى وقفها، أن تشتد عزلة إسرائيل الدولية ويزداد الغضب الداخلي، خصوصاً في مسألة مصير الرهائن، ومع ذلك لا يبدو أن سقوطاً مدوياً لنتانياهو يلوح في الأفق لسبب بسيط، وهو أن الرجل مستعد لإحراق كل شيء قبل أن يترك السلطة، حتى لو كان الثمن هو مستقبل إسرائيل نفسها.
اليوم تأكد أن الحديث عن أي مشاريع سلام أو تهدئة قبل حل شامل وإيقاف نزف الدماء لا معنى له، فالقضية اليوم مرتبطة عند عقلاء العالم بضرورة حل جذري، وهو ما لم تتضح له أي أفق... نتانياهو اليوم لا يحارب أهل غزة بل يحارب العالم!

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تضع شرطا لاستئناف المفاوضات مع حماس

أفادت قناة كان العبرية، مساء اليوم الإثنين، بأن إسرائيل وضعت شرطًا جديدًا لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار مع حركة حماس . وذلك بعد أربعة أيام من عودة فريق التفاوض من الدوحة.

ونقلت القناة العبرية عن مصادر سياسية، أن الشرط الإسرائيلي لاستئناف المفاوضات في الدوحة يتمثل في مطالبة حماس بإبداء مرونة وإدخال تعديلات جوهرية على ردها الأخير، بما يتيح اعتباره أساسًا واقعيًا للتقدم نحو اتفاق.

وأشار المصدر إلى أن الفريق على تواصل مستمر مع الوسطاء، لكن حتى الآن لم تُتخذ أي قرارات جديدة، في ظل غياب مؤشرات على استعداد حماس لتغيير موقفها أو تخفيف مطالبها.

اقرأ أيضا/ انطلاق أعمال مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين في نيويورك

وفي إسرائيل، تتوقع الحكومة من الوسطاء، وفي مقدمتهم قطر، اتخاذ موقف حازم تجاه حماس والدفع نحو مرونة، غير أن معطيات من داخل الدوحة تفيد بعكس ذلك. فقبل يومين من انهيار المفاوضات، اتهم متحدث باسم الخارجية القطرية إسرائيل خلال مؤتمر أكاديمي في كامبريدج، فيما اعتُبر الإجراء المعلن كضغط — نزع السلاح الشخصي من قادة حماس — عديم الجدوى، إذ تشير تقارير أخرى إلى أن هؤلاء القادة يحظون بحماية قطرية.

وبعد أربعة أيام من انهيار المفاوضات، لا تظهر أي مؤشرات على تحرك قطري جدي للضغط على حماس للعودة إلى طاولة التفاوض. بل إن تصريحات قادة الحركة في وسائل إعلام قطرية، مع التركيز على ما يسمونه "تجويع غزة "، تعكس أن الدوحة تستخدم البُعد الإنساني كأداة ضغط موجّهة نحو إسرائيل. وفق ما ذكرت قناة كان

المصدر : مكان اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية مستشاران بارزان لنتنياهو في واشنطن لبحث ملفات غزة وإيران منظمتان حقوقيتان في إسرائيل تؤكدان ارتكاب إبادة جماعية بغزة سموتريتش يتراجع عن انسحابه من الحكومة: "ندفع عملية استراتيجية جيدة" الأكثر قراءة بلجيكا: استجواب إسرائيليَين بشبهة ارتكابهما جرائم حرب في غزة محمد اشتية... خيرا فعلت واستمر في فعل الخير - بقلم : د. احمد المعروف حماس : نواصل المشاورات لإنجاز اتفاق مشرّف الكشف عن هدف العملية العسكرية في دير البلح عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • بن جفير ردا على قرار هولندا: حتى لو منعت من دخول أوروبا سأدعم إسرائيل
  • إلى أين يتجه الصراع بين إسرائيل وغزة؟ محررون بواشنطن بوست يجيبون
  • رئيس شعبة العمليات السابق في جيش الاحتلال: العالم يتوحد ضد “إسرائيل” وذاهبون لفشل مطلق
  • لبيد: العالم بأسره سينبذ إسرائيل إذا لم توقِف الحرب
  • إسرائيل تضع شرطا لاستئناف المفاوضات مع حماس
  • حماس تكشفهم
  • سيناتور أميركي: إسرائيل ستفعل بغزة ما فعلناه في طوكيو
  • سيناتور أميركي: إسرائيل ستفعل في غزة ما فعلناه في طوكيو وبرلين
  • سيناتور أميركي: إسرائيل ستفعل في غزة ما فعلناه في طوكيو
  • صحفي اسرائيلي: إسرائيل تفشل استراتيجيا” لم نستعد الرهائن ولا قضينا على حماس”