شارع الأعشى، أو كما أطلق عليه "قنبلة الإنتاج الخليجي" للموسم الرمضاني، ورغم الكم الهائل من الأعمال الدرامية المتنافسة هذا العام، جاء "شارع الأعشى" ليحتل الصدارة، في عدد المشاهدات، وانجذاب الجمهور الخليجي له، وأصبح حديث وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشرت مشاهد الحلقات في كل المنصات والبرامج.

ومع الإعلان الأول للمسلسل، كان الجذب للمشاهد واضحا، لا سيما بعد أن أفصح عن تكلفته الانتاجية التي بلغت 50 مليون ريال سعودي، وإخراج العمل من قبل المخرج أحمد كاتيكسيز، الذي اشتهر في الوطن العربي بإخراجه المسلسل التركي "العشق الأسود"، لتكون أنظار الجمهور في ترقب لهذا العمل الدرامي.

المسلسل الذي يأخذ الطابع التاريخي والتراثي، يحكي قصصا عاشها الناس في "شارع الأعشى" بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، يدخل في بيوت أهل تلك القرية، وأساليب العيش التي كانت في سبعينيات القرن الماضي، وبداية التطور، ودخول الحياة الحديثة إلى أهالي المنطقة، بدءًا من استخدام الهاتف، إلى مشاهدة التلفاز الملون، إلى وسائل التكييف والتبريد، بتفاصيل مشوقة وأسلوب ماتع.

"غراميات شارع الأعشى"..

لعلّ الملفت في العمل أنه مستوحى من رواية الكاتبة والروائية بدرية البشر "غراميات شارع الاعشى"، الصادرة في 2013، وصلت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر، وتحكي قصص نساء يبحثن عن حريتهن "ضحى، وعزيزة، وعواطف".

بدأ المسلسل كما كانت بداية الرواية، حيث بدأ بالغراميات وقصص تبادل الرسائل واللقاءات في الأسطح، والحب العذري، وتشدد الأهالي مع الأبناء، والبنات خصوصا، والتزامهن منذ البلوغ بالتستر والحجاب والاحتشام، إلى تتصاعد الأحداث وتأخذ منحى الرواية من تحول الحال لكل أبطال العمل.

العمل مرتبط بمكان فيه ذكريات راسخة لكل من عاش هناك في تلك الفترة، وماشهده الشارع من تحول اجتماعي وثقافي، ولعلّ أبرز ما يركز عليه العمل هو قصة الفتيات اللاتي تبدأ أفكارهن البسيطة بالتوهج، والخروج من الإطار الاجتماعي المليء بالقيود.

الملاحظ أن المسلسل يجذب الجمهور من خلال قوة أداء الممثلين، والتصوير، والإخراج، تسلسل الأحداث وتصاعدها، والحقبة الزمنية التي تدور فيها أحداث المسلسل في سبعينيات القرن الماضي، وبالطبع الجمهور يفتن بالأزياء، والمكياج، والديكور، والسيارات الكلاسيكية المستخدمة، ومواقع التصوير حيث الحارات القديمة، والبيوت الطينية، والأسواق الشعبية، والباعة المتجولون، واستخدام وسائل الحياة البسيطة.

ولعلّ الممثلة "إلهام علي" التي تؤدي دور "وضحى" التي جاءت لتقطن شارع الأعشى، بعد هربا من حياة البادية، بعد أن حلّ القحط، وساءت الأحوال فلم تجد مفرا إلا للمدينة لتعيش برفقة أبنائها الأربعة، رغم عدم قبول البعض لها، إلا أنها صبرت وأعالت أبنائها في وسط مجتمع جديد بعيد عن كل عاداتها وتقاليد حياتها.

"إلهام علي" هي أكثر ما قدم للمسلسل قوته، من خلال إتقانها لشخصية البطولة، خرجت من إطار كل أدوارها السابقة، لتكون المرأة البدوية بشكلها وزيها ولهجة حديثها، وتقمصت الدور في كل حركات الجسد، لا سيما أن "وضحى" يطلق عليها "امرأة عن ألف رجل"، لم تدع "إلهام" ذلك يغدو كتمثيل، بل مارسته كواقع ملموس، يستطيع المشاهد الذي يتابع كل لقطاتها في الأدوار أن ما تؤديه متشرب فيها، نبرة الصوت، حركة الجسد، تقاسيم الوجه، دون أن تترك مجالا للشك من اتقانها لكل تقلبات الشخصية.

ومن عوامل الجذي التي أصبحت متداولة بشدة في مواقع التواصل الاجتماعي هو اللهجة السعودية المستخدمة، حيث أصبح مرتادو المنصات يتحدثون بها، ويكررون بعض الكلمات البارزة في العمل، وهو نوع من الجذب للأعمال الدرامية، بل هذا يثبت نجاح الأعمال، فالرسالة في الدراما ليست مقتصرة على الأحداث بل على الرمزية فيها، فأن تبث في العمل الدرامي الأصالة والهوية والتاريخ، من خلال اللهجات، والأزياء، وتفاصيل الحياة التي كان يعيشها الأجداد، هي أعمق من رسالة الفن المقتصرة على الجذب البصري.

إلا أن "شارع الأعشى" تمكن أيضا من الجذب البصري، فإطار التصوير المتقدم كان وجها من أوجه النجاح ليس على المستوى الخليجي فقط، بل العربي أيضا، فأن تكون القصة محبوكة بإحكام، وأداء الممثلين جاء بالقوة الجاذبة للمشاهدين، إضافة للتسلسل الدرامي، والتصاعد الجذّاب دون مبالغة أو إسفاف، وسير الأحداث بما يتوافق مع معطيات كل حلقة، والموسيقى التصويرية التي سارت على وترية الحدث، خلقت صورة فنية مبهرة تليق بعمل أطلق عليه "قنبلة الإنتاج الخليجي".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: شارع الأعشى

إقرأ أيضاً:

النائب العام يتفقد سير العمل في عدد من نيابات الحديدة والمحويت وصنعاء

الثورة نت /..

تفقد النائب العام القاضي عبدالسلام الحوثي، اليوم، سير العمل في نيابات المرواعة، باجل بمحافظة الحديدة، خميس بني سعد وملحان بالمحويت، الحيمتين، ومناخة بصنعاء.

وخلال الزيارة، التقى النائب العام، رئيس محكمة المراوعة القاضي مدين طنقر، ووكيل النيابة القاضي عبدالله الواقدي، ومدير المديرية عبدالله المروني.

ناقش اللقاء، سبل تعزيز التنسيق والتعاون بين النيابة والمحكمة والسلطة المحلية في ضبط القضايا، وحل النزاعات، وتوفير مقر للنيابة.

كما التقى القاضي الحوثي، وكيل نيابة باجل محمد العليي، وأعضاء النيابة، واطلع على آلية قيد القضايا وجدولتها، وتحريز المضبوطات، والتصرفات حيالها، إلى جانب متابعة جلسات المحاكم وتنفيذ قراراتها.

ووجّه النائب العام بمراعاة الضوابط القانونية المتعلقة بإجراءات الضبط والتفتيش والحبس، وسرعة التصرف بالقضايا، وعدم تجاوز المدد القانونية، خاصة التي يوجد سجناء على ذمتها.

وأشار إلى أن عملية التقييم مستمرة لأداء النيابات، بما في ذلك نسبة الإنجاز للقضايا من العام القضائي 1446هـ، موجهًا باتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المتغيبين عن أعمالهم.

وشدد القاضي الحوثي، على مضاعفة الجهود لتحسين الأداء، ورفع وتيرة الإنجاز، والالتزام بالقوانين والتعليمات العامة، ولما فيه حماية المجتمع وصون الحقوق والحريات.

رافقه مدير مكتب النائب العام القاضي محمد الحرفي، وعضو جهاز التفتيش على أعضاء النيابة العامة القاضي عبدالرقيب اسحم.

مقالات مشابهة

  • هولندا تدرج العدو الصهيوني ضمن قائمة الكيانات التي تهدد أمنها القومي
  • شاهد بالفيديو.. شارع الجامعة الشهير بوسط الخرطوم يتعافى ويظهر بشكل جميل ونظيف تحت تأمين الشرطة ومتابعون: (يا سلام على الجميلة وشوارعها وجينا ليك والشوق دفرنا)
  • النائب العام يتفقد سير العمل في عدد من نيابات الحديدة والمحويت وصنعاء
  • تنقلات الشرطة السنوية.. ضخ دماء جديدة واستقرار وظيفى للضباط
  • أمير كرارة: عمري ما دخلت في شغل حد والكوميديا أصعب من الأكشن
  • سينتيا خليفة: تعبت من الدراما والفترة الجاية عايزة كوميديا في حياتي
  • مبادرة لإبراز وجهات الجذب في دبي خلال الصيف
  • خاعبد اللطيف البوني مع أهل الدراما
  • متى تنطلق "بطولة كأس خريف ظفار للمنتخبات الخليجية"؟!
  • مع أهل الدراما