المتحدث العسكري المصري: جاهزون للتصدي لكل التحديات
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
الرؤية- الوكالات
قال المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، غريب عبد الحافظ، إن الجيش جاهز للتصدي "لكل التحديات التي تحيط بالدولة"، لافتاً إلى أن بلاده تواجه تحديات مستمرة على جميع الاتجاهات الاستراتيجية.
وذكر عبد الحافظ في لقاء مع وكالة أنباء الشرق الأوسط أن موقف القيادة السياسية تجاه القضية الفلسطينية واضح وثابت، ولم يتغير منذ عام 1948، وهو تأكيد ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لضمان أمن واستقرار المنطقة.
وأضاف: "الدولة المصرية كانت متيقظة تماماً لهذا الوضع الذي وصلنا إليه؛ لذلك حرصت القوات المسلحة على تطوير قدرتها ونظمها التسليحية على مدار السنوات العشر الماضية".
وتابع: "واجهنا انتقاداً كبيراً بسبب صفقات التسليح وإنشاء القواعد العسكرية خلال الفترات السابقة، ولكننا كنا نرى ما يلوح في الأفق من مخططات، خاصة في فترة ما بعد 2011، وهو ما أثبتته التطورات الراهنة التي أكدت أن المعركة الحالية هي معركة وجود".
وأشار عبد الحافظ إلى حرص مصر على تنويع مصادر التسليح في ظل ما تواجهه خلال الفترة الراهنة، عادّاً أن "حجم العدائيات شيء صعب على أي دولة أن تتحمله"، حسب الوكالة الرسمية.
وقال: "ما نواجهه اليوم هو شيء لم نعهده من قبل؛ لذلك حرصت القيادة السياسية على تطوير قدرات القوات المسلحة استناداً إلى نهج استراتيجي يقوم على أساس فكرة تنوع مصادر السلاح، بحيث لا تعتمد القوات المسلحة على دولة بعينها في التسليح".
وجدد المتحدث العسكري المصري، في الحوار الذي نشرته الوكالة، الأربعاء، تأكيد أن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه يعني «تصفية القضية الفلسطينية».
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
???? يوسف عبدالمنان: الغرق في الدموع
غرقت كردفان في دموع الموت والخوف والجوع والعطش، ومليشيات الدعم السريع تستبيحها في رابعة النهار، بعد عودتها وخروج القوات المسلحة من مدن الدبيبات والحمادي وقرى محلية القوز، التي تشهد الآن أسوأ حملة انتقام من المواطنين، تتمثل في القتل والسحل ونهب وحرق بيوت المساكين، وحرق القطاطي المشيدة بالعشب الجاف.
منذ تحرير مناطق كردفان حتى مشارف الدلنج، هرع الأهالي فرحين إلى القوات المسلحة، مبتهجين بتحررهم من عبودية الدعم السريع، من غلظته ونهبه وإذلاله للإنسان واحتقاره. عبّر الناس عما في دواخلهم بصدق وفرح، لكن لم تمضِ إلا أيام قليلة حتى عادت المليشيا، وأحكمت سيطرتها على محليات القوز بجنوب كردفان، وعلى النهود وقرى السعاتات، وبدأت حملات الانتقام.
تسأل عن فلان، فيأتيك النبأ المفزع: قُتل بدم بارد. تسأل عن علان، فيقال لك: تم اختطافه وترحيله إلى سجون المليشيا في الفولة وأبوزبد. وتحت وهج الشمس الحارقة، ومع شح الماء، سار الناس رجالًا وأطفالًا ونساءً وشيوخًا، حملهم البعض على عربات الكارو، وهام المواطنون على وجوههم، فاتجه أغلبهم إلى الأبيض بشمال كردفان.
ويوم أمس الأحد، وصل الآلاف سيرًا على الأقدام، في حالة إنهاك وتعب وجوع وعطش. بعضهم لجأ إلى أهله، وآخرون افترشوا الأرض والتحفوا السماء، وتتهددهم دولة الإمارات بمسيّراتها التي تضرب بلا رحمة تجمعات المدنيين والمستشفيات.
هؤلاء لا يجدون سوى الخبز اليابس، وعصيدة الفتريتة، وملاح اللوبيا. ولا يزال السيل متدفقًا على الأبيض وأبوحراز، والناس في جزع وخوف. نساء تعرضن للإجهاض من شدة الإجهاد، وشيوخ دُفنوا في الطريق بين الدبيبات والأبيض. وقتلت المليشيا معلمًا ضريرًا في أحد الحواجز، ومزقت أحشاء آخر، واختطفت ماكن الصادق، منسق الدفاع الشعبي عام 1996، والذي كان حينها جنديًا.
لو علمت قيادة الجيش بما حلّ بالناس بعد سقوط الدبيبات، لجردت كل قوتها اليوم قبل الغد، وثارت لدماء الأبرياء، ومسحت دموع الباكيات بالكاكي الأخضر، الذي أحبه الشعب وهتف باسمه، وسيظل متمسكًا بجيشه وداعمًا له.
لكن المواطنين اليوم ينادون البرهان في الطرقات، تحت وطأة السياط والرصاص: “يا برهان، فاض الكيل، وسُفك الدم، وتشرد الناس!”
هجمات التتار وعرب الشتات على قرى كنانة وخزام والبديرية اتخذت أبعادًا عرقية. حتى بيت الناظر “البوكو الهادي أسوسه”، الذي توسل لعبدالرحيم دقلو لتجريد قوة الموت التي هاجمت الدبيبات وتسليحها، لم تنجُ أسرته من شر الجنجويد. اقتادوهم مصفدين من الحمادي، خمسة رجال إلى أبوزبد، وأشبعوهم ضربًا، حتى تدخل عبدالرحيم دقلو وأمر بإطلاق سراحهم فورًا، وقال: “إنها نيران صديقة.”
المليشيا، في الحقيقة، لا تفرّق بين صديق وعدو، وإلا لما اعتقلت أسرة الناظر بقادي، الذي بات اليوم يحرض ضد القوات المسلحة، ويصدر البيانات مع عمدٍ ويتوعد الجيش بالويل والثبور.
الجيش صامت، والرجال صدورهم تغلي غضبًا مما يحدث وسيحدث في كردفان، التي اتخذتها المليشيا أرضًا للمعركة والقتل، بعيدًا عن مسرح دارفور.
لقد قضت معارك الأسبوع الماضي على الحياة في قرى كردفان، وكتبت المليشيا، منذ الآن، فشلًا للموسم الزراعي، إذا لم تُحرر الدبيبات والحمادي، ويُفتح طريق الدلنج – الأبيض، ويُرفع الحصار عن جبال النوبة، قبل حلول شهر يوليو، حيث تتساقط الأمطار.
????يوسف عبدالمنان
إنضم لقناة النيلين على واتساب