ارتفاع سعر الدولار أمام الدينار العراقي: تداعيات اقتصادية جديدة
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
مارس 20, 2025آخر تحديث: مارس 20, 2025
المستقلة/- تستمر أسعار صرف الدولار في السوق العراقية بالتذبذب، حيث سجل اليوم الخميس، سعر البيع 148,250 ديناراً مقابل 100 دولار، بينما سجل سعر الشراء 146,250 ديناراً مقابل نفس المبلغ من العملة الأمريكية. هذه التحركات في أسعار الصرف تلقي بظلالها على الاقتصاد المحلي، مما يثير التساؤلات حول أسباب هذا الارتفاع وتداعياته المحتملة.
منذ بداية العام، شهدت الأسواق العراقية تقلبات في سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي، حيث وصل إلى مستويات لم تشهدها الأسواق المحلية منذ فترة. يعد هذا الارتفاع نتيجة لعدة عوامل اقتصادية وتجارية، من أبرزها سياسات البنك المركزي العراقي، الذي يعمل على إدارة الاحتياطيات النقدية وضبط سوق العملة في محاولة للحد من الفروقات الكبيرة في أسعار الصرف بين السوق الرسمية والموازية.
تأثير الزيادة على المواطنينالزيادة في سعر الدولار تؤثر بشكل مباشر على المواطنين العراقيين، لا سيما في ظل الاعتماد الكبير على السلع المستوردة، حيث يؤدي ارتفاع سعر الدولار إلى زيادة أسعار هذه السلع، مما ينعكس على قدرة المواطنين الشرائية. يشهد السوق ارتفاعاً في الأسعار، خاصةً في المواد الغذائية والمنتجات الاستهلاكية، وهو ما يضع ضغوطًا إضافية على الأسر العراقية التي تعاني أصلاً من تحديات اقتصادية.
تأثير الزيادة على القطاعات الاقتصاديةالزيادة في سعر الدولار تؤثر أيضاً على العديد من القطاعات الاقتصادية مثل التجارة و الصناعة و السياحة. في التجارة، يؤدي ارتفاع الدولار إلى زيادة تكلفة الاستيراد، مما يرفع أسعار المنتجات المستوردة بشكل ملحوظ. أما في القطاع الصناعي، فتواجه المصانع المحلية تحديات في توفير المواد الخام المستوردة، مما ينعكس على أسعار الإنتاج، وبالتالي على أسعار السلع المصنعة محليًا.
الآثار على الاستثمار المحلي والدوليمع تزايد سعر الدولار، قد يجد المستثمرون المحليون والدوليون أنفسهم في موقف صعب. فالزيادة في تكلفة الواردات قد تؤدي إلى تراجع الاستثمار في القطاعات التي تعتمد على المواد المستوردة، بينما قد يفضّل بعض المستثمرين الاتجاه إلى أسواق أكثر استقرارًا لتفادي مخاطر تقلبات العملة.
هل هناك إجراءات حكومية؟في ظل هذه الزيادة المستمرة في سعر الدولار، قد يلجأ البنك المركزي العراقي إلى اتخاذ إجراءات تهدف إلى تقليل الفجوة بين السوق الرسمية والموازية. قد تشمل هذه الإجراءات تحسين إدارة الاحتياطي النقدي الأجنبي، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع القطاع المصرفي لتحسين مستوى العرض والطلب على الدولار. كما يمكن أن تستمر الحكومة في تطبيق سياسات تشجيع الصادرات وتقليل الاعتماد على الواردات لتحسين الوضع الاقتصادي.
الخلاصةإن الزيادة في سعر الدولار أمام الدينار العراقي تطرح العديد من التحديات الاقتصادية على الأسواق المحلية. في الوقت الذي يعمل فيه البنك المركزي العراقي على اتخاذ إجراءات لاحتواء هذه الزيادة، فإن المواطن العراقي هو الأكثر تأثراً بهذه التغيرات التي تضع ضغوطًا إضافية على تكاليف المعيشة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: فی سعر الدولار الزیادة فی
إقرأ أيضاً:
أرقام تهوي وثقة تتبخر.. الاقتصاد العراقي يواجه اختبار الركود الأكبر منذ 2003
25 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: تمضي الأسواق العراقية في هبوط حاد نحو حالة من الكساد شبه الكلي، وسط انهيار غير مسبوق في حجم المبيعات وانكماش واضح في الدورة التجارية، ما بات يهدد النسيج الاقتصادي برمته ويثير قلق الأوساط الاستثمارية والمالية، في ظل غياب واضح لإجراءات طارئة تسهم في فرملة هذا التراجع.
وتكشف غرفة تجارة بغداد أن معظم القطاعات، وفي مقدمتها الإنشاء والعقار، تمر بشبه شلل كامل، ما أدى إلى تداعيات خطيرة طالت شركات التموين والنقل وحتى مكاتب الصيرفة التي أصيبت هي الأخرى بالركود نتيجة التذبذب الحاد في سعر صرف الدولار. ويعد تراجع الفارق بين السعر الرسمي والموازي سبباً إضافياً في إضعاف محفزات الإنفاق والسفر.
وتبدو الأزمة ذات بعد بنيوي أكثر مما هي ظرفية، إذ أن انكماش السوق لا يعود فقط إلى سعر الصرف، بل يرتبط بتدهور القوة الشرائية وتراجع الإنفاق العام، وهي مؤشرات تعكس أزمة ثقة متفاقمة في المناخ الاقتصادي برمته. ورغم أن التضخم لا يتجاوز 2.2% بحسب بيانات الربع الأول من 2025، فإن ذلك لم يمنع الأسواق من التباطؤ الحاد، خاصة في القطاعات غير الأساسية.
ويذهب مراقبون إلى أن الأزمة الحالية ترتبط بمنظومة أوسع من المشكلات المتراكمة، تبدأ من غياب السياسات الإنتاجية وتنتهي بضعف الأداء المؤسسي واستمرار هيمنة قوى غير اقتصادية على القرار المالي، وهو ما يشير إلى غياب الفعل الاقتصادي الحقيقي وافتقار الإدارة المالية إلى الحيوية المطلوبة.
ويؤكد اقتصاديون أن العراق، رغم امتلاكه لاحتياطيات مالية تفوق 97 مليار دولار، يواجه تحدياً حقيقياً في تحويل هذه الوفرة إلى قوة دفع للأسواق. فغياب التحفيز الاستثماري الداخلي، وغياب الموازنات التنموية ذات الرؤية الواضحة، وتأخر إقرار المشاريع الكبرى، كلها عناصر ساهمت في تكريس حالة الجمود.
ويبدو أن رهان الحكومة على أدوات كلاسيكية كالإنفاق العام والسياسة النقدية لم يعد كافياً. فالكساد الحالي ليس أزمة سيولة، بل أزمة ثقة وفعالية وإدارة.
ولا يمكن كسر هذا الجمود إلا بخطة إصلاح هيكلي واسعة، تبدأ من تحرير السوق تدريجياً، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية، وتعزيز دور القطاع الخاص النظامي في إدارة عجلة الاقتصاد.
وتتطلب المرحلة القادمة تجاوز الشعارات، والانخراط في إجراءات فعلية لمكافحة الفساد، وإعادة رسم العلاقة بين المؤسسات النقدية والحكومة على أسس مهنية، بما يضمن استقرار السوق وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة لا تظل مرهونة بتذبذب أسعار النفط أو تقلبات الدولار.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts