وجه الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي انتقادات لاذعة لسياسات الرئيس الحالي قيس سعيد في التعامل مع أزمة اللاجئين الأفارقة، معتبرًا أن هذه الأزمة ما هي إلا انعكاس لمأساة أعمق تعيشها البلاد على المستويات السياسية والاقتصادية.

ووصف المرزوقي، في تصريحات نشرها اليوم في صفحته على منصة "فيسبوك"، سياسات سعيد بأنها تعكس "فشلًا في الحفاظ على استقلالية القرار الوطني"، متهمًا إياه بالخضوع لتأثيرات خارجية، لا سيما من الجزائر، التي قال إنها دفعت بالمهاجرين نحو الحدود التونسية دون اعتراض من السلطات.

كما أنه أشار إلى ما وصفه بـ"خضوع سعيد للمصالح الإيطالية" عبر تكليفه بمهمة مراقبة الحدود ومنع تدفق المهاجرين مقابل دعم مالي بسيط.

المرزوقي اعتبر أن العجز عن وقف تدفق المهاجرين أو السماح لهم بالعبور إلى أوروبا يكشف عن "جبن سياسي"، مشيرًا إلى أن سعيد يروج لخطاب عن مؤامرة تستهدف تغيير التركيبة الديموغرافية للبلاد، بينما هو يساهم بنفسه في تفاقم الأزمة.

ودعا المرزوقي إلى تبني حلول إنسانية من خلال إنشاء مخيمات لجوء مؤقتة تتوفر فيها الرعاية الصحية والخدمات الأساسية، على غرار مخيم شوشة الذي أُقيم إبان الثورة الليبية. وأعرب عن أسفه لما وصفه بـ"عجز الدولة عن حماية اللاجئين" وسط اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة من قبل بعض الجهات الأمنية.

وعلى الصعيد المجتمعي، انتقد المرزوقي مظاهر العنصرية التي برزت خلال الأزمة، محذرًا من أن تونس باتت تواجه خطر العزلة على المستوى الأفريقي، ما يهدد علاقاتها الاقتصادية وفرص الاستثمار. وأشار إلى أن دولًا مثل المغرب تبنت سياسات أكثر انفتاحًا تجاه القارة الأفريقية، ما عزز مكانتها الإقليمية.

واستعاد المرزوقي تجربة استقبال تونس لمليوني لاجئ ليبي خلال فترة رئاسته، مشيرًا إلى الإشادة الدولية التي حظيت بها البلاد آنذاك. وختم بدعوة التونسيين إلى استعادة قيم التضامن والإنسانية، مؤكدًا أن تونس تستحق مستقبلًا أفضل بعيدًا عن مظاهر العار والانهيار الأخلاقي، كما قال.



وبوتيرة شبه أسبوعية تعلن السلطات التونسية عن إحباط محاولات هجرة غير نظامية إلى سواحل أوروبا وضبط مئات المهاجرين، من تونس أو دول أفريقية أخرى.

وتعد محافظة صفاقس (جنوبا) نقطة مهمة أمام المهاجرين غير النظاميين، للوصول إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية التي تبعد نحو 130 كيلومترا عن السواحل التونسية.

وسبق للرئيس قيس سعيّد أن تحدث عن الوضع في صفاقس قائلا إن البلاد "لا تقبل أن يقيم على أراضيها من لا يحترم قوانينها، ولا أن تكون دولة عبور (باتجاه أوروبا) أو أرض توطين لمواطني دول أفريقية معينة".

وذكر الرئيس التونسي أن "هناك شبكات إجرامية مسؤولة عن عمليات الهجرة غير النظامية إلى صفاقس"، بحسب بيان للرئاسة التونسية.

وتتعرض تونس لضغوط أوروبية متصاعدة لممارسة المزيد من الرقابة على شواطئها ومنع قوارب الهجرة من المغادرة.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية التونسي تصريحات سياسات تصريحات تونس سياسات المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

سياسات ترامب تحرم سيدات كوبا من المشاركة في بطولة لكرة الطائرة

استُبعد منتخب كوبا للسيدات بكرة الطائرة من المشاركة في بطولة تُقام في بورتوريكو، بعد رفض الولايات المتحدة منح تأشيرات للاعبات المنتخب وأعضاء الجهاز الفني.

وتستضيف بورتوريكو – التي تُعد إقليما تابعا للولايات المتحدة – نهائيات الأربعة الكبار لاتحادات أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي للكرة الطائرة "NORCECA Final Four" في الفترة ما بين 16 إلى 21 يوليو/تموز القادم، بمشاركة منتخبات المكسيك وكوستاريكا وفريق البلد المضيف وانضم إليهم ترينيداد وتوباغو بعد استبعاد كوبا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2شاهد.. لاعب كاميروني يرتكب أغرب الأخطاء في تاريخ كرة السلةlist 2 of 2شاهد.. ملاكم يتعرض لصعقة كهربائية أثناء احتفاله بالفوزend of list

وأكد الاتحاد الكوبي لكرة الطائرة في بيان رسمي أن الولايات المتحدة رفضت منح تأشيرات لـ16 عضوا من البعثة.

Gobierno de Estados Unidos vuelve a impedir a #Cuba su presencia en una lid deportiva, al negar las visas al equipo de voleibol femenino para participar, en Puerto Rico, en el torneo Final Four de Norceca. pic.twitter.com/CZt8znahIk

— El Acere D'Cuba???????????? (@DaisbelFerrer) June 27, 2025

وجاء في البيان "يعلن الاتحاد الكوبي لكرة الطائرة أن السفارة الأميركية في هافانا رفضت منح التأشيرات لجميع أعضاء الوفد المقرر مشاركته في بطولة نورسيكا فاينال فور للسيدات المقرر إقامتها في بورتوريكو من 16 إلى 21 يوليو".

وأوضح "شمل القرار 16 عضوا هم 12 لاعبة ومدربين اثنين وحكم ومدير إداري، وهذا يُعد مخالفا للالتزامات التي تقع على عاتق الدول المستضيفة للأحداث الرياضية الدولية، إذ تُمنع كوبا من المشاركة في بطولة تُعد محطة أساسية للتأهل إلى دورة ألعاب أميركا الوسطى والكاريبي 2026 وتؤثر في التصنيف القاري والعالمي".

وختم البيان "إنها خطوة غير عادلة وتمييزية وتتنافى مع مبادئ الرياضة، وتضاف إلى أحداث سابقة ضد بعثات رياضية أخرى خلال هذا العام، ما يعزز الشكوك حول نوايا الدولة التي ستستضيف الألعاب الأولمبية عام 2028. قمنا بإحاطة المنظمين علما بما حدث".

إعلان

من جهته انتقد وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز باريا هذا القرار عبر حسابه الرسمي بمنصة إكس وعدّه "جزء من القيود العنصرية الكارهة للأجانب" التي وضعها نظيره الأميركي، والذي يُعيق تطوّر الرياضة الكوبية من وجهة نظره.

Denegación de visados por gobierno EEUU a equipo voleibol femenino #Cuba para torneo en #PuertoRico, es parte de lista racista y xenófoba de restricciones visas elaborada por Secretario de Estado.

Busca impedir desarrollo deporte cubano, al que ya limita con bloqueo recrudecido. pic.twitter.com/KMbDJhbpPx

— Bruno Rodríguez P (@BrunoRguezP) June 27, 2025

بدوره عبّر سيزار ترابانكو رئيس الاتحاد البورتوريكي للكرة الطائرة عن انزعاجه الشديد لاستبعاد المنتخب الكوبي بسبب هذا القرار قائلا "غياب كوبا القوة التاريخية في الكرة الطائرة بقارتنا يشوه الروح التنافسية التي نعتز بها".

ولا تُعد هذه المرة هي الأولى التي يُحرم فيها الرياضيون من كوبا من دخول الولايات المتحدة منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي، لولاية ثانية.

ففي مارس/أذار الماضي حُرم منتخب كوبا لكرة السلة من خوض مباراة تصفيات كأس أميركا في بورتوريكو، وفي الشهر نفسه مُنع 12 رياضيا من نفس الدولة من المشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات فلوريدا، بسبب رفض منحهم التأشيرات.

وأثار هذا الإجراء مخاوف متزايدة لدى مسئولو الاتحاد الكوبي لكرة الطائرة بشأن المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية القادمة المقررة في لوس أنجلوس عام 2028.

يُذكر أن بورتوريكو تعد إقليما تابعا للولايات المتحدة منذ القرن الـ19، الأمر الذي يجعل القرارات الدبلوماسية المتعلقة بها خاضعة لسياسيات لحكومة الأميركية، رغم امتلاك الجزيرة منتخباتها الوطنية المستقلة في الرياضات المختلفة.

مقالات مشابهة

  • الرئيس التونسي يُشيد بالدور البنَّاء لسلطنة عُمان في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي
  • الرئيس التونسي يستقبل وزير الخارجية
  • عُمان.. سياسات حكيمة للتحوط من تقلبات النفط
  • سياسات ترامب تحرم سيدات كوبا من المشاركة في بطولة لكرة الطائرة
  • وداعًا يا مريم.. قصة الفراشة التي اختطفها البحر في تونس
  • عطلة صيفية تتحول إلى مأساة .. تفاصيل غرق الطفلة التونسية مريم علي شاطئ عين غرنز
  • ما هي الدولة الأوروبية التي تعيد معظم المهاجرين غير الشرعيين؟
  • هل غرقت في الأعماق؟.. قصة الطفلة مريم التي اختفت وسط البحر في تونس
  • على هامش مؤتمر تمويل التنمية.. مدبولي يلتقي رئيسة الحكومة التونسية
  • مدبولي يلتقي رئيسة الحكومة التونسية ويؤكد دعم مصر لمسار الإصلاح بتونس